جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-04@08:02:20 GMT

الضمير الإنساني تحت أنقاض غزة

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

الضمير الإنساني تحت أنقاض غزة

د. أحمد بن علي العمري

 

الضمير الإنساني.. القانون الإنساني.. القانون الدولي.. الكرامة الإنسانية.. العدالة الدولية.. حقوق الإنسان.. الحرية الإنسانية.. المساواة العالمية.

كلها عناوين فضفاضة تهاوت عالميًا واحدة تلو الأخرى حتى توارت جميعها عن الأنظار تحت أنقاض غزة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع شرقه وغربه وحتى عربه ومسلميه الذين لفهم السكوت المطبق وصمتوا صمت القبور حتى عبارات الشجب والتنديد والاستنكار الفارغة التي كنَّا نسمعها لم تعد مسموعة أو ظاهرة وكأنّها أضحت رماد الأنقاض.

إذا ما تفكرنا مليئا فإننا سنجد أن من يتزعم هذه الشعارات العالمية دول العالم الغربي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وبريطانيا ولكن إذا عرفنا أن هذه الدول العظمى بأسلحتها تدمر إسرائيل غزة بلا رحمه ولا هوادة فلربما نفهم سبب سكوتها.

لقد دمرت إسرائيل غزة بأبشع صور الدمار التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية أجمع منذ هرقل مرورا بجنكيزخان وهتلر لنصل إلى نتنياهو حتى وصل الأمر إلى قصف مدرسة بها لاجئون نصبوا لأنفسهم خياماً فتحترق هذه الخيام فلا يجدون الماء لإطفاء الحرائق؛ بمعنى أن الماء والغذاء والدواء ممنوع وصوله لهؤلاء البشر وهناك من مات منهم جوعا وكأنهم حيوانات تنفق لا بشر يتعذبون.

وإذا كان هناك من يدعي كذباً أن المجاهدين يتخذون من العامة دروعًا بشرية فقد كان الدليل الواضح والصريح الذي دحض كل السرديات الملفقة، وهو استشهاد المجاهد البطل يحيى السنوار- رحمة الله عليه- فقد استشهد الرجل وهو زعيم حماس وحيدًا فوق الأرض وليس تحتها مُقبلًا غير مدبر، بلا دروع بشرية، ولا بين الأسرى كما كانوا يدعون كذبًا وقد شاهدنا كيف نكلوا بجثته.

إنَّ الإجرام الإسرائيلي بحق غزة وكذلك بحق لبنان، يفوق كل المصطلحات السابقة للطغيان  والغلو، ولا بُد أن يكون هناك مصطلح جديد يبتكر لهذه المناكر التي تجاوزت حد اللفظ والنطق الحالي. لكن تبقى المقاومة الصامدة المؤمنة المحتسبة الثابتة المتعلقة بالأرض تعلق الجذر بالتربة التي تردد دائمًا وأبدًا "باقون ما بقي الزعتر والزيتون".

وهنا أتذكر قول الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي في قصيدته التي كتبها في شهر سبتمبر عام 1933م

إذا الشعب يومًا أراد الحياة

فلا بُد أن يستجيب القدر

ولا بُد لليل أن ينجلي

ولا بُد للقيد أن ينكسر

وهنا لا بُد لي أن أوجه كلمة لبعض الإخوة من أبناء جلدتنا المتأثرين بالإعلام الغربي الطاغي وبعض الإعلام العربي للأسف الشديد، وأقول لهم: هل تعتقدون أن إسرائيل لو قضت على غزة وفلسطين ولبنان، ستقف عند هذا الحد لا والله؛ بل ستتقدم إلى سوريا وإلى العراق وسيصل الدور على الجميع، فهل من الأفضل لنا أن نتقي النار وهي بعيدة أم ننتظرها حتى تحرقنا؟

من لديه عقل يجب أن يفهم أن التشفي بالقادة والأبطال والمقاومين لهو ذل في الدنيا وخزي في الآخرة. كما إن البعض يعتقد أنه باستشهاد قائد تنتهي المقاومة، وتاريخ المقاومة لم يرتبط يومًا باسم شخص مهما كانت مكانته وأهميته.

إنَّ استشهاد القادة يضيف إلى الإصرار والعزيمة قوة خارقة وهي قوة الانتقام وقد وضح ذلك بالدليل القاطع فيما حصل للمقاومة اللبنانية بعد استشهاد قادتها وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله وقد حققوا ما كان ينظر إليه أنه من المستحيلات؛ حيث وصلوا لمقر نتنياهو، مؤكدين أنهم يرونه بعيدًا ونراه قريبًا.

وهنا أتذكر قول الإمام الشافعي رحمة الله عليه: "ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج"؛ فالإيمان بالله وعدالة السماء سبب في انفراج الأمور وفك الكُرب.

فلنصبر ولنصمد، ومن لديه خير فيلقله، ومن ليس لديه فليصمت، فإذا كان الكلام من فضة فإنَّ السكوت من ذهب.

حفظ الله بلاد المسلمين من كل شر ومكروه.

حفظ الله عُمان وشعبها وسلطانها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

استشهاد أسير فلسطيني داخل سجون العدو الصهيوني وسط تصاعد جرائم الاحتلال بحق الأسرى

يمانيون../
أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الاثنين، استشهاد الأسير خالد محمود قاسم عبد الله (40 عاماً) من مخيم جنين، داخل سجن “مجدو” في 23 فبراير الماضي، في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الانتهاكات الصهيونية المستمرة بحق الأسرى الفلسطينيين.

وأكدت الهيئة أن الأسير عبد الله كان معتقلًا إداريًا منذ 9 نوفمبر 2023، دون محاكمة أو توجيه أي تهم، مشيرة إلى أنه لم يكن يعاني من أي مشكلات صحية قبل اعتقاله، ما يثير شكوكًا قوية حول تعرضه للتعذيب أو الإهمال الطبي المتعمد.

وذكرت الهيئة أن الشهيد عبد الله، وهو أب لأربعة أطفال، ينضم إلى قائمة الشهداء الذين ارتقوا داخل سجون العدو منذ بدء حرب الإبادة، حيث ارتفع العدد إلى 61 شهيدًا من الأسرى والمعتقلين الذين تم توثيق هوياتهم، بينهم 40 أسيرًا على الأقل من غزة.

وأوضحت أن هذا العدد هو الأعلى تاريخيًا، مما يجعل هذه المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة منذ عام 1967، حيث ارتفع إجمالي شهداء الحركة الأسيرة إلى 298 شهيدًا منذ ذلك الحين، إضافة إلى العشرات من الأسرى من غزة الذين لا تزال سلطات الاحتلال تتكتم على مصيرهم ضمن سياسة الإخفاء القسري.

كما ارتفع عدد جثامين الأسرى المحتجزة لدى العدو إلى 70، بينهم 59 منذ بدء العدوان، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية.

مقالات مشابهة

  • استشهاد أسير فلسطيني داخل سجون العدو الصهيوني وسط تصاعد جرائم الاحتلال بحق الأسرى
  • على أنقاض قصور الجنوب.. البيوت الجاهزة تتصدر
  • استشهاد الأسير الإداري خالد عبد الله من جنين جراء التعذيب
  • استشهاد معتقل فلسطيني من مخيم جنين في سجن "مجدو"
  • استشهاد أسير فلسطيني بسجن مجدو الإسرائيلي
  • استشهاد أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال جراء التعذيب
  • استشهاد الأسير خالد عبد الله من مخيم جنين في سجون الاحتلال
  • تعدد قضايا الأمة ووحدة الهدف: غزة تستنهض الضمير الإسلامي
  • أمّة المقاومة.. مقاومة الأمّة
  • تفاصيل صادمة.. هكذا تسبب عميل للاحتلال في استشهاد عائلته بأكملها