تيــارات في خنـدق الجيش، وأفـراد اختاروا الميليشيا،، الحـركة الإســلامية.. أسئلة الحـرب
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
العطا: شباب الحركة الإسلامية يقاتلون ضمن أحزاب وكيانات اصطفت خلف الجيش في معركة الكرامة..
⚡(الوطني والشعبي ) ولواء البرَّاء، مكونات اختارت خندق الوطن..
⚡هل تأثر بعض منسوبي الحركة الإسلامية بانتماءاتهم القبلية وانضموا للميليشيا الإرهابية؟
⚡حسبو عبد الرحمن انخرط في الدعم السريع، ففصلته الحركة الإسلامية وتبرأت منه.
✍️ تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي، مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن ياسر عبد الرحمن العطا، أن الإسلاميين في السودان لم يشعلوا الحرب، ولا علاقة لهم بها، وتسأل العطا في حوار مع صحيفة الشروق المصرية: لماذا هناك تركيز على شباب الإسلاميين فقط؟ مبيناً أن شباب الإسلاميين يقاتلون مع القوات المسلحة ضمن فئات مختلفة يمثلون أحزاباً وكيانات اصطفوا جميعاً خلف القوات المسلحة في معركة الكرامة الوطنية، وزاد” نحن يقاتل معنا الآن شباب ثورة ديسمبر، وهم شباب الأحياء، وغاضبون، ولجان المقاومة، وقد سقط منهم شهداء خلال المعارك، هذا بالإضافة إلى شباب من حزب مبارك أردول، ( التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية)، وشباب من حزب الأمة كانوا يتبعون جيش الحزب، أبرزهم وليد التوم، وقال العطا إنه عقد اجتماعين مع الشباب الإسلاميين عقب مشاركتهم في العمليات القتالية، حيث أكدوا له في الاجتماع الأول عدم رغبتهم في أي مقابل، وقالوا في الاجتماع الثاني “نحن لدينا طلب واحد هو المشاركة في الانتخابات، سواءً صوَّت لنا الشعب أم لا”.
⭕ عـدة تيـارات إسـلامية:
ومنذ اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل والتي أشعلت فتيلها ميليشيا الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م، انخرطت مجموعة من الإسلاميين لتقاتل ضمن صفوف الوقت المسلحة، منهم من ينتمي للمؤتمر الوطني الحزب الحاكم السابق بقيادة الرئيس المعزول عمر البشير، ومنهم من ينتمي للمؤتمر الشعبي الذي كان يقوده الراحل دكتور حسن الترابي، ورغم رياح الخلافات التي أغرقت سفينة العلاقة بين حزبي المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي خلال سنوات حكم الإنقاذ البائد، إلا أن حرب الخامس عشر من أبريل 2023م أعادت المياه إلى مجاريها وجمعت منسوبين من الحزبين، دفعتهم الروح الوطنية، فحملوا أرواحهم على أيديهم، والتزموا خندقاً واحداً مع القوات المسلحة، دفاعاً عن الأرض والعرض، ضد ميليشيا الدعم السريع.
⭕ تنسيق متجدد:
وتجدد تنسيق الجهود والمواقف بين الحزبين الإسلاميين، المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي من خلال لقاء التأم في مدينة بورتسودان في وقت سابق من الشهر الجاري، جمع بين رئيس حزب المؤتمر الوطني، المهندس إبراهيم محمود حامد، والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، دكتور أمين محمود، اللقاء الذي اتسم بالمودة والحفاوة انتهى باتفاق الرجلين على دعم وإسناد القوات المسلحة في معركة الكرامة الوطنية، بعد أن ثمنا الانتصارات الساحقة التي حققتها القوات المسلحة والقوات المساندة لها في عدد من المحاور وجبهات القتال في السودان، ولم ينسَ المؤتمر الوطني والشعبي أن يشيدا بالتفاف المواطنين خلف القوات المسلحة مما انعكس إيجاباً على رفع الروح المعنوية للجيش، ودعا الحزبان فئات الشعب السوداني كافة إلى الاستمرار في دعم وإسناد القوات المسلحة حتى يتحقق المصر الأكبر بدحر الميليشيا المتمردة، رافضين في هذا الصدد التدخلات الخارجية في الشأن السوداني، وأمنا على ضرورة التصدي للمخططات الأجنبية بتماسك الجبهة الداخلية، والتأكيد على وحدة السودان شعباً وأرضاً ورفض دعاوى التقسيم، وأكدا العمل المشترك من أجل وحدة الصف الوطني، والتوافق على مشروع وطني يتراضى عليه الجميع، من خلال حوار سوداني- سوداني، يفضي إلى الاتفاق على رؤية مستقبلية للعمل السياسي في مرحلة ما بعد الحرب.
⭕ لواء البراء:
وكان لواء البراء بن مالك بقيادة المجاهد المصباح أبو زيد أحد الشباب المعروفين بالانتماء للحركة الإسلامية السودانية قد انضمَّ إلى ركب حرب الكرامة مقاتلاً في صفوف القوات المسلحة، وشكل لواء البراء حضوراً قوياً في مشهد العمليات الميدانية، في محور منطقة الشجرة العسكرية التي تضم سلاح المدرعات أحد أبرز وأهم وحدات الجيش التي ظلت ميليشيا الدعم السريع تستهدفها منذ اندلاع الحرب عبر موجات متتالية من الهجمات التي تجاوزت 140 هجوماً فشلت جميعها في اجتياح سلاح المدرعات، ويقول شهود عيان إن لواء البراء بن مالك الذي ينضوي تحته المئات من المجاهدين السابقين في كتائب مؤسسة الدفاع الشعبي المحلولة، قد شكلوا مع قوات الدروع والمستنفرين، حائط صد تكسرت فيه جميع هجمات الدعم السريع، وكان المجاهد المصباح أبو زيد قائد لواء البراء، قد تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في رمضان الماضي، عندما استهدفت مُسيَّرة، إفطاراً جماعياً أقامه لواء البراء وسط مدينة عطبرة في أبريل الماضي 2024م.
⭕ الميليشي حسبو:
وفي مقابل الإسلاميين الذين يقاتلون ضمن صفوف القوات المسلحة، فإن إسلاميين آخرين اختاروا الاصطفاف خلف ميليشيا الدعم السريع التي أعلنت تمردها على الجيش، وفي مقدمتهم حسبو محمد عبد الرحمن الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس عمر البشير، ونائب الأمين العام للحركة الإسلامية، وأصبح في مرحلة ما بعد ثورة التغيير التي أطاحت بنظام الرئيس عمر البشير، مستشاراً لقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، ليظهر خلال فترة الحرب ملازماً للميليشيا المتمردة في الخرطوم ومشاركاً في مناسبات اجتماعية خاصة بمنسوبي الدعم السريع، قبل أن يغادر وسط حراسات أمنية مشددة من قبل ميليشيا الدعم السريع إلى دارفور، لتعلن الحركة الإسلامية السودانية في أبريل الماضي 2024م فصل حسبو وإسقاط عضويته من التنظيم بعد أن اتهمته بالانحراف عن مبادئ وأهداف الحركة الإسلامية وانضمامه لميليشيا الدعم السريع.
⭕ بقّال والربيع:
وتحتضن ميليشيا الدعم السريع عدداً من الإسلاميين الذين ينشطون في صفوف الميليشيا المتمردة، من هؤلاء الصحفي إبراهيم بقال سراج الذي سمته الميليشيا المتمردة والياً على ولاية الخرطوم منذ اندلاع حرب الخامس عشر أبريل 2023م، وقد ظل بقال يظهر في مقاطع فيديو منتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، يتوعد فيها الكيزان وفلول النظام السابق الذي كان بقال نفسه جزءً من منظومته الحزبية، ويُعرف عن بقَّال أنه ظلَّ طوال مرحلة ما بعد ثورة التغيير التي أطاحت بنظام الرئيس عمر البشير، معارضاً لتحالف قوى الحرية والتغيير ” قحت” ومناوئاً لهم،،
ومثل بقال، ينشط في صفوف ميليشيا الدعم السريع الناشط في منصات التواصل الاجتماعي عبد المنعم الربيع، أحد منسوبي الحركة الإسلامية والمؤتمر الشعبي بقيادة الراحل دكتور حسن الترابي، وقد ظل عبد المنعم الربيع الذي يقيم في إنجلترا، فاعلاً في الغرف الإعلامية الداعمة لميليشيا الدعم، ينتقد قوى الحرية والتغيير الظهير السياسي لحكومة الفترة الانتقالية بقيادة عبد الله حمدوك، وأصبح الربيع بعد اندلاع الحرب الدعم السريع لسان حال الميليشيا المتمردة وأحد الضاربين على طبول الحرب، والدافعين بقوات الدعم السريع إلى محرقة الموت على يدي القوات المسلحة،،
⭕خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فمن الواضح أن دم الحركة الإسلامية قد تفرَّق بين مجموعة وطنية انحازت لصوت العقل والمنطق، فاختارت أن تدعم وتساند القوات المسلحة، ومجموعة أخرى ارتضت أن ترضع من ثدي العمالة والارتزاق، وترتمي بين أحضان الانتماء الإثني والقَبَلي، فانخرطت في صفوف ميليشيا آل دقلو المتمردة، وما بين المجموعتين تبقى شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وشجرة خبيثة اُجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، وليكون الجحيم مستقراً ومأوىً لكلِّ من طغى وتجبَّر وبغى.
متابعات : منصة الناطق الرسمي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: میلیشیا الدعم السریع المیلیشیا المتمردة الحرکة الإسلامیة المؤتمر الوطنی القوات المسلحة المؤتمر الشعبی لواء البراء عمر البشیر الخامس عشر فی صفوف
إقرأ أيضاً:
معارك الخرطوم… انهار «الدعم السريع» أم انسحب باتفاق؟
دخلت الحرب السودانية مرحلة جديدة، حقق خلالها الجيش السوداني انتصارات كبيرة و«سريعة» في وسط البلاد، بينما يتراجع «الدعم السريع» بوتيرة متسارعة، بدأت بانسحابه من مدينة ود مدني، ثم عمليات العاصمة الخرطوم التي استعاد خلالها الجيش مقر قيادته العامة، ومناطق «حاكمة»، خصوصاً في أم درمان والخرطوم بحري.
التغيير ــ وكالات
وأثارت «انسحابات الدعم السريع» المتسارعة أسئلة عدة؛ من بينها: هل «قواته» دخلت «مرحلة الانهيار»، أم إن ما حدث كان نتيجة «اتفاق غير معلن» يهيئ طاولة التفاوض عبر «السماح» بتحسن «موقف الجيش التفاوضي»، أم هل اختارت قيادة «الدعم» التراجع عن الانتشار الواسع «تكتيكياً» لتقليل خسائرها أمام الجيش الذي عزز قواته وجدد تسليحه؟
بدأت عمليات الجيش لاسترداد مناطق استراتيجية وسط البلاد، باستعادة منطقة جبل موية الحاكمة لـ3 ولايات: النيل الأبيض، وسنار، والجزيرة، في أكتوبر الماضي، وبعد ذلك، استجمع مع حلفائه قوتهم، ووجهوها نحو مدينة ود مدني، واستعادوها في 11 يناير الحالي «دون قتال يُذكر»، وقالت «قوات الدعم السريع» إنها «انسحبت»، بينما قال الجيش إنه دخل المدينة «عنوة»، وذلك بعد أكثر من عام من سيطرة «الدعم» على المدينة الاستراتيجية «دون قتال» أيضاً.
ومهدت عملية استعادة ود مدني لعمليات الخرطوم بحري، ووصول جيوش أم درمان وشمال الخرطوم بحري، إلى قيادة قوات سلاح الإشارة والقيادة العامة الواقعة تحت حصار «الدعم السريع» منذ بداية الحرب.
بدأت العملية في 26 سبتمبر الماضي بعبور القوات الآتية من أم درمان جسر الحلفايا، واستمرت في التقدم شمالاً وجنوباً ببطء، لكنها كثفت وسرّعت عملياتها بعد استرداد مدينة ود مدني.
وفوجئ الناس السبت الماضي بالجيش يعلن عبور جسر النيل الأزرق ويصل إلى مقر «القيادة العامة»، وبالقائد العام للجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يخاطب جنوده «المحاصرين» داخل «القيادة العامة»، معلناً فك الحصار عنها وعن مقر «قيادة قوات سلاح الإشارة»، وقرب «تحرير» الخرطوم من قبضة «الدعم السريع».
بث الجيش مقاطع فيديو من داخل «القيادة العامة» و«قيادة قوات سلاح الإشارة»، ومع ذلك نفت «قوات الدعم» بشدة «فك الحصار» عن «القيادة العامة»، وعدّت فيديوهات الجيش دعايةً حربيةً، معلنة أن قوات محدودة «تسللت»، وأنه ليس هناك «التحام» للجيوش، ونشرت، الاثنين، مقاطع فيديو من على جسر «المك نمر» باتجاه الخرطوم، ومن جسر «كوبر» باتجاه الخرطوم بحري، ومن جسر «توتي» قرب النيل الأزرق، وقالت إنها لا تزال تسيطر على مواقعها، وإن «إمداداً» كبيراً وصل إليها لتشديد الحصار على المناطق المذكورة.
كما تتداول وسائل التواصل الاجتماعي الموالية للجيش تقارير عن انسحابات واسعة لـ«قوات الدعم» من مناطق جديدة في الخرطوم، وتقدم ملحوظ للجيش، وهو ما تنفيه «قوات الدعم» بإصرار، بينما تتضارب المعلومات الصادرة عن الطرفين بشأن الأوضاع الميدانية والعسكرية في الخرطوم.
وفي تحليله أوضاع ما بعد دخول الجيش مقر القيادة العامة، نفى اللواء المتقاعد كمال إسماعيل فكرة «انهيار الدعم السريع»، وعدّ، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، الأمر «مجرد عمليات كرّ وفرّ»، وأضاف: «سيطرة أي من الطرفين ستكون وقتية، والحرب لن تتوقف ما دامت هناك بندقية واحدة مرفوعة».
وأكد اللواء إسماعيل أن الحرب لن تنتهي إلا بـ«التفاوض» الذي يوقف إطلاق النار، ويؤدي إلى الفصل بين القوات، وأضاف: «السلاح منتشر في كل جهات البلاد بيد الأفراد والميليشيات. ومع وجود مجموعات تسعى إلى الانتقام من قوى (ثورة ديسمبر/ كانون الأول)، فلن تنتهي الحرب»، وتابع: «وجود السلاح بيد الناس خارج القانون ووجود نيات انتقامية، يصعبان عودة الناس إلى مناطقهم. لذلك؛ فلن تقف الحرب إلا بإرادة قوية، وليس بأمنيات».
ودعا اللواء المتقاعد طرفَي الحرب إلى العودة للتفاوض «والذهاب إلى جدة (بالسعودية) لمناقشة الإشكالات المترتبة على الحرب». كما دعا القوى السياسية المدنية إلى الاجتماع من أجل وقف «الشقاق» الوطني «الذي تعيشه البلاد، ويهدد وجودها»، وأضاف: «ما لم تتوحد القوى السياسية، فلن يكون هناك سلام».
وأرجع تراجع «الدعم السريع» إلى ما سماه «إنهاك طرفَي الحرب»، وقال إن نتيجته هي «عمليات الكرّ والفرّ» التي أشار إليها سابقاً، وأضاف: «الجيش والميليشيات الموالية له، حتى لو استردوا الخرطوم، فهذا لا يعني السلام. والحرب قد تمتد لأكثر من 20 عاماً، ولا يمكن حسمها عسكرياً».
واستبعد المحلل السياسي، محمد لطيف، افتراض «انهيار (قوات الدعم السريع)»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الوصف الدقيق أن هناك تراجعاً عسكرياً لـ(الدعم السريع)، لكن الحديث عن انهياره غير دقيق، فهو لا يزال منتشراً في مناطق واسعة من السودان. لذلك؛ من الصعب الحديث عن بداية انهيار».
وفي سياق الاحتمالات التي حددها لطيف لتفسير الأوضاع، أشار إلى «أحاديث متداولة عن انسحابات متفق عليها بين الطرفين… والتحول السريع في طبيعة السيطرة من دون مواجهات عسكرية، يعزز من فرضية الاتفاق».
لطيف قال إن «انسحابات (الدعم السريع)» جاءت «منظمة» دون أن يتعرض لمطاردات أو ملاحقات؛ مما يعزز فرضية «الاتفاق غير المعلن»، وتابع: «أيضاً غابت الحملات الإعلامية المعتادة حال سيطرة طرف على مناطق جديدة بعرض فيديوهات الضحايا والأسرى والغنائم؛ مما يقلل من فرضية الضعف العسكري لـ(الدعم السريع) أو التفوق العسكري للجيش».
ورجح لطيف أن تكون «انسحابات (الدعم) تكتيكية يريد عبرها إعادة تموضعه في مناطق محددة تكفيه شر الانتشار الواسع والمسؤولية المترتبة على قدراته وحركته».
نقلاً عن الشرق الأوسط ــ أحمد يونس
الوسوماتفاق الجيش الخرطوم الدعم السريع