دلالات قصف اليمن بقاذفات استراتيجية شبحية “B2”
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
بعد فشل الولايات المتحدة الأمريكية في وقف المساندة اليمنية لقطاع غزة، وإعادة حرية الملاحة لكيان العدو “الإسرائيلي” في البحر الأحمر وعبر باب المندب، وبالرغم من إنشائها للتحالف العدواني المسمى “حارس الازدهار”، والدفع بالأوروبيين لتشكيل تحالف “أسبيدس”، واستخدام واشنطن لحاملات الطائرات والمجموعات البحرية المتنوعة بين الغواصات النووية والبوارج وغيرها، لجأت إلى القاذفات الاستراتيجية لتصنع الصورة التي تظنها مرعبة لليمنيين.
قررت واشنطن تحت ضغط الفشل الذريع في البحر؛ أن ترسل قاذفات “B2” وتشنّ عدوانًا جويًا على اليمن، تدعي فيه ضرب مخازن أسلحة تحت الأرض في خمسة مواقع بصنعاء وصعدة.
في بيانه عن عملية الاعتداء الاخيرة؛ قال وزير الحرب الأمريكي لويد أوستن إنّ القصف شكّل: “استعراضًا فريدًا لقدرة الولايات المتحدة على استهداف المنشآت التي يسعى خصومنا إلى إبقائها بعيدة عن متناولنا، بصرف النظر عن مدى عمقها تحت الأرض أو صلابتها أو تحصينها”. ورأى أن استخدام قاذفات B-2 Spirit بعيدة المدى والخفية: “يُظهر القدرات العالية للولايات المتحدة على اتخاذ إجراءات ضد هذه الأهداف عند الضرورة، في أي وقت، وفي أي مكان”.
ما ورد في هذه الخطابة لم يكن مجهولاً لكثيرين في العالم، وقدرات الولايات المتحدة معروفة، وتقدمها أيضًا ليس خفيًا على أحد.. لكن ما يمكن أن يكون سرًا حتى هذه اللحظة، أو بعبارة أدق، تحاول واشنطن إخفاءه، هو الفشل والعجز أمام القوات المسلحة اليمنية، وفرار “إيزنهاور” حاملة الطائرات الأمريكية، واختباء خليفتها “روزفيلت” بعيدًا عن مرمى الصواريخ اليمنية وذراعها الطويلة، وبقاءها في خليج عمان، وعدم تفكيرها حتى مجرد التفكير بالاقتراب من شعاع العمليات اليمنية، وحتى الحاملة “لنكولن” لم تغير منهج لـ”روزفيلت” التي غادرت مؤخرًا منطقة العمليات.
لقد كان أوستن أكثر صراحة، وهو يعبر عن طبيعة العملية “الاستعراضية”، وهو الامر الذي ردّده الإعلام والصحافة الأمريكية، حيث ذكرت “واشنطن بوست”، أن “البنتاغون” يستخدم قاذفات “B2″، بشكل محدود في المهام القتالية، مشيرة إلى أن ذلك غالبًا ما يكون “استعراض للقوة”، ويشير إلى أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى قواعد قريبة لضرب خصومها، حيث تعتمد هذه الطائرة على التزود بالوقود جوًا لتنفيذ مهامها من دون الحاجة للهبوط”.
عند هذه النقطة تحديدًا، هناك ترجيحات لسبب آخر لاستخدام القاذفة “B2″، لإلقاء قنابل “GBu” التي يمكن لغيرها من الطائرات مثل “F16” أن تقوم بها، إلّا أنّ الحاجة للاستعراض مشفوعة بقدرة “B2” على الوصول لمسافات أبعد، لا تصل إليها “F16” مثلاً، والتي كان يفترض بها لتنفيذ المهمة أن تنطلق من مطارات قريبة، أو حاملات طائرات، وهو الأمر المتعذر. أمّا بالنسبة لحاملات الطائرات؛ فلأنها لم تجرؤ على الاقتراب، وظلت بعيدة عن مديات القدرات اليمنية.
أما بخصوص المطارات؛ فقد نقلت “واشنطن بوست” أيضًا :”أن احتمال توسع النزاع بين إسرائيل وإيران، ترك بعض حلفاء الولايات المتحدة العرب في حالٍ من عدم الارتياح”، مشيرة إلى تصريحات مسؤولين قطريين، هذا الأسبوع، بأنهم لن يسمحوا لـ”البنتاغون” باستخدام قاعدة العديد الجوية، وهي منشأة واسعة تضم طائرات مقاتلة أميركية، لشنّ هجوم على أي دولة أخرى”.
هذا الأمر ينطبق على كل من السعودية والإمارات كما تحدثت عن ذلك تقارير متطابقة مع بداية تشكيل ما سمي بـ”تحالف الازدهار” الذي رفضت كل من الرياض وأبو ظبي الانضمام إليه. وهنا يجب الالتفات إلى إشارة السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير، عن ان واشنطن فشلت في الدفع ببعض الأطراف للتصعيد في اليمن، بالرغم من محاولاتها المتكررة.
إن محاولة واشنطن استعراض القوة لإرهاب اليمن ودفعها للتوقف عن مواقفها المبدئية والدينية والأخلاقية والإنسانية لدعم غزة ولبنان في مواجهة العدو الصهيوني كلها ستفشل.. وكما فشلت “إيزنهاور” و”روزفيلت” وأصبحت امام عناوين الفشل والخيبة في الصحافة العالمية وحتى الأمريكية، فلن تعوضها صورة القاذفات الاستراتيجية، والميدان هو من يؤكد صحة ذلك.
———————————————-
-موقع العهد الاخباري / علي الدرواني
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
عقب الضربة اليمنية.. فرار مُذل لـ”إبراهام لينكولن” من البحر العربي
محمد الحاضري ـ المسيرة نت: كشف المعهد البحري الأمريكي أن حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” غادرت الشرق الأوسط بعد دخولها منطقة الأسطول السابع الأمريكي تاركة الشرق الأوسط بدون حاملة طائرات للمرة الثانية فقط خلال أكثر من عام.
ويأتي فرار حاملة الطائرات بعد استهدافها من قبل القوات اليمنية الأسبوع المنصرم، حيث أعلنت القوات المسلحة، في 12 من نوفمبر الجاري، عن تنفيذ عمليتين عسكريتين نوعيتين استهدفتا حاملة طائرات ومدمرتين أمريكيتين في البحرين الأحمر والعربي.
وأوضحت القوات المسلحة أن العملية الأولى استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “إبراهام لينكون” بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، وذلك أثناء تحضير العدو الأمريكي لعمليات عدائية تستهدف اليمن، مؤكدة أن العملية قد حققت أهدافها بنجاح وتم إفشال عملية الهجوم الجوي التي كان يحضر لها العدو.
وفي عملية ثانية، استهدفت القوات المسلحة اليمنية مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر بصواريخ ومسيرات، مؤكدا أن هذه العمليات تأتي ردًا على العدوان الأمريكي المستمر على اليمن ودعمه للعدو الإسرائيلي.
وحملت القوات المسلحة اليمنية العدو الأمريكي والبريطاني مسؤولية تحويل البحر الأحمر إلى منطقة توتر عسكري وتداعيات ذلك على الملاحة الدولية.
ويؤكد مراقبون عسكريون “أن حاملة الطائرات “لينكولن” خرجت عن الجاهزية، وابتعدت عن مكانها السابق بحيث أصبحت غير قادرة على أن تنطلق الطائرات من عليها لتعتدي على بلدنا، موضحين أن القوات المسلحة اليمنية أزالت التهديد.
“لينكولن” تلحق بـ”آيزنهاور”
ويذُكر فرار “لينكولن” عقب العملية اليمنية، بهروب حاملة الطائرات الأمريكية آيزنهاور التي فرت بعد أن استهدفتها ولاحقتها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر بسلسلة عمليات خلال شهري مايو ويونيو الفائتين.
وطاردت القوات المسلحة اليمنية حاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهور” في البحر الأحمر، واستهدفتها بالصواريخ الباليستية والمجنحة والمسيرات 4 مرات وأجبرتها على الفرار ذليل.
وأعلنت القوات المسلحة في الـ31 من مايو 2024 م، للمرة الأولى، تنفيذ القوةُ الصاروخيةُ والقوةُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً مشتركةً استهدفتْ “ايزنهاور” في البحرِ الأحمرِ، بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ والباليستيةِ وكانتِ الإصابةُ دقيقةً.
وخلال أقل من 24 ساعة، في 01 يونيو الفائت استهدفت القواتُ البحريةُ والقوةُ الصاروخيةُ وسلاحُ الجوِّ المسيرُ اليمني، للمرة الثانية، (آيزنهاور) شماليَ البحرِ الأحمرِ بعددٍ من الصواريخِ والطائراتِ المسيرةِ.
وفي الخامس عشر من ذات الشهر، أوضح السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمة له، أن أبرز عمليات الأسبوع الذي سبق، كان استهداف حاملة الطائرات “آيزنهاور” الأمريكية للمرة الثالثة شمال البحر الأحمر بالصواريخ ومطاردتها.
وأكد السيد القائد، في كلمة له، بتاريخ 13 يونيو، أن القطع الأمريكية تهرب وتفر في البحر إلى أن تصل إلى طرف البحر الأحمر ومنها “أيزنهاور”.
وحتى مع وصول آيزنهاور إلى أطراف البحر الأحمر ظل استهداف القوات المسلحة اليمنية لها، فكان الاستهداف الرابع لها في 22 من يونيو شمال البحر الأحمر وذلكَ بعددٍ منَ الصواريخِ الباليستيةِ والمجنحةِ، لتنعطف وتغادر البحر الأحمر دون رجعة.
حاملة الطائرات “روزفيلت” لم تجرؤ على دخول المجال اليمني
وبعد الهروب المُذل لـ”للينكولن” أعلنت القوات الأمريكية أنها سترسل حاملة الطائرات “روزفيلت”، لكن هذه الحاملة لم تجرؤا على دخول البحر الأحمر والعربي، عقب تهديد السيد القائد باستهداف أي حاملة طائرات أمريكية تدخل مجال عمل القوات المسلحة اليمنية.
وخلال شهري “يوليو وأغسطس” من نقل “روزفيلت” من بحر الصين الجنوبي إلى الشرق الأوسط لتكون بديلة عن حاملة الطائرات “ايزنهاور” في البحر الأحمر، لم تقدم أي خطوات عملية للذهاب للبحر الأحمر، والمرابطة فيه كما هو مقرر لها.
وبقت الحاملة متمركزة في مياه الخليج، لأكثر من شهرين، فقد حافظ طاقمها على البقاء ضمن نطاق المسافة الآمنة وعدم الاقتراب مطلقاً من منطقة العمليات التي تفرضها القوات المسلحة اليمنية في شعاع البحرين الأحمر والعربي، وأجزاء من المحيط الهندي”.
وفي مشهد عمق الهزيمة الأمريكية أعلنت واشنطن، في سبتمبر الفائت، عن انتهاء مهمة “روزفلت” ومغادرتها المنطقة، دون أن تتجرأ على الدخول في مسرح عمليات القوات المسلحة اليمنية..
ويرى مراقبون أنه على الرغم من تكتم الجيش الأمريكي الضربة اليمنية والأضرار التي لحقت بحاملة الطائرات “إبراهام لينكولن”، إلى أن فرارها هو دليل دامغ على تعضها لهجوم، ويستذكرون حاملة الطائرات السابقة “آيزنهاور” التي تكتم الأمريكي عن الأضرار التي لحقت بها ولم يعترف أصلا بتعرضها لهجوم من قبل اليمن.
لكن مصير “آيزنهاور”، واعترافات القادة العسكريين الأمريكيين أنفسهم فيما بعد، كشف عن الرعب الكبير الذي واجهته في البحر الأحمر، وبعد أشهر من استهدافها لا تزال “آيزنهاور” خاضعة للإصلاح في شواطئ فولوريدا الأمريكة، وقد بلغت تكلفة إصلاحها حتى الآن بحسب تصريحات أمريكية مُعلنة مليار و300 مليون دولار”.
ويؤكد الخبراء أن شجاعة القيادة اليمنية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في اتخاذ قرار استهداف حاملات الطائرات الأمريكية رمز الهيبة الأمريكية، وقدرات الجيش اليمني ودقة وفعاليات الضربات اليمنية التي تنفذ العمليات بأسلحة فائقة التكنولوجيا وذات قدرات تدميرية كبيرة، كشف للعالم هشاشة الإمبراطورية الأمريكية المزعومة “وأنها أصبحت أسد بلا براثن”.