بينما تنتظر الرد الإسرائيلي، تواصل إيران إجراء اتصالات مكثفة مع دول الجوار حينا، وتبعث بتهديدات إليها حينا آخر، إذا ساعدت إسرائيل بأي شكل من الأشكال في الهجوم عليها.

ولكن على الرغم من هذه التهديدات، حصلت قناة "الحرة" على معلومات من مصدر إسرائيلي رفيع، تفيد بأن دولا خليجية بعثت برسائل إلى إسرائيل تؤكد ضرورة أن يكون ردها على إيران صارما وواضحا.



وقال المصدر إن إسرائيل تتلقى اتصالات وطلبات من دول خليجية لإعلامها مسبقا قبل الرد المتوقع، لتتمكن من اتخاذ احتياطاتها في حال تعرضها لهجوم مضاد. 

 
وتجري اتصالات مكثفة مع جيوش دول المنطقة تحت مظلة قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي (سنتكوم) بما في ذلك إسرائيل. وعبرت دول عربية، خاصة دول الخليج، عن تقديرها ودعمها للضربات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا ولبنان، مشيدة باغتيال قائد فيلق القدس في سوريا محمد رضا زاهدي، والأمين العام لحزب الله حسننصر الله، بحسب المعلومات التي حصلت عليها "الحرة".

وتتعاون دول المنطقة، تحت مظلة "سنتكوم"، في بناء استراتيجية مشتركة للتصدي للتهديد الإيراني، بما في ذلك نشر رادارات وأجهزة مراقبة في أنحاء الشرق الأوسط، واستخدام المجالات الجوية لبعض الدول.

المعلومات التي حصلت عليها "الحرة" أفادت أيضا بأن إسرائيل تعتبر ردها على الهجوم الإيراني فرصة حاسمة لإظهار قوتها في منطقة الشرق الأوسط والتصدي لتهديدات طهران المباشرة وغير المباشرة.

في مقابل هذه التحركات، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إثر عدة زيارات لدول في المنطقة، بما فيها السعودية والعراق، إن بلاده بذلت جهودا هائلة لاحتواء حرب شاملة في المنطقة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن إيران لا تخشى من الحرب.

وذكر الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة أنه يعرف متى وكيف ستهاجم إسرائيل، من دون الخوض في التفاصيل، ولكنه اعتبر أن مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار، فرصة للتعامل مع إسرائيل وإيران بطريقة تنهي الصراع لفترة من الوقت.

وفي هذا الإطار، قال المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس في مقابلة مع قناة "الحرة" الأحد، إن إسرائيل "قد تكون أقرب ما يمكن إلى أقسى الخيارات"، معتبرا أن العالم سيشهد تغيرا استراتيجيا في الشرق الأوسط.  

وأشار إلى أن إسرائيل ستبدأ في جباية ثمن كل عدوان قام به وكلاء إيران ضد إسرائيل طوال الأعوام العشرين الماضية.

وبالنسبة لتواصل إسرائيل مع دول خليجية، قال كونريكوس إن إسرائيل تنخرط مباشرة مع أصحاب المصلحة في المنطقة، كي تكون مستعدة للنتائج، مضيفا "ما تريد إسرائيل عمله هو تغيير الموقف في المنطقة، وليس فقط ميزان القوة بين إسرائيل وإيران، وإنما ما يجري في الشرق الأوسط ودول كثيرة بالنسبة لها، هذه فرصة ممتازة لإضعاف النظام الإيراني".

وبينما تعبر الولايات المتحدة عن قلقها من تصاعد التوترات واحتمال اندلاع حرب إقليمية، ترى إسرائيل أن تهديدات إيران نابعة من موقف ضعف وليس من قوة، وأن إيران تخشى الضربة الإسرائيلية المرتقبة.

وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غلانت، بأن الرد الإسرائيلي سيكون "قاتلًا، دقيقًا، ومفاجئًا"، وسيترك إيران في حالة من الفوضى.

ويرى كونريكوس أن محاولة اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالأمس كان خطأ كبيرا، معتبرا أن "هذا أسوأ توقيت من المنظور الإيراني"، مشيرا إلى أن "هذا يعطي الآن إسرائيل كل المبررات التي تحتاجها لتوسيع نوع الاستهداف".

وتابع:  "ربما إسرائيل كانت تركز على الأهداف العسكرية التقليدية، مثل منصات الصواريخ، والدفاع الجوي، وقواعد الحرس الثوري، وفيلق القدس، لكن الآن الهجوم على مقر نتانياهو أو مسكنه، هو إعلان حرب، وفي الواقع يفتح كثيرا من الأهداف التي لم تكن على القائمة من قبل". 

وشنت إسرائيل هجمات على ما قالت إنها منشآت أسلحة لجماعة حزب الله اللبنانية في جنوب لبنان السبت بعدما أطلقت الجماعة رشقة صاروخية على شمال إسرائيل، وذلك في الوقت الذي قال فيه متحدث إسرائيلي إن طائرة مسيرة كانت موجهة إلى منزل يقضي به نتانياهو العطلات.

وذكر المتحدث أن نتانياهو لم يكن موجودا هناك في ذلك الوقت وأنه لم يتضح بعد ما إذا كان المبنى تعرض لهجوم. لكن نتانياهو وصف ما قال إنها محاولة لاغتياله وزوجته بأنها "خطأ فادح".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الشرق الأوسط فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

نتانياهو: عملاء إيران حاولوا اغتيالي

اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "عملاء إيران" بـ"محاولة" اغتياله مع زوجته، بعدما استهدفت طائرة مسيرة، السبت، منزله في قيساريا بوسط البلاد، مؤكدا أنهم "سيدفعون ثمنا باهظا".

وقال نتانياهو في بيان إن "عملاء إيران الذين حاولوا اغتيالي، أنا وزوجتي، اليوم (السبت) ارتبكوا خطأ كبيرا"، مضيفا "أقول للإيرانيين وشركائهم في محور الشر: كل من يمس مواطني دولة إسرائيل بسوء سيدفع ثمنا باهظا".

واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس "محاولة اغتيال" نتانياهو بأنها "تظهر الوجه الحقيقي لإيران".

ولم تعلن أي من الجماعات والفصائل التي تبادلت الأعمال القتالية مع إسرائيل خلال العام المنصرم، بما في ذلك جماعة حزب الله المدعومة من إيران، مسؤوليتها عن الهجوم.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن مسيرة أطلقت من لبنان استهدفت مقر إقامة بنيامين نتانياهو في قيساريا، بعدما أفاد الجيش الإسرائيلي عن "إصابة منشأة" في هذه المدينة الساحلية الواقعة بوسط إسرائيل بنيران مسيرة.

وأورد مكتب نتانياهو في بيان أن "مسيرة أطلقت نحو مسكن رئيس الوزراء قي قيساريا" مضيفا أن "رئيس الوزراء وزوجته لم يكونا هناك ولم يوقع الحادث أي ضحايا"، من غير أن يتضح ما إذا كان مسكن نتانياهو هو "المنشأة" التي ذكرها الجيش.

وأفاد مصدر للحرة بأن تحقيقا يجرى برئاسة قائد سلاح الجو الميجر جنرال تومر بار بشأن استهداف منزل خاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، في قيساريا، وسيتم نشر تفاصيله في وقت لاحق السبت.

وفي الأثناء، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن المسيرة التي استهدفت المنزل من النوع ذاته الذي استهدف قاعدة عسكرية الأسبوع الماضي قرب بنيامينا وأوقعت 4 قتلى في صفوف الجنود وعشرات الجرحى.

وكان الجيش أفاد في وقت سابق بأن ثلاث مسيرات أطلقت من لبنان صباح اليوم، تم اعتراض اثنتين والثالثة واصلت إلى قيساريا.

وصور شهود عيان المسيرة أثناء اجتيازها مروحية حربية في أجواء حيفا.

وقال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان، السبت: "أصابت طائرة مسيرة منزل نتانياهو في قيساريا، ولم يكن هو وزوجته (سارة) موجودين هناك".

وبعد الاستهداف، قال نتانياهو في شريط مصور نشر على موقع "القناة 12": "لا شي يردعنا، سنواصل حتى النصر"،  فيما اتهم مسؤول حكومي كبير إيران بالوقوف "وراء محاولة اغتيال نتانياهو صباح السبت"، وفق ما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية.

وسبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، انفجار مسيّرة أُطلقت من لبنان، في مبنى بمدينة قيسارية الساحلية، فيما ذكر موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي، أن الهجوم كان يحاول استهداف منزل نتانياهو.

وقال موقع "والا" العبري، إن "3 طائرات بدون طيار عبرت إلى البلاد قادمة من لبنان"، حيث تم اعتراض طائرتين منها، فيما أصابت واحدة منزلا في قيساريا.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه لم يتم تسجيل أية إصابات نتيجة الانفجار.

وأشار بيان الجيش إلى أنه "نتيجة الحادث تم تفعيل إنذارات داخل قاعدة غليلوت العسكرية، حيث تأكد عدم وجود أي مسيرة معادية في المنطقة، ويتم التحقيق في الحادث".

وبدورها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن دوي الانفجار سُمع في قيسارية، حيث يقع المقر الخاص لإقامة نتانياهو.

يذكر أن أحد منازل نتانياهو الخاصة موجود في قيساريا، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المدينة بمسيرات.

وقبل 3 أسابيع أيضا، تم استهداف قيساريا ودوت فيها صافرات إنذار خلال تواجد نتانياهو هناك.  وحتى الآن، لا يوجد أي تعليق رسمي بشأن الواقعة، إلا بيان الجيش الإسرائيلي عن المسيرة.

وفتح حزب الله ما أسماها بجبهة "إسناد" لغزة، منذ الثامن من أكتوبر 2023، غداة اندلاع الحرب في القطاع الفلسطيني بين إسرائيل وحركة حماس عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على إسرائيل.

وتحول التبادل اليومي للقصف عبر الحدود إلى حرب مفتوحة اعتبارا من 23 سبتمبر مع تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية ضد معاقل الحزب وعدة مناطق لبنانية. وأعلنت إسرائيل في 30 سبتمبر بدء عمليات برية "محدودة" في جنوب لبنان.

وقتل منذ ذاك الحين 1373 شخصا على الأقل في لبنان، وفق حصيلة لفرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية. وأحصت السلطات فرار أكثر من مليون و400 ألف شخص من منازلهم على وقع التصعيد.

وتقول إسرائيل إنها تستهدف من عملياتها العسكرية حزب الله، لتتمكن من إعادة عشرات الآلاف الذين نزحوا من مناطقهم شمالي إسرائيل، إلى منازلهم.

مقالات مشابهة

  • صحيفة عبرية تنتقد مناورات بحرية خليجية بمشاركة إيران وتقول إنها تهدف لتعزيز شرعية طهران (ترجمة خاصة)
  • هل استهدفت إيران نتانياهو بطائرة مسيرة من لبنان؟
  • "جيروزاليم بوست" نقلًا عن مصدر: إيران مسؤولة عن محاولة اغتيال نتنياهو
  • إيران تنفي صلتها باستهداف منزل نتانياهو
  • نتانياهو: عملاء إيران حاولوا اغتيالي
  • فيدان: إسرائيل تحاول جر إيران إلى الحرب
  • قبل هجوم إسرائيل المنتظر..تركيا تؤيد اتخاذ إيران خطوات مشروعة للرد عليها
  • ‏مصدر في مكتب نتنياهو: إيران حاولت اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي
  • وزير الخارجية الإيراني: سنحاسب كل من يعرف كيف ومتى ستهاجم إسرائيل إيران