لا نزال هنا.. سكان أميركا الأصليين يستعرضون قصص صمودهم في الطريق 66
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
وعبر هذه الحلقة (يمكن مشاهدتها كاملة عبر هذا الرابط)، نكتشف قصص الصمود والتراث من خلال الشاب توماس هانت ووالدته شارلين، اللذين ينتميان إلى قبائل النافاهو، إحدى أقدم وأعرق القبائل الأميركية الأصلية.
تاريخ قبائل النافاهو محفور في الذاكرة الجمعية للسكان الأصليين، فمنذ قرون، ورغم تهجيرهم القسري من أرضهم الأصلية، ظل شعب النافاهو محافظا على هويته وثقافته.
وفي هذا السياق، يقدم توماس نفسه كشخصية تجسد هذا الصمود، حيث نشأ على حب الرقص الذي يعتبره إرثا عائليا ممتدا، ومنذ صغره، كان يشارك في فعاليات "الباو واو" التي تحتفي بالرقصات التقليدية، حيث تعد "رقصة الطوق" من أشهر تلك الرقصات التي ترمز إلى استمرارية الحياة بلا بداية ولا نهاية.
يقول توماس: "أنا أرقص طوال حياتي، ولا أعرف إلا الرقص. لكل طوق قصة، ولكل حركة معان عميقة تروي من خلالها حكاياتنا".
وتتجلى أهمية الرقص في ثقافة النافاهو من خلال ارتباطه الوثيق بالحياة والشفاء، فـ"رقصة الطوق"، التي تعكس استمرارية الحياة، و"رقصة العشب" التي نالت شهرة في العالم العربي باعتبارها رمزًا للحرية، ليستا مجرد عروض فنية، بل تعبير عن الوجود والهوية.
وتعد هذه الرقصات جزءًا لا يتجزأ من حياة توماس، الذي يُعتبر من أبرز الراقصين الأميركيين الأصليين.
نحن موجودون
وفي حديثه عن شعب النافاهو، يُبرز توماس أهمية التراث الثقافي في صمودهم، ويقول "تاريخنا وثقافتنا هما الأساس الذي نبني عليه" مشيرا إلى أن هوية النافاهو لم تندثر رغم المآسي التي مروا بها "ما دامت ثقافتنا ولغتنا ومعتقداتنا تنبض، فنحن موجودون".
وفي حديثها، تستعيد شارلين والدة توماس، ذكريات الألم والمعاناة التي مر بها شعبها خلال "المسير الطويل" ودرب الدموع، حيث تم تهجيرهم قسريًا من أراضيهم.
وتقول: "تم إخراج السكان الأصليين من أراضيهم بالقوة، وأُجبروا على الترحال خلال الشتاء القارس، حيث مات العديد من الأطفال وكبار السن بسبب الجوع والبرد"، مؤكدة أن هذه المعاناة التي عاشها الأجداد ما زالت حاضرة في ذاكرة الأجيال الحالية، وتشكل جزءا لا يتجزأ من هويتهم.
ولم تكتف شارلين بنقل هذه القصص لتوماس وإخوته، بل غرست فيهم حب الثقافة وتقديرها، فقد تربى توماس في إحدى المحميات المخصصة للسكان الأصليين في أريزونا، حيث تعلم العادات والتقاليد التي أصبحت جزءا من هويته.
وتعد المحميات، التي أنشأتها حكومة الولايات المتحدة لتضع السكان الأصليين فيها، رمزا آخر للصمود في ظل القيود التي فرضت على تلك المجتمعات، فرغم الدعم الفدرالي الذي تتلقاه قبائل النافاهو، فإن إدارة المحميات والمشاريع الاقتصادية داخلها تواجه تحديات كبيرة بسبب التعقيدات البيروقراطية.
التراث الأحمر
ومن ثم، اضطرت شارلين وعائلتها لمغادرة المحمية والبحث عن فرص جديدة، كما تقول، حيث لم تستسلم هي وابنها للتحديات، وقررا فتح مركز ترفيهي يحمل اسم "التراث الأحمر"، يهدف إلى نشر ثقافة النافاهو وحمايتها من الاندثار.
في هذا المركز، يعرضان مختلف جوانب التراث من الرقصات التقليدية إلى الطعام والقصص الشعبية.
وتتجلى العلاقة الوطيدة بين توماس ووالدته بوضوح من خلال نظرات الابن لأمه، حيث يظهر تقديره العميق للدور الذي لعبته والدته في تشكيل هويته، ويعد هذا التوازن بين التمسك بالتقاليد والانفتاح على العالم الحديث هو التحدي الذي يواجهه توماس وجيله من شباب النافاهو.
ويزين توماس ووالدته أنفسهم بالحلي التوركوازية، التي تحمل رموزًا دينية وثقافية عميقة، فالزينة ليست مجرد جماليات، بل جزء من الهوية والمعتقدات الروحية لشعب النافاهو، الذين يؤمنون بالعوالم الأربعة وأهمية الشمس كرمز للإله.
وتختتم شارلين حديثها برسالة عن الصمود، قائلة: "نحن ما زلنا هنا.. الشعوب الأصلية جميعا، نحن شعب السلام وشعب الصمود وشعب التراث"، ملخصة حكاية النافاهو، الشعب الذي لم تُسلب منه هويته رغم الألم والمعاناة، والذي يستمر في الحفاظ على تراثه للأجيال القادمة.
20/10/2024المزيد من نفس البرنامجما صلاحيات نائب الرئيس في أميركا.. وهل هو منصب ثانوي؟play-arrowمدة الفيديو 02 minutes 17 seconds 02:17ما الفرق بين مجلسي النواب والشيوخ في الولايات المتحدة؟play-arrowمدة الفيديو 02 minutes 12 seconds 02:12طلاب أميركيون: منظومتنا السياسية تسخّر كل صانع قرار لخدمة أهداف محددةplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 55 seconds 01:55لقد قرروا إبادة غزة.. هذا ما دفع ضابط استخبارات أميركيا يهوديا لترك منصبهplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 52 seconds 03:52"شعور أكبر من أن يوصف".. شعيب يحاور ناشطيْن كويتييْن عائدين من غزةplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 40 seconds 02:40"تحت الركام".. فيلم يحكي مأساة مستشفى كمال عدوان وصمود طاقمهplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 26 seconds 02:26القيادي بحماس باسم نعيم يقدم رؤيته حول طوفان الأقصى في "وجهات نظر"play-arrowمدة الفيديو 01 minutes 58 seconds 01:58من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
فيلم ريد وان من أجواء عيد الميلاد يتصدر شباك التذاكر في أميركا الشمالية
لوس انجليس "أ.ف.ب": تصدّر فيلم "ريد وان" Red One الذي يتمحور على عيد الميلاد شباك التذاكر في أميركا الشمالية في أول عطلة نهاية أسبوع له، بحسب تقديرات شركة "إكزبيتر ريليشنز" المتخصصة.
وحقق فيلم، وهو من إنتاج استوديوهات "ام جي ام"، إيرادات بنحو 34,1 مليون دولار بين الجمعة والأحد، في نتيجة أتت أقل من التوقعات مقارنة بميزانية فيلم "يُفترض أنه يشكل انطلاقة لسلسلة أعمال من نوع أفلام الحركة الكوميدية"، على ما قال الخبير في القطاع لدى شركة "فرنشايز إنترتينمنت ريسيرتش" ديفيد غروس.
ويتناول العمل الذي شارك فيه ممثلون متميزون بينهم كريس إيفانز ولوسي ليو ودواين "ذي روك" جونسون، قصة خطف سانتا كلوز وعملية البحث عنه.
وقال غروس "إن تقييمات النقاد ليست جيدة لكنّه فيلم شعبي، وما يهم هو تعليقات الجمهور"، مشيرا إلى أن ردود فعل هؤلاء "ممتازة" حتى الآن.
وتراجع إلى المرتبة الثانية "فينوم: ذي لاست دانس" Venom: The Last Dance بعد ثلاثة أسابيع من تصدره شباك التذاكر. وحقق فيلم الخيال العلمي من استوديوهات "سوني" عائدات بـ7,4 ملايين دولار بين الجمعة والأحد، ليصل إجمالي إيراداته في كندا والولايات المتحدة إلى 127,6 مليون دولار.
ويؤدي توم هاردي مجددا في هذا الجزء الثالث من سلسلة أفلام "فينوم" دور صحافي ساخط يتحول إلى كائن فضائي مرعب ذي أسنان ضخمة. ويشارك إلى جانبه في التمثيل تشيوتيل إيجيوفور وجونو تيمبل وريس إيفانز.
بالإضافة إلى "ريد وان"، برز في الترتيب فيلم ثان من أجواء عيد الميلاد هو "ذي بيست كريسماس بيجنت إيفر" The Best Christmas Pegeant Ever، الذي سبق أن أحدث مفاجأة الأسبوع الفائت باحتلاله المرتبة الثانية في أول عطلة نهاية أسبوع له.
ويتناول الفيلم المقتبس من كتاب للأطفال أصدرته الأميركية باربرا روبنسون عام 1972، قصص عائلات في بلدة صغيرة يزرع فيها الأطفال الفوضى خلال حفلة عيد الميلاد السنوية.وحقق 5,4 ملايين دولار بين الجمعة والأحد.
وتلاه في الترتيب فيلم "هيريتيك" Heretic محققا 5,2 مليون دولار. ويتولى هيو غرانت بطولة فيلم الرعب هذا، مؤديا دورا غير مألوف في مسيرته.
أما فيلم الخيال العلمي التحريكي "ذي وايلد روبوت" The Wild Robot من إنتاج "دريم ووركس"، فحلّ خامسا محققا عائدات بـ4,3 ملايين دولار.
ويتمحور هذا الفيلم التحريكي على الروبوت روز الذي تتقطع به السبل على جزيرة غير مأهولة بعد حدوث إعصار، فيكوّن صداقات مع حيوانات الغابة.