أجمع عدد من خبراء البيئة على الجهود المبذولة من قِبل الدولة، ممثلةً فى وزارة البيئة، وجهاز تنظيم وإدارة المخلفات، التي ساهمت فى التخلص الآمن والصحي من المخلفات بكافة أنواعها، بالإضافة إلى تنفيذ عدد كبير من مصانع ومحطات تدوير المخلفات، وإعادة استخدامها مرة أخرى، لتعظيم القيمة الاقتصادية منها، باعتبارها أحد المدخلات الرئيسية فى عمليات الإنتاج.

«علام»: زيادة فى حجم المخلفات البلاستيكية والكرتونية داخل الأحياء الراقية مقارنةً بالمناطق الفقيرة 

وأوضح الدكتور مجدى علام، مستشار اتحاد خبراء البيئة العرب، أن كمية المخلفات التي يستهلكها الفرد يومياً تختلف من منطقة لأخرى ومن طبقة لأخرى، حيث أثبتت الدراسات أن المخلفات البلاستيكية والكرتونية تزداد داخل الأحياء الراقية، مثل «الزمالك والمعادي»، مقارنةً بالمناطق الفقيرة أو المتوسطة، نظراً لاعتماد معظم سكانها على الوجبات السريعة والجاهزة والتى يتم تغليفها وتعبئتها بأكثر من غلاف وشنط بلاستيكية، وهو ما ينتج عنه أن يكون نصيب الفرد من المخلفات من نصف كيلوجرام إلى كيلو، وأحياناً يصل عند البعض إلى 3 كيلوجرامات يومياً، فى حين أنه من المفترض ألا تزيد مخلفات الفرد يومياً على نصف كيلوجرام يومياً.

وقال «علام»، فى تصريحاته لـ«الوطن»، إنه يتم التعامل مع المخلفات عن طريق نظام معروف باسم «4R»، والذى يستهدف تقليل كمية المخلفات، عن طريق 4 مراحل، هى: التخفيض، وإعادة الاستخدام مرة أخرى، وإعادة التدوير أو التصنيع فى حال تلفها وعدم القدرة على استخدامها مرة أخرى، وأخيراً تحويلها إلى مادة خام ومن ثم إدخالها فى صناعة جديدة، مشيراً إلى أن حجم المخلفات السنوية التى ينتجها المصريون يصل إلى 45 مليون طن، نتيجة عدة أنشطة، أبرزها المخلفات الزراعية، التى تم البدء فى إعادة تدويرها خلال السنوات الأخيرة، فى صناعات جديدة من الأخشاب وقش الأرز.

وأوضح أن مناطق تولد المخلفات الصلبة، تضم المدارس والمصانع والمزارع والمبانى والمستشفيات وغيرها، وتعمل وزارة البيئة حالياً على توفير أماكن ومصانع لتدوير المخلفات الزراعية، وتحويلها إلى غاز حيوى «بيوجاز»، الذى يستخدم كوقود لتوليد الطاقة، كما يحدث فى المناطق الصحراوية، حيث يعتمد السكان على التعامل مع المخلفات الزراعية والحيوانية وبقايا النباتات، لتوليد وقود دون الحاجة إلى أسطوانات الغاز، كما يمكنهم أيضاً إعادة تدوير كسر الزجاج والخشب فى صناعات جديدة.

كما أشار مستشار اتحاد خبراء البيئة العرب إلى أن إعادة التدوير هى المدخل الرئيسى لتقليل المخلفات، وهو ما تعمل عليه وزارة البيئة بشكل كبير، من خلال التوعية بأهمية إدارة المخلفات، وعدم حرقها تجنباً لتلوث البيئة، وقامت معظم المحافظات بإنشاء مصانع لتدوير المخلفات، ومن بينها محافظة الوادى الجديد، وكذلك محافظة مطروح، التى أنشأت مصنعاً فى سيوة، لتدوير مخلفات النخيل والزجاج والأقمشة، وتصنيع منتجات حرفية جديدة، تشارك بها هذه المحافظات بقوة فى معرض «تراثنا»، الذى يجرى تنظيمه كل عام.

«حسن»: مصر فى المرتبة الـ14 عالمياً من حيث معدلات إعادة التدوير فى 2023

من جانبه، أكد الدكتور عزت حسن، استشارى بيئى بمركز التدريب البيئى السويدى، أن الدولة المصرية، ممثلة فى وزارة البيئة وجهاز تنظيم المخلفات، بذلت مجهودات كبيرة فى ملف رفع وتدوير المخلفات خلال السنوات الأخيرة، فى ظل الجمهورية الجديدة، حيث جاءت مصر فى المرتبة الـ14 عالمياً والأولى عربياً، من حيث معدلات إعادة التدوير خلال عام 2023، بنسبة إعادة تدوير بلغت 80% من مخلفات البلاستيك.

وقال الاستشارى البيئى، فى تصريحاته لـ«الوطن»، إن مصر لديها نحو 23 مدفناً صحياً للمخلفات، كما يجرى العمل حالياً على تنفيذ 18 مدفناً صحياً جديداً، فيما تم الانتهاء من إنشاء وتجهيز 18 محطة وسيطة ثابتة، ويجرى تنفيذ 7 محطات أخرى، علاوة على استهداف زيادة أعداد مصانع التدوير، حيث تم تنفيذ 3 مصانع خلال عام 2023.

وفى مايو 2023، تم تكليف الهيئة العربية للتصنيع بتنفيذ أول مجمع متكامل للمعالجة والتدوير والتخلص الآمن من المخلفات بمنطقة «أبوجريدة»، فى محافظة دمياط، على مساحة 93 فداناً، وشجعت تلك المبادرات الحكومية على جذب اهتمام القطاع الخاص بهذا المجال، وظهور العديد من الشركات التى تستثمر فى مشاريع إدارة النفايات، وإعادة التدوير وتحويل المخلفات إلى طاقة.

وأوضح «حسن» أنه نتيجة لتلك الخطوات ارتفعت كفاءة أعمال الجمع والنقل للمخلفات إلى 70%، وزادت كمية الوقود البديل والسماد العضوى والمفروزات، كما شهد عام 2023 البدء فى تنفيذ أول مشروعات تحويل المخلفات إلى طاقة بمنطقة «أبورواش»، فى محافظة الجيزة، بتكلفة استثمارية 120 مليون دولار، لإنتاج طاقة كهربائية بقدرة 30 ميجاوات/ ساعة.

وأشار إلى أن وزارة البيئة وضعت قائمة تضم حوالى 27 مشروعاً كفرص استثمارية فى مجال البيئة والمناخ، وبالتحديد فى مجال إعادة تدوير المخلفات، خاصة مشروعات إعادة تدوير المخلفات الزراعية لإنتاج العلف والبيوجاز، وتحويل النفايات البلدية الصلبة إلى وقود مشتق من النفايات المصنّفة للصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، وإعادة تدوير الإطارات «الكاوتش».

ويصل حجم الدعم وتمويل هذه المشروعات بمتوسط يتراوح بين 5 و50 مليون جنيه لكل مشروع، وأضاف أن مصر أمامها فرصة كبيرة للغاية للتوسع فى استثمارات إعادة تدوير المخلفات، إلا أن هناك بعض التحديات، أبرزها التكلفة المرتفعة لإنشاء «المدافن الصحية» للمخلفات التى لا يمكن إعادة استخدامها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المخلفات مصادر للطاقة وزارة البيئة تلوث البيئة المخلفات الزراعیة تدویر المخلفات إعادة التدویر وزارة البیئة إعادة تدویر

إقرأ أيضاً:

«خديجة» تعيد تدوير الملابس القديمة لأخرى عصرية.. «شفت الحركة دي؟»

بأناملها الرقيقة ورؤيتها الإبداعية تعيد «خديجة» ابنة الـ19 عاما تصميم الملابس القديمة وتحولها إلى ملابس جديدة تناسب العصر وصيحات الموضة وتضفي عليها جمالا مختلفا يبهر كل من يراه، في أحد أحياء محافظة الإسكندرية تجلس «خديجة» طالبة كلية الإعلام في غرفتها وأمامها ماكينة الخياطة الخاصة بها تخرج الملابس القديمة وتبدأ في إعادة تدويرها من جديد فتصنع بها أشياء مختلفة من فساتين وجيبات وشنط يد.

أحبت التفصيل منذ طفولتها

شغف وحب «خديجة» في حياكة الملابس جاء من جدتها فمنذ نعومة أظافرها كانت تجلس أمامها لتراقبها وتشاهدها بحب، بحسب حديثها لـ«الوطن»، وحاولت خديجة وهي طفلة صغيرة في تقليد جدتها وبدأت بالخياطة على يديها الصغيرتين لتنجح وهي في عمر الـ11 عاما في خياطة «الجيبة نص كلوش» موضحة: «روحت ورشة يوم واحد واتعلمت فيها باترون الجيبة نص كروش ودي كانت أول حاجة عملتها في حياتي وبعدها بدأت أعمل سيرش على يوتيوب وأتعلم أكتر وأجيب قصات الجيبات وإزاي أعمل إعادة تدوير وكنت بقص حاجتي وأديها لجدتي وهي تخيطها وكنت بعدل في هدومي وأغير فيها».

منذ بلوغ «خديجة» الـ11 عاما وهي تحلم بشراء ماكينة الخياطة وبدأت في جمع الأموال من مصروفها، لتحقق خديجة حلمها في عيد ميلادها الـ 16 بعدما ساعدتها عائلتها في جمع المبلغ وتعمل عليها خديجة من وقتها.

فكرة إعادة تدوير الملابس القديمة كانت من أكثر الاشياء المحببة لدى «خديجة» وهي صغيرة إذ كانت تحب دائما تغيير ملابسها والتعديل عليها :«كنت بحب أغير في لبسي وأعدل فيه حاجات كتير لأني كنت بحب ألبس هدوم كتير بس مكنش عندي أوبشن أن أجيب هدوم كتير وكنت بحب أغير في هدومي وكنت بقصقص وأغير في شكلها».

استطاعت «خديجة» من تحقيق حلمها في عمر صغير إذ تعمل على براند خاص بها منذ 6 أشهر بالإضافة إلى إعطاء ورش عمل في القاهرة والإسكندرية للتدريب على إعادة تدوير الأقمشة القديمة، ولم تتوقف خديجة عند ذلك إذ ترغب في تطوير موهبتها لذلك تدرس منذ قرابة 9 أشهر في منحة لإعادة تدوير الملابس تسمى «من قماش» وهي أول منحة في مصر لإعادة تدوير الملابس بحسب حديثها: «فكرة المنحة اننا بنشتغل وفي نفس الوقت بنتعلم ونأخذ خبرة، على مدار الـ 9 أشهور استفدت جدا ونميت من نفسي أكتر وفرق معايا وبقيت بروفيشنال بشكل كبير، ده يعتبر زي شغل وفي نفس الوقت دراسة، ودلوقتي بنشتغل على بروجيكت المفروض هنسلمه وهيبقى فيه إيفينت تابع لوزارة الثقافة هيتعرض فيه شغلنا».

منذ نحو عام بدأت «خديجة» في مشاركة أعمالها على منصات التواصل الاجتماعي لتنال تصاميمها إعجاب الآلاف من الأشخاص وتستطيع تحقيق نجاح كبير على السوشيال ميديا في وقت قليل: «لما بدأت على السوشيال ميديا مكنتش بتكلم عن إعادة التدوير أو أي حاجة ليها علاقة بتصميم الأزياء ، كنت بعمل استايلنج عادي وكان هدفي أشجع الناس على إننا ممكن نلبس حاجات حلوة وإحنا محجبات عادي وممكن نعبر عن نفسنا من غير ما نخاف وده فعلا أثر مع ناس كتير كانوا بيبعتولي وناس فرق معاهم ده، ولما بدأت أشارك معاهم إعادة تدوير وتصميم الأزياء ناس كتير تأثرت بالموضوع ده ، لأن مفيش ناس كتير في سني بيشتروا ماكينة خياطة أو يعملوا هدومهم بنفسهم، كل الناس اللي بقابلهم في الشارع بيقولوا عايزين نجيب ماكينة خياطة وعايزين يتعلموا ويعملوا هدومهم بنفسهم، أنا كان هدفي أشارك اللي عملته بس لكن ده ألهم الناس».

مقالات مشابهة

  • «الوطن» داخل أحد مصانع التدوير لتحويل المخلفات لـ«سماد ووقود بديل»
  • منظومة التخلص الآمن من المخلفات.. محطات وسيطة ومصانع تدوير وحملات توعية
  • تنظيم 15 ندوة تثقيفية وتوعوية بالقرى لإعادة تدوير المخلفات والاستفادة منها
  • تنظيم 15 ندوة تثقيفية بقرى أسيوط لإعادة تدوير المخلفات والاستفادة منها
  • محافظ أسيوط: تنظيم 15 ندوة بالقرى لإعادة تدوير المخلفات والاستفادة منها ضمن مبادرة بداية  
  • «إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية».. ورشة عمل بمركز التنمية بجامعة الأقصر |صور
  • «خديجة» تعيد تدوير الملابس القديمة لأخرى عصرية.. «شفت الحركة دي؟»
  • «مترميهاش».. 7 حيل لإعادة تدوير الإكسسوارات القديمة والاستفادة منها
  • ورشة عمل عن إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية والورقية لطالبات الأقصر