الكتب.. طبيبك للتعافي بالقراءة
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
مررت الفترة الماضية، بأزمة ألم الأسنان، حيث كان تشّخيص الحالة خراج مع وجوب تنظيف العصب والذي هو قريب من الجيوب الأنفية، ولا حاجة لذكر أكثر من ذلك، لأن هذا يظهر حجم المعاناة التي كنت أمر بها، ولأني أعمل في عيادة لطب الأسنان، فقد أتعبت من حولي من الزملاء والزميلات، بأن على الألم، أن يخفّ، وهو أمر عليه أن يأخذ وقته، لأن حالتي تستدعي ذلك.
كنت أعمل بحالة نفسية سيئة، ورغبة البكاء، والاستسلام لفكرة خلعه، وخسارة سن قوي، والراحة من ذلك كله، حتى جاءتني صورة عن طريق السناب شات، لصفحات من كتاب، ممّا أشعرني بالغيرة كوني لم أقرأ منذ مدة. حينها أدركت أن ما قد يساعدني على نسيان ما أمر به، هو أن اقرأ، أمسكت بهاتفي، و فتحت مكتبتي فيه، واخترت رواية “الغريب” لألبير كامو، لم أشعر بالوقت يمضي حتى دخل علي أحد المراجعين يطلب مني خدمة، قدمتها له سريعًا، وعدت لهاتفي أكمل الرواية، وهكذا كنت حتى أنتهت ساعات عملي، ودأبت على هذا يوميًا، دون التقصير بعملي، حتى بدأت أتماثل للشفاء بلطف الله، ليس هذا فحسب، بل شعرت بترتيب أفكاري، وتنظيم وقتي ممّا سمح لي بمشاهدة فيلم كنت أؤجل مشاهدته أوقات عدة.
في الحقيقة، إن فكرة التعافي بالقراءة، ليست حديثه، بل لها تاريخ يعرفه القراء المهتمين بها، فمن الطبيعي أن يشعر العديد من الناس بتحسن، والشعور بالاسترخاء حين يقرأوا كتاباً، ينتابهم شعور بأن الكتاب الذي بين أيديهم، مفيد للقلب والروح، بل ويجدوا شعورًا بالارتباط بينهم وبين الصفحات، ولهذا، فإن اتخاذ القراءة وسيلة لتهدئة المشاعر، وتغيير الأفكار، هو أساس الببليوغرافية، وهو استخدام الأدب لمساعدة الناس على التعامل مع المشاكل النفسية والاجتماعية والعاطفية. ويعود هذا المفهوم إلى عام 300 قبل الميلاد، عندما وضعت الحضارات اليونانية القديمة، نقوشاً على مداخل المكتبات، تنصّ على أن داخل المبنى شفاء للروح. لذلك، الكتاب الجيد حقًا، يوفِّر شيئين نادرين لا يتوفران في الأساليب العلاجية الأخرى وهما: النافذة والمرآة.
فالنافذة هي تلك اللحظة التي ينخرط القارئ في السرد ويتفاعل معه. وغالبًا ما يشير القراء إلى هذه اللحظة باعتبارها لحظة جذب، كما يقول حين يعبر عن رأيه “منذ الصفحة الأولى، انجذبت إلى الكتاب ولم أستطع التوقف عن القراءة”، و أمّا المرآة، وهو ذلك الشعور الذي يُمكننا رؤيته من خلالها: كيف تتطور شخصياتنا، ويتحسن مزاجنا، بل ونرى أنفسنا كيف وصلنا لمرحلة التعافي بما قرأناه.
لهذا، قد يظن البعض أن القراءة هي لتمضية الوقت والتسلية، لكنها في الحقيقة خطوة للوصول لمرحلة التعافي التي نسعى للوصول إليها.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الفرق بين ترتيب النزول وترتيب المصحف
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونه: "ما هو الفرق بين ترتيب النزول وترتيب المصحف في القرآن العظيم؟".
وردت دار الإفتاء موضحة أن جمهور العلماء على أن ترتيب المصحف -أي ترتيب السور- وترتيب النزول أمرٌ توقيفيٌّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وهناك من يقول إن ترتيب النزول توقيفيٌّ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن القرآن كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مُنجَّمًا فيقول لأصحابه وكتبة وَحْيِهِ أن يضعوا هذه الآية في المكان كذا من سورة كذا، واجعلوا هذه السورة بعد سورة كذا، أما ترتيب المصحف فبعضه توقيفي وبعضه اجتهادي.
- إخلاص النية لله -عزّ وجل- عند قراءة القرآن الكريم.
- التسوك؛ كما ورد في السنة النبوية، بحيث يبدأ من الجانب الأيمن من فمه.
- الطهارة؛ فإذا قرأ القرآن محدثًا جاز له ذلك، وإن كان القارىء بفعله هذا قد ارتكب المكروه، وترك الأفضل.
- قراءة القرآن الكريم في مكان نظيف؛ ولذلك يُستحب القراءة في المسجد؛ لكونه نظيفًا، بالإضافة إلى أنه محصل لفضيلة أخرى هي الاعتكاف؛ ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أنه قبل دخول المسجد يُفضل أن ينوي المسلم الاعتكاف.
- استقبال القبلة عند قراءة القرآن الكريم، والجلوس بخشوع ووقار، ولا بدّ من الإشارة إلى جواز القراءة في حالة الوقوف، أو الاستلقاء، ولكن أجر قراءة الجلوس أفضل.
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، قبل الشروع بالقراءة، وذلك بقوله: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم»، أو يزيد عليها بقوله: «من همزه ونفخه ونفثه».
- البسملة بقول:«بسم الله الرحمن الرحيم» في بداية كل سورة من سور القرآن الكريم، باستثناء سورة البراءة.
- ترديد الآيات القرآنية للتدبر، فإذا مرّ بآية من آيات العذاب، استعاذ بالله من شر العذاب؛ فيقول: «اللهم أني أسألك العافية»، وإذا مرّ بآية تنزيه نزه الله؛ فيقول: «سبحان الله، أو تبارك الله وتعالى».
- تعظيم القرآن الكريم بتجنب الحديث أثناء تلاوته، وتجنب النظر إلى ما يشتت الذهن.
- قراءة القرآن الكريم من المصحف أفضل من قراءته غيبًا؛ لأن النظر في المصحف عبادة يؤجر عليها القارئ؛ حيث تجتمع القراءة والنظر.
- تجنب ترقيق الصوت أثناء القراءة.
- التوقف عن القراءة عند التثاؤب حتى يزول.
- تشفي الإنسان من الحيرة التي تصيبه، كما أنّ قراءته تبعد عن اليأس والإحباط.
- يبين المساواة بين الرجل والمرأة في التكليف، والتشريف، والمسئولية.
- يبعد الإنسان عن الخوف، والخرافات، والأوهام.
- يقدم تفسيرًا دقيقًا للحياة، والكون، والإنسان.
- يبعد الإنسان عن جميع أنواع الشبهات.
- يلقي في قلب القارئ الطمأنينة والسكينة.