صحيفة البلاد:
2025-05-01@11:13:03 GMT

مايوبيا التسويق

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

مايوبيا التسويق

تُعدّ مقالة ثيودور ليفيت الشهيرة في مجلة هارفارد للأعمال، نقطة تحول في التفكير التسويقي، حيث سلَّطت الضوء على مفهوم “قصر النظر التسويقي” (Marketing Myopia). يدعو هذا المفهوم الشركات، إلى تجاوز الحدود التقليدية في التفكير حول منتجاتها وخدماتها، والتركيز بدلاً من ذلك على فهم أعمق لمجال العمل الحقيقي الذي تنتمي إليه.

قصر النظر التسويقي، هو فخّ يقع فيه العديد من الشركات عندما تركِّز على منتجاتها، أو خدماتها الحالية دون التفكير في احتياجات العملاء المتغيرة، أو الفرص المستقبلية. هذا المفهوم، الذي قدمه ثيودور ليفيت في مقالته الشهيرة في مجلة هارفارد للأعمال، يشير إلى أن الشركات التي تقتصر على التفكير في ما تقدمه اليوم، تخاطر بفقدان البصيرة اللازمة للنمو والتطور في المستقبل. بدلاً من التركيز على المنتج، يجب أن تركز الشركات على ما يسعى إليه العملاء، وما يمكن أن توفره لتلبية احتياجاتهم في المستقبل.

أحد الأمثلة الواضحة على هذا التوجه هو القطاع الصحي. في الماضي، كانت المستشفيات تركَّز بشكل أساسي على علاج المرضى. ولكن مع تطور الفهم لأهمية الوقاية، توسَّعت هذه المؤسسات لتشمل خدمات صحية شاملة، تهدف إلى تعّزيز صحة الأفراد قبل وقوع الأمراض. هذا التحول، يعكس فهماً أعمق لدور المستشفيات في المجتمع، وهو ليس فقط علاج المرضى، بل المساهمة في تحّسين جودة الحياة على المدى الطويل. لقد تجاوزت هذه المؤسسات التفكير الضيق في تقديم العلاج الفوري، لتصبح جزءًا من رحلة المريض نحو حياة أكثر صحة.

التحول الرقمي، بدوره أجبر العديد من الشركات على إعادة النظر في أعمالها. الصحف التقليدية، التي كانت تعتمد في الماضي على طباعة الأخبار، واجهت تحدّيات كبيرة مع تطور التكنولوجيا، وانتشار الأجهزة الرقمية. لم يعد العملاء يرغبون في الانتظار حتى صباح اليوم التالي للحصول على الأخبار، بل يريدون الوصول إلى المعلومات بسرعة، ومن خلال أجهزة متعدِّدة. نتيجة لذلك، قامت الصحف الكبرى، بتحويل تركيزها إلى صناعة المحتوى الرقمي، حيث أدركت أن عملها الحقيقي ليس مجرد طباعة الأخبار، بل تقديم معلومات موثوقة عبر منصّات مختلفة تلبي احتياجات العملاء الحديثة. هذا التحول يعكس الفهم العميق لاحتياجات المستهلكين المتغيرة، والتكيُّف مع هذه الاحتياجات بطريقة مبتكرة.

لكي تتمكن الشركات من البقاء في المنافسة في عصر التحول الرقمي، من الضروري أن تطرح السؤال الصحيح: “كيف يستخدم المستهلكون ما نقدمه؟” بدلاً من السؤال التقليدي “ما هو منتجنا؟”. من خلال هذا التحول في التفكير، يمكن للشركات توقع التحولات المستقبلية، وتقديم حلول جديدة ومبتكرة تلبي احتياجات عملائها. هذه العقلية تساعد الشركات على الابتعاد عن الفخّ التقليدي لقصر النظر التسويقي، وتمنحها القدرة على مواكبة التغيرات السريعة في السوق.

في النهاية، النجاح في عالم الأعمال اليوم يتطلب من الشركات، أن تبتعد عن التفكير الضيق، الذي يركِّز فقط على ما تفعله حاليًا، وأن تتبنّى رؤية مستقبلية تعزِّز الابتكار والتطور. قصر النظر التسويقي قد يحدّ من فرص النمو، إذا لم يتم التغلُّب عليه من خلال التفكير الاستراتيجي، الذي يركِّز على تلبية احتياجات العملاء بطرق جديدة.
في عصر التحول الرقمي، تحتاج الشركات إلى توسيع آفاقها، والتكيُّف مع البيئة المتغيرة باستمرار، لضمان استمراريتها، ونجاحها على المدى الطويل.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

بعد عرّدوا من الخرطوم، دايرين يقنعونا انهم ثوار أحرار ديمقراطيين مع العملاء سلك وود الفكي ????!

ياخ صفحات قحاطة و”لجان مقاومة” قحاطية من ٢٠٢٣ ما نزلت معايدة خلي بيان إدانة لـ “أحد طرفي النزاع” .. لما عشش فيها العنكبوت .. الليلة نفضو منهم التراب چت عليهم!! كل الحصل السنتين الفاتو ما استفزاكم، ياهو استفزاكم كلام البرهان عن اللساتك!!

زمان كان القحاطة بقولو للناس “انتو رد فعل لي فعلنا” .. أسي هم بقو رد فعل لكلام واحد “انقلابي”! ????????

طبعاً في أدمنز قحاطة نزلو بيانات وهم مستنفرين مع جنجويد أبوظبي حول الفاشر وفي نيالا وبارا، بعد عرّدوا من الخرطوم، ودايرين يقنعونا انهم ثوار أحرار ديمقراطيين مع العملاء سلك وود الفكي ????!

Ahmad Shomokh

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • فؤاد حسين يصل عُمان لتبادل وجهات النظر بشأن التحديات الراهنة
  • «رئيس الرؤى السلوكية»: الإمارات رائدة عالمياً في التفكير السلوكي
  • تضارب التصريحات بين بنك الخرطوم وشركة EBS حول سحب أموال من العملاء
  • المحكمة الاتحادية تُرحّل الحسم: تأجيل النظر بطعن "خور عبد الله" إلى حزيران
  • أماني الطويل و التفكير ذو البعد الواحد
  • بعد عرّدوا من الخرطوم، دايرين يقنعونا انهم ثوار أحرار ديمقراطيين مع العملاء سلك وود الفكي ????!
  • زاد الصالحة
  • أحمد مالك: التمكن من المهنة أقوى وسائل التسويق الحقيقي للفنان
  • الحكيم: الانتخابات تنقل العراق إلى الاستقرار المستدام
  • أحمد مالك: التمكن من المهنة هو أقوى وسائل التسويق الحقيقي للفنان