رغم تصدر وقف إطلاق النار جدول المحادثات التي يجريها اليوم الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين مع المسؤولين في بيروت، إلا أن دبلوماسيين غربيين شككوا في إمكانية التوصل إلى اتفاق، «ما يعني حكماً تقدم ملف انتخاب الرئيس».
وكتب محمد شقير في" الشرق الاوسط"؛ قال دبلوماسي غربي في بيروت إن «الظروف ليست ناضجة للتوصل إلى وقف النار ما لم يكن مشمولاً بتحديد الحدود بين لبنان وإسرائيل لإخلاء بعض النقاط التي تحتلها وتتبع السيادة اللبنانية، في مقابل إخلاء جنوب نهر الليطاني من أي سلاح غير شرعي يعود إلى (حزب الله) الذي لم يعد أمامه سوى الانكفاء إلى شمال الليطاني»، في تطبيق للقرار الأممي 1701.


ولفت إلى أن «المجتمع الدولي يلح على توفير الضمانات لتطبيق القرار 1701... وهذا ما تقع مسؤوليته على الحكومة اللبنانية، بالإنابة عن (حزب الله)، بوصفها صاحبة القرار الحصري في الجنوب، في موازاة المسؤولية الملقاة على إسرائيل لتماديها في خرقها الأجواء اللبنانية».
ورأى الدبلوماسي أن إجماع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، على الفصل بين جبهتي الجنوب وغزة «يلقى كل ترحيب ويؤسس، عندما تحين الفرصة، لتكثيف الجهود لإعادة الهدوء إلى الجنوب».
واعتبر أن موقفهم يشكل «خريطة طريق للتوصل إلى وقف النار تمهيداً لنشر الجيش شرطاً لتطبيق القرار 1701، جاءت متلازمة مع دعوتهم إلى التفاهم على رئيس توافقي لا يشكل تحدياً لأحد».
وقال دبلوماسي غربي آخر في بيروت لـ«الشرق الأوسط» إن «الظروف ليست مواتية لوقف النار، وهذا يعني حكماً أن انتخاب الرئيس يمكن أن يتقدم على وقفها، وهو يلقى تأييد واشنطن».
ولم يستبعد أن يتصدر الملف لقاءات هوكشتاين مع ميقاتي وبري وقائد الجيش العماد جوزف عون، «بحكم أولوية إنهاء الشغور الرئاسي كشرط لانتظام المؤسسات الدستورية، ليكون في وسع الرئيس المنتخب تولي المفاوضات إلى جانب حكومة تصريف الأعمال لوقف النار ونشر الجيش لتطبيق القرار 1701، انطلاقاً من تنفيذه بكامل بنوده وعدم إخضاعه للاجتهادات التي حالت دون تطبيقه كما يجب».
وأشار الدبلوماسي إلى أن «سوء تطبيق القرار أدى إلى تشريع الخروق على جانبي الحدود، وأوجد حالة من التعايش بين سلاحي الشرعية و(حزب الله) الذي أتاح له بإسناده (حماس) التفرد بقرار الحرب والسلم الذي هو حصراً بيد الحكومة، واستدراج لبنان لمغامرة عسكرية غير محسوبة النتائج».
لكن خلافاً لما نُقل عن هوكشتاين ونفته مصادر السفارة الأميركية، لن يسعى المبعوث الأميركي إلى تعديل القرار 1701، وإنما «الضغط لتحسين الشروط المؤدية إلى تطبيقه على نحو يعبد الطريق أمام تمكين الدولة اللبنانية من بسط سيادتها كاملة على منطقة جنوب الليطاني، ممثلة في الجيش اللبناني، بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل)»، كما يقول مصدر قريب من السفارة الأميركية في بيروت.
وأشار المصدر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «واشنطن ليست في وارد الانصياع، تحت أي ظرف كان، لرغبة إسرائيل بتعديل القرار 1701، وكل ما يهمها هو تطبيقه من دون شروط والالتزام بمضامينه، على أن يشمل كل مندرجاته الواردة أساساً في صلب اتفاق الطائف الذي نصّ صراحة على حل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم سلاحها، وهذا ما حدث باستثناء (حزب الله) الذي احتفظ بسلاحه».
غير أن المصدر أكد ما تحدث عنه الدبلوماسيان الغربيان من تقدم ملف سد الفراغ الرئاسي على الجانب الميداني. وأوضح أن الوسيط الأميركي «يعطي الأولوية لانتخاب الرئيس على وقف إطلاق النار، باعتبار أن الظروف في الميدان ليست ناضجة ومواتية لتحقيقه، وبالتالي هناك ضرورة للالتفات إلى وقف تعطيل الانتخاب»
وتستغرب مصادر مقربة من رئيس مجلس النواب ما رُوّج عن وجود نية لتعديل القرار 1701، ونقلت عنه تأكيده أنه لم يسبق للوسيط الأميركي في اللقاءات التي عُقدت بينهما أن طرح إدخال أي تعديل على القرار. وأكدت أن الموقف نفسه ينسحب على ما دار في الاتصال الذي تلقاه بري من وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، وخُصص لبحث وقف النار واستجابة الجانب اللبناني للنداء الأميركي - الفرنسي بالتوصل لهدنة لمدة 3 أسابيع، تمهيداً لبحث الآلية المطلوبة لتطبيق القرار.
وتنقل المصادر عن بري، بتفويض من «حزب الله»، تأكيده أن «تطبيق القرار يحظى بإجماع لبناني، ويلقى دعماً من القمة الروحية التي باركت الخطوات المؤدية لوقف الحرب».
غير أن الدبلوماسيَين الغربيَين تساءلا عن مدى تجاوب «حزب الله» مع مساعي تطبيق القرار 1701. وقال أحدهما: «ليس واضحاً ما إذا كان الحزب سينخرط في الجهود لإنهاء الحرب وإعادة الاستقرار إلى الجنوب، أم ان الحرب ستبقى مشتعلة لعلها تدفع بالمجتمع الدولي للتواصل مع إيران وطلب وساطتها لإقناع حليفها بالتجاوب مع الإجماع اللبناني على وقف النار».
ولفت إلى تناقض المسعى الأخير مع «إجماع الأطراف الدولية على اختلافها، على وجوب تقليص نفوذ إيران في المنطقة من خلال شلّ قدرة أذرعها على تهديد الاستقرار، خصوصاً أن إسناد الحزب غزة قوبل بمعارضة داخلياً ودولياً وعربياً، وهذا ما يجعله وحيداً في حربه».
وتؤكد المصادر الدبلوماسية أن تطبيق القرار «1701» بقي منقوصاً، لاستمرار خرقه على جانبي الحدود من قبل «حزب الله» وإسرائيل. وتقول إن توفير الشروط لتطبيقه كما يجب، يتطلب الاستجابة للملاحظات التي تدرجها الأمانة العامة للأمم المتحدة في تقريرها السنوي حول سير تطبيقه عند النظر في طلب الحكومة اللبنانية بالتجديد لـ«يونيفيل».
وتلفت إلى أن تحرير مهمة «يونيفيل» في مؤازرتها الجيش لبسط سيادة الدولة، يتطلب عدم تقييد الوحدات التابعة لها، وعدم منعها من التحرك في ملاحقتها التجاوزات التي تمنع تطبيقه على السواء بين لبنان وإسرائيل. وتؤكد أن قيادتها، وإن كانت تشكو من تعرّض «حزب الله» لوحداتها المنتشرة في جنوب الليطاني، «فهي أيضاً لا تصرف النظر عن استمرار إسرائيل في خرقها الأجواء اللبنانية، وبالتالي؛ فإن الطرفين يتساويان في تعطيل مهمتها الموكلة إليها من قبل الأمم المتحدة».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تطبیق القرار 1701 لتطبیق القرار وقف النار حزب الله فی بیروت على وقف إلى أن

إقرأ أيضاً:

بوريل يشدد على أهمية التوصل لوقف إطلاق للنار وتطبيق القرار 1701

لبنان – شدد مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على أهمية التوصل لوقف إطلاق النار ليصار الى تطبيق القرار الأممي 1701 وانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.

وتلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا من بوريل حيث جرى بحث بأهمية التواصل لوقف إطلاق النار ليصار الى تطبيق القرار الأممي 1701 وانتخاب رئيس للجمهورية.

وشكر بري لفرنسا والاتحاد الأوروبي تنظيم المؤتمر الدولي المنوي عقده في باريس لمؤازرة لبنان إنسانيا وسياسيا لمواجهة التداعيات الناجمة جراء العدوان الاسرائيلي المتواصل على لبنان واللبنانيين والذي تسبب بنزوح أكثر من مليون ومئتي ألف نازح لبنان.

وفي سياق منفصل، تابع بري أوضاع شركة طيران الشرق الاوسط “الميدل ايست” والظروف التي تعمل بها الشركة الوطنية لتأمين ديمومة التواصل بين لبنان والعالم الخارجي وذلك خلال استقباله المدير العام رئيس مجلس إدارة الشركة محمد الحوت.

وكشف الحوت أنه “منذ توقفت الشركات الأجنبية عن القدوم إلى لبنان نقلت الميدل إيست 161 ألف راكب وسيرت يوميا ما معدله 35 إلى 36 رحلة ذهابا و35 و36 رحلة قدوما إلى لبنان نقلت خلالها 161 ألف راكب منهم منهم 126 ألف راكب خرجوا من لبنان و35 ألف راكب دخلوا لبنان أي ما معدله 7000 راكب يوميا، بينما جميع عمليات إجلاء السفارات الاجنبية التي تمت وعدد رحلاتها يفوق الـ100 رحلة لم تنقل سوى 12 ألف راكب كحد اقصى، وهذا الامر الذي جعل بري فخوراً بما تقوم به الشركة الوطنية وهو كان متوقعاً أن تقوم الشركة بدورها الوطني في هذه الظروف الصعبة”.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • هوكشتاين في بيروت في مهمة الفرصة الأخيرة.. وإجماع لبناني على القرار 1701
  • وزير الخارجية المصري يؤكد لرئيس البرلمان اللبناني مساعي القاهرة للتوصل لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701
  • حول زيارة هوكشتاين والـ1701.. بري يتحدث عن الفرصة الأخيرة
  • الجامعة العربية: الحكومة اللبنانية هي وحدها المنوط بها تفاوض إيقاف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 كاملا
  • بوريل يشدد على أهمية التوصل لوقف إطلاق للنار وتطبيق القرار 1701
  • قمة برلين توفد هوكشتاين: وقف النار وانتخاب الرئيس
  • السفير المصري: لتطبيق القرار 1701 من الجانبين اللبناني والإسرائيليّ
  • جعجع: أسرع طريقة لوقف إطلاق النار هي انتخاب رئيس
  • ميقاتي: التفاوض لتطبيق القرار 1701 يخص الدولة اللبنانية فقط