دورات في تعليم السحر وتسخير الجن عبر «الواتساب والفيس بك» كفر بالله ورسوله
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
التوحيد وحسن الظن بالله من صفات المتقين وروى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي ﷺ عن النبي ﷺ قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما.
وعن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ. رواه أبو داود.
اتفق العلماء على أن تعلم السحر وتعليمه وممارسته حرام، نقل هذا الاتفاق الإمام النووي في شرح صحيح مسلم وابن قدامة في المغني، بل عدّه النبي- صلى الله عليه وسلم- من السبع الموبقات»، كما في حديث أبي هريرة-رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: «اجتنبوا السبع الموبقات» -المهلكات- قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: «الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات» متفق عليه.
وقد ذهب جمع من العلماء إلى تكفير من يعلم السحر ومن يتعلمه، مستدلين على ذلك بأدلة منها قوله تعالى «وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ» سورة البقرة (102)، ولأن الله تعالى قال في الملكين «وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ». فبين الله تعالى أنه بمجرد تعلمه يكفر سواء عمل به أم لا.
وقال الشوكاني-رحمه الله- «لا شك أن من تعلم السحر بعد إسلامه كان بفعل السحر كافراً»، وقال ابن عثيمين عند تفسيره لقوله تعالى «وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ» أي بتعلم السحر؛ أو تعليمِه، وهذا فيما إذا كان السحر عن طريق الشياطين، أما إذا كان عن طريق الأدوية، والأعشاب، والدورات ونحوها ففيه خلاف بين العلماء.. ومنها: أنّ تعلم السحر ضرر محض، ولا خير فيه؛ لقوله تعالى «وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ»؛ فأثبت ضرره، ونفى نفعه.
والحقيقة أن السحر من الفساد في الأرض، يفسد الدين ويفسد الأخلاق ويفرق بين الأسر ويورث العداوات.
تطورات الحياة والتكنولوجيا وكشف العلم عن غوامض طالما اعتقدنا بتأثيرها السحري، لكن يبقى الإنسان، وربما بسبب التطور نفسه وما يسببه من قلق واضطراب مغريا للنفس باستكشاف المجهول، بقراءة الغد ومعرفة الطالع، بالخوف من العين الحاسدة وما رصدته الأيام لمستقبلنا. انتشرت مواقع المنجمين وقارئي الطالع وصانعي الرُقى «الشرعية»، ومازال جمهور كبير يقع تحت تأثير الخرافة والوهم. من قلب العالم المملوء بالصخب تردد جمهور كبير على محضّري الأرواح ومخرجي الجن من الأبدان. والقبس ترصد، عبر حلقات خاصة، رحلة الوهم والحقيقة، وحكايات خلطت الواقع بالأساطير، تستطلع تجارب الناس وآراء المتخصصين، وتضع يدها على عالم الحلم الأبدي بالسيطرة على سر الأسرار: الروح الإنسانية.
استغل الدجالون والمشعوذون عصر التكنولوجيا الذي نعيش ذروة لحظاته، بسبب ثورة الاتصالات والإنترنت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، لبيع الوهم لمن لديهم هوس بالسحر وتسخير الجان إلى آخر قائمة الشعوذة.
ينتشر على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المتعددة طوفان من مواقع الإعلانات، تدعي أنها تقدم دورات في تعليم السحر وتسخير الجن وفك الاعمال وعمل طلاسم المحبة لـ«المبتدئين»، قائمة حيل الترويج لهذه الدورات طويلة ولا تنتهي، حيث يستخدم أصحابها شعارات مثيرة يسيل لها لعاب المهووسين بعالم السحر وتسخير الجن.
تصوغ هذه الإعلانات عن الدورات المزعومة عناوين على غرار: تعلم الروحانيات، دورة في السحر الحلال، اتقن عالم الروحانيات، تعلم فك السحر بالطاقة الداخلية، تدرب على فن الريكي، دورة كيف تعرف أنك مسحور، والقائمة طويلة من الشعارات الرنانة التي تؤتي أكلها بين الآلاف من الباحثين عن الدخول إلى عالم السحر الغامض.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
الرد على من زعم أن الإمام البخاري ليس فقيهًا
الإمام البخاري .. قالت دار الإفتاء المصرية إن الإمام البخاري رحمه الله تعالى من فقهاء الأمة المعتبرين وأئمتها المجتهدين، وهو من العلماء الذين جمعوا بدقةٍ بالغة بين العلوم المختلفة، وقد شهد بإمامته في علم الفقه الفقهاءُ أنفسُهم، وهذا ما عليه السابقون واللاحقون من علماء المسلمين وأئمتهم من غير نكير.
صحيح الإمام البخاري
وأكدت الإفتاء أنه يجب على المسلمين أن يتكاتفوا للدفاع عن أئمتهم وعلمائهم ضد هؤلاء المفسدين، مشيرة إلى أن هذا الطعن الأثيم في الإمام البخاري جهلًا وسفاهةً وقلة حياء وضعف دين.
من هو الإمام البخاري
هو الإمام الفقيه اللغويُّ المجتهد أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري [ت256هـ] صاحب "الصحيح"، رحمه الله تعالى ورضي عنه هو زَيْنُ هذه الأمة، وكان إمامًا حافظًا فقيهًا واعيًا.
وقد أجمع علماء المسلمين وأئمتهم وفقهاؤهم عبر القرون على إمامته وتقدمه.
وكما كان البخاري إمامًا في الحديث، فقد كان إمامًا في الفقه واللغة والتاريخ، وكان موصوفًا بالموسوعية التي لم تتأتَّ لغيره من المحدثين، حتى نُعِتَ بأنه كان آيةً من آيات الله وأمةً وحدَه، وأنه لم يكن في الدنيا مثله:
الإمام البخاري
فوصفه شيخُه محمد بن بشار بُندَار بالسيادة على الفقهاء وأنه أفقه خلق الله في عصره؛ فلَمَّا قدم الإمام البخاري البصرة قال محمد بن بشار: دخل اليوم سيد الفقهاء.
وقال محمد بن يوسف: كنا مع أبي عبد الله عند محمد بن بشار، فسأله محمد بن بشار عن حديث، فأجابه، فقال: هذا أفقه خلق الله في زماننا، وأشار إلى محمد بن إسماعيل.
قالت دار الإفتاء المصرية إن "صحيح الإمام البخاري" هو أصحُّ كتاب بعد كتاب الله تعالى، ولذلك اعتنى به المسلمون أعظم عناية؛ حتى صار علامةً على المنهج العلمي الدقيق وعلى التوثيق في النقل عند المسلمين.
صحيح الإمام البخاري رحمه الله تعالى
وأوضحت الإفتاء أن الاعتناء بـ"صحيح البخاري" باب من أبواب رضا الله تعالى، وقراءتُه باب جليل من أبواب تعلم العلم النافع، وقراءتُه في النوازل والمهمات والملمات هو ما فعله علماء الأمة ومُحَدِّثوها عبر القرون سانِّين بذلك سُنة حسنة، ونصُّوا على أن قراءته وكتب الحديث سببٌ من أسباب تفريج الكرب ودفع البلاء؛ إذ لا شكَّ أن قراءةَ سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودراسَتَها والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند القراءة من أعظم الأعمال الصالحة.
وقد نصَّ العلماء والعارفون على أن قراءة "صحيح الإمام البخاري" رحمه الله تعالى سببٌ من أسباب تفريج الكرب ودفع البلاء:
صحيح الإمام البخاري
قال الإمام القدوة الحافظ أبو محمد بن أبي جمرة (ت: 699هـ) في "شرحه على مختصر صحيح البخاري" (1/ 6، ط. مطبعة الصدق الخيرية): [كان الإمام البخاري رحمه الله تعالى من الصالحين، وكان مجابَ الدعوة، ودعا لقارئه، وقد قال لي من لَقِيتُه من القُضَاة الذين كانت لهم المعرفة والرحلة، عمن لَقِيَ من السادة المُقَرِّ لهم بالفضل: إن كتابَه ما قُرِئَ في وقت شدَّة إلا فُرِّجَتْ، ولا رُكِبَ به في مركب فغرقت قط] اهـ بتصرف يسير.
ونقل الحافظ ابن حجر العسقلاني قولَه هذا في مقدمة "فتح الباري" (1/ 13، ط. دار المعرفة) مرتضيًا له، وعدَّه من وجوه تفضيل "صحيح البخاري" على غيره من كتب السُّنة، وهذا يبين سِرَّ مواظبة العلماء على قراءة "صحيح البخاري" دون غيره لدفْع الملمَّات.
وقال الإمام الحافظ تاج الدين السبكي (ت: 771هـ) في "طبقات الشافعية الكبرى" (2/ 234، ط. هجر): [وأمَّا "الجامع الصحيح" وكونه ملجأً للمعضلات، ومجرَّبًا لقضاء الحوائجِ فأمرٌ مشهورٌ. ولو اندفعنا في ذكر تفصيل ذلك وما اتفق فيه لطال الشرح] اهـ.
قال الإمام الصفدي في "أعيان العصر وأعوان النصر" (4/ 582، ط. دار الفكر): [ولما جاءت التتار ورد مرسوم السلطان إلى مصر بجمع العلماء وقراءة "البخاري"، فقرأوا "البخاري" إلى أن بقي ميعاد أخروه ليختم يوم الجمعة، فلما كان يوم الجمعة رُئي الشيخ تقي الدين في الجامع فقال: ما فعلتم ببخاريكم؟ فقالوا: بقي ميعاد ليكمل اليوم، فقال: انفصل الحال من أمس العصر وبات المسلمون على كذا، فقالوا: نخبر عنك؟ قال: نعم، فجاء الخبر بعد أيام بذلك، وذلك في سنة ثمانين وستمئة على حمص، ومقدم التتار منكوتمر] اهـ.