بوابة الوفد:
2025-03-03@18:16:19 GMT

يحيا يحيى.. أهل الله وخاصته

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

يحيى.. إن كان المقصود برثائك يا يحيى تأثرًا بما حدث، فنحن نعلم يقينًا أن لا حاجة لك بمرثية الكلمات الهزيلة، ومشاعر الوجع والألم البالية، فبعد استشهادك العظيم، لن تحتاج إلى مرثيات الدنيا الفانية.

يحيى.. فما حدث لك طامة كبرى، فلا حاجة لك لسجع الكلمات العبقرية ووقع العبارات الشعرية فى فن الرثاء المخزى.. ولا أنت بحاجة إلى وجع الثمالى وآهات الثكالى، فبعد استشهادك أصبح الرثاء حقارة ووهنًا، يقال فقط فى وصف حال أمتنا الخانعة، أو يقال تعبيرًا عن الحزن والأسى لفقدان الاشخاص، ولكن ليست بحجم وقدر يحيى السنوار.

يحيى.. نال شهادة ومفازة الله، وترك لنا جميعًا الخزى والعار والانكسار، رحلت عن هذه الدنيا وأنت تحمل فى قلبك جرح وطنٍ وألم شعبٍ تجرّع مرارة الاحتلال والتشريد، كنت رجلًا صامدًا لم تعرف الضعف، رمزًا للشجاعة والقوة التى لا تلين أمام المحن.

يحيى.. رحيلك ترك فى قلوبنا حزنًا عميقًا لا تكفى الكلمات للتعبير عنه، فلم يكن رحيلك مجرد حدث، بل كان صفعةً قوية، تذكيرًا بفداحة ما نعانيه وما يعانيه شعبك. كان رحيلك كرحيل الجبال، ثقيلًا على صدورنا، عصيًّا على النسيان، كم هو مؤلم أن تبتلع الأرض جسدك الطاهر بينما يظل صوتك يتردد فى الأفق، صوت رجلٍ أحب الأرض حتى الرمق الأخير.

يحيى.. نفتقدك، نفتقد روحك المقاتلة وصمودك الذى كان يمدنا بالأمل حين كان العالم يشيح بوجهه عن آلامنا، كنت أكثر من قائد، كنت رمزًا وأبًا وروحًا نابضة بالحياة، غاب جسدك، لكن ظلك باقٍ فى كل شبر من تلك الأرض التى ناضلت من أجلها. لن ننساك، ولن ننسى أن هناك فراغًا كبيرًا تركته، فراغًا لا يُملأ ولا يُعوّض. رحلت عنا بجسدك، لكن اسمك سيظل محفورًا فى قلوبنا، يتردد فى دعوات الأمهات وفى نبض كل من لا يزال يحلم بحريةٍ آمنت بها ووهبت حياتك لأجلها.

يحيى.. لن أستطيع أن أكتب إليك رثاء يعبر عما بداخلى، فمشاعر الحزن والوجع والألم والفخر والشرف والانكسار والانهزام والانتصار والفرح والبشرى والخنوع والخضوع والشموخ والهزيمة والنصر، تعصف بنا، فمثلك يا يحيى لا يحتاج لعبارات الرثاء المنكسرة، بموتك فقد أحتل الخزى جدران نخوتنا، وسكن العار قلوبنا المزيفة، ورغم هذا كله سوف نرثيك، اضطرارا، حتى يقال عنا، بأننا موجعون، متألمون، مقهورون لموتك يا أمام المقاومين.

يا شهيد القضية، يا رمز الكرامة والفداء، يا من حملت الوطن فى قلبك وجعلت من آلامك جسورًا نعبر بها نحو الحرية.

يحيى.. لقد كنت حارسًا للكرامة وحاميًا لأرض الإباء، ورغم كل التحديات، لم تنحنِ ولم تنكسر.

اليوم يا يحيى نبكيك، ودموعنا تمزجها روح الصمود التى زرعتها فينا، لقد رحلت جسدًا، لكن صوتك سيبقى فى أزقة المخيمات، وفى أنين الأمهات وفى قلوب كل من آمن بحقه فى أرضه وكرامته.

يحيى.. إن خسارتنا لك عظيمة، لكنها تزيدنا عزمًا وإصرارًا على المضى قدمًا فى طريق النضال الذى اخترته لنا.

يحيى.. نام قرير العين، فإن الوطن الذى أحببته سيظل يذكر تضحياتك، وستبقى ذكراك نبراسا ينير دروب الأحرار.

يا يحيى.. يا صوتًا ارتفع فى وجه الظلم ولم ينكسر، قد رحلت عن دنيانا، لكن الصمت الذى تلاه رحيلك كان أكثر صخبًا من أى نداء. رحلت وترك العالم جريحًا بصمته، وكأن العدل صار كلمة تُهمس بها فى الزوايا البعيدة ولا تجد من يسمعها.

أين الإنسانية التى طالما تغنت بالعدل والمساواة؟ أين الأعين التى بكت على آلام المظلومين؟ اليوم، رحلت أيها البطل، والعالم صامت كما لو أن رحيلك لم يكن وجعًا أصاب قلب الأرض. صمتهم بات كحجرٍ ثقيل يُلقى على صدور من بكوك بصدق، وكأنهم نسوا أنك كنت صوت من لا صوت له.

يحيى.. يا شهيدًا لم يخشَ الموت ولم ينحنى لسطوة الجبروت، غادرتنا ونحن هنا لا نملك سوى دموعًا تخونها العبارات. خنق الحزن حناجرنا ونحن نرى العالم يصمّ أذنيه عن الحقيقة التى نطقت بها حياتك، ويرتدى ثوب اللامبالاة أمام نضالك.

يحيى.. وإن صمتت الدنيا كلها، فإن أزقة غزة وجدران المخيمات ودهاليز رفح، ستبقى تردد اسمك، وأحلام الأجيال التى قاومت وستقاوم لن تنسى أنك كنت رمزها، ولن يغفر التاريخ صمتهم ولا خذلانهم.

يحيى.. لقد رحلت عن دنيانا، لكنك لم ترحل عن قلوب من آمنوا بك، رحلت، لكن صوتك سيبقى عاليًا، أقوى من صمتهم المريب.

يحيى.. ما كان راغب فى الحياة إلا لحكمة يرضاها الله، فقد كان شغلك الشاغل أن تكون ممن قال فيهم رسول الله ووصفهم بأنهم أهل الله وخاصته « هم الذين اختصهم بمحبته، والعناية بهم سموا بذلك تعظيمًا لهم، وذلك أن الله تعالى يخص بعض عباده، فيلهمهم العمل بأفضل الأعمال، وليس هناك أفصل من الجهاد فى سبيل تحرير الاوطان، حتى يرفع درجاتهم فوق كثير مِن الناس

يحيى.. رحلت وأنت مرفوع الهامة مستجاب الدعوة، فقد دعوت الله جهرًا بأن تقتل شهيدا مقاوما لا خائنا، أبيا لا متخاذلا، وكنت تردد ما تعلمته من الشيخ أحمد ياسين شيخ المقاومة : الموت فى سبيل الله اسمى أمانينا.

يحيى.. ذلك القمر الذى أضاء السماء، يعشق الموت فداءا للوطن، ذلك النور الذى يملأ الحياة مقاومة واستشهاد، لا ينطفيء الا بقدر الله، لا بمهابة البشر وسطوتهم

يا يحيى.. عشت بطلا، ومت شهيدا مقبلًا غير مدبر فى جنة الخلد يا أمام المقاومة وعطرتها، وعد الله الحق، ولن يخلف الله وعده يا أبا إبراهيم

يحيا يحيى السنوار.. أمآم المقاوميين، أهل الله وخاصته

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رادار أهل الله وخاصته رحلت عن

إقرأ أيضاً:

قراصنة العصر الحديث.. الهاكر الذى اخترق ناسا وهو بعمر 15 عامًا

في عالم تحكمه التكنولوجيا، هناك من يتخفّى في الظلام، يترصد الثغرات، ويحول الشفرة الرقمية إلى سلاح فتاك.

هؤلاء هم قراصنة العصر الحديث، الذين لا يحتاجون إلى أقنعة أو أسلحة، بل مجرد سطور برمجية قادرة على إسقاط أنظمة، وسرقة مليارات، وكشف أسرار حكومية خطيرة.

في هذه السلسلة، نكشف أخطر عمليات الاختراق الحقيقية، كيف نفّذها القراصنة؟ وما العواقب التي غيرت مسار شركات وحكومات؟ ستكتشف أن الأمن الرقمي ليس محكمًا كما تظن، وأن الخطر قد يكون أقرب مما تتخيل… مجرد نقرة واحدة تفصل بينك وبينه!

الحلقة الثانية -طفل عبقري أم مجرم إلكتروني؟

في عام 1999، جلس جوناثان جيمس، وهو مراهق يبلغ من العمر 15 عامًا فقط، أمام جهاز الكمبيوتر في غرفته الصغيرة بولاية فلوريدا.
لم يكن أحد يعلم أن هذا الطفل، الذي بالكاد أنهى دراسته الإعدادية، سيصبح خلال أشهر قليلة أول قاصر في تاريخ الولايات المتحدة يُدان بجرائم إلكترونية فدرالية.

كل ما احتاجه كان كمبيوتر بسيط، اتصال إنترنت، وكود برمجي قام بكتابته بنفسه.
لكن هدفه لم يكن مجرد اختراق أي موقع عادي بل كان يخطط لاختراق وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ووزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"!

كيف بدأ الهجوم؟

لم يكن جيمس مجرمًا بالمعنى التقليدي، بل كان مهووسًا باكتشاف الثغرات الأمنية.
كان يقضي ساعات طويلة في تحليل أنظمة الحماية، يبحث عن الأخطاء، ويجرب طرقًا لاختراقها.
وفي إحدى الليالي، توصل إلى طريقة للتسلل إلى شبكة وكالة ناسا السرية، باستخدام حصان طروادة (Trojan Horse)، تمكن من زرع برمجية خبيثة داخل أحد خوادم الوكالة، مما منحه وصولًا غير مصرح به إلى ملفات فائقة السرية. خلال أسابيع، أصبح بإمكانه رؤية كل ما يحدث داخل أنظمة ناسا، بل واستطاع سرقة شفرة برمجية سرية بقيمة 1.7 مليون دولار، كانت تُستخدم في تشغيل محطة الفضاء الدولية!

كشف الاختراق

في البداية، لم تلاحظ ناسا أي شيء غير طبيعي، لكن بعد عدة أسابيع، بدأت بعض الأنظمة في التعطل بشكل غير مبرر.
وعندما تحقق خبراء الأمن السيبراني، كانت المفاجأة الصادمة:
-كان هناك اختراق عميق لأنظمة الوكالة، لكن المهاجم لم يترك وراءه أي أثر تقريبًا!
-تم اختراق 13 جهاز كمبيوتر في مركز ناسا، وتم تنزيل أكثر من 3,300 ملف حساس.
-تم سرقة شيفرة تشغيل محطة الفضاء الدولية، مما أثار مخاوف من إمكانية تعطيلها عن بُعد.

بسبب خطورة الهجوم، اضطرت ناسا إلى إغلاق أنظمتها بالكامل لمدة 21 يومًا لإعادة تأمين الشبكة، وبلغت الخسائر الناجمة عن هذا الإغلاق 41,000 دولار.


عندما علمت السلطات الأمريكية بأن هناك من تمكن من التسلل إلى أهم أنظمة الفضاء الأمريكية، تم استدعاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، الذي بدأ عملية تعقب رقمية لمعرفة هوية المهاجم.

في النهاية، بعد أشهر من التحقيقات، تمكن الخبراء من تتبع الاتصال الرقمي إلى منزل صغير في فلوريدا.
وعندما داهم رجال FBI المكان، لم يجدوا أمامهم سوى فتى مراهق يجلس أمام جهاز الكمبيوتر في غرفته!

تم القبض على جوناثان جيمس، الذي اعترف فورًا بأنه كان وراء الاختراق.
نظرًا لصغر سنه، لم يُحكم عليه بالسجن، لكنه وُضع تحت الإقامة الجبرية وتم منعه من استخدام الإنترنت تمامًا.

لكن القصة لم تنتهِ هنا بعد سنوات، وفي عام 2007، وقع اختراق إلكتروني استهدف عددًا من الشركات الكبرى، بما في ذلك "T.J. Maxx"، حيث سُرقت بيانات 45 مليون بطاقة ائتمانية. اشتبهت السلطات بأن جيمس ربما كان على صلة بهذه الجريمة، رغم عدم وجود أدلة قاطعة.

وفي عام 2008، وُجد جوناثان جيمس ميتًا داخل منزله، بعد أن أطلق النار على نفسه ترك وراءه رسالة قال فيها:
"لا علاقة لي بهذه الجرائم، لكنني أعلم أن النظام لن يكون عادلًا معي. لذا، أختار أن أنهي حياتي بنفسي."







مشاركة

مقالات مشابهة

  • بعد حادثة التمثال.. من يمول الدكتور زاهي حواس وبعثته؟ ولماذا تصمت وزارة السياحة والآثار؟!
  • حدث في 3 رمضان.. تعرف على أهم الأحداث التاريخية التى وقعت فيه
  • مصابو الأهلي.. اقتراب يحيى عطية الله من العودة للتدريبات الجماعية
  • قراصنة العصر الحديث.. الهاكر الذى اخترق ناسا وهو بعمر 15 عامًا
  • رمضان كريم
  • ترند زمان.. أنا ضحية جبروت امرأة .. اعترافات المذيع إيهاب صلاح بقتل زوجته
  • الأهلى يُفعّل عقد شراء يحيى عطية الله
  • "رمضان يعنى".. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوى
  • يحيى عطية الله يسابق الزمن للعودة وتدعيم صفوف الأهلي
  • جهاد التهامي تكتب: التجربة الروحية والأبعاد الرمزية في تفاسير المتصوفة للقرآن الكريم