صحيفة البلاد:
2024-11-20@15:38:52 GMT

الكتب.. طبيبك للتعافي بالقراءة

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

الكتب.. طبيبك للتعافي بالقراءة

مررت الفترة الماضية، بأزمة ألم الأسنان، حيث كان تشّخيص الحالة خراج مع وجوب تنظيف العصب والذي هو قريب من الجيوب الأنفية، ولا حاجة لذكر أكثر من ذلك، لأن هذا يظهر حجم المعاناة التي كنت أمر بها، ولأني أعمل في عيادة لطب الأسنان، فقد أتعبت من حولي من الزملاء والزميلات، بأن على الألم، أن يخفّ، وهو أمر عليه أن يأخذ وقته، لأن حالتي تستدعي ذلك.


كنت أعمل بحالة نفسية سيئة، ورغبة البكاء، والاستسلام لفكرة خلعه، وخسارة سن قوي، والراحة من ذلك كله، حتى جاءتني صورة عن طريق السناب شات، لصفحات من كتاب، ممّا أشعرني بالغيرة كوني لم أقرأ منذ مدة. حينها أدركت أن ما قد يساعدني على نسيان ما أمر به، هو أن اقرأ، أمسكت بهاتفي، و فتحت مكتبتي فيه، واخترت رواية “الغريب” لألبير كامو، لم أشعر بالوقت يمضي حتى دخل علي أحد المراجعين يطلب مني خدمة، قدمتها له سريعًا، وعدت لهاتفي أكمل الرواية، وهكذا كنت حتى أنتهت ساعات عملي، ودأبت على هذا يوميًا، دون التقصير بعملي، حتى بدأت أتماثل للشفاء بلطف الله، ليس هذا فحسب، بل شعرت بترتيب أفكاري، وتنظيم وقتي ممّا سمح لي بمشاهدة فيلم كنت أؤجل مشاهدته أوقات عدة.

في الحقيقة، إن فكرة التعافي بالقراءة، ليست حديثه، بل لها تاريخ يعرفه القراء المهتمين بها، فمن الطبيعي أن يشعر العديد من الناس بتحسن، والشعور بالاسترخاء حين يقرأوا كتاباً، ينتابهم شعور بأن الكتاب الذي بين أيديهم، مفيد للقلب والروح، بل ويجدوا شعورًا بالارتباط بينهم وبين الصفحات، ولهذا، فإن اتخاذ القراءة وسيلة لتهدئة المشاعر، وتغيير الأفكار، هو أساس الببليوغرافية، وهو استخدام الأدب لمساعدة الناس على التعامل مع المشاكل النفسية والاجتماعية والعاطفية. ويعود هذا المفهوم إلى عام 300 قبل الميلاد، عندما وضعت الحضارات اليونانية القديمة، نقوشاً على مداخل المكتبات، تنصّ على أن داخل المبنى شفاء للروح. لذلك، الكتاب الجيد حقًا، يوفِّر شيئين نادرين لا يتوفران في الأساليب العلاجية الأخرى وهما: النافذة والمرآة.

فالنافذة هي تلك اللحظة التي ينخرط القارئ في السرد ويتفاعل معه. وغالبًا ما يشير القراء إلى هذه اللحظة باعتبارها لحظة جذب، كما يقول حين يعبر عن رأيه “منذ الصفحة الأولى، انجذبت إلى الكتاب ولم أستطع التوقف عن القراءة”، و أمّا المرآة، وهو ذلك الشعور الذي يُمكننا رؤيته من خلالها: كيف تتطور شخصياتنا، ويتحسن مزاجنا، بل ونرى أنفسنا كيف وصلنا لمرحلة التعافي بما قرأناه.
لهذا، قد يظن البعض أن القراءة هي لتمضية الوقت والتسلية، لكنها في الحقيقة خطوة للوصول لمرحلة التعافي التي نسعى للوصول إليها.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

بالصور.. انطلاق مؤتمر أدب الطفل والذكاء الاصطناعي بدار الكتب والوثائق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

افتتحت وزارة الثقافة ممثلة في دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتور أسامة طلعت، وأمانة الدكتور أشرف قادوس، رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية، اليوم الأربعاء، فعاليات المؤتمر السنوي التاسع حول "أدب الطفل والذكاء الاصطناعي" الذي تستمر فعالياته اليوم وغدا قاعة علي مبارك فى مقر دار الكتب بكورنيش النيل رملة بولاق.

تحدث الدكتور أشرف قادوس، رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية، في بداية الجلسة الافتتاحية، مرحبا بالحضور ومؤكدا حرص دار الكتب والوثائق القومية على إقامة المؤتمر بانتظام سنويا في توقيت يتوازى مع عيد الطفولة. 

وأكد أن الذكاء الاصطناعي ترسخ كمصطلح في السنوات الماضية وتنوعت وظائفه ومع ذلك فإن مهنة الكاتب ستظل باقية ومرتبطة بالإبداع البشري ومن الصعب استبداله بالذكاء الاصطناعي. ويربط المؤتمر في دورته الحالية بين  أدب الطفل والذكاء الاصطناعي.

وتحدثت ضيفة المؤتمر نوريكو توميزاوا، مدرسة لغة يابانية متطوعة في جامعة الأهرام الكندية حول تجربتها في عرض أدب الطفل العربي في طوكيو حيث قامت بتنظيم نشاط تقديم أعمال باللغة العربية تحت إشراف لجنة التعليم، وواجهتها عدد من التحديات تمثلت في حاجز اللغة.

وقدمت ورش في اللغة العربية لتلاميذ المرحلة الابتدائية من مدخل ثقافي يربط تعليم اللغة بالثقافة العربية وعناصرها البيئية مثل النخلة والصناعات التراثية المرتبطة بها، حس الدعابة العربي، الموسيقى، والكتب المصورة، وتعلم الأطفال اليابانيون كيف يكتبون أسماءهم باللغة العربية، وبعدها قام الدكتور قادوس بتكريمها وتكريم الدكتورة سعدية بهادر وتسلم عنها التكريم الدكتورة إيناس حامد والدكتور محمود إسماعيل.

ثم بدأت فعاليات الجلسة الأولى تحت عنوان "توظيف الذكاء الاصطناعي لصناعة محتوى أدب هادف للطفل"، برئاسة الدكتورة إيناس محمود حامد، أستاذ إعلام الطفل بجامعة عين شمس وعميد معهد الجزيرة العالي للإعلام وعلوم الاتصال.

تحدث في الجلسة كل من أشرف حافظ
مدرب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بأكاديمية المعلم المصري حول آليات استخدام الذكاء الاصطناعي لصناعة أدب هادف للأطفال.

وقال إنه مع ظهور نموذج LLMS قامت شركة CHATGPT باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في عمل نموذج ذكاء اصطناعي متعدد الاستخدامات يجيب عن جميع الأسئلة أيًّا كانت، ونحن في هذا البحث تعرضنا للتعرف على الذكاء الاصطناعي، واستخدمنا أكثر من نموذج للإجابة عن نفس السؤال، وأجرينا مقارنة مع النماذج المختلفة. 

فيما تناولت الكاتبة والمترجمة أمل جمال، موضوع إنتاج قصص للأطفال من خلال برامج الذكاء الاصطناعي لتنمية  المهارات اللغوية (سلسلة أطفال اللغة العربية نموذجًا). 

وأكدت أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتولى العديد من المهام. التي كانت تتطلب جهدًا بشريًا، منها: توليد أفكار مبتكرة واقتراح مواضيع جديدة؛ لأنه يمتلك القدرة على تحليل البيانات والمعلومات، وأن يحلل ويربط بطرق مختلفة بين شخصيات القصص والعوالم الخيالية التي يمكن أن تدور فيها الأحداث، كما يمكنه تصميم الصور لشخصيات القصة والأماكن وترتيب الأحداث بشكلٍ جذابٍ ثابتة كانت أو متحركة تناسب الأطفال الذين يتعاملون مع الرقمنة بحرَفيَّة وبشكلٍ يومي، مثل: منصــة Canva، فضلًا عن كتابة النصوص الأدبية مع Chat GPT التي يمكن أن تقدم قصصًا كانت أو شعرًا، بل وترجمتها بسهولة ويسر، مما يزيد من عدد الأطفال الذين سيقرؤنه بلغاتهم.

وتحدث السيد نجم، كاتب أدب الأطفال حول "الذكاء الاصطناعي للطفل بين الضرورة والمخاطر" مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي يعتبر على رأس الضرورة الواجب اقتحامها في حياتنا العملية اليومية. ونظرًا للدقة العلمية الواجبة يلزم على التوازي مراعاة حقيقة يجب ألا نغفلها، تتمثل في رواج بعض السلبيات يعاني منها الأطفال، على الرغم من محدودية توظيف الذكاء الاصطناعي بمصر نسبيًا مقارنًة بالكثير من البلدان الآخذة في التطور، والذكاء الاصطناعي هو برمجة الكمبيوتر وأجهزة الاتصال الرقمي المتصلة بشبكة الإنترنت، بحيث يتمكن الطفل من البحث عن حلول لمشكلةٍ ما أو دراسة ظاهرة ما أو حتى إضافة عناصر تشويق أو إثارة الى لعبةٍ ما بواسطة توظيف تلك البرامج ففي التعليم يُدار حوار بين الطالب والروبوت ويتشاركا في تحليل فكرة ما أو إدارة مباراة في لعبة الشطرنج وهكذا فتصبح الآلة أشبه بإنسانٍ ذكي مشارك، بينما هو من صنع الإنسان.

ومن جانبها تناولت الدكتورة شيماء عبد العزيز، أستاذ مساعد بقسم رياض الأطفال بكلية الدراسات الإنسانية بالقاهرة جامعة الأزهر مع الدكتورة مروة محمد لملوم، مدرس بقسم رياض الاطفال بكلية الدراسات  الإنسانية  بالقاهرة جامعة الأزهر موضوع "توظيف الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته  لتحسين مهارات  إعداد الوسائط الأدبية التقليدية والتفاعلية لمعلمة رياض الأطفال تفعيلًا.

وأكد بحثهما وجود اختلاف وتحسن للمجموعة التجريبية عن الضابطة في بحثيهما في القياسين القبلي والبَعدي؛ وذلك بعد التعرض للبرنامج التدريبى لصالح المجموعة التجريبية في القياس البَعدي، وذلك على درجات الاختبار التحصيلي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ودرجات بطاقة ملاحظة المهارات الأدائية، وأثبتت النتائج ثبات درجات المجموعة التجريبية في القياسين: البَعدي والتتبعي على درجات الاختبار التحصيلي، ودرجات بطاقة الملاحظة، مما يدل علي بقاء أثر التعلم في توظيف الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته لتحسين مهارات إعداد الوسائط الأدبية التقليدية والتفاعلية للطالبة المعلمة برياض الأطفال.

مقالات مشابهة

  • ختام النسخة الثالثة من مؤتمر التعافي من إصابات الملاعب بمشاركة كوادر عالمية
  • بالصور.. انطلاق مؤتمر أدب الطفل والذكاء الاصطناعي بدار الكتب والوثائق
  • الأمم المتحدة: الفيضانات في ليبيا تكشف احتياجات إنسانية كبرى وخطط للتعافي
  • الصين تتوقع استمرار التعافي القوي للاقتصاد حتى نهاية العام
  • غزة بين أفران الطين ورفوف الكتب.. قصة الروائي محمد عساف
  • 9 أسباب لاستمرار السعال بعد التعافي من نزلة البرد
  • محمد صلاح: الكتب أكسبتني أكثر من 90% من أدوات النجاح
  • الحوثيون يفاقمون معاناة الطلاب في اليمن بفرض شراء الكتب من السوق السوداء
  • جاهزية نجم الأهلي لمواجهة الاتحاد السكندري بعد التعافي من الإصابة
  • طفل لـ محمد صلاح: بحبك.. والنجم: بس يا ابني أنا جاى اتكلم كلمتين