#زاوية_حادة
دكتور . #هشام_عوكل استاذ ادارة الازمات والعلاقات الدولية
إذا كانت الأحداث العالمية تُكتب بأسطر من الحزن والفوضى، فإن مشهد الحرب الإقليمية بالشرق الاوسط الحالية يُظهر لنا كيف يمكن للسياسة أن تُصبح مسرحًا من الدمى المتحركة. بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوعد تل أبيب بالرد، ها نحن أمام مشهد يعكس توازن المخاطر الذي تلعب فيه الولايات المتحدة دورًا غريبًا، مدّعية أنها تسعى لكبح التصعيد، بينما تتواصل في دعم تل أبيب بشكل لا يُصدق وفاصح ٫
في خضم كل هذا، نجد أنفسنا نتأمل في تلك الأصوات المتشمتة التي تحدثت عن استشهاد قادة المقاومة، آخرهم يحيى السنوار.
السؤال الملح هنا: كيف يمكن أن تنتصر الأمم امام هؤلاء الخون والمطبعيين ٫ بخضم هذه المعركة العالمية عندما تقف في وجه عدو يتفوق في العدة والعتاد
يعتقد البعض أن معركة الحكومة الإسرائيلية والحركات المقاومة هي مجرّد صراع مثير وجذاب للحديث عنه في مقاهي السياسة. ولكن ما لا يفهمونه هو أن الجروح ستبقى تتعمق وتغوص في أعماق القلوب. أستغرب كيف هؤلاء المتشمتون يتجاهلون حقيقة أن من قاتل حتى الرمق الأخير فوق غزة، لم يكن في نفق، وهو لم يتخذ من أحد درعًا، بل كان شجاعًا يواجه الموت ببسالة، غير مبالٍ لمن سيتحدث بعده.
المقاومة، كما أثبتته التجارب، ليست فقط وسيلة لتحرير الأرض، بل هي تجسيد لإرادة لا تقهر. جريمة الصندوق الأسود لأوسلو وفرت لنا مدخلاً إلى نفق مظلم، لا يمكن التغلب عليه بأي تكتيك سياسي يتبناه المتخندقون في معسكر التطبيع. بينما يرى البعض أن المقاومة قد تحولت إلى مجرد تسمية تظهر في الهتافات، نرى في الواقع أن هناك زخماً متجدداً يستمد قوته من آلاف الشهداء، ما يقرب من خمسين ألف شهيد بغزة الفيين في لبنان ، مئة الف جريح بينما حالات الولادة من الأطفال بغزة وصلت خلال عام 2024 خمسة وستون الف طفل ، وحتّى لو دمرت المباني، يبقى الإنسان حي يرزق، وهذا ما يذكّرنا أن التضحيات ليست بلا ثمن.
إن الأسئلة التي تتكرر عن جدوى المقاومة لا تعكس سوى عدم فهم لدى البعض لما تعنيه الحرية. أولئك الذين يجلسون على الهامش يدعون للسياسة ويفترضون أن المقاومة قد تفسد المسار، فيبتكرون تبريرات لا تغني ولا تسمن من جوع
فهل تخل محور المقاومة عن جبهته المتقدمة في غزة ولبنان ؟ الخطر الذي يلوح بحرب إقليمية في الشرق الأوسط لا يترك بدوره آثارًا جيدة ، ولكن لنكن صادقين، كل الفوضى لا تُفسد زخم الإنجاز العسكري. أليس علينا أن نتذكر ما تسببت أمريكا في هيروشيما وناكازاكي؟ وعاد الشعب الياباني للحياة واصبح اقوى اقتصاد عالميا نسينا الثورة الجزائرية العظيمة وفيتنام ؟ لماذا مطلوب الان ان نكون من ذوى النفس القصير الأمور ليست بسيطة كما تبدو.
لا نريد أن نفقد الأمل، لأن الواقع لا يعني النهاية. فالمقاومة تشهد اليوم سردية جديدة تستند إلى التضحية والأمل، لأن نفق أوسلو ومدريد وداي عربة وكامب ديفيد وقطار التطبيبع ٫ المظلم لم يُضع بوصلة التحرير فحسب، بل أفسد الكثير من الأذهان المفكرين . ” من لا يؤمن بالمقاومة أن يلتزم الصمت”؟ إن تساقط المباني لن يساعد على سقوط قلاع المقاومة؛ بل، سيتجدد الأمل طالما ظل الإنسان حيًا ومفعمًا بالإرادة لاتقل لي غزة غابت عن الخرايطة نعم هناك اخطاء قاتلة بما حصل في اوكتوبر ٫٫٫لكن هل نجلس ونبكي ونسلم ونفتح سجل الحسابات بيينا الان ٫٫الشي الذي يتنظرو العدو الاسرائيلي ونذهب للحرب الاهلية ٫٫ هي الفرصة التاريخية للنهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني هذة القضية ولادة بالقادة لنفتح صفحة جديدة بيينا ٫٫
أريد إثارة سؤال مهم جدًا: لماذا يُطلب منا كفلسطينيين أن نتجاوز حدود النضال التي استمرت لعقود؟ كما قال القائد الشهيد ياسر عرفات، يجب أن نؤمن بقضية فلسطين كونها قضية حق وعدالة سماوية. وعلينا أن نتذكر أن القدس كانت وما زالت مهرها غاليًا، حيث يُعقد الفتح للرجال الأبطال امثال صلاح الدين” وعمر بن الخطاب لا اتوقع هناك قادة يستحقون ان تنمنح لهم مهر فتح وتحرير القدس عاصمة لدولة فلسطين القادمة
في أحلك اللحظات. الواقع يفرض علينا أن نتخذ قرارات صائبة وحساسة، وأن نحارب من أجل الوجود والكينونة، لنصنع غدًا لا يمتثل للصمت في وجه الظلم. فالمقاومة ستدوم، حتّى تهب رياح السلام الحقيقي الذي يتجاوز المجاملات والنفاق.
ربما حانت لحظة التحرير، ولكنها لن تأتي إلا عندما نقف جميعًا كشعب واحد مدركين أن قضيتنا ليست فقط قضية وطن، بل هي قضية وجود ومصير. سنسير في هذا الطريق، رغم السخرية والدموع، نحو الحرية والنصر الذي نبغى فيه. فالمسار طويل، لكن الإيمان أقوى من كل العقبات
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
هذا هو المطلوب من حزب الله
نتيجة واحدة يمكن استخلاصها من الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة ولبنان بجنوبه وبقاعه وضاحيته الجنوبية بالتزامن مع سقوط نظام البعث في سوريا. وقد لا تكون هذه النتيجة هي الوحيدة من بين نتائج كثيرة ربما ستبدأ بالظهور تدريجيًا. وقد يُفاجأ المرء عندما ينظر إلى مفاعيل هذه النتيجة بموضوعية وبانتفاء حاجة اللجوء إلى البصارين والعرافين والضاربين بالرمل وقارئي الكفّ ليدرك حقيقة واحدة مجردة، وهي أن تكرار "عملية 7 أكتوبر" لم تعد متاحة بعدما تمّ تدفيع فلسطينيي القطاع ثمنًا باهظًا، وبعدما قبل "حزب الله" بالتسليم باتفاق وقف النار، الذي لم تأتِ بنوده، وبالأخص ما جاء في البندين السادس والسابع منه بالنسبة إلى تخّليه عن سلاحه بهذه البساطة، التي فصّلها اتفاق وقف النار، الذي سينسحب أيضًا على القطاع بعدما بلغت المفاوضات بين الإسرائيليين وحركة "حماس" مرحلة متقدمة.
ولو لم يسقط نظام بشار الأسد بهذه السهولة والسرعة غير المتوقعين لكان أمكن القول إن ما تلقته كل من حركة "حماس" و"حزب الله" من ضربات موجعة لم تضعفهما بالقدر الذي أدّعت تل أبيب بأنها قد وصلت إلى مبتغاها وأهدافها. إلاّ أن هذا السقوط المفاجئ قد أفقد "الحركة" و"الحزب" سندًا أساسيًا أقله بالنسبة إلى ما يؤمنّه هذا النظام من جسر تواصل وعبور السلاح من إيران عبر العراق وسوريا وصولًا إلى لبنان، ومنه إلى قطاع غزة بطرق لا تزال حتى هذه اللحظة مجهولة.
وحيال هذا الواقع الجديد في منطقة الساحات الموحدّة يرى كثيرون في لبنان وخارجه أنه لا بدّ للقيادة الجديدة في "حزب الله" التعامل مع هذا الواقع بطريقة تضمن لها حضورًا سياسيًا فاعلًا بعد أن يتخّلوا عن منطق "فائض القوة". وفي اعتقاد أكثر من طرف على علاقة جيدة مع "الضاحية الجنوبية" أن هذا الانتقال من حالة إلى أخرى تتطلب بعض الوقت. إلاّ أن ما حصل مؤخرًا أمام قصر العدل في بيروت لا يوحي بأن "الحزب" مقبل على التعاطي مع الواقع الجديد بخلفيات سياسية بعيدًا عن تأثير السلاح.
فهذا السلاح، كما يعتقد كثيرون من اللبنانيين، لم يستطع أن يردع إسرائيل في تدمير أجزاء كبيرة من لبنان، ولم تكن لديه القدرة على رفض الشروط الإسرائيلية الواردة في اتفاق وقف النار. وإذا لم يتخلَ "حزب الله" عما تبقّى لديه من سلاح بموجب موافقته على اتفاق وقف النار بكل فاصلة واردة فيه فإن تكرار تجربة "حرب الاسناد" تبقى واردة في الحسابات المشتركة لوحدة الساحات في أي وقت.
فالمطلوب من "حزب الله" اولًا وأخيرًا، وفق ما تلقاه من نصائح، التأقلم مع هذا الواقع الجديد في المنطقة، ومحاولة "هضمه" بإعادة قراءة المشهد السياسي الجديد، قليل من التواضع، وذلك لكي يتمكّن من الانخراط في الحياة السياسية من بوابتها الرئيسية وفي شكل طبيعي ومن دون حاجته إلى السلاح مثله مثل أغلبية اللبنانيين.
وقد يكون المطلوب من "حزب الله" كبداية تلقائية لانخراطه بالعمل السياسي الطبيعي مثله مثل حركة "أمل" ألاّ يستمر في تعطيل نصاب الجلسات الانتخابية، خصوصًا إذا لم يكن متيقنًا بأن المرشح الأوفر حظًّا للوصول إلى بعبدا بعد طول انتظار ومعاناة لن يطعن "المقاومة" في ظهرها.
وما هو مطلوب من "حزب الله" بالتحديد مطلوب من جميع القوى السياسية لكي تقبل برئيس للجمهورية لا يكون طرفًا منحازًا لأي جهة سياسية معينة، وتكون لديه الخبرة الكافية في لتعاطي مع القضايا الحسّاسة. وقد يكون قائد الجيش العماد جوزاف عون من بين عدد من المرشحين الأوفر حظًا للوصول قبل غيره إلى نقطة نهاية السباق الرئاسي، خصوصًا إذا اعتبره "حزب الله" أحد أبرز المرشحين المحتملين، الذين لن يطعنوا أي مكون من المكونات اللبنانية في الظهر.
المصدر: خاص لبنان24