حرب السودان.. هذه هي أهم مفاتيح الحل
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
مع كون أن هناك حقيقة لا يمكن التغاضي عنها، وهي أن للصراع الذي يدور اليوم في السودان خلفيات تاريخية، وسياسية من حيث نشأة النزاعات المسلحة، واضطراب العلاقة بين القوى العسكرية، والسياسية، وكذلك دور الأنظمة السابقة المتعاقبة؛ فإن للقوى الدولية الكبرى، والإقليمية نصيبًا كبيرًا في تأجيج، واستمرار الحرب؛ إذ تنظر هذه القوى للسودان باعتباره بوابة إلى أفريقيا، ونقطة إستراتيجية رئيسة على البحر الأحمر.
كما أن لإسرائيل اهتمامًا كبيرًا جدًا بالسودان، ولعلنا نذكر ما كشفت عنه صحيفة "هآرتس" من أن مسؤولين في حكومة بنيامين نتنياهو، درسوا إمكانية التوصل إلى صفقة تفضي لإطلاق سراح الرهائن في غزة، وكانت هذه الصفقة تقترح إتاحة المجال للقائد الحمساوي الشهيد يحيى السنوار للانتقال إلى السودان.
كل هذه القضايا المتداخلة تضع السودان في قلب اهتمام دولي متزايد؛ فالأبعاد الجيوسياسية لهذه الحرب يؤثر عليها موقع السودان الإستراتيجي، وتأثيره على المنطقة. وبحكم الجغرافيا فإن هناك تداعيات خطيرة على المديين: القريب، والبعيد على الأمن الإقليمي؛ من انعكاسات على أمن القرن الأفريقي، وتأثر حركات التمرد في المنطقة بهذا الصراع، وتأثيرات النزوح واللاجئين، وكذلك انعكاسات الحرب على الأمن المائي، وملف سد النهضة. فضلًا عن إمكانية تشكل تحالفات جديدة، أو تغير موازين القوى في المنطقة.
جغرافيا الموقع الإستراتيجييتمتع السودان بجغرافيا إستراتيجية تجعل منه دولة ذات أهمية كبرى على المستويين: الإقليمي والدولي. وتمتد حدوده مع 7 دول عربية، وأفريقية. وربما كانت مشاطَأة السودان للبحر الأحمر من جهة الشرق من أكثر العوامل تأثيرًا في الأهمية الإستراتيجية لموقع البلاد الجغرافي.
فهذا الموقع الاستثنائي يمنح السودان أهمية جيوسياسية كبيرة لأسباب متعددة: فالبحر الأحمر ظل منذ زمن موغل في القدم، مسرحًا للصراع الدولي بين القوى العظمى في فترات تاريخية متعاقبة. ويمتلك السودان ساحلًا طويلًا على البحر الأحمر، مما يجعله جزءًا من الطريق التجاري العالمي الذي يمرُّ عبره النفط، والسلع الأساسية، ويمنح البلاد دورًا محوريًا في أمن الملاحة الدولية والتجارة البحرية.
ويعدّ السودان جسرًا يربط شمال أفريقيا العربي بأفريقيا جنوب الصحراء، ويعزّز هذا الموقع دوره باعتباره محورًا للتجارة، والنقل البري بين الدول العربية، والأفريقية. ويعد السودان مخزنًا ضخمًا للموارد الطبيعية، مثل: النفط، والذهب، والصمغ العربي، والزراعة، والثروة الحيوانية.
كذلك يمرُّ عبر السودان النيل الأزرق أحد أنشط الأنهار في العالم قاطعًا 650 كيلومترًا داخل أراضيه، وهو يرفد نهر النيل بنحو 85% من مياهه العذبة، مما جعل البلاد جزءًا أساسيًا من معادلة الأمن المائي في المنطقة.
ويعتبر السودان بموقعه الإستراتيجي في قلب أفريقيا وبالقرب من الأسواق الخليجية بوابة الاستثمار، والطرق التجارية، ويمثل نقطة عبور حيوية لشبكات النقل البري والبحري، مما يجعله مركزًا لوجيستيًا محتملًا لتصدير السلع الأفريقية إلى العالم.
دول الجوار.. بيوت الزجاجلقد كشفت الحرب التي تدور في السودان بين الجيش الوطني، ومليشيا الدعم السريع المتمردة عليه، عورةَ التعاطي الرغائبي، والنظرة القاصرة البعيدة تمامًا عن التفكير الإستراتيجي لعدد من دول الجوار. فقد سخرت بعضها إمكاناتها اللوجيستية لخدمة المتمردين، والأطراف البعيدة التي تدعمهم، ولم تستوعب هذه الدول أن الاستقرار في السودان يعني استقرارًا لديها، والعكس صحيح.
إن تلك الأنظمة التي ارتضت أن تكون أدوات تنفيذية للمخططات الدولية التي لا تستهدف في المحصلة السودان وحده، وإنما كل دول المنطقة، ولا تدرك من ناحية أخرى أن أنظمتها الحاكمة تتدثر ببيوت من زجاج ستقصف يومًا بحجارة تحيلها إلى أنظمة سابقة.
إن هذه الدول تقوم بدور سلبي في المشهد الحالي للحرب في السودان، وتتباين مواقفها من الأسوأ إلى الأقل سوءًا، ورغم أن مواقفها تبدو تكتيكية، وغير إستراتيجية؛ فإنها تعكس في ذات الوقت ديناميكيات معقدة مرتبطة بالظروف المحلية، والإقليمية المحيطة بها، إذ تظن عبثًا أنها يمكن أن تلعب لعبة خطرة مع المليشيا المتمردة؛ توهمًا أنها قد تتمكن من التغلب على الجيش السوداني، عوضًا عن تبني نهج إستراتيجي طويل الأمد يؤثر إيجابًا، وبشكل جوهري في استقرار المنطقة بأكملها، وهذا ما يتعارض مع أهداف القوى الدولية المتربصة.
لقد ظل السودان طرفًا دائمًا في التوازنات الإقليمية في حال استقراره، وكذلك كان مصدرًا للنزاعات في حال اضطراب الأوضاع فيه. ولذا ظل على الدوام لاعبًا مهمًا في استقرار جواره، وبالضرورة جعله ذلك لاعبًا أساسيًا في استقرار القرن الأفريقي، ومنطقة الساحل والصحراء.
الاتحاد الأفريقي.. إخفاقات وتحدياتفي الوقت الذي كان ينتظر من الاتحاد الأفريقي القيام بجهود كبيرة في حل الأزمة في السودان، لم يزد دوره عن كونه مؤسسة علاقات عامة يصبُّ رَيعها المادي لصالح المتنفذين فيه بحكم مواقعهم في مؤسساته المختلفة، بينما يصب ريعها السياسي لصالح دول بعينها بدت جزءًا من أو امتدادًا لقوى دولية ظلت تموّل أنشطة الاتحاد بعد غياب الزعيم الليبي معمر القذافي الذي تنسب له جهود تحويله من منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقي، وتمويله بالكامل فيما بعد.
ولا تتوانى الحكومة السودانية في اتهام الاتحاد صراحة بانحيازه حتى أخمص قدميه إلى مليشيا الدعم السريع المتمردة عبر مواقف جاءت تتْرى منذ بدء هذه الحرب بل منذ ما قبل ذلك؛ إذ كان الاتحاد جزءًا من الإشكال السياسي الذي أشعل الحرب.
ولم يألُ هذا الاتحاد جهدًا في تسجيل فشل تلو فشل في أهم قضايا القارة التي تصدى لها، وليس آخرها الأزمة في النيجر. وكيف سارت الرياح بانحيازه المفضوح لطرف من الأطراف متماهيًا مع رؤية قوى دولية طامعة في ثروات النيجر.
ولعل الإشكالية الكبرى انعدام الثقة أو ربما الاحترام المتبادل بين السودان، والاتحاد بعد قيامه بتجميد عضوية السودان في أكتوبر/ تشرين الأول 2021 لأسباب اعتبرها السودان واهية اعتمدت معايير مزدوجة، وذلك بعد فضّ الشراكة السياسية التي كانت قائمة بين الجيش، وما عرف بقوى الحرية والتغيير (قحت) عقب سقوط نظام الرئيس عمر البشير في أبريل/ نيسان 2019.
بيد أن الاتحاد تبنى رواية (قحت) واعتبر ذلك انقلابًا عسكريًا يقتضي تجميد العضوية، وقد أشار مسؤول عسكري كبير بالاتحاد إلى أن القرار الذي اتخذه أمين عام مجلس السلم والأمن بالاتحاد وزير خارجية تشاد السابق موسى فكي جاء دون اتباع الخطوات المؤسسية. ولا يستطيع الاتحاد أن يجيب عن سؤال: لماذا تعترف الأمم المتحدة بسلطة البرهان، ويمثل بلاده في اجتماعات الجمعية العامة التي تمثل قمة لرؤساء العالم، ولا يعترف به الاتحاد الأفريقي؟
إن هذا التجميد أيًا كانت ملابساته، وحيثياته؛ فإنه يقف حجر عثرة أمام أي وساطة أو جهود يمكن أن يقوم بها الاتحاد الذي هو من الناحية النظرية الأقرب لفهم تعقيدات، وتقاطعات الأزمة.
في بداية أكتوبر/ تشرين الأول الحالي بالتزامن مع بدء رئاسة مصر لمجلس السلم والأمن، وهو الهيئة الرئيسة في الاتحاد، زار وفد منه السودان، غير أن الزيارة التي قبل بها السودان ربما بسبب رئاسة مصر الحالية، قد فشلت تمامًا لاستمرار قرار التجميد، الذي أعاق حرية نشاط الوفد.
ولم يصدر في نهاية الزيارة بيان مشترك كان يفترض أن يبين نقاط الاتفاق، والتوافق، وإنما صدر بيان صحفي من جانب وفد الاتحاد، بينما أطلق رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان تصريحات شديدة اللهجة ضد الاتحاد.
إن المواد القانونية الموجودة في ميثاق الأمم المتحدة أو البروتوكول أو النظام الأساسي للاتحاد الأفريقي، تتعارض مع التصورات الرغائبية لمسؤولي الاتحاد في شأن الأزمة، ومن يقف من خلفهم، وهذا ما يعضد موقف السودان؛ فالمادة 52 فقرة 3 تنص على أن مجلس الأمن يشجع الحل السلمي للمنازعات الإقليمية عن طريق هذه المنظمات الإقليمية، لكن يكون ذلك بطلب من الدول التي يعنيها الأمر، أو يحيل إليها مجلس الأمن الدولي ذلك.
ولذلك فإن ما صدر من تنسيقية (تقدم) برئاسة حمدوك بدعوة الاتحاد الأفريقي للتدخل بدعوى حماية المدنيين ليس صحيحًا، ولا قانونيًا، وقد تراجع المبعوث الأميركي عن ذلك، ونسب الأمر إلى (تقدم).
القوى الدولية.. مواقف وأطماعإنّ الأطماع والمواقف الدولية تجاه السودان تعكس مزيجًا من المصالح الجيوسياسية والاقتصادية، مما يجعله هدفًا مؤكدًا لتدخلات القوى الكبرى. فالولايات المتحدة عبر سياسة ما تسميه بالفوضى الخلاقة تريد سودانًا مفككًا، وفي أحسن الأحوال ضعيفًا لا يقدر على شيء ليسهل الاستحواذ على موارده، وتوظيفها لصالحها دون غيرها من الدول لا سيما روسيا، والصين.
وإن لم يكن ذلك عبر الحرب باعتبارها فرصة مواتية؛ فإن ذلك جرى في السابق عبر التدخلات الدبلوماسية، والعقوبات الاقتصادية التي فرضتها في أوقات مختلفة.
أما الصين فلديها مصالح كبيرة في السودان، خاصة في مجال الطاقة، والبنية التحتية، وظلت أكبر شريك تجاري للسودان خلال العقدين الماضيين، حيث استثمرت بشكل كبير في قطاع النفط قبل، وبعد انفصال جنوب البلاد في 2011. غير أن الصين لم ترتبط مصالحها في السودان غالبًا بالتدخل لا سياسيًا، ولا عسكريًا.
وأما روسيا فتسعى لتعزيز نفوذها في السودان، خاصة في المجال العسكري، والأمني. وقد أبدت اهتمامًا ببناء قاعدة عسكرية على ساحل البحر الأحمر، ما يعكس طموحاتها لتوسيع وجودها في أفريقيا عبر السودان، والحفاظ على موطئ قدم لها في المياه الدافئة.
نشير إلى أن روسيا دعمت السودان في المحافل الدولية، خاصة في مواجهة العقوبات الغربية، والحد من غلواء التدخل الأميركي، كل ذلك ساهم في تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات مثل التسلح، وأعطى السودان فرصة لخلق توازن في علاقاته مع المحاور الدولية.
مفاتيح السلام والاستقرارإن أهم مفاتيح السلام، وعودة الاستقرار للسودان تتمثل في: تعضيد اللحمة الوطنية التي بدت في أفضل حالاتها في مواجهة تمرد مليشيا الدعم السريع. وكانت قمة الإسناد الشعبي للجيش في السودان عند نشأة ما عرف بالمقاومة الشعبية المسلحة، وقد ساهمت بشكل فعال في تحقيق الانتصارات الأخيرة للجيش، وعملت هذه الانتصارات كرافعة للتحركات الدبلوماسية إقليميًا، ودوليًا، وأحدثت تغيرًا ملحوظًا في الموقف الأميركي من الأزمة، وإن بدا موقفًا تكتيكيًا في الوقت الحاضر.
كما ينتظر من البرهان، ومساعديه العسكريين الإسراع بتشكيل حكومة مدنية انتقالية ذات مهام محددة تتمثل في بناء السلام، ومعالجة أزمة النازحين، واللاجئين، وإعادة الإعمار، ووضع خطط واضحة للانتقال السياسي، والإعداد لانتخابات حرة، ونزيهة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاتحاد الأفریقی فی السودان
إقرأ أيضاً:
4 ركعات في ثالث جمعة من شعبان.. مفاتيح للفرج وتمحو الخطايا وأفضل توبة قبل رمضان
صلاة التسابيح من الصلوات المستحب أداؤها في الجمعة الثالثة من شعبان، وليس فقط في شهر رمضان المبارك، وثبت فضل صلاة التسابيح في حديث نبوي صحيح، وثبت حديث صلاة التسابيح في السنة النبوية المطهرة، ورأى العلماء في حكم صلاة التسابيح أنها جائزة ، ويجوز أن تصلي صلاة التسابيح في المسجد جماعة أو في المنزل منفردًا، فلا تفوت على نفسك فرصة مغفرة الذنوب بأداء صلاة التسابيح، ونعرض في هذا التقرير كيفية صلاة التسابيح .
فضل صلاة التسابيح يتطلّب الحديث عن فضل صلاة التسابيح ذِكر الأحاديث الواردة في فضلها، وأسباب تكفيرها للذنوب؛ «وقد تعدّدت الرّوايات في فضلها، ومن ذلك: قول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لمَن يُصلّي صلاة التسابيح: «غفرَ اللَّهُ لَكَ ذنبَكَ أوَّلَهُ وآخرَهُ قديمَهُ وحديثَهُ خطأهُ وعمدَهُ صغيرَهُ وَكَبيرَهُ سرَّهُ وعلانيتَهُ».
فضل صلاة التسابيحهناك 6 فضائل لـصلاة التسابيح، ومنها:
أولاً: صلاة التسابيح مكفرة للذنوب وتتلخص أسباب تكفير صلاة التسابيح للذنوب في أنّها تجمع بين أجر الصلاة، وأجر الذكر والتسبيح الوارد فيها، واللذان ذُكِرا في كثير من الأحاديث النبويّة الشريفة، ومنها ما يأتي:
ما رواه البخاريّ: فقد روى «أنَّ رَجُلًا أصابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فأتَى النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فأخْبَرَهُ فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: «وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ»، فقالَ الرَّجُلُ: يا رَسولَ اللَّهِ ألِي هذا؟ قالَ: لِجَمِيعِ أُمَّتي كُلِّهِمْ».
ما رواه الترمذي: إذ روى في سننه: «أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مر بشجرةٍ يابسةِ الورقِ فضربها بعصاهُ فتناثر الورقُ فقال إنَّ الحمدُ للهِ وسبحانَ اللهِ ولَا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ لتساقط من ذنوبِ العبدِ كما تساقطَ ورقُ هذه الشجرةٍ».
ما رواه مسلم: فقد روى في صحيحه أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: «أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، لا يَضُرُّكَ بأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ».
2- صلاة التسابيح مُفرجة للكروب .. اللجوء إلى الله لتفريج الكرب إذا نزلت الهموم والكربات بعبدٍ ليس له كاشفٌ عنها إلّا بإذن الله تعالى، ولذلك وُجب على المؤمن إذا مسّه ضرٌّ وكربٌ أن يتوجّه لله -تعالى- ضارعاً إليه كشف ما أصابه، فعلى المسلم أن يؤدى صلاة التسابيح لأنهها عبادة فيها ذكر الله تعالى، وذكر الله والتسبيح من الأمور التي تفرج الكروب.
3- صلاة التسابيح مُيسرة للعسير
4- ومن فضل صلاة التسابيح يقضى الله بها الحاجات
5- صلاة التسابيح يؤمن بها الله الروعات.
6- صلاة التسابيح يستر الله بها العورات.
دعاء الجمعة الثالثة من شعبان.. ردده يصب عليك الخير صباً ويفتح الأبواب المغلقة
دعاء أواخر شعبان.. كلمات تجبر بخاطرك وتقضي حاجتك قبل رمضان
دعاء دخول رمضان 2025 مكتوب بالكامل.. احرص عليه الآن
دعاء للزوج المتوفي بالرحمة والمغفرة.. كلمات تدخل السرور عليه في قبره
دعاء لمن ضاقت عليه الأرض بما رحبت.. ردده سيأتيك الفرج عاجلا
دعاء بعد الفجر للرزق والفرج.. أفضل الكلمات المستحبة لتحقيق الأمنيات
المحافظة على الصلوات المفروضة أو الصلوات المستحبة مثل صلاة التسابيح ، لها فضائل عدة منها:
1.نورٌ للمسلم يوم القيامة، إضافةً إلى أنّها نورٌ له في حياته الدنيا.
2.محو الخطايا وتطهير النفس من الذنوب والآثام، وتكفير السيئات؛ فبالصلاة يغفر الله تعالى ذنوب عبده بينها وبين الصلاة التي تليها، وكذلك تُكفّر ما قبلها من الذنوب.
3.أفضل الأعمال بعد شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمدًا رسول الله.
4.يرفع الله تعالى بالصلاة درجات عبده.
5.تُدخل الصلاة المسلم الجنّة، برفقة الرسول صلّى الله عليه وسلّم. عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتظار الصلاة رباطًا في سبيل الله تعالى.
6.عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أجر من خرج إلى الصلاة بأجر الحاجّ المُحرم.
7.أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.
8.يُعدّ المسلم في صلاةٍ حتى يرجع إذا تطهّر، وخرج إليها.
9.يُعدّ المُصلّي في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه.
10.تبقى الملائكة تُصلّي عليه حتى يفرغ من مُصلّاه.
1- تصلى صلاة التسابيح أربع ركعات «أى بتسليمة واحدة» فى كل ركعة في صلاة التسابيح تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة «أى سورة تختارها» بعد القراءة مباشرة وقبل الركوع تقول وأنت قائم هذه التسبيحات «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 15 مرة
2- ثم تركع وبعد التسبيح المعتاد فى الركوع تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات ثم ترفع رأسك من الركوع قائلًا: سمع الله لمن حمده ... إلخ، ثم تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.
3- ثم تهوى ساجدًا وبعد التسبيح المعتاد فى السجود تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.
4- ثم ترفع رأسك من السجود بين السجدتين بعد الدعاء المعتاد فتقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.
5- ثم تسجد وبعد التسبيحات المعتادة فى السجود تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.
6- ثم ترفع رأسك من السجود وأنت جالس القرفصاء فى الاستراحة الخفيفة المأثورة بين السجود.
7-والقيام فتقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات، فذلك 75 مرة فى كل ركعة.
8-وتفعل ذلك 4 مرات أي في الركعات الأربع فيكون 300 تسبيحة، وهذه طريقة صلاة التسابيح
والقول بأن صلاة التسابيح مشروعة مستحبة هو مذهب الشافعية والحنفية، وقول عند الحنابلة بجوازها، ويرى بعض العلماء أنها غير مستحبة؛ ذهابًا منهم إلى تضعيف حديثها ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات، ويروى هذا عن الإمام أحمد، وإليه ميل الحافظ ابن حجر في «التلخيص».
ويجيب أصحاب الرأي الأول: بأن صلاة التسابيح مروية من طرقٍ كثيرة يقوِّي بعضها بعضًا، وأن ذلك اعتضد بفعل كثير من السلف لها ومداومتهم عليها، وأن مجرد المخالفة في هيئة صلاة التسابيح عن الهيئة المعتادة لا يقدح في مشروعيتها كما هو الحال في كثير من الصلوات كالعيدين والجنازة والكسوف والخسوف والخوف، وما نقل عن الإمام أحمد في إنكار حديثها قد جاء عنه أنه رجع عن ذلك، فنقل الحافظ ابن حجر في "أجوبته عن أحاديث المصابيح" عن علي بن سعيد النسائي قال: «سألت أحمد عن صلاة التسابيح ، فقال: لا يصح فيها عندي شيء، قلت: المستمر بن الريان عن أبي الجوزاء عن عبد الله بن عمرو؟ فقال: من حدثك؟ قلت: مسلم بن إبراهيم، قال: المستمر ثقة، وكأنه أعجبه».
قال الحافظ ابن حجر: «فهذا النقل عن أحمد يقتضي أنه رجع إلى استحبابها، وأما ما نقله عنه غيره فهو معارض بمن قوَّى الخبر فيها وعمل بها».
واتفقوا على أنه لا يُعمل بالموضوع، وإنما يُعمل بالضعيف في الفضائل وفي الترغيب والترهيب، ثم قال ابن حجر: «والحق أنه في درجة الحسن، لكثرة طرقه التي يقوى بها الطريق الأولى».
ومن المقرر شرعًا أنه إنما يُنكر المتفق عليه ولا ينكر المختلف فيه، فمن فعل صلاة التسابيح وواظب عليها خصوصًا في المواسم المباركة كليالي العشر الأواخر من رمضان فهو على خير وسنة، ومن أبى ذلك تقليدًا لمن أنكر حديثها فلا حرج عليه بشرط عدم الإنكار على من فعلها؛ لأنه لا إنكار في مسائل الخلاف.
حديث صلاة التسابيحوأما الحديث الوارد في كيفية صلاة التسابيح فهو ما رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس: «يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ! أَلَا أُعْطِيكَ! أَلَا أَمْنَحُكَ! أَلَا أَحْبُوكَ! أَلَا أَفْعَلُ لَكَ عَشْرَ خِصَالٍ! إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ: أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ، عَشْرُ خِصَالٍ: أَنْ تَصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُها عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُها عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً». رواه البخاري في «جزء القراءة خلف الإمام»، وأبو داود وابن ماجه وابن خزيمة في «صحيحه»، وصَحَّحَه جماعة من الحفاظ منهم الدارقطني.
ويستحسن أن يقرأ فى هذه الركعات الأربع منصلاة التسابيحبعد الفاتحة بسورة مما جاء أنها تعدل نصف أو ثلث ربع القرآن ليحصل أكبر قدر من الثواب.
فمثلًا يقرأ فى الأولى «الزلزلة» والثانية «الكافرون» والثالثة «النصر» والرابعة «الإخلاص».
يجوز أداء صلاة التسابيح منفردًا أو في جماعة، وتصلى بالطريقة السابقة، وعن حكم صلاة التسابيح ، قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إن جمهور الفقهاء يرون استحباب صلاة التسابيح لكثرة الروايات الواردة فيها.
وأضافت لجنة الفتوى في إجابتها عن سؤال: «ما حكم صلاة التسابيح وما كيفيتها؟»، أنه ورد حديث عن كيفية صلاة التسابيح روي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: «يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ أَلاَ أُعْطِيكَ أَلاَ أَمْنَحُكَ أَلاَ أَحْبُوكَ أَلاَ أَفْعَلُ لَكَ عَشْرَ خِصَالٍ إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَقَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ وَخَطَأَهُ وَعَمْدَهُ وَصَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ وَسِرَّهُ وَعَلاَنِيَتَهُ عَشْرُ خِصَالٍ أَنْ تُصَلِّىَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ في كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ قُلْتَ وَأَنْتَ قَائِمٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُ وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا.
ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَهْوِى سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا فَذَلِكَ خَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ في كُلِّ رَكْعَةٍ تَفْعَلُ في أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً» أخرجه أبو داود (1297)، وابن ماجه (1387).
وأشارت إلى أنه يستحسن في صلاة التسابيح أن يقرأ فى هذه الركعات الأربع بعد الفاتحة بسورة مما جاء أنها تعدل نصف أو ثلث ربع القرآن ليحصل أكبر قدر من الثواب، فمثلًا يقرأ فى الأولى «الزلزلة» والثانية «الكافرون» والثالثة «النصر» والرابعة «الإخلاص»، مشيرة إلى أنه كما تجوز هذه الصلاة انفرادًا تجوز فى جماعة.
دعاء صلاة التسابيح ففيه ورد أنه زاد الطبرانى: فإذا فرغت فقل بعد التشهد وقبل السلام: «اللهم إنى أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم حتى أخافك.