الرياضات البحرية.. تطور إستراتيجي وتنافسية عالمية
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
حققت الرياضات البحرية في دولة الإمارات، على مدى عقود، إنجازات كبيرة، وتخطت الكثير من التحديات الخاصة بالسباقات والظروف المرتبطة بالمنافسات البحرية في أرجاء العالم المختلفة.
ونجحت الإمارات في ترسيخ مكانتها كوجهة مميزة، وعاصمة للرياضات البحرية في المنطقة والشرق الأوسط، بفضل الإمكانات الكبيرة، والبنى التحتية الحديثة التي تمتلكها، ما أسهم في تعزز جاذبيتها لاستضافة وتنظيم كبريات البطولات الدولية.
وتستضيف الإمارات سنويا العديد من البطولات العالمية، إذ تستعد إمارة دبي لتنظيم الجولة الافتتاحية من سباق جائزة طيران الإمارات دبي الكبرى للإبحار الشراعي، في نوفمبر المقبل، كما تشهد إمارة أبوظبي جائزة “مبادلة أبوظبي” الكبرى للإبحار الشراعي في نوفمبر 2025.
ويحفل شهر ديسمبر المقبل بالعديد من الفعاليات العالمية، إذ تشهد بحيرة خالد في الشارقة ختام مونديال بطولة العالم للزوارق السريعة “فورمولا 1” للمرة الـ21 بمشاركة فرق أبوظبي والشارقة و”فيكتوري”، كما تحتضن شواطئ دبي أيضا ختام “بطولة العالم – إكس كات”.
وشهدت السنوات الماضية، تحقيق العديد من الألقاب والإنجازات التي برهنت على تألق الرياضات البحرية الإماراتية، حيث حققت زوارق الـ”فيكتوري تيم” العديد من الألقاب العالمية للزوارق السريعة منذ عام 1993، تجاوز عددها 30 لقبا في العديد من الفئات مثل بطولة العالم الفئة الأولى، وبطولة العالم “الفئة الثانية”، وبطولة العالم الفئة الثالثة -6 ليتر- وبطولة العالم -إكس كات- وبطولة العالم -أف 4 أس- وبطولات العالم للدراجات المائية.
وعلى صعيد النتائج المميزة لنادي أبوظبي للرياضات البحرية، حقق فريق أبوظبي للزوارق السريعة 5 ألقاب في بطولة العالم للفورمولا 2، أعوام 2017، و2019، و2021، و2023، و2024، بالإضافة إلى 8 ألقاب عالمية لزوارق الفورمولا1، وزورق أبوظبي 4 لقب بطولة العالم لزوارق الإكس كات لموسم 2018.
ويبرز اسم الإمارات في سجل البطولات العالمية والقارية والدولية للدراجات المائية “اكوابايك”، بحصد المركز الأول في بطولة العالم 2019، كما حقق فريق الفيكتوري تيم المركز الأول في فئة “واقف جي بي 1”.
وتوج نادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية بالعديد من البطولات من بينها فوزه بالمركزين الأول والثاني في بطولة العالم للدراجات المائية “اكوابايك”، بجانب العديد من الألقاب في البطولات الأوروبية.
كما فاز فريق الشارقة للزوارق السريعة، بلقب بطولة العالم للفورمولا 4، للمرة الأولى في تاريخه بعد تصدر زورق “الشارقة 69” الجولة الختامية التي أقيمت في إيطاليا ووصوله إلى النقطة 96، في صدارة الترتيب العام للمسابقة في سبتمبر الماضي.
وتفوقت الزوارق السريعة الإماراتية في ختام منافسات جائزة باسيليكاتا الكبرى للزوارق السريعة “إكس كات” الجولة الثالثة من بطولة العالم 2024 التي أقيمت في إيطاليا بمشاركة 10 زوارق عالمية.
ونجح الزورق “الفجيرة 96” بقيادة الثنائي الإيطالي الشقيقين روساريو وجوسيبي دي كولا، والزورق “فيكتوري 7” بقيادة الثنائي سالم العديدي وعيسى آل علي، بالفوز بالمركزين الأول والثاني على التوالي في السباق الرئيسي الثاني لجائزة باسيليكاتا الذي تضمن 12 دورة.
كذلك فاز زورق “فيكتوري 7” بقيادة الثنائي سالم العديدي وعيسى آل علي، بلقب سباق السرعة (كيلو ران) ضمن فعاليات جائزة باسيليكاتا الكبرى للزوارق السريعة “إكس كات” الجولة الثالثة من بطولة العالم 2024 والتي اختتمت في إيطاليا.
وأحرز زورق الشارقة 17 لقب الجولة الرابعة من بطولة العالم لزوارق الفورمولا1، في أكتوبر الحالي بشنغهاي الصينية، وحقق زورق الفيكتوري 4 بقيادة إريك ستارك المركز الثاني.
وأحرز البطل عادل خالد، ذهبية مالطا 2003، وبرونزية بطولة العالم للقوارب الشراعية الحديثة في المكسيك 2022، كما فاز بالمركزين الثاني والثالث في بطولة العالم للشراع الحديث في تايلاند 2023، وبرونزية بطولة العالم للشراع الحديث في أستراليا 2024، إضافة إلى ذهبيتي بطولة أوروبا المفتوحة للقوارب الشراعية، وبطولة أوروبا المفتوحة في ألمانيا 2024.
كما أحرز لاعب نادي الفجيرة الدولي للرياضات البحرية أحمد راشد علي الكعبي، الميدالية البرونزية في منافسات فئة الدولفين، ضمن بطولة العالم للزوارق السريعة (فورمولا المستقبل) للناشئين في مدينة باجيا بجمهورية لاتفيا 2024.
وقال سالم الرميثي مدير عام نادي أبوظبي للرياضات البحرية إن مسيرة الإنجازات للرياضات البحرية تمثل تتويجا للخطط والبرامج التي يتم تنفيذها، والتعاون الإيجابي بين منظومة العمل في الأندية البحرية، والجهود الكبيرة والمميزة لاتحاد الإمارات للرياضات البحرية.
من جهته، قال أحمد إبراهيم البلوشي، المدير التنفيذي لنادي الفجيرة الدولي للرياضات البحرية، إن النادي يرسخ اهتمامه ببناء الأبطال، وتعزيز القدرات لمختلف الفئات السنية، والعمل على البرامج التطويرية التي تعزز مسيرة النادي في الوصول إلى الإنجازات العالمية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
حوار إستراتيجي قطري بريطاني يبحث مسارات تعزيز الشراكة
الدوحة- سيطرت قضايا التعاون الثنائي والأوضاع في المنطقة على أعمال الحوار الإستراتيجي القطري البريطاني الثاني الذي انطلق أمس الأحد في الدوحة، برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي.
ويأتي الاجتماع تحت شعار "شركاء من أجل المستقبل"، في دلالة على الرؤية المشتركة بين البلدين لتعزيز التعاون الثنائي واستشراف آفاق أرحب للتكامل والعمل المشترك، عبر الحوار الذي يعد محطة جديدة أخرى في مسيرة العلاقات القطرية البريطانية.
كما تأتي أعمال الحوار استكمالا للزخم الذي تولد عن زيارة الدولة التي قام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني إلى لندن في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تلبية لدعوة الملك تشارلز الثالث وشهدت لقاءات رفيعة المستوى، تم على إثرها الاتفاق على سلسلة من المسارات لتعزيز الشراكة بين البلدين.
مسارات التعاونوتشمل المسارات مجالات محورية من بينها:
التجارة والاستثمار. ومواجهة التحديات العالمية. ودعم النمو المتبادل. والابتكار التكنولوجي. والتحول إلى الاقتصاد الأخضر المستدام. والتعاون في علوم الحياة والصناعات الإبداعية. وتعزيز التبادل الثقافي. والتعاون في تسوية النزاعات وتبادل الخبرات. إعلانوفي مؤتمر صحفي مشترك، أمس الأحد في الدوحة، أشار وزير الخارجية القطري إلى تحركات قطرية بريطانية مكثفة لتعميق التعاون على مختلف المستويات، موضحا أنه تُعقد -تحت مظلة هذا الحوار- 8 مجموعات عمل مشتركة تعمل على وضع الخطوات العملية لتحقيق تطلعات البلدين.
وأكد أن "المستقبل المزدهر هو شعار نقف خلفه جميعا، وقطر تستثمر بأكثر من 40 مليار جنيه إسترليني (1 جنيه يعادل 1،33 دولار) في الاقتصاد البريطاني مما يسهم في خلق فرص عمل وتحقيق النمو والازدهار في المملكة المتحدة ويحقق العوائد للصندوق السيادي القطري، كما تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 1.6 مليار جنيه إسترليني في عام 2024″.
وشدد على أن الشراكة بين البلدين أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى في ضوء المخاطر الكبرى والتصعيد المستمر والمتصاعد الذي يهدد الأمم الدولية، وأعلن عن توقيع خطاب للنوايا للتعاون في مجال السلام والمصالحة وتسوية النزاعات.
وأكد أن "المخاطر اليوم أعلى من أي وقت مضى، فالتصعيد والعدوان والحصار الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة، واستمرار تسييس المساعدات الإنسانية واستهداف العاملين في المجال الإنساني واستخدام الجوع كأداء للعقاب الجماعي، يضع منطقتنا على حافة الهاوية، مما يمثل تحديا لإنسانيتنا، وتركه دون محاسبة هو دعوة مفتوحة لمن تسول له نفسه اتباع هذه الأساليب اللاإنسانية في فرض إرادة سياسية على أي شعب يبحث عن حريته".
وتابع "سنظل ملتزمين بالعمل على تهدئة الأوضاع ومطالبة إسرائيل بالكف عن منع دخول المساعدات الإنسانية، ونعمل بلا كلل لدعم جميع الجهود الرامية إلى حل الخلافات عبر الحوار والتفاوض".
علاقة متينةمن جهته، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن علاقة بلاده بدولة قطر طويلة الأمد ومتينة تقوم على أسس الصداقة والاحترام المتبادل، موضحا أن التعاون يمتد إلى مجالات العلوم، والابتكار، والتنمية، والوساطة، والصحة، والتعليم، بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.
إعلانوأكد أنه يقدر نصائح وجهود رئيس الوزراء القطري من أجل السلام والمصالحة، ويثمن خبرته الكبيرة في المشهد العالمي، مشيرا إلى أن الحوار الإستراتيجي القطري البريطاني حيوي ومثمر، وأن الشراكة بُنيت على طموح مشترك، وستسهم في خلق فرص عمل وزيادة النمو والاستثمار في البلدين.
وأضاف لامي أن الحرب المدمرة في غزة يجب أن تنتهي بسرعة وأن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لإحلال السلام، معبرا عن امتنانه لدور قطر في الوساطة لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار وتأمين إطلاق سراح من تبقى من المحتجزين في القطاع، بمن فيهم 3 مرتبطون بالمملكة المتحدة.
وفي تصريح للجزيرة نت، قال رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة سعد الرميحي إنه منذ منتصف القرن الماضي، نشأت العلاقات بين قطر وبريطانيا على أسس متينة من التعاون والصداقة، وشهدت العقود الماضية توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية والأمنية.
وتطورت هذه العلاقة، يتابع، لتتحول إلى شراكة إستراتيجية حقيقية قائمة على تبادل المصالح وتعزيز أوجه التعاون بما يخدم تطلعات البلدين وشعبيهما.
وأضاف الرميحي أن الدوحة تُعد في الوقت الحالي من أبرز المستثمرين في المملكة المتحدة في مختلف القطاعات الحيوية مثل العقارات والطاقة والبنية التحتية، والصناعات المتطورة، كما توجد جالية بريطانية فاعلة ومزدهرة في قطر تساهم في مختلف قطاعات الاقتصاد والتعليم والصحة.
وأوضح أن العلاقات الدولية تقوم على مبدأ المصالح المشتركة، و"العلاقات القطرية البريطانية اليوم لا شك تقوم على هذا المبدأ وهناك رغبة صادقة في تطوير آفاق التعاون بما يتلاءم مع المتغيرات العالمية، وسط إدراك واضح من الطرفين أن مستقبل العلاقات يجب أن يبنى على أسس شراكة عملية".
إعلان علاقات تاريخيةوأكد الرميحي أن قطر من أكبر الدول المحبة للسلام في العالم، وتلعب دور الوسيط النزيه والمعروف عالميا في حل النزاعات وتستند فيه إلى شبكة علاقات دولية واسعة ومتشعبة، وفي هذا الإطار، تبرز أهمية تعميق التعاون مع المملكة المتحدة باعتبارها قوة عالمية لها وزنها السياسي والدبلوماسي.
ومن خلال تعزيز هذا التعاون، يمكن للطرفين العمل معا على تعظيم الجهود المشتركة في دعم الاستقرار الإقليمي وبناء عالم أكثر أمنا وسلاما وعدلا، وفق الرميحي.
من جهته، قال رئيس تحرير جريدة الوطن القطرية محمد حجي للجزيرة نت إن الحوار يُعقد في توقيت دولي شديد الدقة، وفي ظل تحولات إقليمية وعالمية متسارعة، ويحمل عنوانا معبرا "شركاء من أجل المستقبل" والذي لا يعكس تطلعات الطرفين فقط، بل يترجم عمق علاقاتهما الممتدة عبر عقود من التعاون والثقة المتبادلة.
وأكد أن توقيت انعقاد هذا الحوار له رمزية بالغة، إذ يأتي وسط تحديات إقليمية كبرى أبرزها استمرار العدوان على غزة، والتغيرات الجيوسياسية الكبرى التي تعيد رسم ملامح العلاقات الدولية، ويمثل منصة إستراتيجية للجانبين لبحث سبل تعزيز التعاون والعمل المشترك من أجل الاستقرار الإقليمي والدولي.
ولا يمكن فهم أهمية هذا الحوار، وفق حجي، دون الإشارة إلى الأساس التاريخي الراسخ للعلاقات القطرية البريطانية التي تتسم بقدر عالٍ من الاحترام المتبادل والشراكة العميقة التي امتدت على مدار عقود طويلة وشهدت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا من الاستثمار والتجارة، إلى الثقافة والتعليم، مرورا بالتعاون الأمني والدفاعي.
وأضاف أن قطر تمتلك كل المقومات اللازمة لتطوير علاقاتها الدولية، وعلى رأسها مع بريطانيا، وسواء في التكنولوجيا الحديثة، والطاقة النظيفة، والصناعات الإبداعية، والبحث العلمي، أو في المجالات التقليدية مثل التجارة والاستثمار والتعليم، تبرز الدوحة كلاعب موثوق وشريك ديناميكي قادر على إحداث فارق إيجابي في العلاقات الثنائية.
إعلانوحسب حجي، لم تقتصر محاور الحوار فقط على تطوير التعاون الثنائي، بل شملت القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها السعي لاستقرار المنطقة، فقد أثبتت قطر خلال الأشهر الأخيرة دورها البارز في الوساطة في الحرب على غزة، ومن ثم يأتي التعاون مع بريطانيا كقوة دولية فاعلة وعضو دائم في مجلس الأمن، ليضيف زخما حيويا إلى الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار.