بعد بداية تصوير سفاح التجمع| أعمال فنية قدمت قصصًا من الواقع المجتمعي
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنوعت بين "السلبي" كنموذج يرفضه المجتمع و"الإيجابي" كقصص ملهمة للقيم
كثير من القضايا المجتمعية، تطفو على السطح وتتحول إلى قضايا رأي عام، ويثار حولها الاهتمام ما بين السلبي منها كنموذج يرفضه المجتمع، والإيجابي من قصص ملهمة للقيم والعادات والأفكار المجتمعية.
ويسلط الفن الضوء على الكثير من قصص حقيقية نتاج الواقع المجتمعي، وتحويلها إلى عمل فني، كجزء أصيل من دور الفن تجاه المجتمع، وترسيخ لقيم مجتمعية، بطرح تلك الأحداث والظواهر والقضايا المجتمعية، والتى تساهم في تشكيل الوعي الجمعي لدى الشعوب والجماهير.
وكذا مقاومة السلوك السلبي من الظاهرة السيئة، وإبراز النموذج الناجح والمميز من الظاهرة الإيجابية، وبعد البدء في تصوير وتحضيرات أحداث مسلسل "سفاح التجمع"، نرصد لكم أبرز أعمال فنية قدمت قصص الواقع المجتمعي.
سفاح التجمع "جريمة هزت المجتمع"
أثارت قضية سفاح التجمع الكثير من الجدل والغضب المجتمعي، خلال الفترة الماضية، بعد القبض على شاب قام بعمليات قتل متتالية، لثلاث سيدات وإلقاء الجثث بأماكن متفرقة.
وبالتحريات الأمنية لرجال المباحث تم ضبط المتهم، والذي كان يحتفظ بفيديوهات لأفعال بشعة وانتقامية وسلوك غير سوي نفسيًا، مما أحدث صدى مجتمعي وتحولت إلى قضية رأي عام.
وتم الإعلان عن مسلسل يطرح تلك القضية، من بطولة الفنان أحمد الفيشاوي، والذي بدأ في التحضيرات الأولية وبدايات التصوير للعمل، وذلك لعرضه بعد الانتهاء خلال الفترة المقبلة.
فيلم السفاح "سفاح المهندسين"
قدم الفنان هاني سلامة فيلما سينمائيا، يجسد فيه شخصية حقيقية من أرض الواقع، لأحد الجناة والذي اشتهر بسفاح المهندسين.
تعود تفاصيل الواقعة الحقيقية لشاب قام بالسطو على شقة سكنية بمنطقة المهندسين، وأثناء سرقته، قام بقتل كل من في المنزل بما فيهم الخادمة، وهو ما أثار ذعر الجميع، خاصةً أن القتل تم بدم بارد.
وقدم الفيلم الواقعة بسرد لبعض التفاصيل الخاصة بالنشأة، والعنصر الإجرامي وبدايته خلال بدايات الصغر.
الفيلم بطولة هاني سلامة، نيكول سابا، أشرف مصيلحي، خالد الصاوي، والإخراج سعيد هنداوي.
المرأة والساطور "سيدة تقطع زوجها إلي أجزاء"
جريمة بمثابة صفعة على جبين المجتمع في ذلك الوقت، بدأت الواقعة بعد الكشف بعثور رجال الأمن على كف يد رجل، وبأخذ البصمات من اليد، تبين هوية القتيل، وعلى الفور بمواجهة الزوجة التي اشتهرت بالخلافات الزوجية طوال الوقت معه، تمت مواجهتها برجال المباحث، واعترفت بالواقعة كاملة.
ترجع الواقعة إلى زوجة في شجار مستمر مع زوجها بسبب الماديات، وبعد أن التحق الزوج بعمل جديد، ظن أن كل المشكلات قد تم حلها، إلا أن الزوجة ظلت في شجار بسبب إهمال زوجها لها وعودته إلى منزله بعد العمل في حالة تعب وسبات.
قررت الزوجة التخلص من زوجها وتقطيعه إلي أجزاء صغيرة، وتوزيعها في أماكن مختلفة، كي تخفي الشبهات عنها.
وقدمت الفنانة نبيلة عبيد نفس النسق في إطار درامي، من خلال فيلم "المرأة والساطور"، مع تغييرات في الاختلاف بين دوافع الجريمة خلال الفيلم، وبين القصة الواقعية.
الفيلم بطولة نبيلة عبيد، أبو بكر عزت، عبد المنعم مدبولي، ماجد المصري، دنيا عبدالعزيز، والإخراج سعيد مرزوق.
فيلم الجزيرة "إمبراطور الصعيد الجديد"
قدم فيلم الجزيرة طرحا فنيا لواقع جديد من قضايا أثارت الرأي العام، لأحد أباطرة الصعيد ويدعى عزت حنفي.
بخليط من الأفعال الإجرامية، بني عزت حنفي إمبراطورية كبرى في الصعيد، وسيطر بشكل كبير على أهالي البلد، وبتجارة المخدرات والسلاح وكل ما يجرمه القانون، استطاع عزت حنفي أن يصل إلي الثروة والسلاح والتشكيل العصابي بأعداد كبيرة.
جمعت كل أجهزة الدولة التحريات المطلوبة عن إمبراطور الصعيد، وقام رجال الأمن باقتحام ومداهمة البؤر الإجرامية وإنهاء أسطورة خط الصعيد الجديد.
قدم فيلم الجزيرة نموذجا لشخصية عزت حنفي، من خلال شخصية منصور الحفني، والتي قدمها الفنان أحمد السقا، ونجح الفيلم بتقديم كل الرسائل الفنية الخاصة ببداية الطريق الممهد من الإجرام، إلي جانب العقاب المنتظر من خلال نهاية الجاني.
الفيلم بطولة أحمد السقا، خالد الصاوي، آسر يس، محمود يس، هند صبري، باسم سمرة، نضال الشافعى، والإخراج شريف عرفة.
النمر الأسود "نموذج ملهم"
قدم الفنان أحمد زكي فيلم "النمر الأسود"، وجسد من خلاله أحداثا حقيقية لقصة شاب سافر إلى ألمانيا، ليعمل خراط في المصانع الألمانية، ولكن حبه للملاكمة غلب عليه في رحلته، وتساعده فتاة أجنبية خلال رحلته، إلي أن يصبح بطلا، وفي نفس الوقت يحقق نجاحات كبيرة في مجاله العملي.
سلط الفيلم الضوء على نموذج إيجابي، ليعطي للشباب الأمل، ويرسم لهم نماذج تسير في طرق الكفاح، وتحصد ثمار الرحلة.
اختلف الفيلم في السياق الدرامي في بعض الأحداث، ونجح الفيلم نجاحًا كبيرًا وحقق أصداء واسعة إلي الآن.
الفيلم بطولة أحمد زكي، أحمد مظهر، وفاء سالم، يوسف فوزي، والإخراج عاطف سالم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القضايا المجتمعية المرأة والساطور الفیلم بطولة سفاح التجمع من خلال
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد السوري بين الواقع والمستقبل
جاء يوم الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 2024م ليسجل في التاريخ واقعا لم يكن أحد له القدرة على التنبؤ به، حيث انهار نظام حكم عائلة الأسد في عدة أيام، هذا النظام الذي حكم سوريا بالحديد والنار والظلم والطغيان والطائفية لأكثر من 53 عاما، وإن كان ذلك نتاجا حقيقيا وثمرة من ثمرات طوفان الأقصى الذي له ما بعده.
وفي ظل استلام الحكومة الجديدة دولة بنيت على إدارة الفساد المنظم واستئثار القلة بالسلطة والثروة، وانهيار البنية التحتية، وأنشطة النظام الاقتصادي من زراعة وصناعة وخدمات بما في ذلك البنية التحتية الاجتماعية من صحة وتعليم، فضلا عن تدني قيمة الليرة وارتفاع نسبة التضخم ونسبة البطالة وتضاءل التجارة الخارجية ومعدل نمو الناتج المحلي، تبدو أهمية التعامل مع تلك التحديات، وهو أمر صعب ولكنه ليس مستحيلا، بل مع الإرادة الصادقة والعمل الدؤوب يصبح الصعب سهلا.
إن الإصلاح الاقتصادي في سوريا يتطلب إصلاحا سياسيا قوامه الحرية والعدل، وبهما يمكن بناء إنسان صالح واقتصاد تنموي عادل وفق خطة اقتصادية استراتيجية واضحة المعالم، مع عمل خطة أزمات سريعة لمعالجة المتطلبات الضرورية القائمة حاليا.
الإصلاح الاقتصادي في سوريا يتطلب إصلاحا سياسيا قوامه الحرية والعدل، وبهما يمكن بناء إنسان صالح واقتصاد تنموي عادل وفق خطة اقتصادية استراتيجية واضحة المعالم، مع عمل خطة أزمات سريعة لمعالجة المتطلبات الضرورية القائمة حاليا
إن قوام أي اقتصاد هو الثقة، وهذه الثقة يمكن تحقيقها في ظل نظام سياسي واقتصادي عادل، وآن لسوريا أن تتخلص من بؤر الظلم والفساد الممثلة في أصحاب القرار وكل فاسد في النظام المخلوع، وتقديم المدان منهم لمحاكمات عادلة عاجلة، كما أن سوريا تمتلك عناصر الإنتاج بصورة مميزة من موارد بشرية وموارد طبيعية ورأس مال. وتبدو أهمية دمج هذه الموارد في اقتصاد حقيقي بعيدا عن الاقتصاد الريعي وسياسية الكمباوند في المشروعات العقارية التي باتت أصلا على حساب النشاط الزراعي والصناعي في العديد من الدول العربية، مع تحسين الخدمات التعليمية والصحية.
إن الحلول العاجلة للاقتصاد السوري تتطلب خطة وإدارة أزمات تعمل بصورة سريعة على ضبط النظام النقدي وتداول الليرة بصورة تجعل البنك المركزي قادرا على التحكم فيها؛ إلى أن يتم تشغيل عجلة الإنتاج وتحقيق توازن للكتلة النقدية مقابل الكتلة الإنتاجية، ومن ثم التأسيس لنظام نقدي إسلامي يتناسب مع طبيعة المرحلة.
كما أنه من المهم في النظام المالي في تلك المرحلة الاستمرار في فرض الضرائب على أن تكون ضرائب عادلة ذات شرائح منخفضة وبصورة تصاعدية، وهو ما يزيد من حصيلتها، مع توجيه الإنفاق بصورة رشيدة لمشروعات البنية التحية وفي مقدمتها البنية التحتية الاجتماعية من تعليم وصحة. ويمكن في هذا الإطار الاستفادة من الوقف بسن قانون لتوسيع نشاطه وتحقيق الأمان للواقفين واحترام شروطهم، مما يفتح المجال لرجال الأعمال والمقتدرين على إنشاء مؤسسات وقفية توجه مصارفها إلى تلك المجالات وغيرها من احتياجات المجتمع الضرورية.
يمكن كذلك علاج مشكلة البنية التحتية المتهالكة من خلال إصدار صكوك إسلامية، مقابل حق انتفاع الجهة المصدرة للصكوك بالمشروع لمدة معينة، وبهذا لن يكلف إنشاء مثل هذه المشروعات الدولة ليرة واحدة، بل يمكن للدولة كذلك أن تحصل على جزء من إيرادات هذه المشروعات جنبا إلى جنب مع مشروعات القطاع الخاص المسند لها الأمر
ومن الأهمية كذلك إحداث تغير هيكلي في الاقتصاد السوري في الأمد المتوسط والطويل، من خلال هيكلة النشاط الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وهيكلة النشاط الصناعي للاستفادة من الموارد الطبيعية في التصنيع لتلبية متطلبات الداخل وتعزيز الصادرات للخارج، وتعزيز النشاط السياحي، وتفعيل صناعة التكنولوجيا في كافة أنشطة النظام الاقتصادي.
ومن المهم كذلك الإسراع بتفعيل التمويل الأصغر لعلاج مشكلة البطالة وتوفير متطلبات المجتمع من السلع والخدمات ودعم ميزان المدفوعات، مع تيسير سبل التسويق لمنتجات المشروعات متناهية والصغيرة، والاستعانة في ذلك بمؤسسات متخصصة في التسويق، وإسناد الدور التمويلي لمؤسسات الزكاة والوقف بالتمويل الخيري من خلال التمويل التمليكي بالزكاة والوقف أو التمويل بالقرض الحسن من الوقف، فضلا عن المصارف من خلال صيغ التمويل الإسلامية على أن يكون ذلك بربحية متواضعة تمكن من استدامة التمويل.
ويمكن كذلك علاج مشكلة البنية التحتية المتهالكة من خلال إصدار صكوك إسلامية، مقابل حق انتفاع الجهة المصدرة للصكوك بالمشروع لمدة معينة، وبهذا لن يكلف إنشاء مثل هذه المشروعات الدولة ليرة واحدة، بل يمكن للدولة كذلك أن تحصل على جزء من إيرادات هذه المشروعات جنبا إلى جنب مع مشروعات القطاع الخاص المسند لها الأمر.
وأخيرا، فإن الامتداد الجغرافي والعلاقات الجيدة بين سوريا وتركيا يمثل نقطة قوة يمكن البناء عليها من خلال الاستفادة من التجربة الاقتصادية التنموية التركية، ببناء علاقات اقتصادية استراتيجية مع تركيا، وفي الوقت نفسه الاستفادة من الاستثمارات الأجنبية وفقا للمصالح المتبادلة، وكذلك الاستفادة من الكفاءات البشرية السورية والعربية والإسلامية، وهم كثر.
x.com/drdawaba