تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

منذ استيلاء الجيش على الحكم في النيجر في يوليو 2023، شهدت البلاد تصاعدًا في التوترات الأمنية والاقتصادية، خاصةً مع إغلاق خط أنابيب أغاديم، الذي يُعتبر شريان الحياة للاقتصاد المحلي، الأمر الذي استغله الإرهابيون الذين تعمدوا شن هجمات على حقول النفط وبالتحديد التي يعمل بها الشركات الصينية، الأمر الذي تسبب في تفاقم الأزمة الاقتصادية في النيجر.

 يمتد هذا الخط، الذي يُعد الأطول في إفريقيا، ليصل بين النيجر وموانئ بنين على المحيط الأطلسي، إلا أن تداعيات الانقلاب أفضت إلى إغلاق الحدود وفرض عقوبات أثرت بشكل كبير على كلا البلدين.

 وبينما تعاني النيجر من خسائر يومية تقدر بملايين الدولارات، تبرز تساؤلات حول قدرة الحكام العسكريين على إعادة بناء الاقتصاد وتأمين الخدمات العامة. 

 وتتزايد التهديدات الأمنية بشكل ملحوظ منذ استيلاء الجيش في النيجر على الحكم في يوليو 2023. حيث شهد الغرب تصاعدًا في هجمات عدة جماعات إرهابية، بينما يهدد المتمردون وقطاع الطرق في الشرق الاقتصاد الهش للبلاد.

لم يسلم من الهجمات 

ولم يسلم خط الأنابيب الحيوي من هذه الهجمات، مما دفع شركة النفط الصينية المملوكة للدولة إلى الانسحاب من موقعها في حقل نفط يبعد أكثر من 1،700 كيلومتر عن العاصمة نيامي، في منطقة ديفا الصحراوية الشرقية.

 وأشارت الشركة، إلى أن الوضع الأمني في الموقع تدهور بعد تنفيذ جماعات إرهابية لعدة هجمات استهدفت مشاريع نفطية.

وفي مذكرة صدرت عن شركة البترول الوطنية الصينية يوم 21 يوليو، أفادت بأن جميع مشاريع الإنشاء في موقع أغاديم عُلقت، وتم وضع الموظفين في إجازة حتى يتحسن الوضع الأمني.

ووقع أول هجوم على قوات الأمن المكلفة بحماية خط الأنابيب في 12 يونيو، على بعد حوالي 10 كيلومترات من قرية سالكام في منطقة دوسو جنوب شرقي البلاد، حيث قُتل ستة جنود نيجريين على يد ما وصفهم الجيش بـ "قطاع طرق مسلحين" في الجنوب.

 وأعلنت جماعة متمردة معارضة  تُعرف باسم جبهة التحرير الوطني مسؤوليتها عن الهجوم، مشيرة إلى أنها استهدفت أيضًا خط الأنابيب في 16 يونيو كـ "تحذير أولي للطغمة العسكرية في نيامي".

وفي أعقاب ذلك، أكد الحكام العسكريون في النيجر وقوع التخريب، معتبرين إياه عملًا إرهابيًا" نفذه أفراد خبيثون". 

كما كشفت مجلة «أفريكا ريبورت» أن جماعة موالية لتنظيم القاعدة تُعرف بجماعة نصرة الإسلام والمسلمين قد اختطفت ثلاثة موظفين صينيين من شركة البترول الوطنية الصينية في 18 يوليو، أثناء قيامهم بأعمال تنقيب بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو.

البداية

بدأ الإنتاج في حقل أغاديم النفطي عام 2011، ويُصدَر خامه عبر أطول خط أنابيب في إفريقيا، الذي يمتد بطول 2،000 كيلومتر ويربط النيجر، الدولة الحبيسة، بموانئ جارتها بنين على المحيط الأطلسي.

و على الرغم من أهمية هذا الخط، الذي تكلفته 2.3 مليار دولار للاقتصادين، إلا أن العلاقات بين بنين والنيجر توترت منذ الانقلاب، حيث أغلقت بنين حدودها مع النيجر كجزء من العقوبات التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس) بعد الإطاحة بالطغمة العسكرية بالحكومة المنتخبة.

وعلى الرغم من أن بنين أعادت فتح جانبها من الحدود، إلا أن الحكام العسكريين في النيجر قرروا إبقاء حدودهم مغلقة "لأسباب أمنية" وأوقفوا تدفق النفط عبر خط الأنابيب، مع الإشارة إلى أنهم يتطلعون لنقل نفط النيجر عبر تشاد والكاميرون بدلًا من بنين.

وقال ريان كومينغز، مدير شركة «سيغنال ريسك» للاستشارات الأمنية المعنية بشؤون إفريقيا، لوكالة أنباء «آسوشييتد بريس»: "الوضع في غاية الفوضى، والسبيل الوحيد للحل هو أن تنخرط الإدارتان معًا لحل المشكلات".

خسائر

وذكرت مجلة «أفريكا ريبورت»،  أن إغلاق خط الأنابيب يكلف شركة البترول الوطنية الصينية نحو 9 ملايين دولار يوميًا، بينما تخسر النيجر 1.8 مليون دولار يوميًا من عائدات النفط. 

وتأتي هذه الخسائر في وقت يعاني فيه اقتصاد النيجر بالفعل من التداعيات المالية الناجمة عن غياب الأمن.

وأشار الخبير الاقتصادي النيجري هنري بيرينغر نشو لقناة «فرانس 24»: "نرى تضخمًا متفشيًا وتأخيرًا في تصدير المواد الخام بسبب إغلاق الحدود، مما أدى إلى أزمة في السيولة وتدهور محفظة القطاع المصرفي في النيجر ودول الساحل كافة".

وأفادت مجلة «أفريكا ريبورت»، أن السلطات في النيجر استخدمت جزءًا من القرض لدفع رواتب الموظفين المدنيين وتعزيز الأمن في البلاد.

والحكام العسكريين في النيجر يواجهون منذ الانقلاب صعوبات في سداد الديون وتمويل مشاريع البنية التحتية، مضيفًا أنه من غير الواضح ما إذا كانت لديهم القدرة المالية اللازمة للإنفاق على الخدمات العامة.

وحصلت الحكومة العسكرية في النيجر على 400 مليون دولار من شركة البترول الوطنية الصينية للتغلب على العقوبات المفروضة عليها من الإيكواس، وكان هذا المبلغ مقدمًا لمبيعات نفط مستقبلية من حقل أغاديم، ولكنه يأتي بتكلفة باهظة، إذ يتوجب سداد المبلغ خلال 12 شهرًا بفائدة 7%. وأفادت مجلة «أفريكا ريبورت» أن السلطات في النيجر استخدمت جزءًا من القرض لدفع رواتب الموظفين المدنيين وتعزيز الأمن في البلاد.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: النيجر النفط الارهاب الصين خط الأنابیب فی النیجر

إقرأ أيضاً:

بيتر نافارو خبير الاقتصاد الذي تفوق على ماسك في كسب ثقة ترامب

استعرض تقرير بصحيفة غارديان مسيرة المستشار التجاري في البيت الأبيض بيتر نافارو، وهو العقل المدبر للسياسات الأميركية الاقتصادية الأخيرة، مثل الحرب التجارية على الصين والرسوم الجمركية.

ووفق مراسل الصحيفة في أيرلندا روري كارول، فقد دخل نافارو البالغ 75 عاما ساحة السياسة قبل 10 سنوات، وانتقل من أستاذ جامعة غير معروف قارب سن التقاعد، إلى أحد مقربي الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تلغراف: على بريطانيا أن تفرض ضريبة بنسبة 145% على الوجبات السريعة الأميركيةlist 2 of 4مقال بوول ستريت جورنال: تصرفات ترامب قد تؤدي إلى عزلهlist 3 of 4صحفية بريطانية: مصداقية ترامب تنهارlist 4 of 4توماس فريدمان: لم أخف يوما على مستقبل أميركا مثل الآنend of list

وذكر التقرير، أن نافارو تغلب على نفوذ إيلون ماسك السياسي وتفوق عليه، ودفعت سياسات المستشار المتخبطة والفوضوية بماسك إلى وصف الأخير بأنه "أحمق" و"أغبى من شوال من الطوب"، غير أن نافارو لم يبال، مؤكدا أنه نعت سابقا بألفاظ أسوأ مثل "المجرم" و"الدجال".

بدايات

ويعود تاريخ هذه السمعة، وفق التقرير، إلى دور المستشار في حملة ترامب الرئاسية في عام 2016 وسياساته الاقتصادية حينها، وعدم مقدرته على التعامل مع العواقب الاقتصادية لجائحة كوفيد، ومحاولة تغيير نتائج انتخابات 2020، ما أدى إلى سجنه، ولكنه عاد الآن أكثر تأثيرا من أي وقت مضى في إدارة ترامب الثانية.

وقال التقرير، إن نافارو كان قبل عقد من الزمن، أستاذا في جامعة كاليفورنيا، إلى أن جذبت آراؤه المتشددة عن الصين انتباه حملة ترامب الانتخابية فوُظف، ومنذ ذلك الوقت دعم المستشار سياسات الرئيس المثيرة للجدل على الرغم من أنها تضر بالاقتصاد.

إعلان

وأضاف التقرير أن المستشار ولد لأسرة متواضعة على الساحل الشرقي، ونال درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد، وبدأ حياته المهنية في تدريس الاقتصاد، وخاض محاولات فاشلة للترشح كممثل ديمقراطي، قبل أن يتحول في عام 2001 إلى الكتابة في مجال الاستثمار، ثم نشر لاحقا كتبا وأفلاما وثائقية تنتقد الصين بشدة.

آراؤه توافق ترامب

ودفعت هذه المنشورات جاريد كوشنر -صهر ترامب- إلى العثور على كتاب نافارو "الموت على يد الصين" عبر أمازون، ما مهد الطريق لانضمام الأخير إلى حملة ترامب، وفق التقرير.

ولفت التقرير إلى أن نافارو وصف الصين بأنها "الخطر الاقتصادي الذي ينهب الولايات المتحدة"، ووصف سياساتها التجارية بأنها "اغتصاب اقتصادي"، ودافع عن فرض رسوم بنسبة 45% على البضائع الصينية في 2016، حسب التقرير.

ويرى نقاد نافارو -حسب التقرير- أنه يسعى إلى إعادة رسم قواعد الاقتصاد العالمي التي استقرت بعد الحرب العالمية الثانية، مستخدما أساليب تنطوي على تهور قد يفاقم الاضطرابات الاقتصادية ويؤجج ردود الفعل الدولية.

وأوضح التقرير، أن مؤلفات نافارو أثارت كثيرا من الجدل بعد الكشف عن استعانته بشخصية وهمية يُدعى "رون فارا"، كان يقدمه في كتبه على أنه خبير اقتصادي يدعم وجهات نظره المتشددة تجاه الصين، إذ تبين لاحقا أن "رون فارا" ليس سوى اسم مستعار، هو في الواقع عبارة عن تحريف لاسمه نافارو.

ووفق التقرير، حاول نافارو التقليل من شأن الحادثة، واصفا الأمر بأنه "مزحة" و"أسلوب أدبي"، ولكنه لم يفلح في تبديد الاتهامات بتضليل القراء، ما أضعف من مصداقيته الأكاديمية لدى بعضهم، ولكن دون أن يؤثر على مكانته في دوائر القرار المقربة من ترامب.

أما ترامب، فيراه صوتا أكاديميا يضفي شرعية على سياسة الإدارة المتشددة في التجارة، ويقدّمه باعتباره العقل الذي يملك الجرأة على كسر التقاليد والعودة إلى الحمائية الاقتصادية باعتبارها مسارا ضروريا لاستعادة التوازن الاقتصادي.

إعلان

مقالات مشابهة

  • السيولة في غزة .. أزمة تفاقم معاناة المواطنين تحت وطأة الغلاء والحصار
  • وزير الكهرباء يبحث مع شركة هواوي الصينية التعاون فى مجالات الطاقة المتجددة
  • بيتر نافارو خبير الاقتصاد الذي تفوق على ماسك في كسب ثقة ترامب
  • وزير الإسكان يلتقي رئيس شركة "CSCEC" الصينية ببكين لمتابعة موقف المشروعات المشتركة
  • تنظيم القاعدة يتبنى الهجمات التي استهدفت جيش بنين
  • أزمة في آسيا..فرقاطة فلبينية تقتحم المياه الصينية وبكين تحذر
  • عمدة شينزن الصينية: 1.4 مليار دولار حجم التبادل التجاري مع مصر
  • وزير الإسكان يتفقد أعمال إنشاء وتشغيل مركز أبحاث شركة عالمية بمدينة شنغهاي الصينية
  • منظمة دولية: أزمة سوء التغذية تفاقم الوضع الإنساني في اليمن
  • دي إتش إل: تعليق أي شحنات تزيد عن 800 دولار