عقد جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، اليوم ورشة عمل حول التطبيق الإلكتروني «سمك نت» المخطط إنشاؤه من خلال مشروع « دعم تربية الأحياء المائية» المستدامة من أجل التنمية الاقتصادية في مصر بالتعاون مع وكالة التعاون الدولي اليابانية «جايكا»، بحضور اللواء الحسين فرحات المدير التنفيذي للجهاز ومدير المشروع الدكتور أحمد سني الدين رئيس الإدارة المركزية للإنتاج والتشغيل ومجموعات عمل المشروع من الجانبين المصري والياباني ومكتب جايكا مصر وبتشريف لفيف من الشركات العاملة في مجال تصنيع الأعلاف السمكية منها Aller Aqua، Elwataneya، CPC، Haid، ِAbo Donkol، My Feed كما حضر ممثلي الشركات العاملة في مجال الأدوية البيطرية منها DSM، ِAvalon، ُEgavit وشركة UCCMA لتصنيع الأعلاف والأدوية البيطرية.

بدأت ورشة العمل بكلمة ترحيبية ألقاها المدير التنفيذي للجهاز موضحاً أهداف المشروع المتمثلة في تعزيز استدامة قطاع تربية الأحياء المائية إلى جانب المساعدة في تنمية الموارد البشرية وتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر واليابان وذلك عن طريق الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لدعم الممارسات المستدامة، وتحسين إدارة الموارد، وتمكين المجتمعات التي تعتمد على تربية الأحياء المائية.

ويمثل هذا التعاون بين الجايكا والجهاز خطوة مستقبليه هامه من حيث استخدام أدوات مبتكرة وتكنولوجيا الحلول الرقمية لمواجهة التحديات التي تواجه قطاع تربية الأحياء المائية لدينا كما سلط سيادته الضوء على حرص لجهاز لدعم أواصر التعاون وتعزيز العلاقات مع مختلف الشركات العاملة في المجال مشيداً بدورهم الفعال في تنمية القطاع السمكي ما يساهم حتماً في تحقيق استراتيجية الجهاز ومن ثم رؤية مصر 2030.

وأشار الحسين في كلمته إلى ما بذله الجهاز من جهود كبيرة خلال العامين الماضيين حيث تم البدء في تنفيذ منظومة التكويد للمزارع وتطبيق منظومة الأمان الحيوي وإصدار مواصفة خاصة بتربية الاحياء المائية وتسيير قوافل بيطرية للمرور على المزارع وتقديم الارشاد السمكي كما تم تأهيل جميع المعامل المتخصصة بالجهاز مما اسفر عن توصية لجنة الإيجاك بحصول المعامل على شهادة الايزو 17025 نظرا لما تم من تطوير وتواجد أحدث الأجهزة الخاصة بكل ما يتعلق بالثروة السمكية وناشد الحسين الساده الحضور من الشركات العاملة في المجال بالعمل على قلب رجل واحد من خلال منظومة متكاملة بهدف وضع بلدنا الحبيب مصر في المكانة التي تستحقها وتطوير منظومة الثروة السمكية في مصر.

تلا ذلك كلمة الدكتور أحمد سني الدين مدير المشروع والتي أثنى خلالها على جهود الجايكا لتعزيز التعاون الدولي مع مصر حيث تتمتع بتاريخ حافل من بناء القدرات ونقل التكنولوجيا للعديد من القطاعات كما أعرب عن امتنان الجهاز للدعم والخبرة التي تقدمها الجايكا، حيث أسهمت توجيهاتها الهامة في وضع الأساس لورشة العمل هذه، والأهم من ذلك، في تحقيق اهدافنا لبناء مستقبل افضل لإدارة تربية الأحياء المائية من خلال الحلول الرقمية كما أشار في كلمته إلى مكونات المشروع المتمثلة في انشاء نموذج للاستزراع التكاملي بمحافظة كفر الشيخ وكذا نظام اعتماد المزارع وإصدار شهادات الاعتماد الدالة على جودة المنتج السمكي محلياً ودولياً هذا بالإضافة الى انشاء التطبيق الالكتروني محل النقاش خلال هذه الورشة.

مكونات مشروع دعم تربية الأحياء المائية

بدا ساساكي أحد أعضاء فريق عمل الجايكا عرضه التقديمي الذي تناول مكونات المشروع وهي:

1- تعزيز قدرات مهندسي الاستزراع السمكي بالجهاز من أجل تربية الأحياء المائية المستدامة

2- تعزيز خدمات الإرشاد في مجال تربية الأحياء المائية

3-. إنشاء مشروع تجريبي يعتمد على الاستخدام الأمثل للمياه في تربية الأحياء المائية

4- إنشاء نظام الشهادات الوطنية Egy-GAP

5- تعزيز الوضع الاقتصادي لأصحاب المصلحة على طول سلسلة القيمة

وألقى ساساكي الضوء على أهمية تعزيز التواصل بين مزارعي الأسماك ومهندسي الاستزراع السمكي بالقطاعين الحكومي والخاص وما لذلك من دور هام لدعم قطاع تربية الاحياء المائية وتطبيق أفضل الممارسات حيث نشأت فكرة التطبيق الإلكتروني «سمك نت» بهدف ضمان التواصل السلس بين مزارعي الأسماك ومهندسي تربية الأحياء المائية، اتاحة المعلومات الفنية المتعلقة بتربية الأحياء المائية لمزارعي الأسماك، ربط أصحاب المصلحة المعنيين بصناعة تربية الأحياء المائية، اكتشاف فرص عمل جديدة.

وأشار ساساكي إلى مميزات التطبيق لمزارعي الأسماك حيث يمكنهم من العثور على المزيد من خيارات الاتصال بمهندسي الاستزراع السمكي والحصول على الخدمات الفنية من عدة جهات إضافة إلى إمكانية التواصل مع مزارعي الأسماك ذوي الخبرة الآخرين والوصول إلى المزيد من الشركات التي تتعامل في منتجات تربية الأحياء المائية. ولا تقتصر مميزات التطبيق على مزارعي الأسماك فقط بل يحقق مميزات أخرى لمهندسي الاستزراع السمكي بالقطاعين الحكومي والخاص حيث يمكن تلقي المزيد من الاستفسارات من مزارعي الأسماك مع الاستجابة السريعة لهم، اتاحة بعض المعلومات عن مزارعي الأسماك مما يسمح بالعثور على عملاء جدد علاوة على تقديم الخدمة الفنية بتكلفة أقل وتوفير المعلومات الإدارية المتعلقة بتربية الأحياء المائية بسهولة.

تخلل الورشة عرض تقديمي من شركة «أرقى» وهي شركة رائدة للتسويق الرقمي في مصر تقدم كافة خدمات التسويق الرقمي وقد حققت مبيعات عالية في مصر والسعودية والإمارات وقد استعرضت «أرقى» الشكل المبدئي للتطبيق ومحتواه مشيرة إلى إمكانية تعديله وتطويره في أي وقت حيث أوضحت الشركة أن التطبيق يمكن أن يؤدي إلى تنشيط قطاع تربية الأحياء المائية وخطوة فاعلة نحو ربط أصحاب المصلحة على طول سلسلة القيمة.

في ختام اللقاء دارت المناقشات بين الحضور حيث ادلى البعض منهم بتعليقاته ومقترحاته لجعل التطبيق اكثر فعالية ثم عقب المدير التنفيذي مؤكداً على ضرورة تكاتف جهود الجهاز كجهة حكومية معنية بالقطاع السمكي مع الشركات العاملة في المجال حيث يجب توحيد الرؤية لتقديم الخدمة اللائقة لمزارع الأسماك والارتقاء بجودة المنتج المصري.

يعد هذا التطبيق خطوة فاعلة نحو دعم أواصر التعاون وتعزيز العلاقات بين الجهاز ومختلف الشركات العاملة في المجال كما يعد نقطة الانطلاق للربط بين أصحاب المصلحة من مزارعي الأسماك إلى مهندسي تربية الأحياء المائية والأطباء البيطريين وتجار الجملة وتجار التجزئة والمستهلكين وشركات إنتاج الأعلاف والأدوية إضافة إلى كونه أداة ارشادية وتعليمية هامة تجمع جميع القوانين والإجراءات الخاصة بتنفيذ مشروعات الاستزراع السمكي والتي تسهل على المستخدم الوصول للبيانات والإرشادات التي يحتاج اليها سواء في فترات الإعداد لإنشاء المزرعة او خلال عملية التربية كاملة ويتوقع ان يكون التطبيق بمثابة أداة قوية لضمان صحة واستدامة مواردنا السمكية مستقبلا وحلقة وصل بين جميع أصحاب المصلحة على طول سلسلة القيمة.

اقرأ أيضاً«الزراعة» تطلق 14 منفذا متحركا لبيع المنتجات والسلع الغذائية للمواطنين بالإسكندرية

وزير الزراعة: إزالة 17 ألف حالة تعديات على الأراضي الزراعية مع مصادرة المعدات في 3 أشهر

وزير الزراعة: 9.2 مليار دولار صادرات زراعية وخطط جديدة لتنمية القطاع حتى 2027

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجايكا اليابانية جهاز حماية البحيرات والثروة السمكية حماية البحيرات والثروة السمكية مجال تربية الاحياء المائية تربیة الأحیاء المائیة الاستزراع السمکی أصحاب المصلحة قطاع تربیة فی مجال

إقرأ أيضاً:

فلسفة الأحياء التخليقية

 

 

 

أ.د. حيدر بن أحمد اللواتي **

قد يتساءل البعض ما الذي يدفع بعض العلماء إلى الإقدام على تغيير جينات الكائنات الحيّة، ودون خشية من حدوث ما لا يُحمد عقباه، والجواب لا شك في أن الفضول العلمي يشكل أحد الدوافع المهمة لهم، لكن بالمقابل، هناك عدد من هؤلاء العلماء والكثير من الفلاسفة الماديين يؤمنون بأن الطبيعة عمياء ولا موجه لها، ولهذا فالكائنات الحية الموجودة إنما هي نتيجة لصدف عشوائية، وليس لتخطيط إلهي موجه، ومن هنا فإن جميع الكائنات يمكننا تعديلها وتغييرها نحو الأفضل وتحسين أدائها، وإذا أمكننا القيام بذلك فإن ذلك يعني صحة نظرياتهم المادية والتي تنفي وجود خالقٍ خلقَ الخلقَ بأحسن صورة وأقوم هيئة.

وبعض الماديين يرى أن الهدف النهائي لهذه البحوث هو الوصول إلى خلق كائن حي من مادة غير حية تماما، فالسؤال الذي كانت البشرية تبحث عن إجابة له وهو كيف بدأت الحياة على كوكب الأرض، يبدو أنه سؤال صعب جدا ولا يمكننا الوصول إلى إجابة واضحة له، لكنهم يرون أن الهدف من كيفية نشأت الحياة على كوكب الأرض هو محاكاة الطبيعة ومحاولة خلق الحياة بنفس الطريقة التي تم فيها خلق الحياة من قبل، وهؤلاء يرون أن تصنيع الحياة وخلقها أمر ممكن القيام به من خلال الغوص في بحوث علم الأحياء التخليقية دون الإجابة عن سؤال كيف بدأت الحياة، فبغض النظر عن كيفية نشأت الحياة على الأرض فإن بإمكاننا أن نخلق الحياة من خلال هذا العلم.

ويرى هؤلاء، بأن قدرة الإنسان على خلق كائن حي من مادة لا حياة فيها، سيثبت بأن خلق الكائن الحي لا يحتاج لقوة غيبية، فالإنسان يمكنه القيام بذلك، وبذلك فإن المؤمنين بوجود إله خالق للحياة والذين يتمسكون باستحالة قيام الإنسان بذلك سيسقط ما بأيديهم من دليل.

ويقف على الضفة الأخرى، المؤمنون بوجود قوة غيبية خالقة مهيمنة على الكون كله، لكن هؤلاء يختلفون في نظرتهم لهذا العلم وفلسفته، فالبعض يقف موقفا سلبيا من علم الأحياء التخليقية برمته، لأنه يرى أن الله تعالى خلق الكائنات الحية المختلفة بأكمل صورة ممكنة، وأنها وجدت لتؤدي أغراضا معينة تتوافق مع مهامها الموكلة إليها، ولذا؛ فإن أي تدخل في هذه الكائنات الحية وتغيير وظائفها وطبيعتها يعد جريمة وتحريفا للمسار الإلهي الذي خطط لهذه الكائنات الحية، فنحن هنا لا نتحدث عن تغييرات بسيطة في الخارطة الوراثية بل نتحدث عن تغييرات كبيرة تؤدي لتغييرات في الوظائف التي يمكن لهذه الكائنات الحية القيام بها؛ بل يسعى هذا العلم في بعض صوره لخلق نظم بيولوجية لا وجود لها كما اتضح لنا ذلك.

وهناك من قد يقف موقفًا وسطًا، فيرى أن الله -سبحانه وتعالى- أعطى للإنسان هذه القدرات الهائلة والإمكانات الكبيرة ليتعرف على عظمة القدرة الإلهية في هذا الكون، ولذا؛ فلا بُد له وأن يفتح له المجال للقيام بذلك ليتعرف عن كثب على تلك القدرة الإلهية ويتعرف على النظم الإلهية المودعة في هذا الكون، لأن هذا العلم دليل واضح وقوي على وجود نظم دقيقة في هذا الكون حتى على مستوى الخلايا الحية؛ فهناك نظام معلوماتي وبرمجة دقيقة، تشكل اللغة التي من خلالها يمكن هندسة الكائنات الحية، وهذه الهندسة والنظام المعلوماتي يناقض فكرة العشوائية تماما بل يدل دلالة قطعية على وجود إله قام بخلق الخلق بنظام دقيق وبرمجة معقدة، وأودع في الإنسان قدرات عقلية وذهنية هائلة تمكنه من إجراء التغييرات فيها بحيث تؤدي لنتائج معينة.

هذا كله دليل على وجود منظم لها، فلا يمكن أن يوجد نظام ولا يوجد منظم أوجده وأقام النظام وشيده، وعليه فخلافا للرؤية المادية، فإن الأحياء التخليقية هي دليل آخر على وجود إله خالق مهيمن بقدرته وجبروته على الكون بكل أجزائه الحية منه وغير الحية، لكن طبيعة المادة وجميع نظمها المرتبطة بها نظم تدافعية، فلا يمكن لأي نظام مادي أن يكون متكاملا، فالمادة بطبيعتها مفتقرة للكمال، وما يقوم به الإنسان عندما يطور في جهة معينة تلك النظم المادية، فإن جوانب سلبية أخرى تبرز فيها، فالنظم المادية بطبيعتها لا يمكن أن تكون كاملة من كل الاتجاهات.

وقد يتساءل البعض عن الفوائد التي ستجنيها البشرية من القيام بهذا النوع من الأبحاث والتي تسعى الى إجراء تغييرات أساسية في الكائنات الحية، فهل الفضول العلمي والتعرف على أسرار المادة في هذا الكون بأشكالها المختلفة يعد سببا كافيا للقيام بذلك، أم أن أسبابًا أخرى تدفعنا للقيام بذلك. وهذا ما سنسلط الضوء عليه في مقالتنا المقبلة.

وللحديث بقية.

سلسة من المقالات عن تاريخ علوم الحياة وحاضرها وفلسفتها والتقنيات القائمة عليها

** كلية العلوم، جامعة السلطان قابوس

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • "الثروة السمكية": الشتاء يُبطئ نمو وتكاثر الأسماك في المزارع
  • 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
  • ألمانيا تتراجع في مؤشر حماية المناخ
  • الزراعي المصري يتعاون مع هيئة الإسعاف لتطوير 100 نقطة إسعاف بالصعيد
  • وزير الري يؤكد أهمية مشروع «برنامج تدريب المياه المصري - الإيطالي.. المعرفة المائية»
  • محافظ القاهرة يطالب رؤساء الاحياء بتسهيل إجراءات التصالح على المواطنين
  • إنستاباي يحذر عملاءه من تسريب البيانات السرية ويشرح طريقة تنزيل التطبيق بأمان
  • صيادون: تدنٍ كبير في أسعار الأسماك بسبب الزيادة الملحوظة في المخزون السمكي
  • جهاز أبوظبي للمحاسبة يتعاون مع مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية لدعم أهداف برنامج «نافس»
  • فلسفة الأحياء التخليقية