لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
كتب سام منسى في"الشرق الاوسط":بعد أكثر من شهر على حرب إسرائيل ضد لبنان و«حزب الله» دخل لبنان في منعطف جديد أبرز مؤشراته تسلم إيران مباشرة زمام قيادة الحزب والحرب معاً عبر أجهزتها وقيادات الصف الثالث في الحزب.
تدخّل إيران في لبنان ليس بجديد، إنما هذه المرة قضت علانيتهنهائياً على سياسة الإنكار المقبول التي اعتمدتها حتى الآن، كما على هامش مناورة «الانتماء اللبناني» لدى قيادات الحزب.
النسخة المحدثة من التدخل الإيراني تتظهر عبر رفض الحزب على لسان نائب الأمين العام نعيم قاسم، أي خطوات إنقاذية أو تسوويةقبل وقف إطلاق النار، مما يعني إجهاض أي مشروع حل من أي جهة أتى، ونسف محاولات الحكومة واللقاء الثلاثي الذي جمع بري، وميقاتي، وجنبلاط، وتفخيخ مضمون وروحية ما صدر عن قمة رؤساء الطوائف في بكركي. ما تقوم به إيران في لبنان عبر الإدارة المباشرة لـ«حزب الله» يعكس ازدواجية السياسة الإيرانية بشقيها الداخلي والخارجي. في الشق الداخلي الهدف هو إرضاء المتشددين في النظام الداعين إلى المواجهة ومتابعة الحرب على مختلف الجبهات، فيما خارجياً تُستكمل مساعي التهدئة والتفاوض غير المباشر مع أميركا، وتنصّب نفسها وسيطاً للتفاوض عن لبنان مستكملةً تسليط سيف حلفائها في لبنان والعراق وسوريا واليمن لتعزيز أوراقها التفاوضية مع الأميركيين ومتابعة سياساتها التدخلية في المنطقة.
في الجهة المقابلة لهذا المشهد المستجدّ، ومع تصاعد وتيرة القتل الوحشي والتدمير وتوسع الحرب إلى مناطق يُفترض أنها بمنأى عنها وارتفاع مخاطر نتائجها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية بعد وصول عدد النازحين إلى أكثر من مليون موزعين على مختلف المناطق اللبنانية... تبقى القوى المناهضة لمشروع الحزب والحرب التي افتعلها مشرذَمة، مفكَّكة، مختلفة ومتباينة على تفاصيل وهوامش من شأنها تفويت الفرص المتاحة لإعادة بناء الدولة واستعادة السيادة وجمع شمل اللبنانيين. يستمر هؤلاء بالتلهي بالسياسات الداخلية الضيقة والمصالح الشخصية والحزبية، في وقت يواجه الكيان اللبناني تهديداً وجودياً محققاً هذه المرة مع غياب أي مساحة للمناورة واعتماد طريقة التشاطر اللبنانية المعهودة في إدارة الشؤون السياسية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الصين تدعو إلى السلام في أوكرانيا
جددت الصين اليوم الإثنين، دعوتها لتسوية سلمية للحرب في أوكرانيا، بعد قرار واشنطن السماح لكييف باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى ضد أهداف عسكرية داخل روسيا.
قال المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان في إحاطة صحافية، رداً على سؤال عن القرار الأمريكي، "الأمر الأكثر إلحاحاً هو التشجيع على تهدئة الوضع في أقرب وقت ممكن"، داعياً إلى "وقف إطلاق نار سريعاً وحل سياسي".
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا مطلع 2022، تؤكد بكين رسمياً وقوفها على الحياد في الحرب.
هدية "أتاكمز" تؤجج المخاوف من توسع حرب أوكرانيا - موقع 24شكل قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى لضرب أهداف روسية صدمة محلية وعالمية، رافعاً التصعيد ومخاطر توسع الحرب إلى أعلى مستوياتها. إلا أن علاقتها بروسيا شهدت تقارباً منذ ذلك الحين، وهي تقدم لها مساندة دبلوماسية واقتصادية. إلى ذلك، وجهت دول غربية حليفة لكييف انتقادات إلى بكين على خلفية عدم إدانتها الغزو صراحة.وأكد لين الإثنين "شجعت الصين ودعمت دائماً كل الجهود المؤدية إلى حل سلمي للأزمة".
وأضاف أن بكين "مستعدة لمواصلة لعب دور بناء في الحل السياسي للأزمة الأوكرانية بطريقتها الخاصة".
President Xi Jinping met with Russian President Vladimir Putin. pic.twitter.com/CgLS3SVMTD
— Hua Chunying 华春莹 (@SpokespersonCHN) October 18, 2023ونفى لين التقارير التي تفيد بحصول مسؤولين من الاتحاد الأوروبي على دليل على أن الطائرات المسيّرة الروسية المستخدمة في الحرب يتم تصنيعها في الصين.
وأكد أن بكين "لم تقدم أبداً أسلحة فتاكة لأطراف الصراع، ومنذ البداية فرضت رقابة صارمة على الطائرات المسيّرة العسكرية وذات الاستخدام المزدوج وفقاً للقوانين واللوائح".
وتابع "نأمل ألا تقوم البلدان والأشخاص المعنيون بتكهنات جامحة أو تشويه سمعة الصين دون أساس واقعي".