ترامب أم هاريس.. العالم العربي عند مفترق طرق!
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
يتابع العالم العربي الانتخابات الأمريكية كما لا يتابع أي انتخابات أخرى حتى لو كانت تحدث في الجوار. ويتعصب البعض لطرفيها كما يتعصب البعض لفرق كرة القدم، وهذا أمر مفهوم، مع الأسف الشديد، في ظل انعكاس توجهات أي إدارة أمريكية على الواقع العربي وعلى التحولات الجذرية التي تحدث في المنطقة العربية.
وإذا كانت المتابعة في الماضي ضرورية وأساسية فإنها هذا العام وفي هذه الأيام قبيل الانتخابات المنتظرة في الخامس من نوفمبر القادم أكثر أهمية في وقت تشتعل فيه النيران في «الشرق الأوسط».
وتكشف الانتخابات القادمة عن وجهات نظر متناقضة بشأن المنطقة التي تكتسب أهمية كبيرة للسياسة الخارجية الأمريكية، حتى لو اعتقد البعض، أن ثقل الاهتمام انتقل من «الشرق الأوسط» إلى بحر الصين الجنوبي، لكن أحداث طوفان الأقصى أعادت البوصلة الأمريكية إلى المنطقة من جديد.
يقدم دونالد ترامب ومنافسته الرئيسية، نائبة الرئيس، حاليا، كامالا هاريس، نهجين مختلفين في معالجة التحديات الإقليمية لأمريكا.
كانت سياسة ترامب في الشرق الأوسط، خلال إدارته السابقة، محددة باتفاقيات «إبراهيم»، التي تهدف إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية. وقد تبنى موقفا حازما بشأن إيران تمثل أحد أهم تمظهراته في الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات، الأمر الذي خلق ردود فعل متباينة في المنطقة. وأكد نهجه المعاملاتي على الحد من التدخل العسكري الأمريكي مع تعزيز العلاقات الاقتصادية ودفع الدول العربية نحو التطبيع مع إسرائيل.
وتتمثل إحدى مزايا سياسة ترامب في قدرته على بناء صفقات تعكس التحالفات الجيوسياسية المتغيرة، لكن هذه الصفقات لم تخدم القضية الفلسطينية بقدر ما خدمت إسرائيل والدول التي طبعت علاقاتها معها. وتعتقد بعض الدول العربية والخليجية بشكل خاص أن موقف ترامب الحازم من إيران أعطاها المزيد من الطمأنينة، لكن تلك الطمأنينة سرعان من تحولت إلى نوع من الخوف والترقب والحذر مع فشل ترامب في الفوز برئاسة ثانية نهاية 2020. إضافة إلى ذلك فإن القلق في الشرق الأوسط زاد عندما بدأ ترامب في سحب الالتزامات الأمريكية القائمة في المنطقة منذ سنوات طويلة ما أثار مخاوف بشأن الاستقرار وأدى إلى زيادة نفوذ روسيا وإيران بحسب بعض السياسيين في العالم العربي.
أما كامالا هاريس فإنها رغم التوقعات في مواصلتها العديد من سياسات الرئيس بايدن، فإنها تؤكد على المشاركة الدبلوماسية وعلى المزيد من الحوار، وتدعم، على الأقل في خطبها الانتخابية، سياسة حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإعادة الدخول في مفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي. ويتسم نهج كامالا هاريس بالتعددية، ويركز على بناء التحالفات وإعادة المشاركة مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، مثل الاتحاد الأوروبي، لمعالجة مختلف القضايا بما في ذلك قضايا «الشرق الأوسط».
ومن المنتظر أن يعمل التزام هاريس بالدبلوماسية والحوار على تقليل التوترات الإقليمية، وخاصة إذا ما عادت إلى طاولة المفاوضات مع إيران حول الملف النووي. لكن هذا التوجه قد يقابله ضغوط من بعض دول الخليج خاصة تلك التي ما زالت قلقة من سياسات إيران ومن تمدد نفوذها في المنطقة. أما دعم هاريس لحل الدولتين فإنه يتماشى مع الإجماع الدولي رغم أنها ستواجه تعنتا كبيرا وصلبا من إسرائيل التي تحاول أن تنتشي الآن بتحقيق بعض الانتصارات في حربها على غزة ولبنان.
ويرى البعض أن دعم التعددية والدخول في حوارات مع شركاء بشأن قضايا الشرق الأوسط من شأنه أن يبطئ أي نتائج سواء كانت إيجابية أو سلبية من وجهة نظر الدول العربية على عكس الأسلوب المباشر الذي يتمتع به ترامب والذي اتضح جليا خلال عقد الاتفاقيات الإبراهيمية وكذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وبشكل عام فإن التوقعات التي تسود غرف صنع القرار والسياسات في العالم العربي والتي تتابع الانتخابات وتنصت جيدا لمعطيات الحملات الانتخابية تشير إلى احتمالية مواصلة ترامب لسياسة إعطاء الأولوية للمخاوف الاقتصادية على المخاوف الديمقراطية، والتركيز على صفقات التطبيع العربي مع إسرائيل وصولا إلى «وهم» السلام.. وعلى النقيض من ذلك، فإن هاريس ستركز على الدبلوماسية رغم أن المخاوف لا تزال قائمة بشأن كيفية تحول التوازن الإقليمي للقوى نتيجة لإعادة التعامل مع إيران.
وبين تركيز ترامب على الأمن وقيادة هاريس لحقبة دبلوماسية في المنطقة فإن العالم العربي عليه توقع تغيرات جذرية وجوهرية يمكن فهم إرهاصاتها الأولى من خلال فهمه لمسار الحرب الحالية ونتائجها وردود الفعل الشعبية في العالم العربي عليها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العالم العربی الدول العربیة الشرق الأوسط فی المنطقة ترامب فی
إقرأ أيضاً:
استشاري صحة نفسية: تعريف الأطفال بالذكاء الاصطناعي يبدأ بسن الـ 7 سنوات
أكد الدكتور عبد الله أبو عدس، استشاري الصحة النفسية، أن الأباء الآن في مرحلة تلمس الخطوات الأولى في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، مشددًا على أن تقاطع الطفل مع الذكاء الاصطناعي يبدأ منذ اللحظة الأولى للكلام وعلاقته مع البيئة الخارجية، متابعًا: «يرى الآباء يتعاملون مع الأجهزة الرقمية ويرى المدرس ايضًا يتعامل بالأجهزة الرقمية.. أصبحنا نتعامل مع الذكاء الاصطناعي باعتباره واقع الآن».
ميتا تزيل ملفات الذكاء الاصطناعي من فيسبوك وإنستجرام رئيس هندسة جوجل: الذكاء الاصطناعي يتسبب في انبعاثات كربونية تؤدي لتغيرات بالمناخ الذكاء الاصطناعيوأوضح «أبو عدس»، خلال مداخلة عبر الإنترنت مع الإعلامي محمد جاد وآية الكفوري، ببرنامج «صباح جديد»، المٌذاع عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن الجيل الحالي من الأطفال هو الذي سيتعامل مع الطفرة الثالثة والرابعة من الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي يقسم لعدد من المراحل، أولهما الآلات التفاعلية والذي يعيش معظم الأطفال في العالم بتأثيرها.
ووجه عدد من النصائح للأباء، بأنه لابد من تعريف الأطفال بالذكاء الاصطناعي من سن 7 لـ 9 سنوات، وتكون البداية بتعريف الأطفال عن ما هو الذكاء الاصطناعي؟ وتبسيط المفاهيم واستخدام الألعاب، مشددًا على أنه من سن الـ10 سنوات يحصل الطفل على بعض الفرص لتصميم بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أنه لابد أن نبدأ بتعليم الطفل بعد سن الـ12 عام تعليم لغة البرمجة المعقدة لكي يستوعب ما يجري حوله.
الذكاء الاصطناعي جزء من نظام التعليم للطلابوتابع: «الذكاء الاصطناعي جزء من نظام التعليم للطلاب.. وقد يكون هو المدرس الخصوصي للأطفال ويستطيع قراءة قدرات الطفل الفكرية وتصميم برامج تعليمية لكل طفل على حدى.. وأصبح المعلم ويتلمس نقاط الضعف والقوة للأطفال، وأصبح الذكاء الاصطناعي هو المشرف التربوي ويقيس الديناميكية التعليمية ويضع نقاط الضعف ونقاط القوة».
جدير بالذكر أن حسان عودة، خبير الذكاء الاصطناعي، والباحث بجامعة الشارقة، أكد على أهمية توسع دول الشرق الأوسط في مجالات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنه يبلغ إجمالي إنفاق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على تكنولوجيا المعلومات 183.8 مليار دولار في عام 2024، ارتفاعا من 176.8 مليار دولار في عام 2023.
وقال خبير الذكاء الاصطناعي خلال حواره ببرنامج "العنكبوت" ال، إنه من الضروري أن ينتشر التطور التكنولوجي ويتوسع ويكون هناك تبادل للخبرات بين بلدان المنطقة العربية.
طفرات في منطقة الشرق الأوسطوذكر خبير الذكاء الاصطناعي أن هناك طفرات في منطقة الشرق الأوسط ، حيث نجح المعهد التكنولوجي في أبو ظبي، في تصميم منافسين لـ ChatGPT ، موضحًا أن تحسين الخدمات الإماراتية بمثابة مثال ونموذج للدول العربية الأخرى، وخاصة في مجالات التعليم والصحة.
ولفت إلى أن الإنفاق التكنولوجي شهد في الشرق الأوسط نموا سريعا، مدفوعا بالمبادرات الحكومية، واستثمارات القطاع الخاص، والدفع نحو التحول الرقمي عبر مختلف القطاعات، حيث تركز بعض دول المنطقة بشكل أساسي على قطاعات مثل البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، والخدمات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والحوسبة السحابية، ومبادرات المدن الذكية.
وأوضح أن عام 2024 شهد تقدمًا مذهلاً في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح التقنية الأكثر تأثيرًا في مختلف جوانب الحياة اليومية.