لماذا قصفت إسرائيل فروع مؤسسة القرض الحسن في لبنان؟
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
أكد الكاتب والباحث السياسي هادي قبيسي أن استهداف الاحتلال منشآت مالية تابعة لحزب الله، وتحديدا مؤسسات القرض الحسن إنما يأتي ردا على الخسائر الاقتصادية الهائلة التي كبدها لها الحزب منذ أكثر من عام، وكذلك سعيًا لضمان موقف سياسي قوي عشية وصول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت.
وأشار قبيسي إلى الأهمية الاقتصادية التي تشكلها منطقة الجليل الغربي بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي، حيث إنها تزدحم بالكثير من المصانع، وقال إن خسارة مصانع العسل في الجليل تجاوزت على مدى عام كامل أكثر من 4 مليارات دولار، وفقا للأرقام الإسرائيلية.
يذكر أن الجليل الغربي أصبح شبه فارغ منذ أكثر من عام، سواء من المستوطنين أو المصانع هربا من صواريخ حزب الله التي استهدف بها المنطقة، منذ أكثر من عام إسنادا للمقاومة في قطاع غزة التي أطلقت طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ورغم عشرات الغارات التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية فجر اليوم الاثنين والتي استهدفت عدة مقار لمؤسسة القرض الحسن في العاصمة اللبنانية بيروت، فإن القبيسي قلل من أثر هذه الغارات على قوة الحزب المالية، مؤكدا أن الحزب قام بتفريغ هذه المقار مسبقا لأنه كان يتوقع مثل هذه الضربة من إسرائيل.
بالمقابل، شدد المتحدث نفسه على أن ما تبقى من مصانع إسرائيلية في الجليل سيكون بمرمى صواريخ الحزب مجددا، و"بالتالي فإن إسرائيل ستكون على موعد مع المزيد من الخسائر الاقتصادية".
وقد شنت إسرائيل غاراتها قبل ساعات من وصول الموفد الأميركي هوكشتاين إلى لبنان، سعيا للوصول لتهدئة ووضع حد للحرب المشتعلة بين حزب الله وإسرائيل.
ولا يستبعد قبيسي أن تكون إسرائيل تسعى من خلال هجومها على مقرات "القرض الحسن" إلى الحصول على مكاسب سياسية تدعم موقفها حال انطلاق أي مفاوضات بشأن الوضع المتفجر بينها وبين لبنان.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد أعلن مؤخرا أن إسرائيل ستبدأ بتدمير قدرات حزب الله بعد أن ألحقت الهزيمة به، مما دفع البعض للاعتقاد بأن تدمير مقرات "القرض الحسن" يأتي في هذا السياق.
غير أن قبيسي استهجن هذه التصريحات، وتساءل عن أي هزيمة يتحدث غالانت وصواريخ حزب الله تدك بشكل يومي أعماق إسرائيل، حتى إنها وصلت إلى منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ولم يستبعد المحلل السياسي أن تكون إسرائيل في طور الانتقال إلى الأهداف المدنية بعد فشلها باستهداف قدرات الحزب العسكرية.
وأضاف "قالوا إننا دمرنا القيادات العسكرية والقيادة السياسية ودمرنا مخازن الأسلحة الإستراتيجية وغير الإستراتيجية طوال هذه الفترة، ولكن المواجهات لا تزال على الحدود عند الخط الأمامي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات القرض الحسن حزب الله أکثر من
إقرأ أيضاً:
"سعاد مكاوي.. بين بريق الفن وانطفاء الأضواء: لماذا اعتزلت النجمة التي أبهرت الجمهور؟"
تحل اليوم الذكرى الميلادية للفنانة الراحلة سعاد مكاوي، إحدى أبرز نجمات الفن في الخمسينيات والستينيات. ورغم أن مسيرتها الفنية زاخرة بالأعمال الناجحة والأغنيات التي لا تزال عالقة في الذاكرة، فإن حياتها الشخصية ومسارها الفني شهدت منعطفات مثيرة للجدل، جعلتها واحدة من أكثر الشخصيات التي حيرت جمهورها ونقادها على حد سواء.
ويبرز الفجر الفني في هذا التقرير عن أبرز المحطات الفنية ل سعاد مكاوي
من "منديل الحلو" إلى "غازية من سنباط"
شاركت سعاد مكاوي في حوالي 20 فيلمًا تركت بصمتها في السينما المصرية، من أشهرها "منديل الحلو"، "أسمر وجميل"، "لسانك حصانك"، "نهارك سعيد"، وآخرها فيلم "غازية من سنباط" عام 1967. وقد استطاعت، من خلال أدائها المميز، أن ترسم لنفسها مكانة خاصة، خاصة في تقديم الثنائيات الغنائية مع النجم الكوميدي إسماعيل ياسين، حيث اشتهر دويتو "عايز أروّح" من فيلم "المليونير" كأيقونة من أيقونات السينما الغنائية.
العودة التي لم تكتملبعد اعتزالها المفاجئ للفن لسنوات، عادت سعاد مكاوي إلى الساحة في التسعينيات لإحياء بعض الحفلات الغنائية، لكنها سرعان ما اختفت مجددًا بلا عودة. ويُقال إن السبب كان إحباطها بسبب غياب التشجيع الذي كانت تحتاجه للاستمرار، ليصبح ذلك الغياب الأخير في مسيرتها، تاركة وراءها تساؤلات حول ما إذا كان قرارها نابعًا من إحباط فني أو ظروف شخصية.
حياة شخصية مضطربةتزوجت سعاد ثلاث مرات؛ الأولى من الموسيقار الكبير محمد الموجي، ثم من المخرج عباس كامل، وأخيرًا من الموسيقار محمد إسماعيل. لكن يبدو أن حياة النجمة اللامعة خلف الكاميرات لم تكن بنفس البريق الذي عرفه جمهورها. فاعتزالها الفن والطرب لم يكن مجرد قرار مهني، بل ربما كان هروبًا من خيبات شخصية أثرت على طموحها الفني.
أغنيات لا تُنسى.. وإرث باقٍ
رغم تقلبات حياتها، لا تزال أغنيات سعاد مكاوي ترددها الأجيال حتى اليوم. من أشهر أغنياتها: "لما رمتنا العين"، "قالوا البياض أحلى"، والأوبريت الإذاعي الشهير "عواد باع أرضه". كما غنت لكبار الشعراء والملحنين، ما جعلها رمزًا من رموز العصر الذهبي للأغنية المصرية.
ما لا شك فيه هو أن سعاد مكاوي كانت نجمة أضاءت سماء الفن المصري ثم انطفأت فجأة، تاركة إرثًا غنائيًا وسينمائيًا يثير الإعجاب، لكنه يترك أيضًا حيرة حول الأسباب التي دفعتها إلى الانسحاب دون عودة.