يحيى السنوار .. قائد استثنائي في زمن التخاذل
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
سجلّ القائد يحيى السنوار على مدى ما يقارب خمسة عقود اسمه في أنصع صفحات التاريخ الحديث بمقارعته لكيان العدو الصهيوني، حتى وهو يقبع خلف القضبان لنحو 23 سنة، ليختم حياته بالشهادة في سبيل الله مقبلاً غير مدبر وكرار ليس فرار في مواجهة العصابة الصهيونية.
البطل يحيى السنوار، كان له نشاط طلابي بارز خلال مرحلة الدراسة الجامعية، امتلك مهارات قيادية وحنكة سياسية وعسكرية، أهلّته لتولي أدوار قيادية في حركة حماس بعد تأسيسها عام 1987 خلال انتفاضة الحجارة، فضلاً عن إسهامه البارز في كتائب القسام.
وبالرغم من الظروف الصعبة الناجمة عن الاعتداءات والمضايقات المتكررة لكيان الاحتلال الإسرائيلي لسكان المخيمات، ومنها مخيم “خان يونس” الذي وُلد فيه الشهيد، كرس نشاطه الجهادي في مواجهة الكيان الغاصب في الصفوف الدراسية للتعليم الأساسي، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة ويتخرج منها بدرجة البكالوريوس في شعبة الدراسات العربية.
المناضل السنوار ” أبو إبراهيم”، يُعدّ من مؤسسي الجهاز الأمني لحركة حماس، الذي أُطلق عليه اسم “جهاز الأمن والدعوة “مجد” عام 1985، وهو جهاز متخصص في ملاحقة المتهمين بالتجسس لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وتدّرج في العمل القيادي لحركة “حماس” بتوليه منصب رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة منذ 13 فبراير 2017م.
لم تقتصر مهمة القيادي السنوار على نشاطه السياسي، خارج معتقلات الكيان الصهيوني التي سُجن فيها عدة مرات، لكنه مع ما يمتلكه من فطنة وموهبة قيادية، مارس العمل السياسي والجهادي من داخل المعتقلات الصهيونية بتوليه قيادة الهيئة العليا لأسرى حماس في السجون، وساهم في إدارة المواجهة مع مصلحة السجون خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات 1992 و1996 و2000 و2004م.
ومنذ إطلاق سراح القائد السنوار عام 2011، بصفقة تبادل للأسرى بين الحركة وإسرائيل مقابل جلعاد شاليط بعد الفشل في تخليصه خلال العدوان الذي شنته إسرائيل على القطاع نهاية 2008م، اُنتخب عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس عام 2012 وتولى مسؤولية الجناح العسكري لكتائب عز الدين القسام، وشغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي للحركة وقيادة الكتائب، وصولاً إلى تولي رئاسة الحركة بعد استشهاد إسماعيل هنية.
عكف “أبو إبراهيم”، على مدى سنوات لوضع خطط وإستراتيجيات عسكرية، لاستهداف كيان العدو الصهيوني، تُوّجت بعملية “طوفان الأقصى” التي كان العقل المدبر لتنفيذها في الميدان، وما نتج عنها خلال الساعات الأربع الأولى من اقتحامات لمواقع عسكرية صهيونية، وقتل وإصابة وأسر عدد من الصهاينة من خلال مختلف الوسائل والإمكانيات التي امتلكتها المقاومة الفلسطينية لتنفيذ هذه العملية التي أذهلت العالم أجمع.
وبعد تنفيذ عملية “طوفان الأٌقصى” المباركة، اختل توازن الكيان الصهيوني والداعمين له من قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا، نتيجة فشل وعجز الكيان الغاصب بما يمتلكه من أجهزة استخباراتية وتقنيات تكنولوجية متطورة وأسلحة ومعدات حديثة ترصد كل تحركات أبطال المقاومة الفلسطينية في غزة وكل فلسطين.
شكّلت معركة “طوفان الأقصى” مرحلة جديدة من مسار النضال الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني، ومبشرة في الوقت ذاته بقرب زواله وتحرير الأراضي المحتلة من رجس الصهاينة بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، ووضعت إسرائيل في الحضيض لفشلها بالرغم من أن جيشها كان يوصف بالجيش الذي لا يُقهر.
ولعل من الدروس المستفادة من “طوفان الأقصى”، تعرّي الأنظمة العميلة وفضحها إزاء مواقفها المتخاذلة تجاه قضية الأمة الأولى والمركزية “فلسطين”، بالرغم مما ارتكبه وما يزال كيان العدو بدعم أمريكي وأوروبي من حرب إبادة جماعية يندى لها جبين الإنسانية منذ أكثر من عام، وليس ذلك فحسب، وإنما وصل الحد بها لمجاهرة وسائل إعلامها بوصف أبطال المقاومة الفلسطينية واللبنانية بالإرهابيين، وموقف قناة “mbc” السعودية غير بعيد.
القائد يحيى السنوار، وبالرغم من إنشغاله بمجريات المعركة وأحداثها وتداعياتها على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، لم ينس موقف اليمن المساند للشعب الفلسطيني وقضيته وثبات موقف السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الاستثنائي خلال المرحلة الراهنة، في دعم المقاومة الفلسطينية وإسنادها عسكرياً وسياسياً وإعلامياً.
وما الرسالة التي بعثها “أبو إبراهيم” للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلا شاهداً على ما تكنه المقاومة الفلسطينية من تقدير للموقف اليمني وقيادته، المؤكدة على عمق الشراكة الفلسطينية – اليمنية، في مواجهة الاحتلال الصهيوني وفعالية العمليات العسكرية النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية نصرة للشعب الفلسطيني.
عاش القائد المغوار يحيى السنوار، الرجل الاستثنائي في زمن التخاذل، بطلاً يقارع الاحتلال الصهيوني على مدى 50 عاماً، مجاهداً في سبيل الله ونصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ومن أجل تحرير كل فلسطين من الاحتلال الصهيوني الغاصب، ومات بطلاً ويديه على الزناد في مواجهة كيان الاحتلال في صورة لم يشهد لها العالم مثيلاً في تاريخها المعاصر.
سبأ
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة یحیى السنوار فی مواجهة
إقرأ أيضاً:
المقاومة بالسكاكين.. الفصائل الفلسطينية تفاجئ الاحتلال بعمليات نوعية مؤلمة
◄ قتل جندي طعنا بالسكين والاستيلاء على سلاحه وإلقاء قنابل يدوية داخل دبابة
◄ طعن ضابط إسرائيلي و3 جنود واغتنام أسلحتهم
◄ الإجهاز على قناص ومساعده من المسافة صفر
◄ تنفيذ أول "عملية استشهادية" في غزة منذ 20 عامًا
الرؤية- غرفة الأخبار
بعد 442 يوماً من الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، لا تزال فصائل المُقاومة الفلسطينية تلقن الاحتلال دروسًا قاسية عبر تنفيذ العديد من العمليات النوعية والكمائن المركبة التي توقع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح وتدمر آلياته العسكرية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل حملة عسكرية مُوسعة على شمال القطاع منذ أكتوبر الماضي، دمرت فيه كل ما تبقى من مظاهر الحياة، وفرضت حصارا مشددا لإجبار السكان على النزوح، كما استهدفت المستشفيات ومراكز الإيواء.
ولقد فاجأت الفصائل الفلسطينية إسرائيل في الأيام الأخيرة بتنفيذ عمليات نوعية مركبة أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من جنود وضباط الاحتلال الإسرائيلي.
وفي الثامن عشر من ديسمبر الجاري، أعلنت كتائب القسام أن أحد مُقاتليها تمكن من الإجهاز على جندي إسرائيلي بجوار دبابة "ميركافا" والاستيلاء على سلاحه، وإلقاء قنبلتين يدويتين داخل الدبابة، وذلك غرب مدينة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة.
وفي اليوم التالي، تمكن أحد مقاتلي كتائب القسام من طعن ضابط إسرائيلي و3 جنود من نقطة الصفر والإجهاز عليهم واغتنام أسلحتهم الشخصية في مُخيم جباليا في شمال غزة.
وفي يوم 20 ديسمبر، نفذت الكتائب عملية أمنية معقدة، إذ تمكن عدد مقاتل من القسام من الإجهاز على قناص صهيوني ومساعده من مسافة صفر في مخيم جباليا شمال القطاع، وبعد ساعة من الحدث، تنكر القساميّ مرتدياً لباس جنود الاحتلال، واستطاع الوصول لقوة إسرائيلية مكونة من 6 جنود وتفجير نفسه فيهم بحزام ناسف وإيقاعهم بين قتيل وجريح.
وبالأمس، قالت كتائب القسام: "في عملية مركبة، تمكن مجاهدو القسام من الإجهاز على 3 جنود صهاينة طعناً بالسكاكين واغتنموا سلاحهم الشخصي، ثم اقتحموا منزلاً تحصنت به قوة راجلة وأجهزوا على جنديين من أفرادها عند بوابة المنزل، واشتبكوا مع الآخرين من مسافة صفر وسط مخيم جباليا شمال القطاع".
وفي نفس اليوم، تمكن عدد من مقاتلي القسام من إلقاء قنابل يدولية إسرائيلية الصنع صوب جنود بجوار ناقلة جند، مؤكدة: "أوقعناهم بين قتيل وجريح وسط مخيم جباليا".
وتعليقاً على هذه العمليات، قال المحلل الفلسطيني سعيد زياد، إن الأيام الماضية شهدت تنفيذ أول عملية استشهادية في قطاع غزة بحزام ناسف منذ منذ عشرين عاما، مضيفا: "هذه العملية لها دلالات عظيمة، أولها حالة الاستبسال منقطعة النظير، والالتحام غير المسبوق بين العدو والمقاتلين".
وأوضح في تصريحات تليفزيونية: "توقيت العملية مهم جدا، لأنها جاءت في خضم السياق التفاوضي، وتكتيكها الذي يعيدنا إلى زمن عمليات يحيى عياش، والوسيلة المتمثلة بالحزام الناسف، كلها سيكون لها تأثيرات كبيرة على السياق التفاوضي وشكل الحرب ونهايتها، بل سيمتد تأثيرها إلى شكل الصراع بأسره".
وفي سياق آخر، طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة بإنهاء الحرب على قطاع غزة، مطالبة حكومة الاحتلال بالتوصل لاتفاق الآن يضمن الإفراج عن جميع الأسرى.
وقالوا في بيان: "علينا إنهاء الحرب من أجل ضمان عودة المختطفين الآن، إنهاء الحرب ليس إخفاقا وليس ثمنا والأهم عودة أبنائنا المختطفين، كما نطالب الرئيس ترمب بالضغط لإبرام صفقة شاملة فالأسرى لن يصمدوا حتى الشهر المقبل.. ونتنياهو وزمرته ضللوا الشعب من أجل إحباط الصفقة، كفى ضغطا عسكرياً يقتل المختطفين بدلا من إعادتهم".