زيارة هوكشتاين أميركية أكثر منها لبنانية.. 30 ألفلبناني اميركي ما زالوا في بيروت
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
كتب رضوان عقيل في" النهار":لا تعويل لبنانياً كبيراً على زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت، ولو أن الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي يتعلقان بحبال "الهواء الديبلوماسية" توصّلاً إلى وقف إطلاق النار وإنقاذ البلد ومنع تطور الأمور نحو الأسوأ. وينتظر ميقاتي ما سيحمله هوكشتاين مع تشديد لبنان على لازمته "وقف العدوان".
ولم يعد خافياً أن بنيامين نتنياهو لا يريد أيّ تهدئة، أقله في هذا التوقيت، وهو في قمة نشوة الأهداف التي يحققها جيشه في غزة ولبنان وتقطيع أوصالهما.
وسيسمع هوكشتاين في بيروت من المسؤولين التمسك بالقرار 1701 والاستعداد لتطبيق مندرجاته على الأرض مع رفض مطالبة تل أبيب بتعديله أو نسفه في الأساس وخصوصاً إذا تمكنت من اجتياح مساحات في البلدات الحدودية وقضمها رغم تصدّي مجموعات "حزب الله" لجيشها واستمرارها في إطلاق الصواريخ والمسيّرات نحو أهداف حساسة واستراتيجية في عمق إسرائيل وصلت إلى منزل نتنياهو وقبلها قاعدة لواء جولاني في حيفا.
وفي انتظار ما سيقوله هوكشتاين والتوقف عند ما سينقله قبيل زيارته لتل أبيب أيضاً، يؤكد مصدر ديبلوماسي لـ"النهار" ممثلة بلاده في المجموعة "الخماسية" عدم تلمّس أي معطيات تؤدي إلى إقناع نتنياهو بوقف إطلاق النار رغم الجهود التي تبذلها أكثر من دولة عربية وغربية وأن "فرض ضغوط على نتنياهو أصبح أصعب بعد اغتيال السيد حسن نصرالله ويحيى السنوار حيث تتجه الأمور نحو صور أكثر دراماتيكية".
وتركيز اتصالات الدوحة وأكثر من عاصمة أخرى مع واشنطن ينصبّ على إمكانية تحييد مطار رفيق الحريري والموانئ البحرية وخصوصاً في بيروت وطرابلس عن الضربات الإسرائيلية وعدم فرض حصار كامل على لبنان، مع الإشارة إلى أن الأميركيين يعترفون بأنه لا يمكنهم انتزاع أيّ تعهدات من نتنياهو بعدم استهداف العاصمة وهم يقولون في السر والعلن إنه لا يمكنهم ترك إسرائيل ولو مع عدم مجاراة كل سياساتها، ولا سيما أن نتنياهو يتعاطى مع الجميع من موقع المنتصر وأن عينه تبقى على طهران وحلمه بتوجيه ضربة قاسية للقيادة الإيرانية، وأن حكومته تعمل على الاستفادة من كل ما تحققه لتأمين استقرار إسرائيل وعدم استفزازها من أيّ جهة مع الاعتراف بأنها غير قادرة على تحقيق كامل أجندتها الأمنية في ظلّ ما ترتكبه من شطب للقضية الفلسطينية وتأديب اللبنانيين ولو أن هدفها الأول هو استئصال كلّ قوة الحزب العسكرية.
وإن كانت واشنطن لا تستطيع فرض إطلاق النار على نتنياهو فهي تتوقف عند 30 ألف لبناني ما زالوا في بيروت والمناطق يحملون الجنسية الأميركية وهم محل متابعة دقيقة من سفارتهم. وترجع أسباب عدم تمكن هوكشتاين من إحداث خرق بين لبنان وإسرائيل إلى أن أياماً قليلة تفصل الأميركيين عن انتخاباتهم الرئاسية. وما سيركز عليه – إذا استطاع – هو التوصّل إلى هدنة مفاجئة أو إطلاق الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس".
وسيكون لهذا التطور تأثير على مسار انتخابات الديموقراطيين ومرشحتهم كامالا هاريس حيث أصبح نتنياهو اللاعب الخارجي الأول في هذا الاستحقاق والمفتاح في انتخابات الأميركيين، مع ميله نحو دونالد ترامب. وتخشى واشنطن هنا من إقدام إسرائيل على توجيه ضربة ضد إيران وقيام الثانية برد كبير، وهذا ما نقلته إلى دوائر ديبلوماسية على تواصل مع طهران التي لن تقف متفرجة في حال استهداف منشآتها النووية مع ترقب دول الخليج لكلّ هذه الأخطار التي يمكن لنتنياهو أن يسبّبها والتخوف من ردة فعل إيران التي تأخذ كلّ الاحتياطات تحسباً من سياسات نتنياهو واستفادته من الأيام التي تسبق موعد الانتخابات الأميركية. وإذا وقعت المواجهة بين تل أبيب وطهران فستغطي بالطبع على كل ما يدور في لبنان حيث يدور الكباش هنا بين الرأسين اللدوين في شكل مباشر.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی بیروت
إقرأ أيضاً:
إسبانيا تدين تكثيف "إسرائيل" هجماتها على بيروت وغزة
مدريد - صفا
أدانت إسبانيا تكثيف "إسرائيل" هجماتها على العاصمة اللبنانية بيروت وقطاع غزة، مجددة دعوتها إلى وقف إطلاق النار.
وأشار وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، عبر منصة "إكس"، إلى استشهاد عشرات الأشخاص جراء الهجمات بالقنابل الإسرائيلية على بيروت وغزة، والتي اشتدت خلال الفترة الأخيرة.
وأعرب عن إدانته للهجمات الإسرائيلية، مشددًا على ضرورة إيقاف الدمار والقتل في الشرق الأوسط.
وطالب بوقف إطلاق النار، والامتثال للقانون الدولي، لافتًا إلى أن بلاده "تؤيد دائمًا السلام وحماية المدنيين".
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن "إسرائيل" إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 147 ألف فلسطيني، وسعت "تل أبيب" منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و452 شهيدًا و14 ألفا وو664 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح.