تطوير جديد لـتشات جي بي تي.. هل سيغير طريقة التفاعل مع التكنولوجيا؟
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
أعلنت شركة أوبن أيه.آي، الرائدة في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، عن بدء اختبار النسخة الأولية من تطبيق المحادثة الذكية "شات جي.بي.تي" المخصصة لنظام التشغيل ويندوز.
ويأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه العالم تزايدًا ملحوظًا في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجالات متعددة.
ووفقًا لموقع "تك كرانش" المتخصص في مجالات التكنولوجيا، فإن النسخة الحالية من تطبيق شات جي.
وتسعى أوبن أيه.آي من خلال تطبيق شات جي.بي.تي للويندوز إلى تمكين المستخدمين من التعامل مع الملفات والصور باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ويشمل التطبيق أحدث التحسينات في نموذج اللغة الكبير، بما في ذلك الوصول إلى النموذج الأحدث والأكثر ذكاءً، المعروف باسم "أوبن أيه.آي صفر واحد-بريفيو".
ويمكن تشغيل تطبيق شات جي.بي.تي على أجهزة الكمبيوتر الشخصية التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز 10، إلا أن الوظائف المتاحة حالياً تظل محدودة مقارنةً بالإصدارات الأخرى من شات جي.بي.تي. كما أن النسخة الأولية تفتقر إلى دعم المحادثة الصوتية، بما في ذلك خاصية وضع الصوت المتقدم. بالإضافة إلى ذلك، بعض الارتباطات مع متجر جي.بي.تي قد لا تعمل في هذا التطبيق.
وتتيح تطبيق شات جي.بي.تي المتاح على نظام ماك أو إس، النسخة الجديدة لمستخدمي ويندوز تقليص حجم التطبيق إلى نافذة "مصاحبة" صغيرة بجوار التطبيقات الأخرى، مما يسهل العمل المتزامن، كما يمكن تحميل الملفات والصور، حيث يقوم التطبيق بتلخيص المستندات وإنشاء الصور باستخدام مولد الصور "دال إي3" من أوبن أيه.آي، مما يفتح آفاقًا جديدة في كيفية تفاعل المستخدمين مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.
تعتبر أوبن أيه.آي واحدة من الشركات الرائدة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث ساهمت في تعزيز الاستخدامات العملية للذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم، الأعمال، والفنون، وتم إدخال ميزات جديدة في النسخة الأولية من شات جي.بي.تي تتماشى مع احتياجات مستخدمي ويندوز، وذلك بعد تحقيق نجاح كبير في تطبيقات الهواتف الذكية والأنظمة الأخرى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا ويندوز التكنولوجيا تكنولوجيا ويندوز شات جي بي جي المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا سياسة سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تقنیات الذکاء الاصطناعی تطبیق شات جی بی تی أوبن أیه آی
إقرأ أيضاً:
محاكمة أشباح الذكاء الاصطناعي
لا يمكن إنكار إيجابيات التقدم التكنولوجي الكثيرة، كما لا يمكن تجاهل سلبياتها المتمثلة في تعطيل الكثير من المهارات والكفاءات البشرية، فحين ظهرت الآلات الحاسبة ازداد اعتماد الإنسان عليها متجاوزا تنمية مهارات الحساب وحل المعادلات الرياضية، وحين تطورت أجهزة الهاتف المحمولة استغنى كثير من الناس عن الساعات والمذكرات اليومية والتقويم، بل حتى الاستدلال الجغرافي المكاني وتحديد المواقع توقفا اعتمادا على التطبيقات الذكية لتحديد ومسح المواقع جغرافيا، كما استعاض الإنسان بذاكرة الأجهزة المحمولة عن ذاكرته الواقعية الحيّة.
ويأتي الذكاء الاصطناعي ليحمل عنا عبء الكثير من المسؤوليات توفيرا للجهد والمال، وليسرق منا -في ذات الوقت-كثيرا من المهارات الحياتية والكفاءات المعرفية، تنسيق الكتابة والتدقيق والتصحيح الإملائي، مراجعة وتلخيص الكتب الموسوعية والمصادر المعرفية، الترجمة والعروض المصوّرة للأفكار والتصورات البحثية والمشاريع، كتابة الرسائل وصياغة الخطب، جدولة الأعمال وتنسيقها والتذكير بأوقاتها وفقا لأولوية كل منها، كل هذه الأشكال من الراحة الرقمية أسلمت الإنسان إلى الدعة مستعيضا بالآلة عن ذاته، وعن ذاته تحديدا بذات رقمية ظن بها القدرة على تمثيله خير تمثيل في أي معرض بأي زمان ومكان.
وهذه الصورة ليست محض صورة ذهنية نمطية متخيلة لما يمكن أن يفعل الذكاء الاصطناعي ببعض عشاقه ومريديه، بل هي واقع صرنا نعايشه في كثير من المواقف ومنها ما حدث حاليا حينما استشاطت قاضية في محكمة استئناف بولاية نيويورك غضبًا بعد محاولة أحد المُدّعين استخدام مقطع رمزي مُصمم بواسطة الذكاء الاصطناعي للدفاع عن قضيته، متسببا بحالة من البلبلة داخل قاعة المحكمة ظنا من القضاة بأنه يقدم حجته شخصيا أو عن طريق محاميه، لكن الرجل ويدعى جيروم دي وال لديه محامٍ، كان يأمل أن تُقدم الصورة الرمزية حُجة مُحكمة، معتذرا لاحقًا كتابيًا للمحكمة، قائلاً إنه لم يقصد أي ضرر، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس، إنما حاول جاهدا إنشاء نسخة رقمية طبق الأصل تشبهه، لكنه لم يتمكن من القيام بذلك قبل جلسة الاستماع، وقال إنه يأمل أن يقدم نموذج الذكاء الاصطناعي حججًا أكثر دقة دون التلعثم في الكلمات أو التذمر مما قد يصدر عن الإنسان الطبيعي!
إن غضب القاضية وصدمة الحضور بذلك انعكاس لصدمة الجميع من تسارع التطور في عالم الذكاء الاصطناعي، ذلك التطور الذي قد تتعطل معه الكثير من القدرات والمهارات البشرية التي لا يمكن للآلة تعويضها بأي حال من الأحوال مهما تطورت برمجياتها وحُدِّثت مُدخلاتها المعرفية، كما أنها صدمة القلق القادم من قدرة الذكاء الاصطناعي على التضليل بصنع النسخ المطابقة للواقع في مجالات مختلفة، لكن مبلغ الصدمة أن تتمثل إنسانا كاملا بمشاعره ومخاوفه، وتبريراته ومنطقه، في قدرتها (إن حصلت) على الربط والتحليل والاستنتاج والجدل وحتى التقاضي، ثم إن كانت قاعدة البيانات لكل هذه البرمجيات موجهة بشريا فكيف يمكن توافر ضمانات لاعتماد برمجيات عادلة غير منحازة ولا مؤدلجة؟ ثم خطورة ورعب الوجه الآخر لهذه التقنيات حين تكون مدفوعة بسلطة مادية أو نفوذ سياسي يحركها وفقا للمستهدف من مساع ومصالح.
هل سيكون هذه المشهد من المحكمة واستخدام الناطق البديل بالذكاء الاصطناعي -بعد تغذيته بالمعلومات والحجج- مشهدا طبيعيا بعد أمد؟ وهل يمكن للتقاضي ذاته بكل أطرافه أن يشهد هذه الرقمنة الصادمة في حديّتِها وعدم استيعابها للحضور البشري الواقعي؟ هل نتحول مع عالم البرمجيات والشفرات البرمجية إلى مجرد أرقام تعبث بها الآلات وتحركها المصالح الاقتصادية؟
ختاما: يقينا ليست هذه التساؤلات أول المطروح في عالم التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية، ولن تكون الأخيرة بالضرورة، لكنها نافذة نحاول من خلالها تلمس الثابت والمتحول في هذه اللعبة المعاصرة الآخذة بأعطاف المستقبل إلى عالم مجهول نترقبه، ولا ندرك كنه تفاصيله بعد، لكننا نتمنى استبقاء الثابت القيمي والأخلاقي في هذه المعادلة الرقمية معقدة الأطراف.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية