رأت صحيفة "أوبزيرفر" في افتتاحيتها أن استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يحيى السنوار، يمنح  الرئيس الأمريكي جو بايدن "فرصة للدفع باتجاه السلام"، مشددة ضرورة إجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "المارق على الخضوع".

وشدد الصحيفة، في الافتتاحية التي ترجمتها "عربي21"، على ضرورة وقف الولايات المتحدة تدفق المساعدات العسكرية إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "المصمم على تحقيق النصر الكامل بأي ثمن".



وقالت في البداية إن "ردود الفعل المتضاربة على رحيل زعيم حماس والذي حدث بالصدفة في قتال مع جنود إسرائيليين يعطي دليلا عن الصورة الكئيبة للسياسة في الشرق الأوسط".


وأضافت أن "الاحتفال في العواصم الغربية وإسرائيل بمقتل زعيم حماس، باعتباره نقطة فاصلة قد يكون سابق لأوانه"، مشيرة إلى أن "ردود الفعل العنيدة من اللاعبين الرئيسيين لا تعطي مساحة للتفاؤل بأن وفاة السنوار قد غيرت أساسيات الصراع أو جعلته أقرب إلى الحل. وهذا أمر مخيب للآمال ولكنه غير مفاج،. فدماء الأبرياء تراق بشكل دائم وبخاصة في مخيمات اللاجئين المحاصرة في غزة مثل جباليا. فلماذا نتخيل أن عملية قتل أخرى ستجلب السلام؟".

ولفتت الصحيفة إلى أن "الولايات المتحدة تبدو أنها فقدت النغمة وسط هذه الجوقة، فبعد أشهر لوقف إطلاق النار، يريد الرئيس جو بايدن الآن استخدام وفاة السنوار لزيادة الضغط لوقف القتال في غزة والتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن. وهو يعتقد أن وقف إطلاق النار هو المفتاح لخفض التصعيد في لبنان ومن شأنه أن يقلل من خطر اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران".

وكما حدث في كثير من الأحيان ومنذ العام الماضي، حسب الصحيفة، "فلا أحد متورط مباشرة يولي اهتماما كبيرا لما يقوله بايدن. وقد تفاقم ضعف الولايات المتحدة وترددها، بسبب فشل واشنطن في إدانة تكتيكات الجيش الإسرائيلي الوحشية في غزة وضمان تسليم المساعدات الإنسانية دون عوائق، بسبب العديد من التدخلات الدبلوماسية غير المجدية".

كما أن "الائتلاف اليميني المتطرف في إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء نتنياهو لا يريد السلام، إنه يريد النصر الكامل وبأي ثمن. على الرغم من الضغوط المحلية والأميركية الكبيرة، يصر نتنياهو على أن الحرب ستستمر. وهو يعلم أن الغضب إزاء حصيلة القتلى الفلسطينيين، التي بلغت الآن نحو 42,500 قتيل ، يضر بايدن وكامالا هاريس، قبل الانتخابات الأميركية الشهر المقبل. لكنه لا يكترث. فهو متأكد من أن بايدن لن يوقف إمدادات الأسلحة"، حسب الصحيفة البريطانية.

وأشار التقرير إلى أن نتنياهو "يعلق آماله على دونالد ترامب، الذي يتبنى نفس الفكر، وهو عدو لحقوق الفلسطينيين والعدالة".

ورأت الصحيفة أن ردة" الفعل من حماس وحلفائها في محور المقاومة كان أيضا التصميم ومواصلة القتال. فقد أكد خليل الحية ألا شيء قد تغير ولن تسقط راية السنوار، ولم تتغير مطالب حماس من وقف شامل للنار وانسحاب للقوات الإسرائيلية من غزة، بما في ذلك محور فيلادلفيا وعودة الفلسطينيين إلى بيوتهم المهدمة وتبادل الأسرى بسجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية".

ونفس الموقف واضح في لبنان، حيث يصر حزب الله على المواصلة بل ومزيد من التصعيد، وفقا للصحيفة.



ونقلت الصحيفة عن معلقين إسرائيليين قولهم إن نتنياهو يرى أن لديه فرصة اليوم لضرب المنشآت النووية بعد هجوم إيران الصاروخي بداية الشهر الحالي. ويعتقد في ظل ارتفاع شعبيته أنه يربح الحرب وهو ما يحرره من تأنيب الضمير على الفشل في  7 تشرين الأول/أكتوبر.

وتساءلت الصحيفة: "هل سيختار نتنياهو هذه اللحظة المناسبة لشن هجوم حاسم؟ استنادا إلى الأدلة التي توصلنا إليها خلال الأشهر الـ12 الماضية، فإن هذا الرجل الخطير لن يتردد في القيام بأي شيء لا يريده".

وقالت إن "كل الأدلة تظهر أنه لا حل سلمي، بعد السنوار، بل إلى استمرار وتفاقم هذا الصراع في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، استمرار معاناة شعب غزة المحاصر والجائع والمرعوب"، موضحة أن "الولايات المتحدة، على الرغم من كل إخفاقاتها، يمكنها وضع حد لهذا، وبالضرورة بدعم قوي وموحد من بريطانيا وغيرها من الديمقراطيات. ويجب أن تتحرك وتقف أخيرا في وجه نتنياهو وأتباعه من اليمين المتطرف وإصدار مطلب فوري بوقف العدوان على غزة، مع التلويح بقطع الأسلحة وفرض الإجراءات العقابية. وإذا لم يفعل شيئا آخر قبل أن يغادر المشهد، فيجب على بايدن أن يجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي المارق على الخضوع".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية السنوار بايدن نتنياهو الاحتلال غزة غزة نتنياهو الاحتلال بايدن السنوار صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: سياسة الهروب إلى الأمام

للمرة الرابعة طيلة ثمانية أعوام، يمثل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام القضاء بتهم فساد واستغلال للسلطة، وسط حرب مفتوحة تشنها قواته على فلسطين المحتلة وسورية ولبنان وإيران واليمن، وخلاف في الداخل الإسرائيلي لم يحسم الموقف منه.

نتنياهو الذي أخفقت دولته البوليسية في صد عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول 2023، وفشلت كل أجهزته الأمنية في التعامل المبكر مع ترتيبات العملية، تمكن من إدارة أزمة الخلاف الداخلي التي كادت تطيح به وانتصر على جميع معارضيه في رؤيته السياسية والدموية للحرب على غزة.

العديد من المتابعين للشأن السياسي كانوا يعتقدون أن رئيس الحكومة الإسرائيلية لن يكمل وظيفته بعد تعالي الأصوات التي تطالبه بالذهاب الفوري لإتمام صفقة مع «حماس» تتضمن إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، غير أن نتنياهو تمكن من تغيير الموجة لصالحه ومضى في الحرب.

لقد ساعده أن خصومه السياسيين ضعفاء وصوت المعارضة غير موحد، ما أتاح له المناورة السياسية بتبني مواقف متشددة تضمن له التحصن خلف قاعدته اليمينية المتطرفة، والمتعارف عليه أن نتنياهو حين يقع في أزمات داخلية أو خارجية يتبنى سياسة الهروب إلى الأمام.

في حربه مع خصومه في المعارضة وقت محاكماته بالفساد، لجأ نتنياهو إلى افتعال أزمات مع الفلسطينيين لحرف الأنظار عن مسار محاكمته، ونجح في ذلك وكسب الوقت لدعم تأييد معسكر اليمين المتطرف الذي ينتمي إليه.

كذلك حينما طالبته المعارضة بالاستقالة والاستجابة لمطالبها بشأن إخفاقات التعامل مع ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، تعمد الهروب إلى الأمام بصب الزيت على النار في غزة وشيطنتها، واعتبار الحرب ضدها حرب تحرر وطني وقومي وديني.

خلال محاكمته الأخيرة قبل أيام، خرج نتنياهو إلى وسائل الإعلام يعدد إنجازاته في تحقيق الأمن والهدوء على الجبهة الشمالية بعد إتمام الهدنة مع لبنان، وبطولاته في محور سورية وتوسيع المنطقة العازلة واستهداف معظم ترسانتها الحربية.

تحدث كثيراً عن ملامح الشرق الأوسط الجديد والسعي لترسيخه على أرض الواقع، بتحييد سورية والتركيز على إيران وفلسطين المحتلة. وقال: إن هذا التغيير مقبل لا محالة، وبالطبع هذه رسالة موجهة للداخل الإسرائيلي قبل الخارج.

هو يريد أن يقول للجمهور الإسرائيلي، إنه الوحيد القادر على تحقيق الإنجازات وجلب السلام الإستراتيجي للدولة العبرية، وأنه الأقدر عن غيره من السياسيين في التعامل مع الملفات الحسّاسة، وليس هناك أدنى شك أنه سيستخدم كل أسلحته ويقدم مسرحية ترجئ أو تفشل محاكمته.
بعد أن تمكن من تحييد جبهتَي لبنان وسورية، يبقى على نتنياهو أن يتعامل مع الملف الفلسطيني وهو الملف الأسخن والأهم لاعتبارات الجغرافيا والديموغرافيا وكذلك لاعتبارات سياسية تتعلق بموقعه في الحكومة الإسرائيلية.

الآن كل الحديث يدور حول هدنة وشيكة مع حركة «حماس»، دون الاستفاضة في تقديم تفاصيل بشأنها والعقبات التي يمكن أن تمنع تحقيقها. هنا سيحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية جلب هدنة على المقاس الذي يريده بالضبط.

هو لا يهمه كثيراً مصير الأسرى الإسرائيليين لأن التفكير فيهم سيحد من مناوراته السياسية، ولذلك يفضل «المطمطة» في العدوان على غزة حتى يسمع عن أفكار مقبولة من «حماس» ربما تسمح ببقاء إسرائيل في محورَي فيلادلفيا و»نتساريم».

الفكرة أن نتنياهو يرغب في المماطلة بالملف الفلسطيني حتى يبقى على قمة الهرم السياسي. من الجائز أن يذهب في هدنة مجهولة مع «حماس»، لكنه سيسعى إلى ختمها بالحصول على مكاسب سياسية إما في غزة أو عبر الضفة الغربية.

ثمة ما يسمى مبدأ المكافأة أو جائزة الترضية، وتقوم على أساس أن نتنياهو حينما لم يتمكن من تحقيق أهم أهدافه في قطاع غزة، يذهب إلى الضفة الغربية أو محور سورية ويحقق فيها إنجازات، حتى يقدمها هدية إلى شعبه ثمناً للسكوت عنه.

هذا ما يحدث بالضبط في الضفة الغربية من سياسات تسمين المستوطنات وسرقة ممتلكات الفلسطينيين وتدميرها وإحراقها، وممارسة كل أنواع الترهيب بهدف تحويل الضفة إلى حديقة إسرائيلية، وكل ذلك يأتي تحت العنوان الأكبر «بقاء نتنياهو في السلطة».

في سبيل بقائه بالسلطة، نتنياهو مستعد للتضحية بأقرب المقربين منه حتى يحتفظ بالكرسي. فعلها مع حلفائه وتخلى عن غالانت وزير حربه، وهو الآن ينتظر صديقه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حتى يساعده في تجاوز المحن الداخلية والخارجية، وتحقيق مصلحة إسرائيل فوق أي مصلحة أخرى.

(الأيام الفلسطينية)

مقالات مشابهة

  • السنوار 2.. من هو الأسير الذي يخشى الاحتلال إطلاق سراحه؟
  • القسام تبث مشاهد للمرة الأولى تجمع قادة حماس هنية والسنوار والعاروري- (فيديو)
  • شاهد | كتائب القسام تنشر فيديو يوثق لقاءً نادرًا لقادة حماس الشهداء
  • كتائب القسام تنشر فيديو يجمع قادة حماس الشهداء للمرة الأولى
  • قبيل "الصفقة".. حماس تنشر فيديو دعائيا يجمع السنوار وهنية
  • عاجل- «ظهور علني نادر».. كتائب القسام تبث صورًا لأول مرة تجمع هنية والسنوار والعاروري
  • القسام تبث مشاهد للمرة الأولى تجمع قادة حماس هنية والسنوار والعاروري
  • عشرون مصابًا إسرائيليًا.. صحيفة عبرية تهاجم بشدة فشل حكومة نتنياهو في اعتراض الصواريخ القادمة من اليمن
  • نتنياهو: سياسة الهروب إلى الأمام
  • صحيفة: وضع مفاوضات غزة بالدوحة ممتاز وهذه هي العقد المتبقية