أكثر من 13 غارة إسرائيلية شهدها ليل الضاحية الجنوبية لبيروت التي تحول العديد من أحيائها إلى ركام.

بينما شاهد اللبنانيون مباشرة على الشاشات ألسنة النار تتصاعد من جنوب عاصمتهم.

وفيما عبر العديد منهم عن حزنهم وقهرهم على تلك المشاهد المروعة، تصدرت المشهد صورة لطائرة تابعة لشركة الشرق الأوسط للطيران "ميدل إيست" تحلق ليلا في سماء العاصمة، بينما نيران الصواريخ الإسرائيلية تشتعل في إحدى المناطق القريبة من المطار.

   

صور لهبوط طائرة لبنانية في مطار بيروت رغم استمرار الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية#قناة_العربية pic.twitter.com/tSbJxRTedg

العربية (@AlArabiya) October 20, 2024 إلا أن الصورة ليست حقيقية، على الرغم من أن طائرات الميدل إيست واصلت رحلاتها أمس على وقع الغارات.

فقد بحثت العربية.نت عن تلك الصورة المعبرة على الوكالات العالمية ولم تجدها.


كما أجرت تحقيقاً بشأن صحتها على أحد المواقع المتخصصة بتمييز الصور المعدلة عبر الذكاء الاصطناعي، ليتبين أنها معدلة بالفعل. (العربية)

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

"أبنية مدمرة وشوارع تفتقد زحمتها".. ضاحية بيروت الجنوبية تحت وابل الغارات الإسرائيلية

قبل شهر، كانت ضاحية بيروت الجنوبية تضيق بقاطنيها وأبنيتها وتزدحم شوارعها وأسواقها، لكن ما أن كثفت اسرائيل غاراتها ضد حزب الله حتى تحولت مساحة منكوبة، هجرها سكانها ما عدا شبان يتجولون على دراجاتهم النارية بين الركام.

وسوت الغارات الإسرائيلية الكثيفة على ضاحية بيروت الجنوبية، أحد أبرز معاقل حزب الله، منذ 23 سبتمبر، أبنية كاملة بالأرض، ودمرت بعضها الآخر وهش مت واجهات شقق ومحال ومؤسسات تجارية. وتحولت بعض الأحياء التي طالتها غارات متلاحقة الى أكوام ركام هائلة.

ومنذ مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بغارات إسرائيلية ضخمة على حارة حريك، تسود حالة من عدم الثقة في المنطقة. من على دراجاتهم النارية، يراقب شبان من أبناء المنطقة حركة العابرين والسيارات ويتأكدون من أن الوافدين من من سكان المنطقة جاؤا على عجل لتفقد منازلهم وأخذ احتياجاتهم.

ويقول محمد (32 عاما) الذي أمضى 25 عاما من حياته في ضاحية بيروت الجنوبية، إنه عاد الى المنطقة لأخذ ملابسه، لأنه غير قادر على شراء ثياب جديدة مع ارتفاع الأسعار في بلد يعيش انهيارا اقتصاديا متماديا منذ خمس سنوات.

ويوضح متحفظا عن كشف اسمه الكامل « طلب مني بعض الشباب ألا أتاخر كثيرا لأن مسيرات تحلق باستمرار ويمكنها أن تقصف في أي لحظة ».

وفر محم د من منزله بعد الغارات التي أودت بنصرالله في 27 سبتمبر، ويقيم منذ ذلك الحين لدى أقاربه في بيروت.

عند فراره، يروي محمد « خرجنا من دون أن نرتدي أحذيتنا وظننا أننا لن نرى منزلنا مرة أخرى »، على غرار ما فعله جيرانه.

إذا كان البناء حيث شقة عائلته لا يزال صامدا رغم الضربات في محيطه، إلا أن حوالى 320 مبنى في بيروت وضاحيتها قد تدمرت وفق ما تقدر منى فواز مديرة البحوث في « مختبر المدن بيروت » التابع للجامعة الأميركية.

وتشير أستاذة الدراسات والسياسات المدينية لوكالة فرانس برس أنه خلال الحرب المدمرة التي خاضها حزب الله وإسرائيل واستمرت 33 يوما صيف 2006، أظهر مسح أن « 1332 مبنى من طبقات عدة تضرر بشكل جسيم، وسوي 281 بالأرض، ما أجبر مئة ألف شخص على النزوح » من مساحة تقدر بحوالى عشرين كيلومترا مربعا.

وابتلعت الغارات الإسرائيلية التي قتلت نصرالله أبنية بأكملها في منطقة حارة حريك، وتصدعت الأبنية المجاورة بشكل لا يخول سكانها العودة إليها.

وباتت أحياء بأكملها منكوبة مع تطاير إسفلت طرقاتها وانفجار أنابيب المياه وشبكات الصرف الصحي فيها وتقطع الأسلاك الكهربائية وخطوط الهاتف وتدليها في كل ناحية.

وبحسب فواز، فإن الطائرات الإسرائيلية « تستهدف بشكل متعمد كل ما يسمح للحياة بالاستمرار » من خدمات « لا تعد من البنى التحتية لحزب الله »، وعلى « نطاق جغرافي أوسع » مما كان عليه الحال خلال حرب 2006.

وسبق لحارة حريك، وهي منطقة تضم مقرات مؤسسات ومكاتب تابعة للحزب ونوابه، أن نالت نصيبها من القصف والأضرار صيف 2006. وبقيت منطقة برج البراجنة المجاورة حينها بمنأى عن الأضرار، إلا أن قاطنيها وجدوا أنفسهم هذه المرة تحت رحمة الغارات.

على وقع الغارات، نزح غالبية سكان ضاحية بيروت الجنوبية والذين يقدر عددهم بين 600 ألف إلى 800 ألف الى مناطق أخرى، ما عدا جنوب البلاد وشرقها، التي يتحدر معظمهم منهما، وحيث تشن اسرائيل غارات أيضا.

ويعيش غالبية النازحين في مراكز إيواء موقتة أو في شقق مستأجرة أو لدى أقاربهم ومعارفهم.

وأثار تدفق النازحين حساسيات وارتيابا وتوترات في بعض المناطق، في بلد لطالما عانى من المشاحنات والانقسامات الطائفية والسياسية، خصوصا بعد استهداف اسرائيل شققا يقيم فيها نازحون في مناطق بعيدة عن معاقل حزب الله وغير محسوبة عليه سياسيا وطائفيا.

قبل 37 عاما، و لد حسن وترعرع في محلة المريجة في ضاحية بيروت الجنوبية. وطالت المنطقة الشهر الحالي غارات كثيفة، قال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت مقرا كان رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين، أبرز المرشحين لخلافة نصرالله، موجودا فيه، من دون أن يتضح مصيره.

يتذكر حسن الذي نزح من منزله صباحات الحي مع « الأصدقاء وألعاب الأطفال ورائحة الخبز وتبادل التحية بين الجيران ».

ويبدي حزنه للدمار الذي لحق بمدارس ومحال وأبنية وحتى بسوبرماركت كان يعتمدها كعلامة بارزة لتحديد الطريق الى منزله.

ويقول « نخاف من العودة بعد الحرب ونكتشف كم خسرنا من أصدقاء، على غرار العام 2006 ».

كلمات دلالية إسرائيل بيروت حرب ضايحة لاجئون لبنان مدنيون

مقالات مشابهة

  • طائرات الاحتلال تشن عدة غارات في الضاحية الجنوبية من بيروت
  • طائرة الميدل إيست حطّت في مطار رفيق الحريري برغم الغارات الإسرائيلية
  • العربية: 13 غارة إسرائيلية على فروع "القرض الحسن" في ضاحية بيروت الجنوبية
  • "أبنية مدمرة وشوارع تفتقد زحمتها".. ضاحية بيروت الجنوبية تحت وابل الغارات الإسرائيلية
  • 11 غارة عنيفة اسرائيلية تهز الضاحية الجنوبية وتستهدف محيط مطار بيروت
  • طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف قرب مطار بيروت في الضاحية الجنوبية
  • عاجل.. سماع دوي انفجار ورؤية دخان فوق الضاحية الجنوبية لـ بيروت
  • هدوء حذر يسيطر على الضاحية الجنوبية بلبنان عقب الغارات الإسرائيلية
  • «القاهرة الإخبارية»: هناك تحليق مستمر للمسيرات الإسرائيلية فوق الضاحية الجنوبية