عاجل - دار الإفتاء تحسم الجدل وتكشف عن حقيقة مقولة "اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه"
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
تعد مقولة "اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه" من العبارات المتداولة بين الناس، والتي تحمل معنى محبوبًا في الثقافة الشعبية. وفقًا لما أكدته دار الإفتاء المصرية، هذه المقولة تتوافق مع المعاني الواردة في كتب السنة النبوية، والتي تشير إلى علامات القبول التي يرزق الله بها أولياءه ومن ينالون رضاه. من أهم هذه العلامات أن يجعل الله محبتهم في قلوب الناس.
ففي الحديث الشريف، ورد في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أحَبَّ اللهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ عليه السلام: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبَّهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ»، مما يثبت أن محبة الله للعبد تجعل له قبولًا بين الناس.
وعلاوة على ذلك، قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ [مريم: 96]، وجاء في تفسير هذه الآية أن الله يحب المؤمنين ويحببهم إلى خلقه، ما يتوافق مع مضمون المقولة الشائعة.
دار الإفتاء المصريةحملة "اعرف الصح" وتصحيح المفاهيم الخاطئةوفي إطار جهود دار الإفتاء لتصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة، أطلقت حملة "أعرف الصح"، التي تهدف إلى مواجهة الفتاوى المتشددة أو المتساهلة التي انتشرت مؤخرًا في المجتمع المصري، وتسعى الحملة إلى قطع الطريق أمام التيارات الفكرية المتطرفة التي استغلت العاطفة الدينية لترويج معتقدات ومعلومات غير صحيحة.
تتناول الحملة مجموعة متنوعة من الموضوعات المثيرة للجدل، مثل: حكم العمل بمهنة المحاماة، الالتحاق بكليات الحقوق، الاحتفال بالمولد النبوي، بناء الكنائس، ترك الصلاة، التعامل مع البنوك، هدم الآثار الفرعونية، وتحريم بعض مظاهر الحياة العامة مثل تحية العلم والوقوف حدادًا، وهذه الموضوعات استغلتها بعض الجماعات لترسيخ أفكار متطرفة بين أفراد المجتمع.
ردود الفعل الإيجابيةوحظيت حملة "أعرف الصح" بردود فعل إيجابية واسعة النطاق، حيث تلقت دعمًا كبيرًا من الكتّاب والمفكرين الذين كتبوا عنها في الصحف والمواقع الإلكترونية.
كما تداول الكثير من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي "بوستات" لدعم الحملة ونشر التوعية حول المفاهيم الصحيحة للدين.
بفضل هذه الجهود، تسعى دار الإفتاء إلى توجيه الأفراد نحو الفهم الصحيح للإسلام، بعيدًا عن التطرف والتشدد، بما يساهم في تحقيق الاستقرار الفكري والديني داخل المجتمع.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه دار الإفتاء المصرية تصحيح المفاهيم الخاطئة محبة الله لعباده الفتاوى المتشددة دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
هل يقبل الدعاء بدون رفع اليدين؟.. الإفتاء تجيب
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن رفع اليدين في الدعاء سُنة مأثورة متواترة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تواترًا معنويًّا، ولا موضع للإنكار في ذلك، بل الأمر فيه واسع، والصواب ترك الناس فيه على سجاياهم، والعبرة في أمر الدعاء حيث يجد المسلم قلبه.
وأشارت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن الدعاء عبادة جليلة حثَّ عليها الشرع الشريف ورغَّب فيها؛ قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]؛ قال الإمام الطبري في "جامع البيان" (21/ 408، ط. مؤسسة الرسالة): [قيل: إنَّ معنى قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي﴾: إنَّ الذين يستكبرون عن دعائي] اهـ.
فضل الدعاءواستشهدت الإفتاء، بقول الله سبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186]؛ قال مقاتل في "تفسيره" (ص: 163-164، ط. دار إحياء التراث): [أَي فأعلمهم أنِّي قريب منهم في الاستجابة أُجِيبُ دعوة الدَّاعِ إِذا دَعانِ] اهـ.
كما ذكرت الإفتاء راي عدد من الفقهاء حول فضل الدعاء ومنهم:
وروى الإمام أحمد في "مسنده" عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]».
دعاء فك الكرب والهم والحزن.. حصن نفسك بهذه الكلمات
لماذا لا يستجاب الله دعائي رغم إني أقيم الليل وأصلي الفجر حاضرًا كل يوم
فضل الدعاء بعد أذان الظهر.. مستجاب وأوصى به النبي
حكم ترديد أدعية من القرآن في السجود.. الإفتاء توضح
قال الإمام فضل الله التُّورِبِشْتِي في "الميسر في شرح مصابيح السنة" (2/ 514، ط. مكتبة نزار): [والعبد إذا سأل ربَّه وشكا إليه ضُرَّه، ورفع إليه حاجته فقد علم أنَّ ربَّه مرغوبٌ إليه في الحوائج، ذو قدرة على ما يشاء، وعلم أنَّه عبدٌ ضعيفٌ لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، واعترف بالفقر والفاقة والذلة لمَن يدعوه، فلذلك قال: «هُو العِبَادَة» ليدل على معنى الاختصاص] اهـ.
آداب الدعاءوكشفت الإفتاء، أنه من آداب الدعاء رفع اليدين إلى السماء أثناءه، وهو ثابت مشروع؛ لما فيه من التَّضرُّع والابتهال إلى الله تعالى؛ روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [المؤمنون: 51]، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ [البقرة: 172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ؛ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟».
قال الإمام القرطبي في "المفهم" (3/ 59، ط. دار ابن كثير): [وقوله: «يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ»؛ أي: عند الدعاء، وهذا يدلُّ على مشروعية مدِّ اليدين عنده إلى السماء] اهـ.
وقال الإمام نجم الدين الطوفي في "التعيين في شرح الأربعين" (1/ 114، ط. مؤسسة الريان): [قوله: «يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ» يدلُّ على أنَّ من أدب الدعاء رفع اليدين إلى السماء، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرفع يديه في الاستسقاء حتى يُرَى بياض إبطيه] اهـ
وقد جمع الإمام السيوطي الأحاديث والآثار الواردة في هذا الباب في رسالته "فض الوعاء في أحاديث رفع اليدين في الدعاء". ومما سبق يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.