منتدى «الاتحاد» التاسع عشر ينطلق اليوم
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
طه حسيب (أبوظبي)
أخبار ذات صلة رئيس الدولة ونائباه والحكام يعزون ملك البحرين في وفاة الشيخ حمود بن عبدالله «الإمارات معك يا لبنان» تجمع 1000 طن مساعدات متنوعةتحت عنوان «الذكاء الاصطناعي.. قاطرة التنمية المستدامة»، تنطلق اليوم فعاليات «منتدى الاتحاد التاسع عشر» الذي ينعقد بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لصدور صحيفة «الاتحاد» التي تهدف من خلال تنظيم المنتدى إلى تقديم إطلالة معرفية، من خلال استقطاب الخبراء والمفكرين لمناقشة أبرز المواضيع والقضايا التي تهم دولة الإمارات والمنطقة.
ويحشد المنتدى في هذه النسخة نخبة من خبراء التقنية والباحثين المتخصصين في الأتمتة وهندسة الروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي. ويسلط المنتدى الضوء على إنجازات الإمارات في الذكاء الاصطناعي، انطلاقها من سعيها المتواصل لتعزيز حضورها العالمي، ودورها البارز كحاضنة للابتكار ومنصة لتطوير الحلول المعززة بالذكاء الاصطناعي. واهتمام الإمارات بالذكاء الاصطناعي ينطلق من رؤية قيادتها الرشيدة التي تخطط للتحول الرقمي والانتقال إلى اقتصاد المعرفة، ومن ثم تنويع مصادر الدخل، وتحقيق النمو الاقتصادي.
ويرصد المنتدى، عبر جلساته وأواق العمل التي يقدمها المتحدثون الرئيسيون، الآفاق الجديدة للذكاء الاصطناعي، خاصة دوره في تعزيز مسارات النمو الاقتصادي، وقدرته على ضمان الاستدامة، والاستثمار في البيانات. ولا تخلو تطبيقات الذكاء الاصطناعي من تحديات، خاصة ما يتعلق بالحوكمة، وضمان سوء استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التضليل أو تزييف الحقائق أو نشر الأخبار المزيفة، ويخصص المنتدى إحدى جلساته عن هذه التحديات، انطلاقاً من رؤية حصيفة تتمحور حول ذكاء اصطناعي مسؤول يصبح قوة للخير والنماء وليس العكس.
«التوليدي والتنبؤي»
يخصص المنتدى جلسته الأولى لرصد الخطوات التي أنجزتها الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، فتحت عنوان «الإمارات.. ريادة عالمية في الذكاء الاصطناعي»، يقدم الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية، بجامعة دبي، ورقة عن «الذكاء الاصطناعي.. فرص ومسارات تغير عالمنا»، يطرح خلالها مقاربة تحليلية معززة بشرح للمفاهيم الجديدة التي يطرحها الذكاء الاصطناعي، والمعطيات الثرية للذكاء الاصطناعي التوليدي والذكاء الاصطناعي التنبؤي، والمكاسب المأمولة منهما، خاصة ما يتعلق بتحفيز الابتكار والتحول الرقمي وتسريع النمو من خلال تحسين الإنتاجية وتخفيض التكلفة وخلق قيمة مضافة.
إطلالة سريعة، تقدمها ورقة الدكتور سعيد الظاهري، على فرص يطرحها الذكاء الاصطناعي، كتحسين الرعاية الصحية وزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية، وتقليل الهدر، وتطبيقات التنقل الذكي، والحد من الآثار السلبية للتغير المناخي، خاصة تطوير نماذج تنبؤية قادرة على تحسين الجاهزية لمواجهة التغيرات المناخية، وتحسين كفاءة الإنتاج الصناعي من خلال الروبوتات الذكية.
وبالإضافة إلى الفرص، تطرح ورقة الظاهري مسارات التغيير كنتيجة حتمية لطفرة الذكاء الاصطناعي، وتتوصل لاستنتاج مفاده أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تعريف مستقبل العمل.. لن يغير فقط ما نفعله، بل يغير الطريقة التي نتعامل بها مع ما نفعله. ومن النتائج المترتبة على استخدام الذكاء الاصطناعي: التحول الرقمي، بحيث تستطيع الحكومات والشركات تقديم أفضل الخدمات من خلال الأتمتة والرقمنة، وزيادة التحول نحو الاقتصاد الرقمي عبر تكثيف الاعتماد على البيانات، وتغيير طبيعة الوظائف، خاصة ظهور وظائف جديدة واختفاء وظائف تقليدية، ومن المتوقع أيضاً أن يدعم الذكاء الاصطناعي عملية صنع القرار من خلال تحليلات أكثر عمقاً للبيانات.
تحديات الفجوة الرقمية والاستدامة
تتطرق ورقة الظاهري أيضاً إلى بعض المخاوف التي يطرحها الذكاء الاصطناعي، كخطر زيادة الفجوة الرقمية بين الدول التحيز والمعلومات المغلوطة والتزييف العميق وانتهاك حقوق الملكية الفكرية، وبعض التحديات المتعلقة بالاستدامة، في ظل استهلاك مراكز البيات كميات هائلة من الطاقة والمياه، ما يدفع باتجاه زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في تشغيل مراكز البيانات.
وتطرقت ورقة الظاهري إلى حوكمة الذكاء الاصطناعي، من أجل ضمان استخدامه بطريقة مسؤولة وشفافة، ما يستوجب تعاوناً دولياً لوضع معايير وتشريعات لضمان حوكمة الذكاء الاصطناعي، ووضع معايير عالمية تضمن حقوق الإنسان، وتجنب التحيزات التقنية.
وتحت عنوان «مبادرات إماراتية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي»، تتضمن الجلسة الأولى ورقة للدكتور ابتسام المزروعي، رئيسة مجلس إدارة مبادرة الأمم المتحدة «الذكاء الاصطناعي من أجل التأثير الإيجابي»، ومستشارة للذكاء الاصطناعي في الاتحاد الدولي للاتصالات، سويسرا، وتتضمن الورقة جهود الإمارات في برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي، وأهمية الذكاء الاصطناعي المسؤول، ومبادرات الدولة في تطوير نماذج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
الأنظمة اللغوية العملاقة
عن «الذكاء الاصطناعي وتحسين جودة الحياة»، يقدم الدكتور جمال الصوالحي، أستاذ مساعد الهندسة الكهربائية بجامعة خليفة، ورقة يرصد خلالها التطور الملحوظ الذي حدث في العامين الماضيين في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة ما يتعلق بالأنظمة اللغوية العملاقة وتأثيرها على حياتنا اليومية. ويشير الصوالحي في ورقته إلى أن طفرة الذكاء الاصطناعي ستغير الجوانب الروتينية التي اعتدناها في حياتنا الشخصية والعملية، وتطرح تساؤلات حول سيناريوهات جديدة لا يحدها إلا قدرة الإنسان على التخيل في ما يتعلق باستخدامها لرفع الكفاءة. فعلى سبيل المثال، أصبح بمتناول أي شخص أن يكون عنده «مساعد» أوسكرتير شخصي، يستطيع التحدث معه، وتذكيره بمواعيده وتنظيم جدوله، وبل تقديم المشورة له في أفضل طريقة لإنجاز أعماله اليومية.
تحديات مخاطر
يخصص المنتدى جلسته الثانية لتحديات الحوكمة التي تقرضها طفرة الذكاء الاصطناعي، ويشارك في الجلسة، الدكتور جواو ليما، مستشار الذكاء الاصطناعي في مجلس الأعيان الفيدرالي البرازيلي، عضو اللجنة المسؤولة عن وضع استراتيجية الذكاء الاصطناعي في المجلس، ويقدم ورقة يتطرق خلالها إلى التحديات والمخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكيف نضمن استخداماً آمناً لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكيف أن هذه التقنيات تطرح الفرص وفي الوقت نفسه تشكل تحديات ومخاطر، من بينها التحيز والتضليل، وربما تتسبب أيضاً في البطالة والاحتكارات التقنية.
التنوع الاقتصادي والابتكار
يشارك في الجلسة الثانية البروفيسور سامي حداداين، نائب الرئيس للأبحاث، وأستاذ الروبوتات بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والمؤسس والمدير التنفيذي لأكبر مركز للروبوتات والذكاء الآلي في أوروبا، وهو معهد ميونيخ للروبوتات والذكاء الآلي (MIRMI) التابع لجامعة ميونيخ التقنية. وفي الجلسة الثانية أيضاً، يشارك الدكتور تيج سيان أودونوفان، كبير العلماء بجامعة هيريوت وات- دبي، وتركز ورقته على دور الذكاء الاصطناعي في تحفيز النمو الاقتصادي، وتشير إلى رؤية الإمارات 2031 التي تركز على التنوع الاقتصادي والابتكار التكنولوجي وتنمية رأس المال البشري، وأيضاً إلى الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 التي تطمح إلى جعل الإمارات العربية المتحدة رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في قطاعات رئيسية، مثل الخدمات اللوجستية والرعاية الصحية والتصنيع. ويؤكد أودونوفان أن الذكاء الاصطناعي «والروبوتات» ستعلب دوراً رئيساً في وضع الإمارات العربية المتحدة كقائدة عالمية في الصناعات القائمة على المعرفة، مما يساهم في رؤية الدولة طويلة الأجل لتصبح مركزاً للابتكار.
تغيير الاقتصاد والمجتمع العالمي
تتنبأ ورقة أودونوفان بأن الروبوتات والذكاء الاصطناعي سيلعبان دوراً تحويليا في مستقبل الاقتصاد والمجتمع العالمي، وسيحدثان ثورة في التصنيع من خلال تعزيز الكفاءة والإنتاجية الصناعية، في اقتصاد عالمي سريع التغير، وسيعملان على معالجة نقص العمالة وتلبية مجموعة من المهام المتكررة التي يزداد عزوف البشر عن القيام بها، مما يتيح للموهبة البشرية التفرغ للإبداع والابتكار، وسيلعب الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في دفع عجلة الابتكار، وتعزيز الكفاءة وتقوية النمو الاقتصادي في العديد من المجالات الرئيسة.
زراعة بالذكاء الاصطناعي
وتنوه ورقة أودونوفان بدور الذكاء الاصطناعي في الزراعة المستدامة، من خلال مراقبة مجموعة من العوامل كالتربة والهواء والمياه، وقدمت الورقة نماذج تطبيقية في الإمارات، من بينها: هيئة البيئة في أبوظبي، حيق قدمت مبادرة هي الأولى من نوعها عالمياً، تعتمد على تقنيات الاستشعار عن بُعد المتطورة باستخدام الأقمار الصناعية والطائرات من دون طيار لمراقبة التربة. كما حصلت مزرعة «بستانيكا» في دبي على لقب أكبر مزرعة عمودية تعتمد على الزراعة المائية في العالم.
تسريع النمو الاقتصادي
تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي أداة لتسريع النمو الاقتصادي»، تسلط فعاليات الجلسة الثالثة من المنتدى، الضوء على الذكاء الاصطناعي كمحرك لتطوير التعليم وسوق العمل، ويطرح الدكتور أحمد سلطان الشعيبي، المدير التنفيذي لقطاع التعليم العالي في دائرة التعليم المعرفة - أبوظبي، عندما نستشرف المستقبل، ورقة يؤكد خلالها أهمية التعاون بين المؤسسات التعليمية والجهات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي في إطار مبادرات تدريبية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ويشارك في المنتدى الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، بورقة عن «الذكاء الاصطناعي.. محور تميز في مسيرة الإمارات التنموية».
استراتيجية الذكاء الاصطناعي
من أجل الارتقاء بالأداء الحكومي، وتسريع الإنجاز، وخلق بيئات عمل مبتكرة، أطلقت الإمارات في أكتوبر 2017، استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي، من أجل تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071 بأن تكون حكومة الإمارات الأولى في العالم في استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية. والاعتماد عليه في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031. بخطوات غير مسبوقة، تحقق الإمارات ريادتها في الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الحياة، وتسريع التنمية المستدامة، كي تصنع المستقبل بدلاً من انتظاره، وتشارك مع العالم في صياغة واقعه الرقمي على أسس من المسؤولية الأخلاقية تضمن مستقبلاً أفضل للبشرية، رسخت الإمارات مكانتها في مجالات الذكاء الاصطناعي، كي تصبح البلد الأكثر استعداداً له في العالم، ونجحت الإمارات في ترجمة استراتيجياتها في هذا القطاع إلى خطوات عملية ومؤسسات، ما جعلها الأولى عربياً وخليجياً والـ 28 عالمياً في مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي.
التنبؤ بالأسواق ودراسة اتجاهات المستهلكين
في الجلسة الثالثة من المنتدى، يقدم سلطان الربيعي، رئيس معهد تريندز الدولي للتدريب، ورقة عن «تطبيقات الذكاء الاصطناعي.. آفاق الاستثمار في البيانات»، يطرح خلالها مسارات مهمة للاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة، والحصول على نتائج دقيقة خاصة في مراكز البحوث الطبية، ولدى الذكاء الاصطناعي القدرة على التنبؤ بالأسواق، ودراسة اتجاهات المستهلكين، ما يجعل الشركات أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الاستثمارية السليمة.
ويخصص المنتدى حلقة نقاشية عن تأثير الذكاء الاصطناعي على الإعلام، وكيف يستفيد من الطفرة التقنية في التحقق من دقة المعلومات، ومكافحة التزييف العميق، واستثمار الوقت والجهد في محتوى إبداعي يعزز قدرة المؤسسات الإعلامية على تلبية احتياجات الجمهور.
ويطرح المشاركون رؤاهم حول دور الذكاء الاصطناعي كمحرك لتطوير التعليم وتغيير احتياجات سوق العمل، ويتساءلون حول كيفية الاستثمار في البيانات عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
محاور رئيسة
من خلال 9 أوراق عمل، وعلى مدار 3 جلسات، يناقش المنتدى محاور رئيسة، تتضمن: «الذكاء الاصطناعي ..فرص ومسارات تغير عالمنا»، و«خطوات الإمارات الريادية في الذكاء الاصطناعي»، و«مبادرات الإمارات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي»، والدور المأمول من هذه التطبيقات في تحسين جودة الحياة. وتتضمن محاور المنتدى «الذكاء الاصطناعي وتحديات الحوكمة»، وذلك أملاً في ذكاء اصطناعي مسؤول يراعي الأطر القانونية، ويصبح قوة دافعة للتنمية والازدهار، بما يستوجب بنى تشريعية جديدة ومبتكرة تواكب الطفرة التقنية الهائلة. وتناقش فعاليات المنتدى «الذكاء الاصطناعي كمحفز للنمو الاقتصادي». وتتطرق المحاور إلى «آفاق الاستثمار في البيانات»، وكيف أصبح «الذكاء الاصطناعي محور تميز في مسيرة دولة الإمارات»، وإلى «دور الذكاء الاصطناعي كمحرك لتطوير سوق العمل والتعليم».
تأثير الذكاء الاصطناعي على الإعلام
يخصص المنتدى حلقة نقاشية عن تأثير الذكاء الاصطناعي على الإعلام، وكيف يستفيد من الطفرة التقنية في التحقق من دقة المعلومات، ومكافحة التزييف العميق، واستثمار الوقت والجهد في محتوى إبداعي يعزز قدرة المؤسسات الإعلامية على تلبية احتياجات الجمهور. ويطرح المشاركون رؤاهم حول دور الذكاء الاصطناعي كمحرك لتطوير التعليم وتغيير احتياجات سوق العمل، ويتساءلون حول كيفية الاستثمار في البيانات عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: منتدى الاتحاد صحيفة الاتحاد مركز الاتحاد للأخبار التنمية المستدامة الذكاء الاصطناعي أبوظبي الإمارات الذکاء الاصطناعی التولیدی تطبیقات الذکاء الاصطناعی فی مجال الذکاء الاصطناعی الاستثمار فی البیانات دور الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی فی الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی النمو الاقتصادی الإمارات فی جودة الحیاة فی الجلسة ما یتعلق من خلال من أجل
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي ومستقبل التكنولوجيا: نقاشات موسعة في معرض "Cairo ICT 2024"
يشكل الذكاء الاصطناعي مستقبلًا واعدًا في مختلف القطاعات، حيث تسعى المؤسسات إلى استغلاله بأقصى استفادة من خلال استثمارات ضخمة وتطوير مستمر للبنية التحتية التكنولوجية، فضلًا عن مواجهة التحديات التي قد تعترض بيئة العمل.
كانت هذه الفكرة الرئيسية التي دارت حولها نقاشات معمقة خلال جلسة "الذكاء الاصطناعي واتخاذ القرارات: استكشاف الفرص والتحديات في الاعتماد على التكنولوجيا" ضمن فعاليات معرض ومؤتمر مصر الدولي للتكنولوجيا بالشرق الأوسط وإفريقيا "Cairo ICT'24".
وخلال الجلسة، قال محمد عفيفي، المدير العام لشركة "فيكسد مصر"، إن الذكاء الاصطناعي يشهد حاليًا تقدمًا كبيرًا في مختلف المجالات، بما في ذلك في مصر، حيث تتزايد المتطلبات التكنولوجية بشكل ملحوظ.
وأوضح عفيفي أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم بشكل فعال في تطوير التطبيقات، مما يسهم في تسريع العمليات وتحسين تجربة المستخدم من خلال تحليل البيانات بشكل أسرع وأكثر دقة. وأضاف أن مجال الخدمات المالية (FinTech) يشهد فرصًا كبيرة بفضل الذكاء الاصطناعي، حيث يُستخدم لتحليل البيانات المالية، وتقديم التوصيات الاستثمارية، وكشف الاحتيال، مما يسهم بشكل كبير في تحسين الكفاءة وتقليل المخاطر.
كما كشف عفيفي عن أبرز المجالات التي تشهد تطورًا كبيرًا في استخدام الذكاء الاصطناعي، مثل الرعاية الصحية، حيث يتم استخدامه في تشخيص الأمراض وتحليل الصور الطبية. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يزداد تأثيره في مجالات أخرى مثل التعليم والتسويق.
وفيما يخص حوكمة الذكاء الاصطناعي، أكد عفيفي على أهمية وضع إطار تنظيمي يضمن الاستخدام الآمن والأخلاقي لهذه التكنولوجيا. وأضاف أن ذلك يتطلب وضع سياسات واضحة للتعامل مع البيانات وحماية الخصوصية، إلى جانب ضمان الشفافية والمساءلة في استخدام الذكاء الاصطناعي.
كشف إبراهيم صبحي، مدير قطاع الذكاء الاصطناعي بشركة "إي فاينانس"، عن أن الذكاء الاصطناعي، رغم كونه ليس مفهومًا جديدًا، إلا أن التطورات الأخيرة أحدثت نقلة نوعية، خاصة مع ظهور تطبيقات مثل ChatGPT التي أصبحت تُستخدم بشكل متزايد في مختلف المجالات.
وأشار صبحي إلى أن من أبرز تأثيرات الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، هو قدرته على تقليص الحاجة للموارد البشرية الكبيرة، حيث يمكن لفريق مكون من شخصين فقط أن يحل محل إدارة مكونة من 20 فردًا، بفضل الأدوات المتقدمة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، دون الحاجة إلى خبرات موسعة.
وأكد صبحي أن الذكاء الاصطناعي يشهد تطبيقات واسعة في العديد من المجالات، ومن أبرزها الزراعة، حيث يُستخدم لتحليل نوعية المحاصيل وجودتها، وكذلك اقتراح حلول للمشكلات الزراعية. وأضاف أنه في قطاع الطاقة، تم التعاون مع وزارة البترول لتطوير أنظمة تساهم في خلط المنتجات البترولية بكفاءة، كما تم توظيفه مع وزارة المالية لتحليل وإدارة الموازنة العامة للدولة.
وأوضح صبحي أن الاستثمار المتزايد في تقنيات الذكاء الاصطناعي يعزز من استخداماته المتنوعة، مشيرًا إلى أنه لا يعمل فقط كأداة مساعدة لتحقيق الأهداف، بل يساهم أيضًا في إعادة هيكلة الوظائف، حيث يُستبدل البشر بأنظمة ذكاء اصطناعي في مراكز الاتصال أو أقسام المبيعات. وبيّن أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا أساسيًا من مستقبل الصناعة والتنمية، مؤكدًا أهميته كحل مبتكر لتحقيق الكفاءة والابتكار.
أداة محورية في تحسين الأداء وتوفير الوقت
من جانبه، أشار حازم شاتيلا، مدير أول علوم تحليل البيانات بشركة "إي اند"، إلى أن انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي وسهولة استخدامها جعلها جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
وتوقع شاتيلا أنه بحلول عام 2026، ستصل حوكمة الذكاء الاصطناعي إلى نسبة 100%، حيث ستحقق مصر خطوات كبيرة في تنظيم هذه التكنولوجيا، مما يفتح الباب لمستقبل أكثر تطورًا وابتكارًا.
وأضاف شاتيلا أن الذكاء الاصطناعي، رغم بداياته في خمسينيات القرن الماضي، بدأ في تحقيق تقدم ملحوظ خلال الـ25 عامًا الماضية، حيث تجاوزت الأدوات الحالية تحديات مثل الترجمة والعمليات المعقدة، لتصبح أكثر كفاءة وسهولة.
وتناول شاتيلا القضايا التي تواجه الصناعات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن أبرز هذه القضايا هو كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الأدوات. ورغم التطور الكبير، أضاف أن العديد من إمكانات الذكاء الاصطناعي لم تُكتشف بعد، ما يتطلب المزيد من الوقت والاستثمار.
وأفاد شاتيلا بأن أحد أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي يتمثل في القدرة على جمع وتحليل كميات ضخمة من البيانات استنادًا إلى الموقع الجغرافي، مما يُسهم بشكل كبير في استهداف الجمهور خلال الحملات الإعلانية بشكل أكثر دقة وفعالية.
وأكد شاتيلا أن الهدف الأساسي للذكاء الاصطناعي منذ نشأته كان تطوير برامج قادرة على اتخاذ القرارات والتفكير بطريقة تحاكي العقل البشري، مشيرًا إلى أنه اليوم يمكن لفريق كامل يعتمد فقط على الذكاء الاصطناعي إنجاز مهام معقدة.
كما لفت شاتيلا إلى أن أهم الابتكارات خلال الفترة الأخيرة تتجسد في النظم التي تعمل بتعاون بين كيانات ذكاء اصطناعي متعددة، حيث يتم تبادل البيانات وتحليل التشابهات لخلق تجارب محسّنة. وبيّن أن بيئات العمل التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي توفر وقتًا كبيرًا، حيث يمكنه تقليص ساعات العمل التقليدية بمقدار ساعتين أو ثلاث يوميًا، مما يمنح الموظفين مزيدًا من الحرية. ومع ذلك، أشار إلى أن البشر لا يزالون عرضة للأخطاء، في حين أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تم تصميمها لتكون أكثر دقة وكفاءة.
قال وليد سعيد، المؤسس المشارك ونائب الرئيس للتكنولوجيا بشركة "كيوبيك سيستمز"، إن الذكاء الاصطناعي أصبح الآن سهل الاستخدام ولم يعد مقتصرًا على كونه تقنية جديدة. وأوضح سعيد أن الذكاء الاصطناعي لعب دورًا محوريًا في تحسين عملية اتخاذ القرارات في مجالات الاستثمار، مما ساهم في رفع جودة المنتجات والخدمات.
وأضاف سعيد أن أبرز فوائد الذكاء الاصطناعي تكمن في توفير الوقت والجهد في تطبيقات الدفع الإلكتروني، حيث يسهم في تسريع العمليات وتقليل التعقيد. كما يقدم دعمًا كبيرًا للبنوك في اتخاذ القرارات المالية، مما يساعد على تحسين كفاءة الأداء.
وأشار سعيد إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يساعد في تحديد متطلبات العمل بدقة، مما يساهم في تقديم منتجات وخدمات ملائمة تلبي احتياجات العملاء. وتوقع سعيد أن يشهد السوق قريبًا زيادة في استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر، مما سيعزز من كفاءة العمليات التجارية. في الوقت نفسه، حذر من بعض المخاطر المرتبطة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مثل قدرة النظام على جمع معلومات كبيرة عن الأفراد، مما يثير قضايا تتعلق بالخصوصية والأمان.
دور الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة المستخدم وتطوير استراتيجيات فعالة
من جانبها، قالت خلود الشيخ، أخصائية المنتجات وحلول الذكاء الاصطناعي بشركة "دل تكنولوجيز"، إن فكرة تقنيات الذكاء الاصطناعي في "دل تكنولوجيز" تتمحور حول تقديم المساعدة للمستخدمين من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، سواء كانت تقنيات عادية أو متقدمة.
وأوضحت الشيخ أن هذه الفكرة تتناول عدة جوانب، مثل البيانات التي يمكن الاستفادة منها، البنية التحتية اللازمة، وأهمية الشركاء، مشيرة إلى أنه لا يمكن لأي شريك بمفرده تحقيق النجاح في هذا المجال. وأكدت خلود أن "دل تكنولوجيز" تسعى جاهدة لمساعدة المستخدمين في حالات الاستخدام اليومية بطرق متعددة.
كما أشارت خلود الشيخ إلى أن الشركة تعمل على التأكد من صحة المعلومات التي يمتلكها المستخدمون من خلال النظام والبرمجيات الخاصة بها، مما يساهم في اتخاذ قرارات مستنيرة. وأوضحت خلود أنها تشجع المستخدمين على التفكير في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي واستراتيجياته قبل البدء في تطبيقه، مؤكدة أن "دل تكنولوجيز" تقدم الدعم للمؤسسات الراغبة في بناء استراتيجيات فعالة من خلال الذكاء الاصطناعي.
وتطرقت الشيخ إلى أن بعض نماذج الذكاء الاصطناعي قد لا تعكس ثقافتنا المحلية بشكل دقيق، مستشهدة بمثال عندما طلبت إحدى المستخدمات من "شات جي بي تي" تحويل صورتها إلى شكل أكثر رسمية، فتم تحويلها إلى صورة تعكس الهوية الأمريكية بدلًا من الهوية المحلية.
وترى خلود الشيخ أن هذه التحديات تفتح المجال لفرص التعاون مع المؤسسات المحلية في مصر، مما يساعد على تعزيز قدراتها وتطوير استراتيجيات فعالة تتناسب مع السياق الثقافي المحلي.
وتقام فعاليات النسخة الثامنة والعشرين من معرض ومؤتمر "Cairo ICT'24" تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024 في مركز مصر للمعارض الدولية، وبرعاية الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. كما ينظم المعرض شركة "تريد فيرز إنترناشيونال" بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تحت شعار "The Next Wave"، الذي يسلط الضوء على أحدث التقنيات والاتجاهات المستقبلية التي ستعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات بحضور عدد من كبار المؤسسات العالمية وقادة التكنولوجيا.
ويشارك في المعرض عدد من الشركات العالمية الكبرى، برعاية شركة "دل تكنولوجيز"، مجموعة "إي فاينانس" للاستثمارات المالية والرقمية، البنك التجاري الدولي "CIB مصر"، شركة "هواوي"، "أورنچ مصر"، شركة "مصر للطيران"، بالإضافة إلى رعاية كل من "المصرية للاتصالات"، "ماستر كارد"، "هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)"، وشركة "فورتينت". كما تشمل قائمة الرعاة شركات "إي آند إنتربرايز"، "مجموعة بنية"، "خزنة"، "سايشيلد"، "مجموعة شاكر"، "ICT Misr"، "IoT Misr"، "نتورك إنترناشيونال"، "Cassava Technologies"، و"إيجيبت تراست".