لجريدة عمان:
2025-01-20@13:59:27 GMT

لبنان أمام توازن صعب في صراع موازين القوى

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

لبنان أمام توازن صعب في صراع موازين القوى

بيروت «أ.ف.ب»: بعد ضربات متتالية وجّهتها إسرائيل إلى حزب الله وتحوُّل النزاع معه إلى مواجهة مفتوحة، يجد لبنان نفسه أمام توازن صعب بين الولايات المتحدة وحلفائها الساعين إلى تعديل موازين القوى لصالحهم، وإيران التي لن تتنازل بسهولة عن مكتسباتها، كما يرى خبراء.

شكّل اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت أواخر سبتمبر، صدمة في لبنان، حيث يعدّ الحزب قوة سياسية وعسكرية نافذة تنامت قدراتها بشكل كبير خلال العقود الماضية.

ويوضح المحلل في مركز كارنيجي للشرق الأوسط مايكل يونج أن لبنان يواجه «تجاذبا بين إيران... والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة ثانية».

ويضيف: إن «الأمريكيين والإسرائيليين... يحاولون استخدام القوة العسكرية من أجل تغيير توازن القوى في لبنان لصالحهم، ولا شكّ أن الإيرانيين لن يقبلوا بذلك بدون قتال».

فتح حزب الله جبهة «إسناد» لغزة وحليفته حماس منذ أكتوبر 2023، غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل والحركة في القطاع بعد هجوم السابع من أكتوبر.

وتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود على مدى العام المنصرم. وحاول الحزب احتواء التصعيد وحصره ضمن هوامش ومناطق حدودية، لكنه أكد الترابط بين وقف النار في لبنان وغزة.

لكن تبادل القصف تحوّل إلى مواجهة مفتوحة في سبتمبر، مع تكثيف إسرائيل حملتها الجوية ضد مناطق لبنانية عدة خصوصا معاقل للحزب في الجنوب والشرق والضاحية الجنوبية لبيروت، وبدء عمليات برية «محدودة».

وتلقّى الحزب الذي تمدّه إيران بالدعم المالي والتسليحي، سلسلة ضربات من إسرائيل أو منسوبة إليها، مثل تفجير أجهزة اتصال يستخدمها آلاف من عناصره، ومقتل نصرالله والعديد من القادة العسكريين والميدانيين، واستهداف بنى أساسية ومنشآت ومخازن أسلحة عائدة له.

طرحت الضربات، تزامنًا مع تواصل الحملة الإسرائيلية، أسئلة حول مستقبل الحزب سياسيًا وعسكريًا.

وأكدت واشنطن حليفة الدولة العبرية، أنها تتطلّع لتغيير في لبنان.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن في 11 أكتوبر: «من الواضح أن الشعب اللبناني يريد لدولته أن تمسك بزمام الأمور وتتحمّل مسؤولية بلدهم ومستقبله».

قبله بأيام، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللبنانيين إلى «تحرير» بلادهم من حزب الله، وإلا سيواجهون مصيرًا مشابهًا لغزة.

تقول كيم غطاس، المحللة السياسية ومؤلفة كتاب «الموجة السوداء» عن الشرق الأوسط: إن «رؤية واشنطن لا تتماشى بالضرورة مع رؤية إسرائيل من حيث أهداف الحرب وتكتيكاتها».

وتضيف: «ترغب واشنطن في أن ترى حزب الله أضعف، وربما حتى نزع سلاحه، لكنها تخشى من أن تذهب إسرائيل بعيدا في حملتها العسكرية».

في خطوة نادرة، ندّد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الجمعة بما اعتبره «تدخلا فاضحا» من قبل إيران في شؤون بلاده، بعد تصريحات منسوبة لرئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف.

وكان قاليباف زار بيروت الأسبوع الماضي، مثله مثل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. واعتبرت الزيارتان بمثابة تعبير عن الدعم لحزب الله بعد الضربات التي تلقاها.

ويقول مسؤول لبناني فضّل عدم كشف هويته إن مواقف المسؤولين الإيرانيين وربط طهران بين وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، أثارت استياء في بيروت.

وتلفت غطاس إلى أن «إيران تريد الحفاظ على ما تبقى من مقدّراتها في لبنان وأن تضمن بقاء النظام» في الجمهورية الإسلامية، ولذلك «ينبغي عليها أن تجد توازنا بين مواصلتها دعم حزب الله (...) وأن تؤشر في الوقت عينه إلى انفتاحها على الدبلوماسية».

تضيف: «تسعى إيران لحجز مقعد على طاولة المفاوضات بشأن مستقبل المنطقة».

وتستعد إيران لردّ إسرائيلي على هجوم صاروخي شنّته على الدولة العبرية في الأول من أكتوبر. وحذّرت إيران من أنها ستردّ على أي اعتداء على أراضيها. توازيا، يجري عراقجي منذ أيام جولة إقليمية يكرر فيها موقف بلاده الرافض للتصعيد الإقليمي.

وقال ميقاتي الجمعة بعد استقباله نظيرته الإيطالية جورجيا ميلوني: إن «لبنان يدفع فاتورة غالية ثمن الصراعات الخارجية وما يحصل يجب أن يكون درسًا لجميع الأطراف اللبنانية أن النأي بلبنان عن الصراعات الخارجية هو المطلوب».

يرأس ميقاتي حكومة تصريف الأعمال في ظل فراغ رئاسي منذ عامين، بفعل مأزق سياسي يعود للتجاذب بين حزب الله والقوى السياسية المناهضة له حال دون انتخاب البرلمان رئيسا جديدا للجمهورية.

وقال ميقاتي الثلاثاء لفرانس برس «ثمة مساع جدية لانتخاب رئيس جمهورية، نأمل أن تصل إلى نتيجة».

وخلال الآونة الأخيرة، دعا زعماء وشخصيات في لبنان القائم على المحاصصة السياسية والطائفية، لا سيما من المناهضين لحزب الله، إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، مع تأكيدهم في الوقت عينه أهمية الوحدة الوطنية، في ما يراه المحللون مسعى لتجنّب إظهار نية استثمار الضربات التي تلقاها حزب الله، في السياسة اللبنانية.

أما غطاس فتشير إلى أن «السياسيين يبدو وكأنهم تعلموا الدروس من الماضي»، في إشارة إلى الحرب الأهلية التي امتدت بين عامي 1975 و1990.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

أمين عام حزب الله يتهم إسرائيل بخرق اتفاق إطلاق النار "مئات" المرات  

 

 

بيروت - اتهم الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم السبت 18يناير2025، إسرائيل بارتكاب مئات من الخروقات في اتفاق الهدنة، الذي يفترض استكمال تنفيذه بحلول الأسبوع المقبل، محذرا "لا تختبروا صبرنا".

جاءت تصريحاته خلال زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى لبنان، الذي دعا إسرائيل إلى إنهاء عملياتها العسكرية و"احتلال" الجنوب، بعد شهرين تقريبا من وقف إطلاق النار بين حزب الله المدعوم من إيران وإسرائيل.

دعا قاسم الدولة اللبنانية إلى "الحزم في مواجهه الخروقات التي تجاوزت المئات، هذا الأمر لا يمكن أن يستمر".

وأكد "صبرنا على الخروقات لإعطاء فرصة للدولة اللبنانية المسؤولة عن هذا الاتفاق، ومعها الرعاة الدوليون، ولكن أدعوكم إلى ألا تختبروا صبرنا".

دخل اتفاق الهدنة حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد شهرين من بدء مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران. ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك الهدنة بشكل متكرر.

وينص اتفاق وقف اطلاق النار على انسحاب إسرائيل من مناطق دخلتها في جنوب لبنان، بحلول 26 كانون الثاني/يناير. ويشمل كذلك الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006، والذي من بنوده ابتعاد حزب الله عن الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها.

وترأس فرنسا مع الولايات المتحدة لجنة للاشراف على آلية تنفيذ الاتفاق، تضم في عضويتها قوات اليونيفيل الى جانب لبنان واسرائيل.

ويشدّد معارضو حزب الله في لبنان والخارج على أن الحزب ضعف بشكل كبير من جراء الحرب.

تم انتخاب جوزاف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية في التاسع من كانون الثاني/يناير، ما وضع حدا لشغور استمر أكثر من سنتين في سدة رئاسة البلاد.

وقال قاسم "مساهمتنا كحزب الله وحركة أمل هي التي أدّت إلى انتخاب الرئيس بالتوافق" مؤكدا "لا يستطيع أحد إقصاءنا من المشاركة السياسية الفاعلة والمؤثرة في البلد".

بعد اجتماعه مع عون السبت، أعرب غوتيريش عن أمله في أن يتمكن لبنان من فتح "فصل جديد من السلام". وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه في "زيارة تضامن" مع لبنان.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • تعاون عسكري تركي باكستاني يُحدث تحولًا في موازين القوى الإقليمية
  • أمين عام حزب الله يتهم إسرائيل بخرق اتفاق إطلاق النار "مئات" المرات  
  • بيانات وصور.. صحيفة أميركيّة: هذا ما قامت به إسرائيل بعد اتّفاق وقف إطلاق النار في لبنان
  • كيف توازن إيران بين اتفاقية موسكو ومفاوضات جنيف؟
  • غوتيريش: لبنان أمام مستقبل أكثر إشراقا وعلى إسرائيل الانسحاب
  • الرئيس اللبناني يتمسك بانسحاب إسرائيل بحلول 26 الجاري
  • الأمين العام لحزب الله: المقاومة والشعب الفلسطيني أفشلا مخططات إسرائيل
  • بحلول 26 يناير..عون يطالب إسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان
  • بيئة الحزب تلوِّح بأشكال جديدة من المقاومة
  • حلقة النار ضدّ إسرائيل وأساسها لبنان.. هل انتهى دورها؟