«التراث الشعبي في القاهرة التاريخية».. كتاب عن إسهام الموروث في التنشئة الاجتماعية
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
صدر كتاب «التراث الشعبي في القاهرة التاريخية» للدكتور فكري حسن، والدكتور مصطفى جاد عن دار الثقافة الجديدة، في إطار الاحتفال بيوم التراث الثقافي اللامادي.
وتمثل الأعمال المنشورة في الكتاب، محاولة لطرح منظور جديد لدراسة التراث، يهتم في الحل الأول بدور التراث في المجتمع وتفهم كيف تساهم الموروثات عن طريق التنشئة الاجتماعية من الطفولة إلى السنوات المتقدمة في العمر في تشكيل وجداننا وأفكارنا ونظرتنا إلى العالم ومعاملاتنا مع الآخرين.
كما يعني المشروع بما يجري من متغيرات تعيد تشكيل نظرتنا للتراث وما نقوم بتوريثه إلى الجيل الجديد من النشء.
وقال المؤلفان لـ«الوطن»: «نقدم في هذا الكتاب التراث لا بوصفه واحدا من إحدى التخصصات الأكاديمية التي تشمل التراث الديني والتاريخ والفولكلور (التراث اللامادي) والآثار، لكن بوصفه جامعا وشاملا لمجالات هذه التخصصات وغيرها».
الاهتمام بالتراث هو مجرد تمجيد «الماضوية»وأكملا: «لا نري أنّ الهدف من الاهتمام بالتراث مجرد تمجيد الماضي والماضوية، فالهدف من المنظور الذي نلتزم به هو دور التراث في الحاضر وفي إمدادنا بما قد يساهم في اختيار طريق المستقبل، في إطار المتغيرات التي نمر بها، دون أن يكون الماضي سجنا للمجتمع ودون إهمال لدور الموروثات في عمليات التغيير المجتمعي».
وقدّم الدكتور مصطفى جاد من جانبي دراستين، الأولى حول الحرف الشعبية بالجمالية، والثانية حول المهن الشعبية، والتفريق بين الحرفة والمهنة، إلى جانب مشاركة المؤلفان في إعداد دليل الجمع الميداني.
واشتمل الكتاب على دراسة للدكتور صلاح الراوي حول التاريخ الشفهي لمنطقة الجمالية، ودراسة للدكتور محمد شبانة حول فنون الموسيقى والعرض بمنطقة الجمالية، ثم ينتهي الكتاب بدراسة ميدانية لأحلام أبو زيد حول أحلام أهل الجمالية ورؤيتهم لتفسيرها.
والكتاب هو نتاج عدد من ورش العمل والفعاليات التي أسهم فيها الكثير من الباحثين والمؤسسات المصرية والدولية، مثل جامعة كينت بإنجلترا، وجامعة أوكسفورد، والجامعة الأهلية الفرنسية في مصر، ووزارة الآثار، وأكاديمية الفنون «المعهد العالي للفنون الشعبية، ومركز دراسات الفنون الشعبية»، وجامعة حلوان، ومركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بمكتبة الإسكندرية، فضلاً عن بعض الفنانين التشكيليين.
وأسهم في جمع المادة الميدانية معظم الباحثين بمركز دراسات الفنون الشعبية، كما قدمت الدكتورة ولاء محمد الأستاذ بقسم مناهج الفولكلور وتقنيات الحفظ الكثير من المادة الميدانية المصورة للكتاب.
كما يشمل الكتاب عدة ملاحق للاستزادة من تجربة الندوات وورش العمل التي تمت بالتوازي مع العمل الميداني، والتي ساهم فيها نخبة من الأدباء والفنانين والباحثين في سابقة مهمة في مجال دراسات التراث، فضلا عن الأطروحات الفكرية التي تشكل الأساس النظري لهذا العمل في الكتاب الصادر بعنوان «تراث مصر الحي.. رؤية مغايرة»، وهو الجزء الأول من هذا الكتاب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التراث الشعبي مصطفى جاد يوم التراث الثقافي التراث الثقافي
إقرأ أيضاً:
ضمن مبادرة «موطن بوظبي».. «القهوة العربية» قِيم متوارثة
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
من منطلق وعيهم بقيمة الموروث وأهمية نقله للأجيال، تقوم نخبة متميزة من الأطفال بتعلم وإتقان المفردات التراثية؛ بهدف صون الموروث وحفظه. ومن هؤلاء مجموعة أصدقاء فكّروا في إطلاق مبادرة للحفاظ على الموروث الإماراتي وطقوس وعادات وتقاليد المجتمع، حيث يقدمون القهوة العربية ويعلمون الأجيال طقوسها وآداب المجالس، وما تتضمنه من قيم نبيلة، في محاولة منهم للحفاظ على إرث الأجداد واستدامته، من خلال مشاركتهم في مختلف المهرجانات والفعاليات الثقافية والتراثية.
«موطن بوظبي»
من أجل ترسيخ الموروث الإماراتي وربط الأجيال بعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة، أنشأ مجموعة من اليافعين مبادرة تحت عنوان «موطن بوظبي»، لتقديم مجموعة من الأنشطة التراثية في المدارس والمعارض والفعاليات المتنوعة، لمخاطبة أقرانهم وتوعيتهم بأهمية صون الموروث وتعريفهم بالطقوس التي ترافق هذا التقليد العريق، خاصة فيما يتعلق بـ«القهوة العربية»، وما ارتبط بها من صور اجتماعية، وطرق إعدادها وطقوس تقديمها وما رافقها من عادات وتقاليد أصيلة.
طقوس
يشارك كل من محمد عيد القبيسي، حمدان عيد القبيسي، سيف عتيق بن عبلان المزروعي، ومحمد راشد المنصوري، في مختلف الفعاليات والمعارض والمهرجانات، ويستعرضون أمام الجمهور طقوس تفاصيل تحضير وتقديم «القهوة العربية»، ويشرحون كيفية اختيارها ودقّها في المنحاز وتبريدها وإعدادها، وأهم المعدات التي ترافقها، مع الحرص على أهمية إتقان خطواتها على نهج الأجداد والآباء.
صون الموروث
عن سبب إطلاق هذه المبادرة، قال محمد عيد القبيسي، إنه فكر إلى جانب أصدقائه، في طريقة لحفظ هذا الموروث الأصيل وما يرافقه من عادات وتقاليد، فأطلقوا مبادرة يشاركون بها في مدرستهم ومختلف المناسبات أيضاً، لافتاً إلى أنه ورث هذا الشغف عن والده.
حيث نشأ في بيئة تهتم بهذا الموروث وتوليه عناية كبيرة، مؤكداً أن الشباب واليافعين يستمتعون بالعروض التي يقدمونها، بل ويقبلون عليها بشكل كبير، مما يجعلهم قدوة حسنة في الحفاظ على طقوس إعداد وتقديم «القهوة العربية» وما يرافقها من عادات وتقاليد، حيث ترمز لكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال والكرم.
موضحاً أن قيام الشباب بمثل هذه المبادرات يزيد من شغفهم وحبهم للتراث، لاسيما أنهم يمثلون قدوة للأطفال، مما يجعلهم يحافظون بدورهم على الموروث، ويبتكرون أفكاراً إبداعية من أجل استدامته في المستقبل.
تعزيز الهوية
تُعرّف مبادرة «موطن بوظبي» الزوار على جانب من العادات الإماراتية الأصيلة عبر ممارسات وعروض حية، حيث إن، حب الموروث جمع هؤلاء الشباب لنقله للأجيال وصونه والحفاظ عليه، وربطهم بهويتهم، وهذه المبادرة تعمل على تسليط الضوء على هذا الموروث وتعزيزه والحفاظ عليه واستدامته للأجيال، وتعريف الناس بالعادات والتقاليد الإماراتية والصور المرتبطة بها، ونقل المعرفة المتعلقة بالقهوة العربية، وغيرها من المفردات التراثية الأصيلة للأجيال.