كتب رضوان عقيل في" النهار":لا تعويل لبنانياً كبيراً على زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت، ولو أن الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي يتعلقان بحبال "الهواء الديبلوماسية" توصّلاً إلى وقف إطلاق النار وإنقاذ البلد ومنع تطور الأمور نحو الأسوأ. وينتظر ميقاتي ما سيحمله هوكشتاين مع تشديد لبنان على لازمته "وقف العدوان".


ولم يعد خافياً أن بنيامين نتنياهو لا يريد أيّ تهدئة، أقله في هذا التوقيت، وهو في قمة نشوة الأهداف التي يحققها جيشه في غزة ولبنان وتقطيع أوصالهما.

وسيسمع هوكشتاين في بيروت من المسؤولين التمسك بالقرار 1701 والاستعداد لتطبيق مندرجاته على الأرض مع رفض مطالبة تل أبيب بتعديله أو نسفه في الأساس وخصوصاً إذا تمكنت من اجتياح مساحات في البلدات الحدودية وقضمها رغم تصدّي مجموعات "حزب الله" لجيشها واستمرارها في إطلاق الصواريخ والمسيّرات نحو أهداف حساسة واستراتيجية في عمق إسرائيل وصلت إلى منزل نتنياهو وقبلها قاعدة لواء جولاني في حيفا.

وفي انتظار ما سيقوله هوكشتاين والتوقف عند ما سينقله قبيل زيارته لتل أبيب أيضاً، يؤكد مصدر ديبلوماسي لـ"النهار" ممثلة بلاده في المجموعة "الخماسية" عدم تلمّس أي معطيات تؤدي إلى إقناع نتنياهو بوقف إطلاق النار رغم الجهود التي تبذلها أكثر من دولة عربية وغربية وأن "فرض ضغوط على نتنياهو أصبح أصعب بعد اغتيال السيد حسن نصرالله ويحيى السنوار حيث تتجه الأمور نحو صور أكثر دراماتيكية". 

وتركيز اتصالات الدوحة وأكثر من عاصمة أخرى مع واشنطن ينصبّ على إمكانية تحييد مطار رفيق الحريري والموانئ البحرية وخصوصاً في بيروت وطرابلس عن الضربات الإسرائيلية وعدم فرض حصار كامل على لبنان، مع الإشارة إلى أن الأميركيين يعترفون بأنه لا يمكنهم انتزاع أيّ تعهدات من نتنياهو بعدم استهداف العاصمة وهم يقولون في السر والعلن إنه لا يمكنهم ترك إسرائيل ولو مع عدم مجاراة كل سياساتها، ولا سيما أن نتنياهو يتعاطى مع الجميع من موقع المنتصر وأن عينه تبقى على طهران وحلمه بتوجيه ضربة قاسية للقيادة الإيرانية، وأن حكومته تعمل على الاستفادة من كل ما تحققه لتأمين استقرار إسرائيل وعدم استفزازها من أيّ جهة مع الاعتراف بأنها غير قادرة على تحقيق كامل أجندتها الأمنية في ظلّ ما ترتكبه من شطب للقضية الفلسطينية وتأديب اللبنانيين ولو أن هدفها الأول هو استئصال كلّ قوة الحزب العسكرية.

وإن كانت واشنطن لا تستطيع فرض إطلاق النار على نتنياهو فهي تتوقف عند 30 ألف لبناني ما زالوا في بيروت والمناطق يحملون الجنسية الأميركية وهم محل متابعة دقيقة من سفارتهم. وترجع أسباب عدم تمكن هوكشتاين من إحداث خرق بين لبنان وإسرائيل إلى أن أياماً قليلة تفصل الأميركيين عن انتخاباتهم الرئاسية. وما سيركز عليه – إذا استطاع – هو التوصّل إلى هدنة مفاجئة أو إطلاق الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس". 

وسيكون لهذا التطور تأثير على مسار انتخابات الديموقراطيين ومرشحتهم كامالا هاريس حيث أصبح نتنياهو اللاعب الخارجي الأول في هذا الاستحقاق والمفتاح في انتخابات الأميركيين، مع ميله نحو دونالد ترامب. وتخشى واشنطن هنا من إقدام إسرائيل على توجيه ضربة ضد إيران وقيام الثانية برد كبير، وهذا ما نقلته إلى دوائر ديبلوماسية على تواصل مع طهران التي لن تقف متفرجة في حال استهداف منشآتها النووية مع ترقب دول الخليج لكلّ هذه الأخطار التي يمكن لنتنياهو أن يسبّبها والتخوف من ردة فعل إيران التي تأخذ كلّ الاحتياطات تحسباً من سياسات نتنياهو واستفادته من الأيام التي تسبق موعد الانتخابات الأميركية. وإذا وقعت المواجهة بين تل أبيب وطهران فستغطي بالطبع على كل ما يدور في لبنان حيث يدور الكباش هنا بين الرأسين اللدوين في شكل مباشر.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی بیروت

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: النصر على حماس أهم من استعادة الأسرى

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تهدف إلى إعادة جميع المخطوفين، الأموات والأحياء، من قطاع غزة، وأضاف أن الهدف الأعلى للحرب هو تحقيق الانتصار على من سماهم الأعداء.

وخلال لقاء مع طلاب إسرائيليين، قال نتنياهو الخميس "نريد استعادة (الأسرى) الأحياء والقتلى.. هذا هدف بالغ الأهمية"، لكن استدرك "للحرب هدف أسمى، وهو تحقيق النصر على أعدائنا، وهذا ما سنحققه.. لدينا أهداف حربية عديدة، ونريد استعادة جميع رهائننا".

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، في حين يقبع في سجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وانتقدت عائلات الأسرى الإسرائيليين تصريح نتنياهو، وقالت عبر منصة "إكس" "السيد رئيس الوزراء.. إن عودة الرجال والنساء المختطفين لا تقل أهمية، بل هي الهدف الأسمى الذي ينبغي أن يوجه الحكومة الإسرائيلية".

وتابعت "تشعر عائلات المخطوفين بالقلق، إذ يتحالف نتنياهو مع سموتريتش ضد رغبة الغالبية العظمى من الإسرائيليين، الذين يريدون عودة جميع المختطفين قبل كل شيء".

إعلان

وفي 21 أبريل/نيسان الماضي، أثار وزير المالية بتسلئيل سموتريتش غضب عائلات الأسرى بتصريح مشابه، قال فيه إن استعادة الأسرى "ليست الهدف الأكثر أهمية".

ومرارا أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعدادها لبدء مفاوضات شاملة، من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة بشكل كامل.

والاثنين، قال "مصدر سياسي" إسرائيلي، في تعميم على وسائل الإعلام، إن نتنياهو رفض مقترحا لوقف إطلاق النار لمدة 5 سنوات، مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، وعادة ما تصدر البيانات المنسوبة إلى "مصدر سياسي" عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ويعارض سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وقف الإبادة، ويهددان بإسقاط الحكومة إذا حدث ذلك، وتقول عائلات الأسرى والمعارضة إن نتنياهو حريص على استمرار حكومته من أجل بقائه السياسي.

والأربعاء، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي يعتزم استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط ضمن خططه لتوسيع الإبادة في غزة.

وفي مطلع مارس/آذار الماضي انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.

لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمنية.

وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخلت غزة مرحلة المجاعة، جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • لأول مرة.. لبنان يحذر حماس من استخدام أراضيه لشن هجمات على إسرائيل
  • زعيم الدروز في إسرائيل لشكر نتنياهو
  • نتنياهو يصف تدمير حماس أكثر أهمية من تحرير الرهائن
  • نتنياهو: النصر على حماس أهم من استعادة الأسرى
  • ‏وسائل إعلام لبنانية: قتيل ومصاب من جراء غارة إسرائيلية ثانية على "ميس الجبل" جنوبي لبنان
  • سكاف: عدم التزام إسرائيل باتفاق وقف النار يعمل لمصلحة حزب الله
  • قمة لبنانية-إماراتية: توافق على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية لما فيه خير البلدين
  • لبنان: ضرورة تفعيل لجنة الإشراف على إيقاف إطلاق النار مع إسرائيل
  • جثة داخل منزل في بلدة لبنانية.. خبر يكشف التفاصيل
  • قريباً.. مؤتمر للذكاء الاصطناعي في 5 مدن لبنانية