شهب دلتا الجباريات تتساقط من السماء.. ترقبوا الخامسة فجرا
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
ينتظر عشاق الظواهر الفلكية الليلة، حدثا فلكيا مميزا، إذ تزين شهب دلتا الجباريات السماء، ليلة الإثنين 21 أكتوبر، والمقرر أن تمطر السماء بـ20 شهابًا لامعًا في الساعة، إذ كشفت الجمعية الفلكية بجدة في تقرير لها، أنه بالتزامن مع ذورة الجباريات سيكون القمر في طور الأحدب المتناقص ما سيتسبب في طمس معظم الشهب الخافتة هذا العام ولكن من الممكن رصد عدد قليلًا منها.
وتعتبر وكالة ناسا واحدة من أجمل زخات الشهب الممطرة لهذا العام، وهي أحدث حدث فلكي هذا الشهر، والذي تضمن بالفعل عاصفة شمسية قوية أدت إلى أضواء شمالية واسعة النطاق، من مذنب تسوتشينشان - أطلس، وألمع النجوم، والقمر العملاق لهذا العام.
قال شون دال، منسق مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع لـ NOAA، لشبكة ABC News: «لقد كان هناك الكثير من الأحداث السماوية العظيمة هذا العام وحده»، واصفًا إياها بأنه يمكن رؤية الكثير من الأشياء الرائعة في السماء.
وكان أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتور أشرف تادرس، عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك» أكد أن ليلة 21 أكتوبر، تُزين السماء بزخة شهب دلتا الجباريات وهي من الزخات الشهابية المتوسطة حيث يصل عدد الشهب فيها إلى 20 شهابا في الساعة عند الذروة.
كيف تتكون شهب دلتا الجباريات؟وتأتي شهب دلتا الجباريات نتيجة دخول الأرض في مخلفات غبار مذنب هالي Halley التي تدخل الغلاف الجوي الأرضي وتحترق فيه في صورة شهب
وتسقط الشهب كما لو كانت آتية من كوكبة الجبار Orion وهو سبب تسميتها ، ولكن يمكن أن تظهر في أي مكان أخر في السماء.
يمكن رؤية الجباريات من نصفي الكرة الشمالي والجنوبي بدون تلسكوب، وفقًا لوكالة ناسا، ومع ذلك، قال ماكدونالد إن ضوء القمر العملاق، الذي بدأ يتضاءل يوم الجمعة، من المتوقع أن يحد من الرؤية بشكل كبير، قائلًا: «سوف يقوم القمر بتبييض الكثير من الشهب».
ونصحت ناسا: «في أقل من 30 دقيقة في الظلام، ركز بعيناك وستبدأ في رؤية الشهب، ولكن كن صبورًا سيستمر العرض حتى الفجر، لذلك لديك متسع من الوقت لإلقاء نظرة عليه»
وتميل الجباريات إلى الوصول إلى ذروتها خلال منتصف شهر أكتوبر من كل عام، وفقًا لوكالة ناسا، وعادةً ما تكون الساعات التي تلي منتصف الليل هي أفضل أوقات المشاهدة.
ومن المتوقع أن يصل تساقط الشهب إلى ذروته يومي الأحد والاثنين، وعندها سيكون القمر مكتملا بنسبة 83%، وفقا لـAMS.
ويتوقع أن تنتج الشهب أفضل عروضها عند حوالي الساعة 5 فجرا، الاثنين بالتوقيت المحلي عندما تكون نقطة إشعاعها مرتفعه في السماء باتجاه الأفق الجنوبي.
وقال ماكدونالد إن السفر إلى أحلك مكان ممكن من المرجح أن يزيد من فرص الرؤية، مؤكدًا إن أفضل وقت لرؤية زخات الشهب سيكون على الأرجح ليلة الاثنين، بمجرد تراجع القمر العملاق.
شهب الجباريات سريعة إذ تندفع إلى الغلاف الجوي بسرعة 66 كيلومترا بالثانية، وعلى الرغم من إنها خافته لكنها تعوض ذلك الخفوت من خلال إنتاج ذيول من الغاز المتأين الذي يستمر لبضعة ثوان بعد إختفاء الشهاب نفسه.
وتنشط شهب الجباريات سنوياً خلال الفترة من 2 أكتوبر الى 7 نوفمبر وهي ليست من زخات الشهب القوية، إذ يمكن رؤية ما بين 10 إلى 20 شهاب بالساعة عند ذروتها.
وقالت إليزابيث ماكدونالد، عالمة فيزياء الفضاء في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا، لـ ABC News، إن شدة ذروة النشاط تميل إلى التباين، لكنها أعلى بكثير من المعتاد، هذا العام موضحة أنه في السنة العادية، تنتج الجباريات ما بين 10 إلى 20 زخة في الساعة، ولكن خلال السنوات الاستثنائية، مثل 2006 إلى 2009، كانت معدلات الذروة على قدم المساواة مع البرشاويات، بحوالي 50 إلى 75 في الساعة، وفقًا لجمعية الأرصاد الجوية الأمريكية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شهب حدث فلكي فی الساعة هذا العام یمکن رؤیة
إقرأ أيضاً:
نجم النسر الواقع
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمين إياها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم النسر الواقع، ويقع هذا النجم في كوكبة القيثارة، وقد اعتمد عليه العرب في الزراعة وتحديد المواسم، وهو جزء من «مثلث الصيف» الشهير في السماء الذي تمثله ثلاثة نجوم وهي النسر الواقع، والنسر الطائر الذي يقع في كوكبة العقاب، وذنب الدجاجة، ويحتل النسر الطائر المرتبة الخامسة من حيث لمعانه في السماء، وأما من حيث التسمية فكلمة الواقع تعني الهابط، أو الساقط، فجاء هذا الاسم لأن النجم يُرى وكأنه نسر يهبط أو ينقض على فريسته، وهذه التسمية تعكس طريقة العرب في ربط النجوم بالصور التي يتخيلونها في السماء، وهو جزء من إرثهم الفلكي العريق.
ويبدأ هذا النجم بالظهور في فصل الربيع قبل الفجر في نصف الكرة الشمالي، ويصبح واضحًا في الصيف، حيث يكون في أعلى السماء بعد غروب الشمس، ويظهر في نصف الكرة الجنوبي، لكن يكون منخفضًا على الأفق، وأما عن المعلومات الفلكية لهذا النجم فإن قطر النسر الواقع حوالي 2.7 ضعف قطر الشمس، ما يجعله أكبر بكثير من شمسنا، كما أن درجة حرارة سطحه تبلغ حوالي 9,600 كلفن، وهو أكثر حرارة من الشمس التي تبلغ حرارتها حوالي 5,778 كلفن، وبسبب هذه الحرارة العالية، يشع النجم بلون أبيض مزرق، ويبعد عن الأرض حوالي 25 سنة ضوئية ولذلك يعد أحد أقرب النجوم اللامعة إلينا، ولأن الثقافة العربية تحتفي بالكائنات الحية التي تعيش في بيئتها فإنها لم تغفل ذكر هذا الطائر الذي يعد من الطيور الجارحة في أشعارها وأمثالها، ولم تكتف بذلك بل قرنت بين النسر الذي يحلق في السماء وبين نجم النسر، وذكره الشعراء في قصائدهم، فنجد مثلا الشاعر المخضرم الذي عاش في الجاهلية والإسلام الشَّمَّاخ بن ضِرار الذُّبْياني يذكر نجم النسر الطائر والواقع ويجمع بينهما بلفظ «النسران»، فيقول:
قد بيَّن الليل وبُعْدُ الغَيْطان
بيْن المُزَجَّى والنَّجِيب المِعْوَان
مثل المثاقِيل بشِقِّ المِيزَان
كأنَّها وقد تدلَّى النِّسران
وكذلك الشاعر العباسي أبو العلاء المعري يقرن نجم النسر مع نجم السها ويجعلهما شاهدين على الزمان فقال:
سوف ألقى مِن الزمان كما لا
قوا بعُنف لا يستقال ودسر
ولو إني السها أو النسر قد شا
هَدتُ عصرينِ من يغوث ونسر
كما نجد الشاعر ابن الرومي يمدح أحدهم ويقرن نجم النسر بالفرقدين فـيقول:
أنت الذي أنزلتهُ همتُهُ
منزلة الفَرقدين والنسرِ
وأنت فـي عِفَّة السريرة وال
علم شبيه بجدك الحَبرِ
أما في المنظمات الفلكية فنجد الشاعر أبو الحسين الصوفي الذي عاش في العصر العباسي يقول:
لأن تلك النجوم المضيئة
تدفع عنها جهدها الأذية
والنسر أيضًا عاطف عليه
والذئب غير واصل إليه
وقال الشاعر الحافظ ابن حجر العسقلاني، الذي عاش في الزمن المملوكي وهو يمدح رجلين ويثني عليهما ويقول إن النسرين وهما نسر السماء وهو النجم، ونسر الأرض الذي يطير فقال:
لَهفـي عَلى مَن حَديثي عَن كمالهما
يحيي الرَميم ويلهي الحيّ عن سمرِ
اِثنان لم يَرتَق النسران ما اِرتقيا
نسرُ السما إِن يلُح وَالأَرضِ إِن يَطِرِ
وأما الشاعر ابن نباتة المصري الذي عاش فـي العصر المملوكي أيضًا فـيقول فـي مدح أحدهم:
إذا شمت منه طلعةً علويةً
فغالِ الثنا وأرفض سنا الأنجم الزهر
إذا ما علاءُ الدّين حام فخاره
فسل ثم عن نسرِ الكواكب لا النسر
وفي العصر الحديث فقد ذكر هذا النجم الشاعر عبدالباقي العمري الموصلي وقد قرنه بنجم العيوق فقال:
وحضيض القدر لم يرتفع
كعمود الصبح من حيث ارتفع
سقط العيوق والنسر وقع
كما رأينا البدر لما أن سطع