الخليج الجديد:
2024-06-29@22:35:24 GMT

العراق و«عدالة» قانون النفط

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

العراق و«عدالة» قانون النفط

العراق و«عدالة» قانون النفط

عجزت الحكومات المتعاقبة طيلة 18 عاماً الماضية عن إصدار قانون للنفط والغاز، نتيجة تفاقم الخلافات السياسية حول اقتسام الثروة.

المادة 112 تفرّق بين الحقول الحالية واللاحقة، بما يعني عدم أحقية الحكومة المركزية بالمشاركة في إدارة كل الحقول التي اكتشفت بعد إقرار الدستور.

فرق كبير بين حصة كردستان والبصرة من الموازنة الاتحادية، ففي حين تبلغ حصة كردستان 13 تريليون دينار لا تتجاوز حصة البصرة 1.

1 تريليون دينار.

إذا كان إقليم كردستان ينتج أقل من 500 ألف برميل يومياً، فإن محافظة البصرة تنتج 3 ملايين برميل يومياً، وذلك من أصل 4.2 مليون برميل يومياً هي إنتاج العراق.

تواجه الحكومة خلافات سياسية تتعلق بتفسير مواد الدستور المتصلة بعمليات الإنتاج وتسويقه وإدارة العائدات، والعقود التي يجب اعتمادها مع الشركات الأجنبية.

* * *

بما أن العراق ما يزال يتعامل بقوانين مجلس قيادة الثورة السابق، وقد عجزت الحكومات المتعاقبة طيلة 18 عاماً الماضية عن إصدار قانون للنفط والغاز، نتيجة تفاقم الخلافات السياسية حول اقتسام الثروة.

فقد تعهدت حكومة محمد شياع السوداني منذ تشكيلها في أكتوبر الماضي، بإعداد هذا القانون وإحالته إلى مجلس النواب تمهيداً لإصداره خلال 6 أشهر، لا سيما أن هذا التشريع يعتبر جزءاً رئيسياً من الاتفاق السياسي الذي أبرمته الأطراف المشاركة في تحالف «إدارة الدولة» المشكِّل لهذه الحكومة.

ومما يؤكد أهميةَ إقراره، خطورةَ وجود فراغ قانوني في إدارة قطاع النفط والغاز، مستمر منذ نحو عقدين، وهو أمر غير مقبول في بلد يمتلك رابع أكبر احتياطي في العالم، ويمثل ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة «أوبك»، وفيه احتياطات من الغاز تجعله في المرتبة 12 عالمياً.

لكن حكومة السوداني الآن، في الشهر العاشر من حكمها، لم تتمكن من إنجاز هذا القانون، وهي تواجه خلافات سياسية تتعلق بتفسير المواد الدستورية التي تخص عمليات الإنتاج وتسويقه وإدارة العائدات، وكذلك العقود التي يجب اعتمادها مع الشركات الأجنبية.

وقد أطلقت حواراً فنياً وسياسياً، يشارك فيه قادةٌ من الكتل السياسية ووزراء الخارجية والنفط والصناعة ومسؤولون من إقليم كردستان وعدد من خبراء النفط والغاز. مع التأكيد على التزامها بإصداره، كونه ضمن المنهاج الوزاري الذي صوت عليه مجلس النواب، لضمان «التوزيع العادل للثروة النفطية»، ويعتبر السوداني أنه «يمثل عامل قوة ووحدة للعراق، والعراقيون اليوم بأمس الحاجة لتشريعه، للاستفادة من ثرواتهم الطبيعية».

وفي ضوء تطور الحوار، تتفاءل مصادر حكومية بإكمال هذا الإنجاز «التاريخي»، وإحالة مسودة القانون إلى البرلمان لقراءته ثم التصويت عليه. لكن مصادر سياسية ونفطية تشكك في هذا التفاؤل، وتتوقع استمرار الخلاف بين الكتل والأحزاب، بما يؤدي إلى تمديد مشاورات الحوار حتى العام المقبل.

ولعل أبرز العوائق تكمن في الاختلاف حول تفسير بعض المواد الدستورية، ففي حين تنص المادة 111 من الدستور على أن النفط والغاز ملك لجميع أفراد الشعب العراقي في جميع الأقاليم والمحافظات، يلاحظ أن المادة 112 تفرّق بين الحقول الحالية واللاحقة، بما يعني عدم أحقية الحكومة المركزية بالمشاركة في إدارة كل الحقول التي اكتشفت بعد إقرار الدستور.

وانطلاقاً من أن العراق بلد فيدرالي وليس كونفيدرالياً، وثروته ملك للشعب، تبقى المشكلة في تحقيق «التوزيع العادل للثروة». ومن هنا تواجه حكومة بغداد تحديات «الفيدرالية النفطية»، لا سيما مع دخول الكتل السياسية «ساحة المنافسة»، وتوسيع صلاحيات المناطق، لتمكينها من تحقيق التنمية المستدامة والقضاء تدريجياً على الفقر الذي يعاني منه سكانها.

هذا مع العلم أن هذا التطور قد يدفع المحافظات غير المنتجة للمطالبة باستخراج النفط من مناطقها، في إطار تحقيق الإنماء المتوازن، الأمر الذي يُفقد الصناعةَ النفطيةَ الوطنيةَ تماسكَها ووحدتَها.

وإذا كان إقليم كردستان ينتج أقل من 500 ألف برميل يومياً، فإن محافظة البصرة تنتج 3 ملايين برميل يومياً، وذلك من أصل 4.2 مليون برميل يومياً هي مجموع الإنتاج العراقي. لكن يظهر الفرق الكبير بين حصة كل منهما في الموازنة الاتحادية، ففي حين تبلغ حصة الإقليم 13 تريليون دينار لا تتجاوز حصة البصرة 1.1 تريليون دينار. ويحذر نواب محافظة البصرة من الغبن والاستخفاف بحقوقها المشروعة، لدورها التاريخي والاستراتيجي والمستقبلي في حياة العراق والعراقيين.

*عدنان كريمة كاتب لبناني متخصص في الشؤون الاقتصادية

المصدر | الاتحاد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العراق النفط كردستان البصرة قانون النفط الموازنة الاتحادية الخلافات السياسية تریلیون دینار برمیل یومیا

إقرأ أيضاً:

أسعار النفط تنخفض وسط مخاوف من تباطؤ الطلب في أمريكا

العُمانية "وكالات": بلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر أغسطس القادم 84 دولارًا أمريكيًّا و64 سنتًا. وشهد سعر نفط عُمان اليوم ارتفاعًا بلغ 4 سنتات مقارنة بسعر يوم الأربعاء البالغ 84 دولارًا أمريكيًّا و60 سنتًا. تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر يونيو الجاري بلغ 89 دولارًا أمريكيًّا و30 سنتًا للبرميل، مرتفعا 10 دولارات أمريكية و81 سنتًا مقارنةً بسعر تسليم شهر مايو الماضي.

على الصعيد العالمي تراجعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم بعد زيادة مفاجئة في المخزونات الأمريكية عززت المخاوف من تباطؤ الطلب في أكبر مستهلك للنفط، وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 30 سنتا بما يعادل 0.4 بالمائة إلى 84.17 دولار للبرميل. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 32 سنتا أو 0.4 بالمائة إلى 80.58 دولار للبرميل. وكان الخامان القياسيان قد سجلا ارتفاعا طفيفا عند التسوية الأربعاء. وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات البلاد من النفط الخام الأسبوع الماضي بواقع 3.6 مليون برميل، وهو ما فاجأ المحللين الذين استطلعت رويترز آراءهم وتوقعوا تراجعا بمقدار 2.9 مليون برميل. كما زادت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة 2.7 مليون برميل، مقارنة مع توقعات المحللين بانخفاض بمليون برميل.

مقالات مشابهة

  • نفطهم يكفيهم لعشرات السنين
  • إنتاج النفط الأميركي والطلب عليه عند أعلى مستوى في 4 أشهر
  • سعر برميل النفط الكويتي يرتفع 24 سنتا ليبلغ 87.14 دولار
  • حين يصبح الشرف سلاحاً: مأساة النساء في العراق
  • “الدبيبة” يبحث الميزانية التنموية ويتابع قطاع النفط والغاز
  • أسعار النفط تنخفض وسط مخاوف من تباطؤ الطلب في أمريكا
  • "BP" البريطانية توجه تركيزها مجددا نحو النفط
  • الحراك الشعبي:أنبوب نفط البصرة-عقبة لإيصال نفط العراق إلى مصر وإسرائيل
  • أسعار النفط تنخفض عالميا
  • انخفاض طفيف بأسعار خام البصرة مع تراجع النفط العالمي