أوقاف الفيوم تعقد (17) اسبوعا دعويا بعنوان "سمات الشخصية الوطنية"
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
عقدت مديرية أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، (17) أسبوعا دعويا بعنوان: "سمات الشخصية الوطنية".ضمن فعاليات مبادرة “بداية جديدة لبناء الإنسان”.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامه الأزهري وزير الأوقاف، وتحت إشراف الدكتور محمود الشيمي مدير أوقاف الفيوم، وبحضور نخبة من الأئمة والعلماء المميزين.
وخلال هذه اللقاءات أكد العلماء أن حب الوطن والحفاظ عليه فطرة إنسانية أكدها الشرع الحنيف, فهذا نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يقول مخاطبًا مكة المكرمة قائلاً : “واللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ الله ، وَأَحَبُّ أَرْضِ الله إلى الله، وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ ؛ ما خَرَجْتُ”، ولما هاجر (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة واتخذها وطنًا له ولأصحابه الكرام لم ينس (صلى الله عليه وسلم) لا وطنه الذي نشأ فيه ولا وطنه الذي استقر فيه، حيث قال (صلى الله عليه وسلم): (اللهمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ ، اللهمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَفِي مُدِّنَا، وَصَحِّحْهَا لَنَا ، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الجُحْفَةِ)، وعَنْ أَنَسٍ (رَضِيَ الله عَنْهُ) ” أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَنَظَرَ إِلَى جُدُرَاتِ المَدِينَةِ، أَوْضَعَ رَاحِلَتَهُ وَإِنْ كَانَ عَلَى دَابَّةٍ حَرَّكَهَا مِنْ حُبِّهَا”، وظل (صلى الله عليه وسلم) يقلب وجهه في السماء رجاء أن يحول الله (عز وجل) قبلته تجاه بيته الحرام بمكة حتى استجاب له ربه، فقال سبحانه: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهك فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ }، فأكرمه (صلى الله عليه وسلم) بالتوجه إلى بيت الله الحرام , حيث أول بيت وضع للناس، وحيث نشأ (صلى الله عليه وسلم) في كنف هذا البيت وتعلق به عقله وقلبه.
وأوضح العلماء أن سمات الشخصية الوطنية تعني حسن الولاء والانتماء للوطن، والحرص على أمن الدولة الوطنية، واستقرارها، وتقدمها، ونهضتها ورقيها، كما تعني الالتزام الكامل بالحقوق والواجبات المتكافئة بين أبناء الوطن جميعًا، دون أي تفرقة على أساس الدين أو اللون أو العرق أو الجنس أو اللغة، غير أن تلك الجماعات الضالة المارقة المتطرفة المتاجرة بالدين لا تؤمن بوطن ولا بدولة وطنية، فأكثر تلك الجماعات إما أنها لا تؤمن بالدولة الوطنية أصلاً من الأساس، أو أن ولاءها التنظيمي الأيديولوجي فوق كل الولاءات الأخرى وطنية وغير وطنية.
وفي الختام أكد العلماء أنه حيث تكون المصلحة، ويكون البناء والتعمير، فثم شرع الله وصحيح الإسلام، وحيث يكون الهدم والتخريب والدمار فثمة عمل الشيطان وجماعات الفتنة والدمار والخراب، وأن العلاقة بين الدين والدولة ليست علاقة عداء ولن تكون، فالدولة الرشيدة صمام أمان للتدين الرشيد، وإن تدينًا رشيدًا صحيحًا واعيًا وسطيًّا يسهم وبقوة في بناء واستقرار دولة عصرية ديمقراطية حديثة تقوم على أسس وطنية راسخة وكاملة، وإن دولة رشيدة لا يمكن أن تصطدم بالفطرة الإنسانية التي تبحث عن الإيمان الرشيد الصحيح , على أننا ينبغي أن نفرّق وبوضوح شديد بين التدين والتطرف، فالتدين الرشيد يدفع صاحبه إلى التسامح والرحمة والصدق ومكارم الأخلاق، والتعايش السلمي مع الذات والآخر، وهو ما ندعمه جميعًا، أما التطرف والإرهاب الذي يدعو إلى الفساد والإفساد والتخريب والدمار والهدم واستباحة الدماء والأموال، فهو الداء العضال الذي يجب أن نقاومه جميعًا، وأن نقف له بالمرصاد، وأن نعمل بكل ما أوتينا من قوة للقضاء عليه حتى نجتثه من جذوره، وفي هذه المعادلة غير الصعبة يجب أن نفرق بين الدين الذي هو حق، والفكر الإرهابي المنحرف الذي هو باطل، موقنين أن الصراع بين الحق والباطل قائم ومستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، على أن النصر للحق طال الزمن أو قصر، حيث يقول الحق سبحانه: { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} (الأنبياء: 18).
وأشار العلماء إلى أن الوطنية الحقيقية ليست مجرد شعارات ترفع أو عبارات تردد، الوطنية إيمان وسلوك وعطاء، الوطنية نظام حياة وإحساس بنبض الوطن وبالتحديات التي تواجهه، والتألم لآلامه، والفرح بتحقيق آماله، والاستعداد الدائم للتضحية من أجله، فالشخصية الوطنية هي التي على استعداد لأن تحترق لتنير دروب الوطن، ولأن تفتديه بنفسها وما تملك، وتعرف للوطن حقه وقدره، وتدرك أنها بلا وطن كالسمك بلا ماء، وكالطائر بلا هواء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الوطن أوقاف العلماء الشخصية الوطنية العلم الوطنية بوابة الوفد جريدة الوفد صلى الله علیه وسلم ى الله ع
إقرأ أيضاً:
أوقاف الفيوم تنظم أمسية دعوية بمسجد المنتزه
نظمت مديرية أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي، أمسية دعوية بمسجد المنتزه التابع لإدارة أوقاف بندر أول الفيوم بعنوان: "منهج الإسلام في احترام العقائد والأديان".
يأتي هذا في إطار الدور التثقيفي ونشر الفكر الوسطي المستنير الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية، ومديرية أوقاف الفيوم ضمن فعاليات مبادرة: "بداية جديدة ".
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامه السيد الأزهري وزير الأوقاف، وبحضور الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم محاضرا، وفضيلة الشيخ عمر محمد عويس مدير إدارة أوقاف بندر الفيوم أول محاضرا، وفضيلة الشيخ خالد سليمان مفتش المنطقة محاضرا، وفضيلة الشيخ أشرف شعبان إمام المسجد قارئا، وفضيلة الشيخ محمد منجود مبتهلا، وعدد من الأئمة والعلماء.
وفي بداية كلمتهم أشاد العلماء بموضوع الندوة موضحين أن موضوع "منهج الإسلام في احترام العقائد والأديان" يشغل الساحة الفكرية في هذه الآونة؛ لما يترتب عليه من نشر ثقافة السلام العالمي،مبينين أن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نحسن إلى جميع الناس، وأن نتمثل قيم الجمال والكمال التي أمرنا بها،فالمسلم صورة واقعية من الجمال والكمال قال تعالى: "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا”، وينبغي علينا أن نقدم صورة صحيحة عن الإسلام بتطبيق صحيح الدين ونشر الفكر الوسطي المستنير؛ وإننا بحاجة إلى بناء الوعي في الداخل وفي الخارج, فالله (عز وجل) كرم الإنسان من أجل إنسانيته.
العلماء: الإسلام يهدف إلى التسليم المطلق لله سبحانه وتعالىكما أكد العلماء أن الإسلام يهدف إلى التسليم المطلق لله سبحانه تعالى، يقول سبحانه على لسان سيدنا إبراهيم (عليه السلام): “رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا”, ويقول جل وعلا على لسان سيدنا يوسف (عليه السلام) : “رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ”, وهذا يؤكد أن الدين واحد, وأن الإله واحد، وهذا ما أكده النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوله : “الأنبياءُ إخوةٌ لعَلَّاتٍ؛ أمَّهاتُهُم شتَّى ودينُهُم واحدٌ”، وجاء ذلك واضحا جليا في خطاب سيدنا إبراهيم (عليه السلام) لأبيه بالرغم أنه يخالفه في العقيدة لكنه يتحدث معه بأدب جم قال تعالى: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا”, فرسالة الإسلام هي الرسالة الوسطية, ونحن مأمورون بأن نقتدي بنبينا إبراهيم (عليه السلام) في أدبه وحواره مع الآخر.