تقرير: مقتل السنوار لا ينهي حرب غزة
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
اعتبر إيان بارميتر، باحث في دراسات الشرق الأوسط في الجامعة الوطنية الأسترالية، مقتل يحيى السنوار، زعيم حماس المسؤول عن تدبير هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول )2023 على إسرائيل، تطوراً مهماً في الأحداث في الشرق الأوسط، لكنه استبعد أن يؤدي إلى إنهاء الصراع في غزة.
نتانياهو لديه تاريخ في مقاومة الضغوط الأمريكية
وتناول في مقاله بموقع "آسيا تايمز" العوامل المختلفة التي تؤثر في مسار الحرب ولماذا قد لا يؤدي مقتل السنوار إلى وقف إطلاق النار أو السلام في المستقبل القريب.تأثير محدود
وقال الباحث إن مقتل السنوار إنجاز كبير لإسرائيل، حيث وصفه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأنه "بداية النهاية" للحرب.
ومع ذلك، سرعان ما شكك الباحث في ما إذا كان هذا الحدث سيمثل نقطة تحول حقيقية، مستشهداً بعضو مجلس الوزراء الإسرائيلي بيني غانتس، الذي يصر على أن القوات الإسرائيلية ستواصل العمليات في غزة لسنوات قادمة، مما يشير إلى أن الحرب لم تنته بعد.
#Hamas leader's killing won't end or ease #Gaza war https://t.co/DNtPlpqrEu
— Asia Times (@asiatimesonline) October 18, 2024وكان السنوار شخصية رمزية للفلسطينيين، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين دعموا المقاومة المسلحة ضد إسرائيل.
وأظهرت استطلاعات الرأي قبل وفاته دعماً متزايداً لحماس، مع وجود السنوار على رأس القيادة، مما جعل الجماعة أكثر شعبية بين الفلسطينيين من السلطة الفلسطينية، التي تسيطر على الضفة الغربية.
ورأى الباحث أن مقتل السنوار قد يقدم فرصة لزعيم حماس الجديد للسعي إلى وقف إطلاق النار.
ولفت الباحث النظر إلى أن الأهداف الأساسية للحرب الإسرائيلية ما تزال غير محققة. وتشمل هذه الأهداف القضاء على حماس كقوة مقاتلة، والإفراج عن نحو 100 رهينة إسرائيلي ما زالوا محتجزين في غزة، واستعادة الردع ضد حزب الله في لبنان. ورغم قتل السنوار، يقول الباحث إن القوات الإسرائيلية ما تزال تواجه تحديات كبيرة في تحقيق هذه الأهداف.
على مدار العام الماضي، قامت حماس بتكييف تكتيكاتها العسكرية، وتحولت من قوة قتالية منظمة إلى حرب العصابات. وهذا يجعلها أكثر مراوغة وصعوبة في الهزيمة.
The death of Sinwar temporarily distracted from something analysts and experts have known and have argued for a year: a military campaign to destroy Hamas is unlikely to produce real victory, or security for Israel. https://t.co/fTqt07jiMG
— Gregory Brew (@gbrew24) October 21, 2024وأوضح بارميتر أن الاستراتيجية الكلاسيكية لمواجهة قوة حرب العصابات - تطهير المناطق والاحتفاظ بها وبناؤها - كانت إشكالية بالنسبة لإسرائيل. وفي حين نجحت القوات الإسرائيلية في تطهير أجزاء من غزة والسيطرة عليها، فقد كافحت لخلق الظروف التي تمنع حماس من العودة.
وتسمح شبكة الأنفاق الواسعة النطاق لحماس لمقاتليها بإعادة احتلال المناطق التي طهرتها القوات الإسرائيلية سابقاً.
وأشار الباحث إلى أن نتانياهو يواجه ضغوطاً متعددة، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، مع استمرار الحرب. فمن ناحية، يصر أعضاء اليمين في ائتلافه الحاكم على أن الحرب يجب أن تستمر حتى يتم تدمير حماس بالكامل كتهديد عسكري.
ويقول أعضاء اليمين إن وقف إطلاق النار سيسمح لحماس بإعادة تجميع صفوفها والظهور مرة أخرى كخطر يهدد إسرائيل. وهدد هؤلاء الأعضاء بالاستقالة في حال وافق نتانياهو على وقف إطلاق النار، وهو ما من شأنه أن يزعزع استقرار حكومته.
وفي الوقت نفسه، يتعرض نتانياهو لضغوط متزايدة من عائلات الرهائن. فقد طالبت المظاهرات الكبيرة في إسرائيل باتخاذ إجراءات لتأمين إطلاق سراح أي رهائن متبقين وإعادة جثث القتلى. وفي غياب وقف إطلاق النار والمفاوضات، يرجح الباحث أن تستمر هذه الاحتجاجات، مما يضيف طبقة أخرى من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية.
وما يزيد الأمور تعقيداً، براي الباحث، أن نتانياهو ما يزال يتعين عليه أن يقرر ما إذا كان سيرد على إيران بسبب هجومها الصاروخي على إسرائيل في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) مشيراً إلى أن إيران اعتمدت تاريخياً على حزب الله في لبنان للعمل كوكيل عسكري لها ضد إسرائيل، لكن ضعف الجماعة في الأسابيع الأخيرة يضع إيران في موقف خطير، وأي ضربة إسرائيلية كبيرة يمكن أن تثير رد فعل من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الصراع بشكل أكبر.
وعلى الصعيد الدولي، تناول بارميتر دور الولايات المتحدة في تشكيل مسار الصراع. فقد أعربت واشنطن عن أملها في أن يوفر موت السنوار مخرجاً لإسرائيل لإنهاء عملياتها العسكرية في غزة.
وأوضح الباحث أن الولايات المتحدة حريصة على وقف إطلاق النار، خاصة وأن الحرب الجارية تقسم الحزب الديمقراطي قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024. ودعت نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى إنهاء الحرب، وحذرت إدارة الرئيس جو بايدن إسرائيل من أن عدم تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة بحلول نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) قد يؤدي إلى خفض القوات العسكرية الأمريكية في غزة.
وأشار الباحث إلى أن نتانياهو لديه تاريخ في مقاومة الضغوط الأمريكية عندما تتعارض مع مصالحه السياسية. ونظرا للدعم الثابت من المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، قد يميل نتانياهو إلى إطالة أمد الحرب على أمل وصول إدارة أميركية أكثر ملاءمة في المستقبل القريب.
ورجّح الباحث أن يعطي نتانياهو الأولوية للحفاظ على ائتلافه الحاكم على الامتثال للمطالب الأمريكية بوقف إطلاق النار.
ونتيجة لذلك، يخلص الباحث بارميتر إلى أن الحرب من المرجح أن تستمر في المستقبل المنظور، مع بقاء احتمال وقف إطلاق النار بعيداً ما لم تتحقق أهداف الحرب الإسرائيلية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله السنوار إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل وقف إطلاق النار مقتل السنوار الباحث أن أن الحرب إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
حروب نتانياهو إلى متى وإلى أين تقود؟
يوم 18 مارس (آذار) الحالي، استأنفت إسرائيل فجأة الحرب في قطاع غزّة بقصف جوّي، معلنة بذلك رسمياً نهاية التزامها باتفاق الهدنة. مصادر إعلامية إسرائيلية ذكرت أن الهدف من القصف المفاجئ كان القضاء على الأحياء من قادة «حماس» العسكريين. الضربات الجوّية أدت إلى مقتل عدد من القادة غير العسكريين، وإلى أكثر من 500 مدني. استناداً إلى تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي، تمَّ إبلاغ البيت الأبيض بالعملية مُسبقاً.
استئناف الحرب مجدداً يعني أن إسرائيل أدارت ظهرها إلى بنود اتفاق وقف إطلاق النار، برفضها الالتزام بتنفيذ المرحلة الثانية منه، القاضية بتسليم «حماس» الرهائن المتبقين لديها، وإفراج إسرائيل عن سجناء فلسطينيين وانسحاب كل قواتها من أراضي القطاع. وفي المقابل، عرض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو على «حماس» التفاوض مجدداً، بهدف زيادة فترة الهدنة الحالية لأسابيع عدة، مقابل تسليم الحركة عدداً آخر من الرهائن.
قرار نتانياهو بالعودة إلى الحرب أبهج قادة أحزاب اليمين المتشدد في الائتلاف الحاكم، وفي الوقت ذاته أثار هلع أهالي الرهائن، خشية أن تؤدي الحرب إلى مقتلهم. وفي محاولة لطمأنة الأهالي، قال نتانياهو إن الحرب هي أفضل ضمان لعودة الرهائن. الحقائق الواقعية تؤكد أنّه خلال هدنة شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 أطلقت «حماس» سراح 105 رهائن، و33 رهينة خلال الهدنة المنتهية.
قرار استئناف الحرب أثار غضب قادة أحزاب المعارضة، لافتين إلى أن القرار يخدم مصلحة نتانياهو الشخصية، بتمديد فترة بقائه في الحكم، خشية تعرضه للمساءلة القانونية، بسبب ما حدث يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. قرار العودة إلى الحرب ضاعف كذلك من معاناة الفلسطينيين في القطاع.
كثير من المعلقين الغربيين تساءلوا عن جدوى لجوء إسرائيل إلى القصف الجوّي، في قطاع ليس فيه سوى الأنقاض والركام. ويرون أن العودة الإسرائيلية إلى ميادين القتال في غزّة ذات صلة بحسابات نتانياهو الشخصية، كما تعني رجحان كفة الضغوطات من قادة اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي. فهم كانوا منذ البداية ضد وقف إطلاق النار. والقبول بالاتفاق أدى إلى استقالة الوزير بن غفير من منصبه. كما هدّد وزير المالية كذلك بالاستقالة. ومطلبهم باستئناف الحرب بعد نهاية المرحلة الأولى كان شرطاً لبقائهم في الائتلاف الحاكم. البعض من المعلقين يشير إلى رغبة نتانياهو في إعادة تصميم شرق أوسط جديد، لا وجود فيه لتهديد إيراني لأمن إسرائيل، بعد عمليات القصف الجوي في سوريا.
خلال أسابيع الهدنة الأخيرة، عادت «حماس» إلى تجميع صفوفها في الساحة، وأعادت سيطرتها على القطاع، الأمر الذي يعني ضمنياً أن الحرب الإسرائيلية التي تواصلت ضدها مدة 15 شهراً، برّاً وبحراً وجواً، بهدف القضاء عليها، فشلت في تحقيق الهدف منها.
«حماس» رفضت دعوة نتانياهو، وبمباركة من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، إلى التفاوض مجدداً، مصرّة على تنفيذ بنود الاتفاق الموقّع. ورداً على ذلك، قطعت إسرائيل التيار الكهربائي عن القطاع، وأعقبت ذلك برفض دخول شحنات الإغاثة الإنسانية. إلا أن «حماس» قاومت الضغوط الإسرائيلية وأصرت على موقفها. فما كان من نتانياهو سوى تصعيد الضغوط بالقصف الجوي، وأعقبه بإرسال القوات الأرضية لإعادة احتلال القطاع. العودة إلى الحرب، تفتح الباب أمام السؤال: حروب نتانياهو إلى أين تقود؟ وإلى متى؟
الأجواء السياسية داخل إسرائيل لم تسلم هي الأخرى من التوتر. عودة القصف على القطاع أعادت مظاهرات الاحتجاج الشعبي في الميادين من قِبل أهالي الرهائن وأحزاب المعارضة ضد عودة الحرب، وضد رغبة نتانياهو والائتلاف الحاكم في الاستحواذ على مقاليد السلطة، عبر تهميش القضاء. آخر ما استجد على الساحة الإسرائيلية سياسياً تمثّل في موافقة الحكومة على طرد رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية. أمر التخلص منه حمل توقيع نتانياهو، نظراً إلى انخراط الجهاز في عمليات تحقيق في قضايا فساد ورِشاً ضد عدد من مستشاري نتانياهو. المحكمة العليا الإسرائيلية زادتْ الطين بِلّة، بإصدار حكم يقضي بعدم قانونية قرار الحكومة بطرد رئيس الجهاز. لكن نتانياهو مصرٌّ على طرده، ولو أدى ذلك إلى تجاهل حكم المحكمة العليا؛ الأمر الذي زاد في إضرام نار الغضب الشعبي.
وتظل مهمة الإشارة إلى التوتر في الضفة الغربية، رغم الهدوء حالياً، وهو يشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة. السبب تزايد أنشطة الحركة الاستيطانية اليهودية فيها، فقد ذكر تقرير صادر عن الأمم المتحدة هذا الشهر، تأسيس المستوطنين 50 مستوطنة جديدة، في الفترة ما بين شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وشهر أكتوبر (تشرين الأول) 2024، وهي فترة قصيرة زمنياً. وتمّ ذلك تحت أنظار الجيش الإسرائيلي وحراسته.