أتمّت المرشّحة الديموقراطيّة للبيت الأبيض كامالا هاريس عامها الستّين الأحد لكنها ما انفكّت تُذكّر خصوصا بسنّ غريمها الجمهوري المرهق جدا في نظرها ليرأس الولايات المتحدة من جديد، بينما تودّد دونالد ترامب في اليوم نفسه للعمّال من خلال تأديته دور عامل في أحد فروع مطعم ماكدونالدز.

وعلى أنغام أغنية "هابي بيرثداي" لستيفي واندر، استقبلت جوقة كنيسة معمدانية للأميركيين السود المرشحة الديموقراطية الأحد متمنّية لها عيدا سعيدا.

وعندما دعا القسّ هاريس لإلقاء كلمة، وجّهت هاريس سهامها إلى خصمها الجمهوري من دون ذكره بالاسم، مشدّدة على قيم "التعاطف" و"الاحترام" و"المحبّة" في وجه "من يثيرون الفرقة بيننا وينشرون الخوف ويحدثون الفوضى".

وقبل 16 يوما من الانتخابات الرئاسية، يكثّف المرشحان للبيت الأبيض الجهود في سباق محموم يزداد توتّرا.

وتشارك هاريس المنتمية إلى الطائفة المعمدانية في مراسم دينية أخرى الأحد في محيط أتلانتا بحضور أميركيين سود، وهم عادة من المؤيدين للديموقراطيين، لكنّ نتائج هاريس في نوايا التصويت لدى هذه الفئة الانتخابية ما زالت مخيّبة للآمال.

ترامب عامل في "ماكدونالدز"

وركّز المرشحان جهودهما الأحد على ولاية بنسلفانيا كبرى الولايات المتأرجحة السبع التي من شأنها حسم نتيجة الاستحقاق الانتخابي في 5 نوفمبر.

وارتدى ترامب الذي يُعرف عنه ولعه بالوجبات السريعة، مئزر مطاعم ماكدونالدز الأسود والأصفر، ودخل الأحد مطبخ أحد الفروع في بنسلفانيا ليساعد العمال بقلي البطاطس وتسليم الزبائن طلباتهم.

وكان هدف هذه المحطة الانتخابية لترامب السخرية من منافسته هاريس التي غالبا ما تُردد أنها عملت في شبابها في ماكدونالدز.

إلا أن ترامب يتهمها بالكذب، زاعما أن هاريس لم تعمل أبدا في ماكدونالدز خلال فترة دراستها، وهي تجربة تحدثت عنها مرارا خلال حملتها.

وساعد موظف في المطعم، المرشح الجمهوري البالغ 78 عاما على وضع البطاطس في مقلاة، ثم في علب لتسليمها للزبائن عبر نافذة خدمة السيارات، بينما تجمعت وسائل الإعلام لالتقاط صور في الخارج.

واندهش ترامب، المعروف أنه يعاني رهاب الجراثيم، من الأداة المستخدمة لتوزيع البطاطس المقلية قائلا "إنها نظيفة، إنها لطيفة حقا، ليس عليك لمس البطاطس أبدا".

وقال وهو ينهي محطته الانتخابية التي يُفترض أن تجذب الناخبين من الطبقة العاملة "لن أنسى هذه التجربة أبدا"، مضيفا "الأمر يتطلب خبرة".

وأردف "لا أمانع القيام بهذه الوظيفة".

وعندما أخبره المراسلون أن اليوم الأحد بصادف عيد ميلاد هاريس التي تبلغ ستين عاما، تمنى ترامب لها "عيد ميلاد سعيدا". وقال مازحا "أعتقد أنني سأحضر لها بعض الزهور. ربما سأحضر لها بعض البطاطس المقلية".

وباتت مسألة السنّ التي أدّت إلى انسحاب جو بايدن (81 عاما) من السباق الرئاسي تنعكس سلبا على ترامب (78 عاما).

وقالت هاريس السبت إن "ترامب بات على نحو متزايد غير مستقرّ وغير أهلٍ" لممارسة المهمات الرئاسية، مستعيدة حجّة سبق لها أن ساقتها هذا الأسبوع.

وفي أتلانتا، اتهمته بـ"التهرّب من المناظرات وإلغاء المقابلات بسبب الإرهاق".

في المقابل، تناول ترامب الكلمة في لاتروب في بنسيلفانيا لمدّة أكثر من ساعة ونصف ساعة، مزاوجا في تصريحاته بين الطرائف والهجمات الشخصية والتعهّدات وعروض دعايات انتخابية.

وهو صرّح هذا الأسبوع أن هاريس "فاشلة لديها طاقة أقلّ من أرنب".

وذهب أبعد في انتقاداته لها السبت قائلا "أنتِ نائبة رئيس خائبة، الأسوأ، أنت مطرودة، فاغربي من هنا"، داعيا الحشود إلى نقل الرسالة لها في صناديق الاقتراع.

واعتبرت هاريس في مقابلة أذيعت الأحد على قناة "إم إس إن بي سي" أن هذا التعليق الذي أدلى به ترامب هو إهانة لمنصب الرئيس ويحط من السلطة الأخلاقية للولايات المتحدة على الصعيد الدولي.

وقالت ردا على سؤال حول تعليق ترامب "ما تراه في خصمي، وهو رئيس سابق للولايات المتحدة، يحط حقا من قدر المنصب".

وشددت هاريس على وجوب عدم السماح لترامب بقيادة البلاد مرة أخرى.

شيكات ماسك

في 12 أكتوبر، نشرت المرشحة الديموقراطية نتائج تقرير طبي وافٍ جاء فيه أنها "بصحّة ممتازة"، في خطوة يحجم منافسها عن القيام بها، وهو سيكون في حال فوزه الرئيس الأكبر سنا للولايات المتحدة.

ولا تفوّت نائبة الرئيس فرصة للتشكيك في قدرات خصمها الذي رفض إجراء مناظرة تلفزيونية ثانية معها.

والثلاثاء، تساءلت هاريس عن قدرات ترامب الذهنية بعدما اختصر جلسة عامة من الأسئلة والأجوبة مع ناخبين في بنسيلفانيا مساء الإثنين، مفضّلا التمايل على أنغام أغانيه المحبّبة بدلا من خوض نقاشات.

وتحتدم المنافسة بين المرشحين في ظلّ تقارب نتائجهما في استطلاعات النوايا من دون إمكانية حسم.

وبغية استقطاب أصوات ثمينة من شأنها إحداث فارق في النتائج، يعوّل ترامب على الدعم المتزايد للملياردير إيلون ماسك.

وازداد انخراط الملياردير الأميركي صاحب شركتي "تسلا" و"سبايس إكس" في حملة ترامب الانتخابية إلى درجة أنه بات يشارك فيها شخصيا.

فهو يجوب منذ الخميس بنسيلفانيا حيث يقدّم 100 دولار لكلّ ناخب مستعدّ لتوقيع عريضة تأييد لترامب.

وهو سلّم السبت شيكا بقيمة مليون دولار لأحد الموقّعين خلال جلسة نقاشية في هاريسبرغ.

وحظيت هاريس من جانبها السبت بدعم فنانَين مشهورين هما مغنية الراب ليزو ومغني الآر ان بي آشر.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات هاريس الانتخابات الرئاسية بنسلفانيا ترامب ماكدونالدز بنسلفانيا خدمة السيارات بايدن أتلانتا تسلا هاريس ترامب انتخابات أميركا انتخابات أميركا 2024 هاريس الانتخابات الرئاسية بنسلفانيا ترامب ماكدونالدز بنسلفانيا خدمة السيارات بايدن أتلانتا تسلا أخبار أميركا

إقرأ أيضاً:

هاريس وترامب.. وخطاب «الوقت الحرج»

مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، اشتدت المنافسة بين الديمقراطيين والجمهوريين وزاد توتر المرشحين تجاه هذه الانتخابات: الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، والديمقراطية نائبة الرئيس جو بايدن المرشحة كامالا هاريس، لدرجة لم يعد يعبأ أي منهما بتجاوز ما كانا يعتبرانه في مراحل سابقة من المنافسة خطوطاً حمراً في خطابهما السياسي خاصة هاريس، كما أضحى خطابهما السياسي مفعماً بحديث عن «العداوة» و«الأعداء» خاصة دونالد ترامب، الذي اكتفى، على ما يبدو، من توجيه الألفاظ النابية إلى شخص كامالا هاريس، ربما لاعتقاده أن هذا النوع من الشتائم لم يعد يجدي خاصة ما أثبتته هاريس من كفاءة في مناظرتهما الوحيدة التي أجريت بينهما.
فقد لوحظ قدر من التوتر المتزايد في خطاب هاريس بسبب عدم قدرتها على تجاوز دونالد ترامب بنسب معقولة في استطلاعات الرأي المختلفة التي تؤكد أن المنافسة أضحت حامية الوطيس مع ترامب.
ففي الوقت الذي كانت فيه هاريس شديدة الحرص على تجنب مجاراة ترامب في هجماته وانتقاداته اللاذعة لشخصها طيلة الأشهر الأولى من المنافسة الانتخابية نجدها قد اتجهت إلى التعامل بحدة مع ترامب وتعمد محاولة النيل منه ومن مشروعه السياسي وكشف حقيقة خطابه السياسي، فنجدها قد اتجهت إلى تبادل الاتهامات بـ «عدم الكفاءة» و«الكذب» مع دونالد ترامب، واتجهت هاريس إلى «اللعب» لأول مرة بورقة «كبر سن ترامب وسلامته العقلية» على نحو ما كان يفعل هو مع منافسه السابق الرئيس جو بايدن. حيث كشفت حملتها عن نيتها نشر تقرير طبي يؤكد أنها تتمتع «بالصلابة البدنية والعقلية اللازمة للقيام بواجبات رئاسة الولايات المتحدة (59 عاماً) في مقارنة متعمدة مع منافسها ترامب البالغ من العمر 78 عاماً».
لكن ما هو أهم في جديد المعاني في الخطاب السياسي لكل من ترامب وهاريس هو اللجوء في هذا التوقيت الحرج من المنافسة الانتخابية إلى التصويب على من يُعتقد أنهم أعداء في محاولة للتأكيد من جانب كل منهما على أنه الأكثر وعياً وقدرة في التصدي للأعداء في محاولة لتكتيل الدعم الانتخابي بإشاعة «الخوف» على البلاد من هؤلاء الأعداء.
ترامب هو الأكثر حرصاً على ذلك، وربما يكشف بذلك عن مخاوفه من وجود فرص أمام كامالا هاريس لتجاوزه انتخابياً، لذلك نجده يضرب هنا وهناك ضد من يسميهم بـ «العدو» في الخارج وفي الداخل، على العكس من هاريس التي لم تشأ أن تجاريه في هذا النهج ربما ثقة بقوتها الانتخابية، وربما التزاماً بمشروعها السياسي الذي يرفض أي عداوات مع الأمريكيين والحرص على احترامهم والثقة بهم، ومحاولة تكتيل الجميع دون تمييز لدعمها،على عكس ما تصف به ترامب بأنه «يحاول أن يشق وحدة الأمريكيين».
فترامب يركز في هجومه على الأعداء على أولوية من يصفهم بـ «أعداء الداخل» وهم أولاً المهاجرون الذين يركز على محاربتهم ويهدد بإخراجهم من الولايات المتحدة، ويكثر من الكلام عن «تحرير أمريكا المحتلة»، ويؤكد على أن يوم عودته مجدداً إلى البيت الأبيض «سيكون يوم تحرير أمريكا»، مشيراً إلى أن «أمريكا معروفة اليوم في كل أنحاء العالم بأنها أمريكا المحتلة» من المهاجرين الأجانب الذين يصفهم بأن «لديهم جينات سيئة»، مؤكداً أنهم «مجرمون» وأن «الإجرام وراثي إلى حد كبير». وهم ثانياً اليساريون أو من يصفهم بـ «اليساريين المتطرفين»، الذين أكد (13/10/2024) أنه «قد يؤيد استخدام القوات العسكرية ضدهم» واصفاً إياهم بأنهم «عدو من الداخل».
أما العدو الخارجي فهو إيران، التي لم يتردد في المطالبة بتدمير قدراتها النووية من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل في أي مواجهة باتت محتملة.
وإذا كان ترامب قد أرجأ، ربما مؤقتاً، أي تصعيد مع الصين ويعطي الآن الأولوية لمواجهة إيران، فإن هاريس وجدت نفسها تتوافق معه في التراجع، ربما المؤقت عن التعامل مع الصين كـ«عدو أول» كما هو محدد في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي للرئيس جو بايدن لعام 2022، وتركيز الأولوية على مواجهة إيران، ربما محاولة منها لنيل دعم يهود الولايات المتحدة، في تراجع عن خطابها السابق الذي كان أكثر اعتدالاً وأكثر ميلاً لعدم التصعيد مع إيران وتجنب التورط في حرب إقليمية في الشرق الأوسط، حيث أكدت في مقابلة مع قناة «سي بي اس» منذ أيام أن «الخطر على أمريكا هو إيران وليس الصين».
ربما يكون هذا التحول تكتيكياً وليس استراتيجياً من جانب هاريس التي تأخذ في اعتبارها «الخطر الروسي» ودعم أوكرانيا، لكن هذه المؤشرات تعد علامات مهمة على أولويات من سيحكم الولايات المتحدة في الأعوام الأربعة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • معركة التجريح بين هاريس وترامب تتصاعد قبل أسبوعين من الانتخابات
  • هاريس وترامب يعوّلان على دعم المشاهير مع اقتراب الانتخابات
  • المشاهير حاضرون في تجمعات هاريس وترامب الانتخابية
  • هاريس وترامب يعوّلان على دعم المشاهير في بنسلفانيا وميشيغان
  • ترامب يقلي البطاطس ردا على هاريس
  • هاريس تحتفل بعيد ميلادها الـ60.. وترامب يعمل في ماكدونالدز
  • أسوشيتد برس: هاريس وترامب يتنافسان على أصوات العرب في ميشيجان
  • هاريس وترامب.. سباق على أصوات العرب في ولايات متأرجحة
  • هاريس وترامب.. وخطاب «الوقت الحرج»