موقع 24:
2025-02-07@03:43:10 GMT

حربٌ كبرى تنتظر "الشيطان الأكبر"

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

حربٌ كبرى تنتظر 'الشيطان الأكبر'

"هذه أخطرُ حروبِ الإقليم. حربٌ كبرى وشديدةُ الخطورة. حربٌ سترسمُ نتائجُها حدودَ الأدوار والمواقعِ ومصير خرائطَ وعواصم. اغتنم بنيامين نتانياهو طوفانَ يحيى السّنوار لإطلاقِ انقلابٍ كاملٍ على نتائجِ الانقلاب الإيراني الذي تمَّ في العقودِ الماضية. ويحظَى نتانياهو بدعمٍ أمريكيّ وتفهُّمٍ غربي لتحجيمِ أذرعِ إيرانَ ومحورِها.

حربٌ تستطيعُ أمريكا وحدَها وقفَها في الوقتِ الذي تراه مناسباً وبعد تعبِ المتحاربين".

يشعرُ الصحافيُّ بالقلقِ حينَ يسمع كلاماً من هذا النوعِ من رجلٍ معنيٍّ بمسارِ الأحداثِ وعواقبِها.

واضحٌ أنَّ الشَّرقَ الأوسطَ يحبسُ أنفاسَه. إنَّه موعودٌ بأيامٍ أدهَى. ترابطُ عواصفِ النَّارِ ينذرُ بتحوّلها إعصاراً. لم يسبق أن عاشَ حرباً متعددةَ الخرائط على هذا النحو. حرب تفيضُ عن حدود مسارحِها وفي غياب أي شرطي دولي. يترقَّب أهل المنطقة موعدَ الضربةِ الإسرائيلية المقررة ضد إيران. وتقول طهرانُ إنَّه لن يكونَ أمامَها غير خيار الرَّد. تبادلُ الضربات العابرة للخرائط يهدّد بتوسيع الحرائق.
المشهدُ جديدٌ وبالغ الخطورة. إسرائيلُ الحالية لا تشبه تلك التي كانت قائمةً قبل انطلاق «الطوفان» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي. نجحَ نتانياهو في جعلِ الحرب «حرباً وجودية» لا تمانعُ إسرائيلُ في دفع أثمانِها بشرياً واقتصادياً.
إيرانُ اليوم هي غيرُ إيرانَ التي كانت قائمةً قبل «الطوفان». استدرجَها نتانياهو إلى الخروج من «حرب الأذرع» إلى الانخراطِ المباشر في المواجهةِ على حلبة الشرق الأوسط. وهي حربٌ لا تستطيع الولاياتُ المتحدة البقاءَ خارجها. وهو ما سعت إيرانُ طويلاً إلى تفاديه. كانت طهرانُ حريصةً على الاستمرار في نسجِ سجادةِ انقلابها الكبير في المنطقة من دون الانزلاقِ إلى خطرِ الصّدام المباشرِ مع أمريكا.
قبل «الطوفان» أرسلَ يحيى السنوار مَن أبلغَ «حزبَ الله» وإيران بأنَّ «شيئاً كبيراً قد يحدث». وطلبَ مواكبة العملية بأوسعِ دعم. حلم أن تكونَ شرارة «الطوفان» بدايةَ «الضربة الكبرى» التي كان يُهمس بها منذ أعوامٍ وتنصُّ على إغراق إسرائيلَ بمطر من الصَّواريخ والمُسيرات ينطلق من خرائطَ متعددة بينها إيران.
تلقَّى السنوار «وعداً بتوفير أكبرِ دعمٍ ممكن، لكنَّه لم يحصل على التزام بإطلاق الضربةِ الكبرى». خافَ من «أن تلتقط إسرائيلُ أنَّ شيئاً وشيكاً قيد التحضير فتسارعَ إلى توجيه ضربة استباقية». أطلق «الطوفان» ربما لاعتقاده أنَّ حلفاءَه سينخرطون ولو تردّدوا. لم تشارك إيرانُ مباشرةً واختار «حزب الله» في اليوم التالي الذهابَ إلى «جبهة الإسناد».
في السَّاعات الأولى من «الطوفان» بدت إسرائيلُ ضعيفةً وهشةً ومصابةً في هيبتها. قرَّرت المؤسسة العسكرية الثأرَ من التقصير. قرَّر نتانياهو إنزالَ نكبةٍ كاملة بقطاع غزة. لم يكتفِ بمعاقبة «حماس» بل أنزلَ العقابَ الأشدَّ بالبيئة التي تحتضنها، أي بالمدنيين. تظاهرَ في الفترة الأولى بقبولِه مواجهةً مخفوضة مع «حزب الله» تحت سقفِ «قواعد الاشتباك».
وبانتظار نقلِ ثقلِ الحرب إلى جبهة لبنان وعلى توقيت الانتخابات الأمريكية، أحدث تغييراً خطراً تمثل في فتحِ فصل الاشتباكات المباشرة مع إيران. ولا مبالغة في القول إنَّ نتانياهو تصرَّف في غزةَ ولبنان كأنَّه يحاول إبعادَ إيران عن حدوده بعدما نجحت في المرابطة قربها. وجَّهت إسرائيلُ ضربةً قاسية إلى «حماس». وجَّهت ضربة مماثلة إلى «حزب الله». اغتالت حسن نصر الله ثم اغتالت بفضل الصّدفة يحيى السنوار.
تحدَّث نتانياهو عن إعادةِ الرهائن الذين تحتجزهم «حماس». تحدث أيضاً عن إعادة سكانِ الشمال الذين هجّرتهم صواريخ «حزب الله» ومسيَّراته. شعوره بتفوّق الآلة العسكرية الإسرائيلية دفعَه إلى تضخيم الأهداف. قال إنَّه يريد إحداث تغييرات جوهرية في الوضعِ الأمني المحيط بإسرائيل وبما يترك آثارَه لأجيال. وصلَ به الأمر حدَّ التحدث عن شرقِ أوسط جديد. وهذا يعني ببساطةٍ أنَّه يتطلَّع إلى شطبِ الحضور الإيراني على حدود إسرائيل. ولتحقيق ذلك يشترط خروجَ جبهات «الممانعة» في غزةَ ولبنان من النزاع عبر إنشاءِ أحزمة أمنية وفرض قيودٍ صارمة لمرحلة ما بعد وقف النار.
وسط مشاهدِ الوحشية التي تمارسُها الآلة العسكرية الإسرائيلية قصفاً وتشريداً، تبرز ملامحُ انقلابٍ عنيف على نتائج الانقلاب الذي نفَّذته إيرانُ وجعلها صاحبةَ الكلمة الأولى في بيروتَ ودمشقَ وبغدادَ وصنعاء.
معركةُ كسرِ عظامٍ وتغيير ملامحَ وتوازنات. وليس سهلاً على المرشد الإيراني علي خامنئي القبول بأن تترافقَ نهايات عهدِه مع التَّسليم بانحسار الدور الإقليمي الذي بناه على مدارِ عقود. من دون أن يقصد، دفع السنوار المحورَ إلى امتحانٍ صعب. لبنانُ غارقٌ في النار والنازحين، وسوريا تحاول أن تنأى بنفسها، والعراق يحاول تجنّبَ كأسِ الردود الإسرائيلية أو الأمريكية على مسيّرات الفصائل.
ذكَّرني حديثُ معركةِ الأدوار بما سمعته في فيينا قبل سنوات. في 2008 زارَ مديرُ الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي طهرانَ والتقى خامنئي، والرئيس محمود أحمدي نجاد، ورئيسَ البرلمان علي لاريجاني. سألت البرادعي أن يختصرَ لي الموقفَ الإيراني الذي سمعه بعبارة قصيرة، فأجاب: «نريد الاعترافَ بنا قوة إقليمية كبرى».
أوضح البرادعي أنَّ الإيرانيين يرون أنَّ «خلافهم الأساسي مع أمريكا. أحمدي نجاد يريد تصفية هذه الخلافات وهدفه وحلمه أن يكونَ صاحب هذه الصفقة الكبرى، إذ يرى أنه سيكون بطلاً وطنياً إذا حقَّق ذلك، خصوصاً أنَّ نحو 80 أو 90 في المائة من الشعب الإيراني يريد علاقاتٍ طبيعية مع أمريكا. أحمدي نجاد قالَ لي حرفيّاً في آخرِ سنة قبل مغادرتي الوكالة الذرية: أريد التفاوضَ مباشرةً مع أمريكا فقط، ولا أريد روسيا والصين».
حربُ أدوارٍ وحدود وأحجام. وحده «الشيطان الأكبر» قادرٌ على التَّدخّلِ «لوقف الانقلاب الإسرائيلي بعد كبحِ أذرع الانقلاب الإيراني». ولكن ماذا تفعل الخرائطُ المرتجفة بانتظار تبلور ساعةِ التدخل الأمريكي الحاسم؟ وماذا لو التفتت إيران إلى البيت الأبيض ووجدت فيه رجلاً اسمُه دونالد ترمب يذكِّرها بأوجاعٍ كثيرة؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل مع أمریکا حزب الله

إقرأ أيضاً:

‏إيران قد تعود لسوريا إذا لم يستعجل العرب!..

عبدالله غانم القحطاني*

‏الموقف السعودي التاريخي الحاسم ضد التهديدات الإيرانية والبعثية والإخوانية كان هو الأساس الذي منع على التوالي: هزيمة العراق أمام جيش الخميني خلال حرب الثمانية أعوام، وهو من أحبط تواجد ألوية الحرس الثوري في عدن وصنعاء وعموم الشمال والجنوب، وهو حائط الصد الذي منع تدبير الإنقلابات الثورية الإيرانية في بعض دول الخليج العربيGCC، وهو الموقف الذي أفشل احتلال عبدالكريم قاسم ثم صدام حسين للكويت، وهو الذي وقف مع استقلال لبنان بالحد الممكن ومنع حافظ الأسد من تغييب الهوية الوطنية اللبنانية – مات حافظ وهو لم يفتتح سفارة له في بيروت – وهو الموقف السعودي التاريخي الذي وقف مع الجيش والشعب المصري وقيادته ضد انقلاب الإخوان وضد المواقف المشينة لأوروبا تجاه مصر، وهناك مواقف أكثر في مواقع أخرى، وهو اليوم الموقف العربي الأول الذي يسعى لمساعدة سوريا الجديدة وشعبها ورفع العقوبات عنهم.

‏حسناً.. اليوم سوريا تحررت بإرادة شعبها، وكعادته جاء الموقف السعودي على الموعد، والمسألة برأيي البسيط ليست هيئة تحرير الشام ولا البعث ولا الإخوان، فالأمر جلي وواضح وأصبح من الماضي، بل الأمر هو إنقاذ ⁧‫سوريا‬⁩ الأرض والشعب والدولة، والسير بها ومعها نحو أفق جديد يقرره السوريون.

أخبار قد تهمك أول مزاد عالمي لـ«سوذبيز» في السعودية: تسليط الضوء على أعمال الفنانين السعوديين 6 فبراير 2025 - 3:26 صباحًا موجة غبار واسعة تضرب شمال السعودية غدًا الخميس وتمتد لمناطق أخرى 5 فبراير 2025 - 11:33 صباحًا

‏والغريب أن الكثير من العرب عادتهم التباطؤ لإتخاذ المواقف التاريخية اللازمة في الأوقات المناسبة قبل فوات الأوان ووقوع الكوارث وضياع الفُرص.

في الماضي دروس وعِبر، فقد حارب جمال عبدالناصر السعودية وقصفها بالطيران وحرض العرب ضدها سعياً لإسقاط الملك والدولة، وعندما انكسر عبدالناصر لعدة مرات كانت السعودية ومليكها أول من يصل للقاهرة للوقوف مع نفس الرئيس والدولة، تاركين الماضي وأحداثه للتاريخ ليكتب ما يشاء!.

وبعد هزيمة 67 وموقف السعودية، قال ناصر “رحمه الله” لعبد الحكيم عامر عن السعوديين (الله!.. إزاي ياحكيم!.. واضح إحنا مش فاهمين الناس دول.. معقول ياحكيم)؛ ولم ولن تتغير مواقف ⁧‫السعودية‬⁩ من مصر العظيمة.. ووصية جلالة المؤسس الملك عبدالعزيز “يرحمه الله” لأبناءه تجاه ⁧‫مصر‬⁩ بمثابة قانون سعودي ثابت.

‏ومثال آخر، نظام الأسد، بعثاً وفكراً وسياسة ومؤسسات، كاره ومعاد في حقيقته للسعودية ومبغض لأدوارها وتأثيرها وهذا معروف، لكن الصبر السعودي وبعد النظر طيلة 62 عام، كان لأجل مصالح الشعب السوري فقط ولا أكثر.

‏صحيح أن الجميع اليوم يعيش فرحة تحرُر ⁧‫سوريا‬⁩ وشعبها من المجرمين والإرهابيين الغزاة، وفرحة طرد نظام الرئيس الغبي بشار الأسد، لكن العمل أهم من الفرح، ومخطىء من يظن أن ⁧‫إيران‬⁩ الصديقة سلَّمت بالأمر الواقع وطوت الصفحة، أو أنها اقتنعت من داخلها بأن سوريا خرجت من هيمنتها وأصبحت سورية وعربية ومستقلة ضمن الفلك العربي والإقليمي والدولي.

أبداً هذا يستحيل في الذهنية والعقلية الإيرانية المعقدة التي قليل من يفهمها من العرب، ولو فُهِمَت هذه العقلية عربياً كما يجب وعُلِمَت أبعادها ومخاطر سياساتها، لما تجاهلت دول إفريقية لثلاثة عقود من الزمن التهديدات الإيرانية الواضحة ضد أمن ومضائق البحر الأحمر.

‏كيف يرى البعض من العرب السلطة السورية الوطنية الانتقالية في ⁧‫دمشق‬⁩ بقائدها ⁧‫”أحمد الشرع‬⁩” وكأنها سلطة أجنبية أخطر من النظام الدموي السابق، أو أسوأ من الوجود السابق للحرس الثوري وميليشياته ⁧، حزب الله‬⁩ وبقية الطوائف الإرهابية المتصالحة مع داعش داخل سوريا.!. عجيب هذا العقل العربي.!.

‏ضابط برتبة رائد، لو طُلب منه إعداد تقدير موقف عن التهديد القائم ضد ⁧‫سوريا الجديدة‬⁩، لرسم على الخارطة، أسماء ومواقع القوات الطائفية الإيرانية والعراقية شرق حدود سوريا، وضمنها الآف المرتزقة المقاتلين من الباكستان والأفغان الذين طُردوا من سوريا، وسيفترض أنهم يُهَيَّؤُوْنَ بشكل مختلف لتخريب الساحة السورية من الخارج ومن الداخل بالتعاون مع بقايا فلول نظام الأسد ومع داعش.

ولشرح هذا الضابط الشاب على نفس الخارطة خيار جد خطير يفكر به عدو السوريين الذي فقد الهيمنة على بلادهم، وهو السعي لإحراق دمشق بمن فيها من خلال عمليات إرهابية كبيرة متزامنة، وتفجيرات دموية مرعبة للشعب السوري لإحباطه وزعزعة ثقته بأنه أستقل وتحرر من الظلم، وكل ذلك سعياً لخلط أوراق الوضع الداخلي وتغيير مواقف الدول الغربية من حكومة الرئيس الشرع، وعرقلة الانتقال لبناء الدولة، ولحدد الرائد على خارطته حجم ومواقع وتأثير القوات الروسية والأمريكية في سوريا ومواقفها المتغيرة.

‏ولكتب هذا الضابط بأسفل الخريطة ” إن مصدر هذا التهديد المحتمل شديد الخطورة، هو الحرس بالتعاون مع: “داعش وخلاياه”، ومع “القاعدة”، ومع تاجر المخدرات ⁧‫”ماهر الأسد‬⁩”، ومع بقايا حزب الله لبنان، ومع الذيول الولائية بالعراق واليمن، ومع بعض العملاء المسلحين من الكُرد والعرب في سوريا والعراق”.

وسيقول أيضاً كملاحظة مهمة: وقد يرافق ذلك عمليات إرهابية مدبرة ضد بعض دول مجلس التعاون الخليجي يتبناها ⁧‫داعش‬⁩، وقد لا يكون هو الفاعل وليس له علاقة!.

‏التاريخ العربي يقول، أغلب مصائب العرب كانت بسبب غفوتهم وتفكيرهم وأحقادهم ضد بعضهم.

*كاتب ومحلل استراتيجي سعودي.
gen_abdullah1@

مقالات مشابهة

  • انفجارات البيجر ثانوية.. مفاجأة كبرى يُعلنها غالانت عنأجهزة الراديو!
  • إيران تهدد إسرائيل بـرد قاس على أي هجوم يستهدف النووي
  • كيف منع بايدن نتانياهو من توجيه ضربة قاضية لحزب الله؟
  • تقرير استخباراتي أمريكي : صواريخ إيران الجديدة تهدد إسرائيل
  • ‏إيران قد تعود لسوريا إذا لم يستعجل العرب!..
  • إيران: مقترح ترامب يتماشى مع خطة إسرائيل لإبادة الشعب الفلسطينى وندعو لإدانته دوليًا
  • المرشد الإيراني يعين الأمين العام لحزب الله في منصب جديد
  • كتاب «الأطفال يسألون الإمام» هدية شيخ الأزهر لـ«النشء» بمعرض القاهرة للكتاب.. نهى عباس لـ “البوابة نيوز”: أسئلة أولادنا فى الغرب الإمام الأكبر أجاب عليها بأسلوب بسيط
  • فوتومونتاج.. وسوسة الشيطان مخطط تصفية القضية الفلسطينية ورسم الشرق الأوسط الجديد
  • أستاذ علاقات دولية: إعادة إعمار غزة أولوية كبرى لأنها تقوض مخططات إسرائيل