استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لتكون هذه المرة السابعة منذ بداية العام، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. ولكن هذه المرة، أتى الهجوم بنتائج مدمرة أكثر من سابقاتها.

اندلعت النيران وسط فوضى القصف، والتهمت أجساد النازحين، وبرزت صورة مؤلمة لشاب يحترق وهو يستغيث، من دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب لإنقاذه من جحيم اللهب.

كان هذا الشاب هو شعبان الدلو، البالغ من العمر 20 عاما، الذي استشهد حرقا بجانب والدته آلاء.

واستذكر أحمد الدلو، والد شعبان، تفاصيل ذلك اليوم المفجع، فقال: "كنا نجلس معا حين سقطت علينا كرة من النار. فقدت عقلي حين رأيت أطفالي يحترقون. شعبان وزوجتي كانا في وسط النيران، وابنتاي وابناي الآن في العناية المركزة".

حينها، اندفع أحمد نحو النيران لإنقاذ عائلته، فسحب ابنه الأصغر عبد الرحمن وابنته رهف إلى بر الأمان، في حين تمكنت ابنته الكبرى من الهرب وهي تحترق. وأضاف الوالد: "نظرت إلى شعبان وفكرت أنه ربما يستطيع النجاة بنفسه، فركزت على إنقاذ إخوته الصغار". لكن مع الأسف، استشهد شعبان ولم يستطع النجاة.

انتقل أحمد، وهو خياط بسيط من غزة، مع عائلته إلى مستشفى شهداء الأقصى في بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ظنا منه أن المكان سيمنحهم الأمان بعيدا عن القصف والدمار. فالأوامر الصادرة من الجيش الإسرائيلي أكدت على الانتقال إلى "المناطق الآمنة"، وكانت أسوار المستشفى هي الخيار الأخير.

"لم أتخيل يوما أن تستهدف الخيام هنا"، لم يكن يعلم والد شعبان أن جيش الاحتلال لن توقفه أسوار المستشفيات عن قصف الأبرياء في قطاع غزة.

يوم مفجع

كان شعبان شابا واعدا، فقد قال والده إنه حقق 98% في امتحانات الثانوية العامة، وكان عازما على أن يصبح طبيبا، "بذلت قصارى جهدي لأوفر له منحة دراسية في الخارج، لكنه فضل البقاء هنا والتحق بهندسة الحاسوب. كان شابا ذكيا وله مستقبل مشرق".

واستشهاد شعبان كان مؤلما بشكل خاص، حيث إنه نجا بأعجوبة من غارة جوية أخرى في وقت سابق من الشهر الجاري. كان يتلو القرآن مع أصدقائه في المسجد حين تعرض للقصف في السادس من أكتوبر/تشرين الأول، ما أسفر عن استشهاد 25 منهم. نجا شعبان بإصابات طفيفة وقتها، كما روى شقيقه محمد.

وروى محمد: "في يوم المحرقة، حاولت أنا ووالدي إنقاذ عائلتنا، لكن الناس منعوني خوفا علي. شاهدت أخي يرفع يديه إلى السماء مرددا الشهادتين قبل أن يستشهد".

ولم تقتصر المأساة على عائلة أحمد وحدها. تتذكر أم محمد، نازحة أخرى وشاهدة على مشهد الحريق الذي التهم عائلة الدلو، أنها رأت "نارا كأنها من حلم. أم شعبان وابنها اشتعلا أمام عينيّ، ولم أستطع مساعدتهما. شعرت كأن القيامة قد قامت، وكأن الموت كان قريبا جدا منّي ومن بناتي السبع".

وأفاد المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، الدكتور خليل الدقران، بأن هذا الهجوم هو الأعنف حتى الآن، حيث احترقت ما بين 40 و50 خيمة، ما أسفر عن سقوط 4 شهداء وأكثر من 40 مصابا، معظمهم من النساء والأطفال.

وأوضح الدقران أن الإصابات كانت مروعة، حيث أصيب العديد من الفلسطينيين بحروق من الدرجة الثانية والثالثة. كما أشار إلى أن القوات الإسرائيلية استخدمت أسلحة حارقة محظورة دوليا خلال هجماتها على النازحين.

وبعد أيام من هذا الهجوم، أعلن عن وفاة عبد الرحمن، الشقيق الأصغر لشعبان، متأثرا بجراحه، مما زاد من عمق المأساة التي تعيشها عائلة الدلو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات

إقرأ أيضاً:

أفريقية النواب: تدمير المؤسسات الطبية بغزة وصمة عار في جبين المجتمع الدولي

اعتبر الدكتور محمد سليم وكيل لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب تصريحات مارجريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية التى وصفت فيها قطاع غزة بأنه المكان الأخطر على الأطقم الطبية في العالم، مشددة أن الطواقم بالمستشفيات وفرق عمل المنظمة تتعرض لخطر دائم وأن هناك 59% من الخدمات الطبية دمرت جراء الاستهداف الإسرائيلي، وكذلك البنية التحتية تضررت بشكل بالغ بمثابة وصمة عار فى جبين المجتمع الدولى بجميع دوله ومنظماته.

البرلمان العراقي يناقش التهديدات الإسرائيلية بضرب مواقع عراقية

 المجتمع الدولى
وطالب " سليم " فى بيان له أصدره اليوم من المجتمع الدولى سرعة التدخل للوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة ولبنان ومواجهة أزمة نقص الوقود وتدمير مولدات الكهرباء والذى أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي اللازم لتشغيل المؤسسات والمراكز الطبية مؤكداً أن الاستهداف الإسرائيلي للقطاع الطبي يتطلب اتخاذ جميع الاجراءات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلى.

البرلمان العربي: مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت خطوة نحو العدالة الدولية


وأكد الدكتور محمد سليم ان صمت وتخاذل المجتمع الدولى تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلى جعل جيش الاحتلال يقوم ويستمر فى اعتداءاته البشعة داخل قطاع غزة ولبنان مشيراً الى ضرورة أن تكون هناك وقفة حاسمة من المجتمع الدولى لدعم رؤية مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى والتى تتمثل فى اجبار حكومة الاحتلال الاسرائيلى على الوقف الفورى لاطلاق النار فى غزة ولبنان

مقالات مشابهة

  • أحمد المسلماني: إسرائيل لا تجد من يعاقبها وصمت تجاه الحرب الإجرامية بغزة
  • شهداء الحركة الرياضية .. الحلقة 61 (يوسف العقيلي)
  • أفريقية النواب: تدمير المؤسسات الطبية بغزة وصمة عار في جبين المجتمع الدولي
  • أحمد بلال : الأهلي يعاني من أزمة واضحة في الهجوم مع غياب وسام أبو علي
  • «البث الإسرائيلية»: حماس كانت مستعدة للإفراج عن محتجزين دون وقف إطلاق النار بغزة
  • ميقاتي: استهداف الجيش اللبناني رسالة دموية برفض العدو وقف إطلاق النار
  • الأردن: مطلقو النار بمنطقة الرابية لهم سجلات إجرام ومخدرات
  • غزل المحلة يتقدم على الجونة بهدف في الشوط الأول
  • معاريف تكشف عن خطة جديدة مؤقتة لوقف إطلاق النار بغزة
  • جمال شعبان يفجر مفاجأة عن سبب وفاة محمد رحيم| تفاصيل