قبل خمسة عشر يوما على انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، تصعّد حملتا المرشحين الرئاسيين كامالا هاريس ودونالد ترامب من وتيرة القذف والتجريح والهجمات الشخصية المتبادلة، ضمن ما يصفه خبراء باستراتيجية اللحظات الأخيرة لقلب نتائج السباق.

فالمرشحان يستغلان ظهورهما أمام المؤيدن والداعمين في التجمعات الانتخابية لإطلاق الهجمات ووسم بعضهما بعبارات وأوصافا سيئة جدا يصل بعضها الى التجريح والتشكيك في السلوك والقدرات العقلية والذهنية.

فعلى سبيل المثال، لم يتوانَ المرشح الجمهوري ترامب عن مهاجمة مرشحة الحزب الديمقراطي هاريس واصفا إياها بـ"الشيوعية"، مشيرا إلى أنها تمثل تهديدا للقيم الأميركية.

وفي المقابل، استخدمت هاريس لغة صارمة في وصف قدراته الذهنية، مشيرة إلى تقدمه في العمر والافتقار إلى الكفاءة.

وفي مقابلة مع قناة "الحرة" أعرب المحلل الاستراتيجي للحزب الجمهوري، توم كايس، عن قلقه من تصرفات ترامب، مشيرا إلى أنه يتخلى عن الأساليب السياسية التقليدية.

واعتبر أن خطاب ترامب يعتمد على التخويف والترهيب، مستذكرا أحداث السادس من يناير واتهامات ترامب السابقة التي وصلت "حدا غريبا"، مثل اتهام بعض المهاجرين بأكل حيوانات أليفة مثل القطط والكلاب.

كايس وصف هذه الأساليب بأنها غريبة وغير مسبوقة في الحملات الرئاسية.

وبسؤاله عن سبب قوله ذلك وهو مستشار للحزب الجمهوري قال، "إنه حزب دونالد ترامب، لقد أصبح حزبه خلال العقد الماضي".

وأشاد أستاذ الحوكمة في الجامعة الأميركية، كريس إديلسون، بشجاعة الضيف من الحزب الجمهوري، معتبرا أن الوقوف بوجه ترامب "ليس مسألة حزبية"، مشيرا إلى أن هناك العديد من المسؤولين العسكريين الذين خدموا في إدارة ترامب يتهمونه بمحاولة فرض حكم استبدادي.

وعبر الضيفان عن مخاوفهما من أن هذا التصعيد في اللهجة قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة، خاصة إذا خسر ترامب.

وشددا على قلقهما من تكرار سيناريو العنف السياسي الذي شهده العالم في أحداث السادس من يناير 2021.

ووفقا لإديلسون، في حال فاز ترامب، قد يسعى لتنفيذ وعوده بالانتقام من خصومه، مما قد يقود الولايات المتحدة إلى مسار مشابه لتركيا أو روسيا.

أما في حال فوز هاريس، فقد تشهد الساحة السياسية الأميركية موجة جديدة من التوترات، خصوصا في ظل تعنت ترامب وعدم اعترافه بالنتائج كما حدث في انتخابات 2020.

هاريس تشن هجومها على ترامب في الكنيسة

وأتمّت هاريس عامها الستين الأحد، لكنها ما انفكت تذكّر خصوصا بسنّ غريمها الجمهوري دونالد ترامب المرهق جدّا في نظرها ليرأس الولايات المتحدة من جديد.

وعلى أنغام أغنية "هابي بيرثداي" لستيفي واندر، استقبلت جوقة كنيسة معمدانية للأميركيين السود المرشحة الديموقراطية الأحد متمنية لها عيدا سعيدا.

وعندما دعا القسّ هاريس لتولي الكلمة، وجّهت سهامها إلى خصمها الجمهوري من دون ذكره بالاسم، مشدّدة على قيم "التعاطف" و"الاحترام" و"المحبّة" في وجه "من يثيرون الفرقة بيننا وينشرون الخوف ويحدثون الفوضى".

ترامب يسخر من هاريس في ماكدونالدز

وفي المقابل، ارتدى ترامب الذي يُعرف عنه ولعه بالوجبات السريعة، مئزر مطاعم ماكدونالدز الأسود والأصفر، ودخل الأحد مطبخ أحد الفروع في بنسلفانيا ليساعد العمال بقلي البطاطس وتسليم الزبائن طلباتهم.

وكان هدف هذه المحطة الانتخابية لترامب السخرية من منافسته هاريس التي غالبا ما تُردد أنها عملت في شبابها في ماكدونالدز.

إلا أن ترامب يتهمها بالكذب، زاعما أن هاريس لم تعمل أبدا في ماكدونالدز خلال فترة دراستها، وهي تجربة تحدثت عنها مرات عدة خلال حملتها.

وعندما أخبره المراسلون أن الأحد يصادف عيد ميلاد هاريس التي تبلغ ستين عاما، تمنى ترامب لها "عيد ميلاد سعيدا".

وقال مازحا "أعتقد أنني سأحضر لها بعض الزهور. ربما سأحضر لها بعض البطاطس المقلية".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

أسوشيتد برس: هاريس وترامب يتنافسان على أصوات العرب في ميشيجان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

سلطت وكالة"أسوشيتد برس"الأمريكية على تنافس المرشحين في انتخابات الرئاسة الأمريكية كامالا هاريس ودونالد ترامب للفوز بأصوات كتلة صغيرة من الناخبين لكنها "محورية" في ولاية ميشيجان المتأرجحة في السباق، ألا وهم الأمريكيون من أصل عربي. 
وأصرت نائبة الرئيس الأمريكي هاريس على أن الوقت قد حان "لإنهاء المعانة في الشرق الأوسط"، في حين زار منافسها الرئيس السابق ترامب إحدى المدن الأمريكة الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة، بحسب ما ذكرته الوكالة في تقريرها اليوم السبت.
وفي إشارة نادرة إلى معركة إسرائيل ضد حماس وحزب الله، قالت هاريس في حشد انتخابي يوم الجمعة، "كان هذا العام صعبًا للغاية، بالنظر إلى حجم الموت والدمار في غزة وبالنظر إلى الخسائر المدنية والنزوح في لبنان"، مضيفة أن مقتل زعيم حماس يحيى السنوار "يمكن أن تكون نقطة تحول ويجب أن تكون كذلك".
وقالت:"يجب على الجميع اغتنام هذه الفرصة لإنهاء الحرب في غزة أخيرًا، وإعادة الرهائن إلى ديارهم وإنهاء المعاناة تمامًا".
في غضون ذلك، تجنب ترامب الإفصاح عن أي تفاصيل حول خططه للشرق الأوسط، لكنه قال إنه لا يعتقد أن المجتمع العربي الأمريكي سيصوت لهاريس "لأنها لا تعرف ماذا تفعل". غير أن المرشح الجمهوري واجه لاحقًا خللًا تقنيًا أدى إلى إسكات ميكروفونه لمدة 20 دقيقة تقريبًا في حشد انتخابي في ديترويت.
وأشار التقرير إلى أن ميشيجان واحدة من ولايات "الجدار الأزرق" الثلاث التي، إلى جانب بنسلفانيا وويسكونسن، ستساعد في حسم نتيجة الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر. وتمثل الكتل التصويتية المتنوعة مفتاحًا للفوز بأي ولاية متأرجحة تقريبًا، لكن ميشيجان تتفرد بكم كبير من السكان العرب الأمريكيين، الذين شعروا بالإحباط الشديد من دعم إدارة بايدن للهجوم الإسرائيلي على غزة في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل.
ويحاول ترامب،الذي فرض حظرًا على السفر يستهدف الدول الإسلامية أثناء وجوده في منصبه وتعهد بتوسيع الحظر ليشمل اللاجئين من غزة إذا انتُخب مرة أخرى، الاستفادة من إحباط المجتمع تجاه الإدارة الديمقراطية، على الرغم من تاريخه الموثق جيدًا من الخطاب المعادي والسياسات العدائية، ولم تكن هناك سوى إشارات متواضعة يوم الجمعة على أنه قد يحرز تقدمًا.
وزار المرشح الجمهوري مكتب جديد للحملة في هامترامك، إحدى المدن الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة في البلاد، وانضم إليه هناك رئيس البلدية عامر غالب، وهو ديمقراطي يؤيد ترامب. وفي الوقت نفسه، أيد ثلاثة أعضاء في مجلس المدينة هاريس.
وقال غالب، الذي قدم لترامب شهادة تقدير: "زيارته اليوم هي لإظهار الاحترام والتقدير لجاليتنا".
ورغم أن السياسة الخارجية نادرًا ما تؤثر على الانتخابات الأمريكية، فإن الحرب في الشرق الأوسط تشكل مصدر قلق بالغ الأهمية للعديد من الناخبين العرب الأمريكيين في ميشيجان.
وأشار التقرير إلى أن ترامب حتى عندما تواصل مع الناخبين العرب الأمريكيين المحبطين، ألمح إلى أنه سينهي الجهود التي تحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على كبح جماح العمليات العسكرية التي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين، قائلًا إنه على الرغم من أن بايدن "يحاول كبح جماحه... ربما كان ينبغي له أن يفعل العكس، في الواقع".
من جانبها، أبرزت هاريس الدعم الذي حصلت عليه من المجتمع العربي الأمريكي أيضًا.
ففي يوم الجمعة، أيد 52 لبنانيًا أمريكيًا هاريس وزميلها في الترشح، حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، قائلين في رسالة إن صوت مجتمعهم "سيُسمع" تحت قيادتها.
وكررت الرسالة الدعوات لوقف إطلاق النار، وأشارت إلى قرار حديث صادر عن وزارة الأمن الداخلي بتمديد الوضع القانوني المؤقت الممنوح للمواطنين اللبنانيين في الولايات المتحدة. وهو وضع يُمنح للأشخاص من بلدان معينة تشهد حروبًا أو اضطرابات أو كوارث طبيعية.
ومع ذلك واجهت هاريس أيضًا احتجاجات على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في الصراع. فخلال اجتماع مغلق يوم الخميس مع الطلاب في جامعة ويسكونسن-ميلووكي، واجهها أحد المحتجين، وفقًا لمقطع فيديو نشرته مجموعة طلابية مؤيدة للفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي. وأظهر الفيديو أنه بينما كانت هاريس تخبر الطلاب أنها تستثمر فيهم، قاطعها أحد المحتجين وسألها "وفي الإبادة الجماعية، أليس كذلك؟ مليارات الدولارات في الإبادة الجماعية؟"

مقالات مشابهة

  • هاريس تركز على سن غريمها وترامب يتودد إلى العمال
  • هاريس وترامب يعوّلان على دعم المشاهير مع اقتراب الانتخابات
  • تنافس شديد بين هاريس وترامب.. من يتقدم في الولايات المتأرجحة؟
  • هاريس وترامب يركزان جهودهما الأخيرة على ولايات متأرجحة
  • هاريس وترامب يعوّلان على دعم المشاهير في بنسلفانيا وميشيغان
  • هاريس تحتفل بعيد ميلادها الـ60.. وترامب يعمل في ماكدونالدز
  • الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. هاريس تتقدم في استطلاعات الرأي وترامب يضيق الفجوة
  • أسوشيتد برس: هاريس وترامب يتنافسان على أصوات العرب في ميشيجان
  • هاريس وترامب.. سباق على أصوات العرب في ولايات متأرجحة