تحذير أممي من نقص إمدادات المياه وانتشار الأوبئة في لبنان
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
أحمد عاطف (القاهرة، بيروت)
أخبار ذات صلةأعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، أمس، أن الحرب الدائرة في لبنان أضرت بكيفية الحصول على إمدادات المياه النظيفة، كما أشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» إلى خطورة تفشي مرض الكوليرا بسبب الافتقار لمياه الشرب النظيفة على طول الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان، الذي يخضع لمراقبة «اليونيفيل».
وجاء في بيان لـ«اليونيفيل»: «نفدت المياه لدى قوات حفظ السلام في ميس جبيل، بعد أسابيع من عدم إعادة التزود بالمياه، كما أن هناك صعوبة في الوصول للمواقع بالقرب من الخط الأزرق». وعلى الرغم من أن معظم المواقع لديها ما يكفي من الطعام والمياه لأكثر من 10 أيام، فإن هذا الموقع لم يحصل على إمدادات منذ 29 سبتمبر الماضي بسبب الطرق المغلقة». وأضافت قوات «اليونيفيل»: «القصف المستمر يعرقل خدمات المياه والصرف الصحي في أنحاء لبنان، مما يزيد من خطورة تفشي الكوليرا، خاصة بين الأطفال والأشخاص الأكثر عرضة للخطر».
ووصفت كريستين كنوتسون، مديرة المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في لبنان، الأوضاع الإنسانية بالأسوأ منذ عقود، حيث لم تعد الموارد والقدرات المتاحة كافية للاستجابة للاحتياجات المتزايدة.
وقالت كريستين، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن لبنان في مفترق طرق خطير مع وجود ما لا يقل عن مليون شخص تأثروا بالعنف بشكل مباشر مما أجبر معظمهم على الفرار من منازلهم.
وأضافت أن نداء الطوارئ للبنان الذي أُطلق في الأول من أكتوبر يهدف إلى جمع 426 مليون دولار لتغطية الاستجابة حتى نهاية ديسمبر المقبل، لكن تم تمويله بنسبة 12% فقط حتى الآن، مشددة أن هذه الموارد مطلوبة بشدة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للنازحين، وتستهدف الاستجابة حوالي مليون شخص من المتضررين والنازحين.
وأوضحت كريستين كنوتسون أن الأزمة الإنسانية واسعة النطاق وتشمل جميع أنحاء لبنان، حيث يبحث النازحون عن ملاجئ في المدن والمجتمعات، منوهة بتأثير الأزمات المتعددة بما في ذلك المالية والاقتصادية والسياسية المستمرة، وتداعيات جائحة «كوفيد-19» وانفجار مرفأ بيروت، تؤثر بشكل كبير على قدرة لبنان على التعافي.
وتشير التقديرات إلى أن نحو خُمس السكان مشردون، وخلال أسبوعين فقط ارتفع عدد النازحين من 110 آلاف خلال 11 شهراً إلى ما يقرب من مليون شخص، وحسب مديرة «أوتشا» فإن هذا النزوح الهائل يزيد الضغط على الخدمات العامة، مثل الرعاية الصحية والمياه والطاقة، مع حاجة العديد من العائلات النازحة إلى المساعدة في تلبية الاحتياجات الأساسية.
وتابعت أنه يعيش نحو 181 ألف نازح فيما يقرب من 1000 مأوى، 77% منها مدارس، مما أدى إلى تأجيل بدء العام الدراسي الجديد للمدارس الحكومية حتى 4 نوفمبر على الأقل، وهناك أكثر من 300 ألف طفل بين النازحين.
وكشفت المسؤولة الأممية عن أنه في جنوب لبنان لم يتمكن المزارعون من الوصول إلى حقولهم لعدة أشهر وفقدوا مصادر رزقهم ومدخراتهم، وتدمّرت البنية التحتية نتيجة العمليات العسكرية، بما في ذلك مرافق المياه والمراكز الصحية والأراضي الزراعية والمنازل.
وحذرت كنوتسون من أن التصعيد المستمر لا يظهر أي بوادر للتراجع، حيث يتم إصدار أوامر نزوح متجددة باستمرار، مما يجبر السكان على النزوح مرات متعددة. وشددت على أن الأمم المتحدة وشركاءها بالتعاون مع الوزارات والمنظمات المحلية تعمل جاهدة للوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها لضمان تقديم الدعم اللازم للمدنيين الذين لا يزالون في حاجة ماسة إليه.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة قوات اليونيفيل لبنان جنوب لبنان يونيسف إسرائيل الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
اليونيفيل ليورونيوز: التطورات في جنوب لبنان مقلقة وهناك خروقات يومية من جانب إسرائيل
في ظل التصعيد الأمني الأخير على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، أعرب المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، أندريا تيننتي، في مقابلة مع "يورونيوز"، عن قلق بالغ حيال التطورات الميدانية، محذرًا من مخاطر انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة.
وقال تيننتي إن ما يحدث حاليًا في جنوب لبنان "يثير القلق الشديد"، مشيرًا إلى أن البعثة تراقب منذ أشهر تصاعدًا متواصلًا في التوتر، يتمثل في انتهاكات يومية من الجانب الإسرائيلي. وأضاف: "اليوم، ولأول مرة، نشهد إطلاق صواريخ أو نيران مدفعية من الجانب اللبناني، وهذا تطور خطير للغاية".
انتهاكات إسرائيلية متواصلةلفت تيننتي إلى أن الأوضاع في الجنوب لم تشهد هدوءًا فعليًا حتى بعد بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، موضحًا أن المنطقة تشهد "انتهاكات يومية للقرار 1701"، تشمل تدمير مناطق جنوبية، وغارات جوية، واستخدامًا مكثفًا للطائرات المسيّرة، وهو ما يُعرّض الهدنة الهشة للخطر.
وكانت قوات اليونيفيل قد سجلت منذ بدء الاتفاق وحتى ظهر يوم أمس، أكثر من 1800 خرق جوي للقرار 1701، وأكثر من 650 اختراقاً للخط الأزرق، غالبيتها الساحقة من الجانب الإسرائيلي باتجاه لبنان، إلى جانب ما يقارب 1200 نشاط عسكري لجيش الدولة العبرية شمال الخط السالف الذكر.
وأوضح تيننتي أن البعثة "لم ترصد أنشطة عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان خلال الأشهر الماضية"، رغم العثور على "مخابئ أسلحة وذخائر تم إبلاغ الجيش اللبناني عنها"، مؤكداً أن ما حصل صباح اليوم "يحتاج إلى تحقيق".
"لا يمكن فرض الاستقرار ما لم تلتزم كل الأطراف"رأى تيننتي أن إعادة الاستقرار إلى جنوب لبنان تتطلب التزامًا فعلياً من جميع الأطراف، وقال: "نلمس التزامًا من الجيش اللبناني، كما نلاحظ استعدادًا واضحًا من الحكومة اللبنانية الجديدة لإعادة الاستقرار. لكن هذا وحده لا يكفي، فنحن بحاجة إلى التزام فعلي من جميع الأطراف لتحقيق ذلك."
وشدد على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي لا يزال يحتلها داخل الأراضي اللبنانية، باعتباره شرطًا أساسيًا للعودة إلى وقف تام للأعمال العدائية، وتأمين عودة آمنة للمدنيين إلى مناطقهم في الجنوب.
كما دعا تيننتي جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتفادي العودة إلى دوامة العنف التي شهدتها المنطقة خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية، مشيراً إلى أن "لا أحد يرغب في تكرار هذا المشهد"، وأن تدخل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ضروري لتفادي أي تصعيد جديد.
تنسيق وثيق مع الجيش اللبنانيشدد تيننتي على أهمية الجهود التي تبذلها البعثة في دعم الجيش اللبناني، الذي أعاد انتشاره في المناطق الجنوبية بالتعاون مع السلطات اللبنانية، وأظهر التزامًا واضحًا في محاولة استعادة الاستقرار.
وأوضح أن التنسيق بين اليونيفيل والجيش اللبناني "إيجابي للغاية"، مشيرًا إلى أن العمل المشترك يتم بشكل يومي، لا سيما في عمليات إعادة الانتشار في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، حيث ساعدت البعثة في تمركز الجيش، وقدّمت له الدعم في مجالات التدريب وبناء القدرات بهدف تمكين مؤسسات الدولة من بسط سلطتها مجددًا في الجنوب.
وأكد تيننتي أن مهمة جنود حفظ السلام لا تزال ضروريًة في ظل هشاشة الوضع، وأهمية وجود طرف محايد يراقب ويدعم الاستقرار. وأشار إلى أن قوات اليونيفيل تؤدي مهامًا ميدانية بشكل يومي، من بينها إعادة فتح الطرقات، تقديم مساعدات طبية وإنسانية، والمشاركة في إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة، إضافة إلى العمل عبر قنوات التفاوض مع الجانبين لخفض التوتر ومنع التصعيد.
وختم بالقول: "نحن موجودون فعليًا على الأرض، نراقب، وندعم، ونعمل لضمان الالتزام بالقرار 1701، لكن تطبيقه الفعلي لا يتحقق إلا بالتزام الأطراف المعنية".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية غارات إسرائيلية مكثفة على جنوب لبنان بعد إطلاق صواريخ على المطلة وكاتس يتوعد يروت وزيرة الخارجية الألمانية في بيروت: نرفض "أي احتلال إسرائيلي دائم للأراضي اللبنانية" اشتباكات دامية بين لبنان وسوريا... تصعيد مؤقت أم شرارة لانفجار أوسع؟ إسرائيلاليونيفيلقوات عسكريةحزب اللهإطلاق نارلبنان