واصلت وسائل إعلام إسرائيلية تركيز اهتمامها على صور اللحظات الأخيرة التي نشرها الجيش الإسرائيلي لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار قبل استشهاده إثر اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال.

وتمحورت الأسئلة التي أثارها إعلاميون إسرائيليون حول صور المسيّرة الإسرائيلية التي التقطت اللحظات الأخيرة للسنوار، وعما إذا كان الجيش الإسرائيلي أخطأ في نشرها بسبب ردود الفعل المؤيدة التي أبداها الفلسطينيون والعرب حول زعيم حماس وتحديه للاحتلال.

يقول اليئور ليفي، وهو محلل الشؤون الفلسطينية في قناة "كان 11" الإسرائيلية إن سكان غزة والعالم العربي ينظرون إلى هذه الصور بشكل معاكس للنظرة الإسرائيلية، حيث يظهر أنه قاتل حتى آخر قطرة دم.

ويعتقد ليفي أن إسرائيل ترتكب خطأ كبيرا إذا اعتقدت أن هذه الصور "تشكل إهانة للسنوار في نظر الغزيين والعالم العربي ومحور المقاومة".

واعتبر أن صورة السنوار أكبر من ذلك بكثير "فهو شخصية أكثر من أسطورية، والانطباع عنه وعن كل ما قام به سيرافقه لسنوات وأجيال قادمة".

وكان جيش الاحتلال أكد الخميس الماضي أن السنوار، الذي تعدّه إسرائيل مهندس "طوفان الأقصى" على مستوطنات وقواعد غلاف غزة، قُتل الأربعاء بحي تل السلطان بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وتظهر الصور التي نشرها الجيش الإسرائيلي، السنوار وهو ملثم يجلس على أحد المقاعد ويلقي عصا خشبية نحو مسيّرة إسرائيلية دخلت إلى المبنى، قبل أن يتم استهدافه بإطلاق قذيفة دبابة على المبنى.

وبينما رأى روعي شارون، وهو محلل الشؤون العسكرية في قناة "كان 11″، أنه "لا يوجد مجد للسنوار في الصور المنشورة، معتبرا إياه يستحق أن ينهي حياته هكذا"، رد ليفي عليه قائلا إن الجيش الإسرائيلي لم ينشر الصور لأجلك أو لأجله (أي الجيش).

وأوضح أن الجيش كان يعتقد أن الغزيين عندما يرون الفيديو المنشور للسنوار سيقولون إن الإسرائيليين "أذلوه"، مضيفا "إنكم مخطئون، ولا تفهمون تفكير حماس".

وقالت القناة 13 الإسرائيلية، في السياق ذاته، إن صور الجنود الإسرائيليين حول السنوار "أظهرت للعالم كأن زعيم حماس سقط بشكل مذل، لكن الحال تبدل تماما عندما نشر الجيش فيديو الطائرة المسيّرة".

ونقلت القناة عن صحفي بوكالة رويترز قوله إن هذه الصور تعرض السنوار "كقدوة للمقاومة الفلسطينية، فهو مصاب لكنه يتحدى ويقاوم، وينظر إلى المسيرة نظرة استهتار عبر الكوفية ويحاول إسقاطها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

تقرير: السنوار ارتكب خطأ فادحا أدى إلى مقتله

قال ضابط في الجيش الإسرائيلي، إن زعيم حركة حماس يحيى السنوار، ارتكب "خطأً فادحًا" أدى إلى مقتله، فيما كُشف عن تفاصيل جديدة بشأن العملية التي أنهت حياة المطلوب الأول لدى إسرائيل.

ووفقًا لصحيفة "تلغراف" البريطانية، أوضح الرائد في الجيش الإسرائيلي، دورون سبيلمان، أن السنوار ارتكب خطأ بمغادرته الأنفاق الممتدة تحت قطاع غزة، إلى مبنى سكني في رفح، حيث تم تعقبه بواسطة طائرة مسيرة.

وكان السنوار مختبئًا في أنفاق غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، عندما شنت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل، كان هو أهم المخططين له. وقد نشر الجيش الإسرائيلي في السابق، مقطع فيديو قال إنه يوثق تحرك السنوار وأفراد من أسرته داخل شبكة الأنفاق.

من جانبها، كشفت قناة "i24NEWS" الإسرائيلية، تفاصيل متعلقة بعملية قتل السنوار، موضحة أنها بدأت صباح الأربعاء، عندما رصدت قوة إسرائيلية "مشبوهين" قرب حي تل السلطان برفح، جنوبي القطاع.

واقتربت قوة بقيادة قائد الفرقة 450، ورصدت 3 أشخاص: "اثنان بعباءات وثالث مسلح". وأطلق القائد النار على المسلح، ليتضح لاحقًا أنه السنوار.

وأضافت القناة أن إطلاق نار اندلع، أُصيب خلاله جندي إسرائيلي بجروح خطيرة.

ولاحقًا، أطلقت القوات الإسرائيلية قذائف على المنزل الذي احتمى فيه السنوار، وألقى الأخير قنبلتين على الجنود، قبل أن ترصده طائرة مسيرة. 

بعدها، أطلقت القوات قذيفة أخرى أدت إلى مقتله، صباح الخميس، حيث تم تأكيد هويته والعثور على وثائق سرية بحوزته.

مسعفون: مقتل 33 شخصا في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا قال مسعفون إن 33 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 85 في غارات إسرائيلية، الجمعة، على عدة منازل في جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية التاريخية في قطاع غزة، حيث قال سكان إن الدبابات نسفت الطرق والمنازل مع توغلها في المنطقة.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، قد أوضح في وقت سابق أن السنوار كان يحمل مسدسًا و40 ألف شيكل (حوالي 10 آلاف يورو)، وفقًا لوكالة فرانس برس.

وأكد هاغاري عدم وجود رهائن إسرائيليين في المنطقة المحيطة بالمقاتلين الثلاثة، مشيرًا إلى الرهائن المحتجزين منذ هجوم 7 أكتوبر 2023.

كما كشف الجيش الإسرائيلي، الجمعة، هوية رفيق زعيم حركة حماس الذي قتل معه، حيث ذكر في بيان أنه "المدعو محمود حمدان (توم)"، موضحا أنه "كان قائد كتيبة تل السلطان التابعة لحماس، وكان مسؤولاً عن تأمين السنوار وعن ستة رهائن الذين تم قتلهم في المنطقة".

وأضاف أنه "قبل عدة أسابيع، تم تحديد أن (توم) قُتل على الأرجح بناءً على معلومات استخباراتية. واليوم نفهم أن المعلومات الاستخباراتية التي استند إليها نبأ مقتله لم تكن دقيقة بما فيه الكفاية، بحيث استمر حمدان في عملية حماية السنوار".

وأشار إلى أنه "اليوم (الجمعة) قُضي على (توم) في اشتباك مع جنود من الجيش الإسرائيلي على بعد حوالي 200 متر من المكان الذي تم فيه تصفية السنوار".

وبدورها، أكدت الشرطة الإسرائيلية أيضًا بعد مطابقة الحمض النووي، أن بالفعل الجثة التي وصلتها هي للمطلوب الأول لدى إسرائيل، يبقى مصير الجثة غير واضح حتى الآن.

ولم تعلن إسرائيل ما إذا كانت ستحتفظ بالجثة لاستخدامها في أية صفقة تبادل محتملة مقبلة، أو ما إذا كان سيتم دفنها بطريقة أخرى، أو إعادتها إلى حركة حماس.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، نقلا عن خبراء، أن فكرة استخدامها ضمن عملية تبادل مسألة "غير مرجحة"، نظرا لأن "المسؤولين في إسرائيل لا يريدون لمكان دفن الجثمان (في الأراضي الفلسطينية) أن يصبح مزارا".

من سيخلف السنوار؟ عندما اغتيل إسماعيل هنية في طهران لم يكن اسم يحيى السنوار متداولا ضمن القائمة المحتملة لتولي منصب رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، وكان ذلك مرتبطا باعتبارات تتعلق بتواجده في غزة وصعوبة انتقاله والتواصل معه، فضلا عن كونه "مهندس" هجوم السابع من أكتوبر مما يجعل عملية المفاوضات مقعدة في حال اختياره.

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، جون بي ألترمان، للصحيفة: "أعتقد أنه سيتم دفنه بمكان سري غير معلن"، مشيرا إلى أنه "حينما قتل (زعيم تنظيم القاعدة أسامة) بن لادن، حظي بجنازة كريمة على الطريقة الإسلامية".

وكانت قوات أميركية قد ألقت جثمان بن لادن في البحر، بعد اتباع الخطوات التقليدية للدفن على الطريقة الإسلامية.

وأوضح ألترمان أنه من المرجح أن يكون موقع دفن السنوار في إسرائيل، حيث "يرغب الإسرائيليون في تجنب فكرة ادعاء أنصاره (السنوار) بأنه دفن كشهيد في الأراضي الفلسطينية".

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق من الصحيفة.

وذكر تقرير سابق نُشر على موقع "الحرة"، أن مسؤولين إسرائيليين أكدوا أن مقتل السنوار "يعد فرصة" للعمل على إعادة الرهائن المحتجزين في القطاع.

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي توعد بـ"القضاء" على حماس بعد الهجوم، أن مقتل السنوار "محطة مهمة" في تراجع الحركة، لكنه أكد أن "الحرب لم تنتهِ بعد".

وقال نتانياهو: "اليوم، الشر تلقى ضربة شديدة"، مؤكدًا أن "تصفيته محطة مهمة في تراجع حكم حماس الشرير".

واعتبر رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، أن إسرائيل "صفّت الحساب" مع السنوار الذي أمضى أكثر من عقدين معتقلًا في سجونها.

في المقابل، نعت منظمة التحرير الفلسطينية السنوار. وفي بيان منفصل، نعت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السنوار أيضا.

وتولى السنوار (61 عامًا) زعامة الحركة بعد مقتل سلفه إسماعيل هنية في عملية اغتيال بطهران في 31 يوليو، نُسبت إلى إسرائيل، التي لم تُعلق عليها رسميًا.

وقُتل العديد من قادة حماس منذ اندلاع الحرب، وكان السنوار مطلوبًا لإسرائيل، مثل محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في الأول من أغسطس الماضي أن الضيف قُتل بضربة جوية في خان يونس جنوبي القطاع في 13 يوليو، لكن حماس لم تؤكد ذلك.

ويتّهم الجيش الإسرائيلي السنوار بأنه أحد المخططين الرئيسيين لهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي تسبب بمقتل نحو 1200 شخص، غالبيتهم مدنيون، بينهم نساء وأطفال، وفقًا لأرقام إسرائيلية رسمية.

وردت إسرائيل على ذلك بقصف مكثف وعمليات عسكرية برية، مما أسفر عن مقتل نحو 42 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

مقالات مشابهة

  • عاجل.. القناة الـ12 العبرية تعرض فيديو لـ«المعركة الأخيرة» للسنوار.. كيف قاتل سرية بمفرده؟
  • إعلام إسرائيلي عن المقاومة: كــ ” طائر الفينيق ” تعود كل مرة للحياة من جديد
  • إعلام إسرائيلي: المسيرة التي حاولت استهداف منزل نتنياهو في قيساريا من نفس الطراز التي هاجمت قاعدة غولاني في بنيامينا
  • هل ارتكب يحيى السنوار خطأ أدى إلى اغتياله؟
  • تقرير: السنوار ارتكب خطأ فادحا أدى إلى مقتله
  • إعلام إسرائيلي: السنوار صنع أسوأ يوم بتاريخنا وعلينا ألا نفرح لمقتله
  • "السنوار يقاتل إسرائيل حتى الرمق الأخير".. صور لما يقول الجيش إنها اللحظات الأخيرة في حياة زعيم حماس
  • إعلام إسرائيلي: الجيش يعلن حالة الاستنفار من البحر الميت حتى إيلات
  • الجيش الإسرائيلي يقر بأن قتل السنوار كان صدفة