قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من تشرين الثاني، يحط الوسيط الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين في بيروت اليوم. وبانتظار معرفة ما في جعبته ومدى نجاج مهمته بعد ليل القصف الاسرائيلي العنيف الذي استهدف الضاحية والجنوب والبقاع، فإن زيارته تأتي عقب الرسالة التي بعث بها عضوا الكونغرس الأميركي من أصل لبناني، دارين لحود وداريل عيسى، إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، حيث أملا وفق ما جاء في الرسالة "أن نرى الضغط الذي نعتقد أنه مطلوب الآن من أجل أن ينتخب البرلمان رئيساً للجمهورية يكون الأفضل لشعب لبنان ويعمل نحو مستقبل سلمي قائم على أساس قرار الأمم المتحدة 1701 والاتفاقيات الدولية الأخرى.

فلا يمكن للنخب السياسية الاستمرار في العمل خدمة لمصالحها الخاصة في وقت يحتاج فيه الشعب اللبناني إلى دعم كبير. ووفق ما جاء في الرسالة فإن " على مدى الـ 20 شهرًا الماضية، عرقل رئيس البرلمان نبيه بري بشكل خاص العملية الانتخابية ومن الواضح أنه لا يعمل لصالح لبنان وشعبه. ولا يزال يشكل عقبة رئيسية أمام فتح البرلمان، ويجب أن يُنظر إلى هذا وأي منع متعمد لانتخابات رئاسية في الوقت المناسب على أنه ضار بشكل كبير لمواطني لبنان وإمكانية تعافيهم المستقبلي".

ويعتقد لحود وعيسى أن انتخاب رئيس ليس مجرد مسألة ثانوية في الصراع الحالي، بل هو أمر مركزي لمستقبل لبنان. من دون وجود رئيس، وحكومة تعمل بشكل كامل، يُحرم الشعب اللبناني من صوت وطني ويفتقر إلى هيكل قيادي واقعي للتفاوض حول جهود السلام على الحدود الجنوبية. ولذلك يجب على الولايات المتحدة أن تستخدم وزنها الدبلوماسي من أجل الدفع نحو إعادة تكوين المؤسسات، من خلال مجموعة الدول الخمس (Quint)، واقتصاديا من خلال فرض عقوبات ذات مغزى. كما يجب على الولايات المتحدة أيضاً أن تكون مستعدة لاستخدام كل الأدوات المتاحة لديها لمراجعة وتجميد الأصول بما في ذلك الأصول بالدولار وغيرها داخل الولايات المتحدة لأولئك الذين يواصلون عرقلة العملية الانتخابية.

ويعتبر عضوا الكونغرس أن حزب الله اليوم ضعيف بشكل ملحوظ من خلال استهداف مقاتليه وقيادته، ويجب على الولايات المتحدة المضي قدماً في الضغط المباشر على رئيس البرلمان والبرلمان اللبناني، وقادة سياسيين آخرين للعمل بسرعة وإجراء انتخابات رئاسية فورية. فأي تأخير مستمر من قبل رئيس البرلمان أو غيره في عرقلة الدستور وعقد جلسة برلمانية مفتوحة وعادلة لانتخاب رئيس،أمر غير مقبول.

وفق مصادر سياسية متابعة للتحركات الأميركية، فإن واشنطن تعمل لفرض معادلات جديدة على المستوى السياسي في لبنان، وأن الحراك الأميركي اليوم منصب أولا على انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن وأن ضغوطاً سوف تمارس على لبنان من أجل فتح الرئيس بري المجلس النيابي وانتخاب رئيس، مع إشارة المصادر إلى أن الادارة الأميركية الراهنة تستغل ما يقوم به الإسرائيليون في لبنان من اعتداءات وقصف وتدمير ممنهج للقرى والبلدات الجنوبية للضغط من أجل انتخاب رئيس لبناني جديد، فالوضع الحالي يشكل فرصة لكسر الجمود الرئاسي،قبل الدفع لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، والذهاب إلى انتخاب رئيس تنطبق عليه المواصفات المطلوبة لجهة أن لا يستفز أي فريق وأن يحظى بثقة المجتمع الدولي للوصول إلى وقف إطلاق النار وتطبيق القرارات الدولية.

في المقابل، ترى مصادر سياسية أخرى أن هوكشتاين سوف يعيد طرح إضفاء بعض التعديلات على القرار الدولي 1701 لجهة توسيع صلاحيات اليونيفيل ومهامها في المراقبة والمداهمة متى وجدت ذلك ضرورياً ومن دون التنسيق مع الجيش، وسيستمع إلى موقفي رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي في هذا الخصوص، علماً أن لبنان الرسمي لن يرضخ لأية شروط تصب في مصلحة إسرائيل، فرئيس الحكومة ينطلق في مقاربته لأي حل لوقف إطلاق النار، من التزام لبنان بالقرار الدولي 1701 بكل مندرجاته والذي وافق عليه حزب الله، ومن اتفاق الطائف الذي ينص على بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية. أما رئيس المجلس فيشدد من جهته على أن هناك إجماع لبناني على القرار 1701، ويرفض أي تعديلات عليه زيادة أو نقصان وان كانت لديه قناعة برغبة واشنطن في وقف النار في لبنان قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وفي سياق متصل، تعول هذه المصادر على ما يمكن أن تخرج به المبادرة العربية الخماسية تجاه لبنان والتي تعمل على أولوية وقف إطلاق النار أولا وثانياً انتخاب رئيس، حيث يفترض أن يعقد وزراء خارجية مصر، الأردن، قطر، السعودية، والإمارات،قريباً اجتماعاً لهم لاستكمال البحث في الوضع اللبناني علماً أن الولايات المتحدة ليست بعيدة عن هذا التحرك العربي وتدعمه. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الولایات المتحدة وقف إطلاق النار انتخاب رئیس من أجل

إقرأ أيضاً:

الخازن: لا مانع من ان يكون الرئيس توافقيا

اعتبر النائب فريد هيكل الخازن ان "إسرائيل لم يعد لديها محرمات"، مشيراً إلى أنها "تضرب بإجرام ووحشية وتنتهك سيادة لبنان في كل مكان حيثما كان لها هدف، والعالم يشهد حربًا من نوع مختلف، حيث أصبح كل مكان مستباحاً ومغطى دولياً وأميركياً".

وقال الخازن في مقابلة عبر قناة ال "أو تي في": "ان إسرائيل تتصرف بشكل إجرامي ووحشي من دون أي مراعاة للسيادة أو القانون الدولي"، مشيراً إلى أن "الأحداث الجارية تُظهر أن الحزب ما زال قادراً على التهديد والوصول إلى عمق إسرائيل"، في إشارة إلى استهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتحدّث عن احتمالين للأوضاع الراهنة: الأول هو فرض وقف إطلاق النار بضغط أميركي، وهو احتمال يستبعده بسبب قرب انتهاء ولاية الإدارة الأميركية الحالية. أما الاحتمال الثاني فهو تصاعد العمليات العسكرية من قبل حزب الله في العمق الإسرائيلي، مما قد يؤدي إلى تهدئة ووقف لإطلاق النار.

ولفت الخازن إلى زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى روما، معتبراً إياها "فرصة مهمة لنقل معاناة اللبنانيين إلى البابا فرنسيس وطلب مساعدته في موضوعين: أولهما السعي نحو وقف إطلاق النار، وثانيهما المساعدة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية"، معتبراً أن "هذا قد يكون مدخلاً لحل الأزمة".

ورأى أن "مسألة وقف إطلاق النار لن تأتي إلا ضمن حل شامل لتجميد النزاع، قد يشبه اتفاقية الهدنة أو فك النزاع"،  مؤكدا أن "مصلحة اللبنانيين اليوم، سواء كانوا مسيحيين أو غيرهم، هي في انتخاب رئيس جديد للجمهورية"، مشدداً على أن "هذا الانتخاب ممكن ان يشكّل مدخلاً إلى حل دائم نتيجة التفاوض الذي قد يقوده رئيس الجمهورية". 

وتناول الخازن خلال مداخلته التحديات التي تواجه الانتخابات الرئاسية، موضحاً أن "هناك فرقاً بين عدم انتخاب مرشح وبين فرض "فيتو" عليه"، مشيرا إلى أن "لبنان مبني على الشراكة الوطنية والدور الريادي للمسيحيين، خصوصاً الموارنة"، مضيفا "أن الشغور الرئاسي الذي شهده لبنان خلال السنوات العشرين الماضية، حيث كان البلد بدون رئيس لمدة ٤٠ بالمئة من الوقت، على عكس رئاستي مجلس النواب ومجلس الوزراء التي لم تشهد اي فراغ، هو ما يشكّل خلاً كبيراً في الميثاقية والشراكة الوطنية الامر الذي يتطلب بحثا وحوارا هادئا في الدستور لايجاد حل لهذه المسألة".

بالتوازي، عبّر الخازن عن ان "لا مانع من ان يكون الرئيس توافقيا يجمع أكبر عدد من الأحزاب لا بل ان ذلك يتناسب مع المصلحة الوطنية، إلا أنه في حال عدم امكان توفّر ذلك لا بد من الذهاب الى الانتخاب الديموقراطي كما نصّ الدستور بما لا يسمح بتعطيل البلاد". 

وأكد أن "الحديث الحالي عن المرشحين هو مجرد تحليل غير دقيق، وأن الاستحقاق الرئاسي لم ينضج بعد"، لافتا إلى أن "التصريحات الإيرانية الأخيرة بشأن الوضع في لبنان نابعة من غياب رئيس الجمهورية أو الشروط الموضوعة لانتخاب".

ودعا الخازن إلى أن "قمة سياسية بعد القمة الروحية تجمع القادة السياسيين من اجل حماية وحدة لبنان في هذا الظرف العصيب"، مشيرا إلى "دور بكركي والبطريرك الراعي في حماية لبنان الكبير"، مؤكداً أن "البطريركية المارونية، كما فعلت في السابق، تدعو دائماً إلى لمّ الشمل الوطني بما يحمي سيادة لبنان وكرامته".

وشدّد على أن "إسرائيل، بعد عدوانها العسكري، تحاول اليوم زرع الفتنة في لبنان"، معتبراً أن "هذا الخطر أكبر من القصف نفسه" كاشفاً عن "قمة روحية اخرى يعزم البطريرك الراعي على عقدها مستقبلاً في بكركي وهي تحديداً لمناقشة مسألة النازحين وخلق تضامن بين النازحين والمجتمعات المضيفة".

مقالات مشابهة

  • انتخاب الرئيس يتقدم على وقف النار في لقاءات هوكشتاين
  • العاهل الأردني لوفد أمريكي : يجب وقف إطلاق النار بشكل فوري في غزة ولبنان
  • اسايش اربيل تحذر من اطلاق النار خلال الاحتفالات بعد انتهاء الانتخابات
  • رئيس البرلمان الإيراني: خامنئي هو الركيزة الأساسية للبنانيين
  • إبراهيم منيمنة: نتنياهو يستغل فرصة انشغال الولايات المتحدة ويشن عمليات عسكرية بلبنان
  • الخازن: لا مانع من ان يكون الرئيس توافقيا
  • بسب خلافات عائلية.. أطلق النار على زوجته في طرابلس
  • ميقاتي: الحل الدبلوماسي يجب أن يتقدم على الحرب ووقف النار أولوية
  • جعجع: أسرع طريقة لوقف إطلاق النار هي انتخاب رئيس