حمدوك: الحرب لن تُحل بالبندقية ولن ينتصر فيها أحد و التفاوض هو الحل
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
شدد رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «التغيير»، د. عبد الله جمدوك، على أن الحل المستدام للأزمة السودانية لن يتأتى إلا بوضع خطة شاملة تخاطب الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع الحرب وتوضح معالم الرؤية المستقبلية لما بعد الحرب.
الخرطوم ــ التغيير
ودعا حمدوك لتصميم عملية سياسية موحدة، ذات مسارات متعددة تعمل في آن واحد في وقف العدائيات، ومعالجة الأزمة الإنسانية والحوار السياسي وإعادة البناء وإنشاء آلية مراقبة على الأرض تراقب الخروقات من الأطراف المتصارعة.
وقال حمدوك في بيان اليوم بمناسبة ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة، حول الأوضاع الراهنة ورؤية تقدم للخروج من الأزمة، إن الوطن يشهد نزيف دم ودمار غير مسبوق امتد زهاء العامين، في حرب لم تترك لنا عزة ولا كرامة، بل تركت شعبًا بأكمله بين مشرد ولاجئ ونازح تاركًا وراءه بحارًا من الدم وأحاديث يندى لها الجبين من القتل والسحل وقطع الرؤوس وبقر البطون والاغتصاب والتجويع الممنهج والقتل بسبب الهوية والجهة.
ونوه حمدوك إلى أنه رغم كل الذي حدث، لا يزال هنالك من يسعى لإشعال المزيد من الحرائق وصب المزيد من الزيت على النار وبث الفتنة والتشجيع والتحريض على قتل المزيد من الأنفس وتدمير ما تبقى من بنى تحتية. و وقال “رغم بعض الاستجابة التي نقدرها من الأسرة الدولية، لكن تبقى الكثير جدًا مما بالإمكان فعله لإيقاف هذا الدمار”.
و أعتبر حمدك أن ما يحدث للسودان اليوم هو محاولة لطمس تاريخ وهوية الشعب السةداني المتجذرة التي تعود إلى آلاف السنين، وأكد أن الشعب السوداني ظل منذ أن نال استقلاله يرفض القهر والذل، ثائرًا ضد كل الديكتاتوريات، مطالبًا بالحرية والديمقراطية والعيش الكريم، مقدمًا في سبيل ذلك مئات الآلاف، بل الملايين من الشهداء.
و أضاف حمدوك “لقد كانت ثورة أكتوبر 1964 التي تتنسم ذكراها اليوم من أبرز المحطات النضالية المشرقة، تلتها انتفاضة أبريل 1985، ثم كانت ثورة ديسمبر 2018 التي جاءت لتؤكد إصرار الأجيال المختلفة على السير في هذا الدرب مهما كانت التضحيات، وأن شعبًا بهذا الإصرار لن تنكسر عزيمته ولن يتراجع عن مشروع التحرر والانعتاق مهما فعلت به قوى الظلام ومن يقف خلفها”.
وقال حمدوك إنه في ذكرى ثورة أكتوبر وبعد مرور ستين عامًا، لا يزال الأحرار من بنات وأبناء السودان يستميتون في سبيل تحقيق حلمهم الكبير في بناء وطن حر، ديمقراطي، موحد يسع الجميع ويحترم تنوعهم ويحترم إنسانيتهم ويوفر لهم العيش الكريم على ظهر هذه الأرض المعطاءة.
و أكد أن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) لم تكتفِ بتبيين موقفها الرافض للحرب والمدافع عن حق كل سوداني في العيش الكريم، بل وضعت مشروعًا كاملًا لبناء السودان الحلم، وبينت رؤيتها لكيفية وقف الحرب وإعادة المسار الديمقراطي.
ووصف حمدوك أن الأزمة السودانية بالمعقدة وأنه لا يمكن حلها عبر ما اسماه المنهج الاختزالي القاصر الذي يرى الحرب الحالية على كونها حرب جنرالين، وشدد على أنه لابد لمن يبحث عن حل مستدام أن ينظر في جذور الأزمة ويتعمق في فهم الأسباب التي حولت البلاد إلى مسرح دائم للصراع المسلح منذ فجر الاستقلال في العام 1956.
وقطع بأن مسؤولية الوقف الفوري للحرب تقع على عاتق السودانيين، و أنهم الأجدر والأدرى بالأسباب الحقيقية لتفجر هذه الصراعات، وقال :”هذا لا ينفي الدور العظيم المرجو من الأصدقاء والأشقاء في المحيط الإقليمي والايقاد والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة وكل الأسرة الدولية والشعوب المحبة للسلام، و نأمل أن تقوم هذه الأطراف بالضغط الحقيقي على الشقين المتحاربين لوقف نزيف الدم والعودة إلى المسار التفاوضي”.
و أضاف “نعيد ونؤكد قناعتنا بأن هذه الحرب لن تُحل بالبندقية ولن ينتصر فيها أحد مهما طال أمدها، وأن مائدة التفاوض هي المكان الوحيد الذي يسمح بحلها”.
ونبه حمدوك المجتمع الإقليمي والدولي إلى أن السودان ظل في حالة فراغ دستوري كامل وقال “إذ لا توجد حكومة شرعية في السودان منذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 و إن إعطاء شرعية لحكومة الأمر الواقع لن يساعد أبداً على إيجاد حل لهذه الحرب”.
ودعا حمدوك لضرورة بناء جبهة مدنية تضم أوسع طيف من القوى المدنية التي تؤمن بالوطن وتؤمن بالسلام وتنبذ الحرب وتؤمن بسودان الحرية والسلام والعدالة والحكم المدني الديمقراطي.
و أشترط حمدوك لأولى خطوات إعادة البناء الاجتماعي والسياسي والسلمي للوطن هو بناء منظومة عدلية متكاملة تضع البلاد في مسار سيادة حكم القانون وتضع كل من أجرم في حق الوطن والمواطن أمام العدالة وتعمل بجد لإنهاء واقع الإفلات من العقاب الذي قال إنه شجع متعطشي الدماء المهووسين على ارتكاب كل هذه الفظائع في حق الشعب السوداني المسالم.
الوسومالتفاوض الحرب تقدم حمدوكالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: التفاوض الحرب تقدم حمدوك
إقرأ أيضاً:
«زيلينسكي»: لن نبيع بلادنا باتفاقيات مشكوك فيها
بعد ساعات من انتقاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، للرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، مشيراً إلى حصوله على الرئاسة بـ«نسبة موافقة 4%»، علق زيلينسكى على حديث ترامب، أمس، قائلاً: «ترامب كان يعيش فى مساحة التضليل». وأضاف أن تصريحاته تضمّنت معلومات مغلوطة حول أوكرانيا وادعاءات غير دقيقة حول الانتخابات التمهيدية الأوكرانية.
كما انتقد موقف الولايات المتحدة من الحرب الروسية - الأوكرانية، وذلك عقب لقاء وزيرى خارجية روسيا وأمريكا وكبار المسئولين الأمريكيين والروس فى المملكة العربية السعودية، أمس الأول، لمناقشة إنهاء الحرب والتحضير لاجتماع بين ترامب والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، حيث خرج زيلينسكى معلقاً على ذلك اللقاء بأنه نُظم من خلف ظهر أوكرانيا: «لم تتم دعوتنا إلى الاجتماع بين الولايات المتحدة وروسيا فى المملكة العربية السعودية، لقد كانت مفاجأة لنا، وعلمنا عنها من وسائل الإعلام»، واحتجاجاً على ذلك، قرر زيلينسكى تأجيل زيارته إلى السعودية، أمس الأربعاء.
وانتقد ترامب، زيلينسكى، وقال إنه «يشعر بخيبة أمل» من شكاوى المسئولين الأوكرانيين الذين قالوا إنه لم تتم دعوتهم إلى الاجتماع. وأشار ترامب إلى تباطؤ الجانب الأوكرانى فى المحادثات، قائلاً: «كان لديهم مقعد على الطاولة لمدة ثلاث سنوات»، مضيفاً أن الحكومة الأوكرانية كان بإمكانها تسوية صراعها مع روسيا، ورداً على ذلك، أعرب الرئيس الأوكرانى عن استيائه من تصريحات ترامب التى صورت الحرب كـ«صراع»، قائلاً: «إنها حرب روسيا ضدنا، وليست صراعاً»، وأكد أن هذه المصطلحات تُسهم فى تخفيف حدة الهجوم الروسى على أوكرانيا.
واتهم زيلينسكى الولايات المتحدة بتقوية وضع روسيا على الساحة الدولية، وذلك عبر المحادثات التى عُقدت فى الرياض، زاعماً بأن ذلك أسهم فى إخراج روسيا من عزلتها الدولية، كما شدّد على رفضه أى اقتراحات تتعلق بتقديم تنازلات كبيرة لروسيا، رافضاً الصفقة التى طالب بها ترامب بشأن الحصول على المعادن الأوكرانية مقابل الدعم الأمريكى فى الحرب، حيث أكد أن الاتفاقية «غير جاهزة»، وواصل الدفاع عن سيادة أوكرانيا، مؤكداً أنه لا يمكن «بيع أوكرانيا» عبر اتفاقيات مشكوك فيها، خصوصاً تلك التى لا تُقدّم ضمانات أمنية واضحة، كما شدّد على أهمية التركيز على الحماية الأمنية، بدلاً من العروض الاقتصادية المضللة.
وفى ما يتعلق بقدرات أوكرانيا، أكد زيلينسكى أن أوكرانيا أصبحت «أقوى بكثير مما كانت عليه فى بداية الحرب»، مشيراً إلى أن بلاده أصبحت أكثر اكتفاءً ذاتياً، حيث تنتج 30% من احتياجاتها، كما أشار إلى أن أوكرانيا قادرة على إدارة أنظمة الدفاع الجوى دون الحاجة إلى قوات أمريكية. وفى حديثه عن ضمانات الأمن، شدّد زيلينسكى على أن «الناتو هو أقوى ضمان» لأوكرانيا، مبرزاً أهمية التحالف العسكرى فى توفير الأمن لبلاده، كما أشار إلى ضرورة استمرار الدعم الأوروبى لأوكرانيا، خاصة حال خفض المساعدات الأمريكية. وأكد تطلعه للتعاون مع الاتحاد الأوروبى لتأمين تمويل الجيش الأوكرانى وتزويده بالأسلحة المتقدّمة، مثل أنظمة الدفاع الجوى.
ومن جهة أخرى، أعلن الكرملين أمس الأربعاء، أن الرئيسين الروسى والأمريكى يمكن أن يلتقيا خلال الشهر الحالى، رغم أن أول لقاء وجهاً لوجه بين زعيم روسى وأمريكى منذ عام 2021 قد استغرق وقتاً طويلاً للتحضير، وذلك تأكيداً على تصريحات ترامب التى قال خلالها إنه من المحتمل أن يلتقى ببوتين قريباً.