المقاومة تفتح دفتر الرد لإيلام العدو
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
د. قاسم بن محمد الصالحي
من السهل على الكيان اللقيط، مُخالفة فطرة الحياة البشرية، في غياب الرادع، لكن ضرر مخالفته لن يستمر ما دام صمود المقاومة وحاضناتها الشعبية، وساحات المساندة في المعركة..
بدايةً كان رد المقاومة الفلسطينية، والساحات في لبنان، اليمن، العراق وإيران لصد العدوان الغاشم، نصرة لأهل غزة، نتيجة المعاناة من جرائم المحتل الغاصب المتوحش.
كانت أماني الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة يبطنها الواقع العالمي المهيمن بالفحش والظلم والتوحش، تصرف العالم الذي يدعي تطبيق قواعد القانون الدولي على مدى عقود من الزمن، دون رؤية للحقوق العادلة والكرامة الإنسانية للشعب الفلسطيني، وبدون أن يترك أثراً يدل على استرجاع الوطن المسلوب منه أو شيئاً من خلاله يردع الآخر المغتصب.. كانت راية الشعب الفلسطيني دائماً العيش بسلام، لكنه فشل في التعامل مع ما يطرح من استراتيجيات وخطط، لا تردع الكيان اللقيط.. اتسع بون توحشه وغطرسته، كان الجناح المقاوم في الشعب الفلسطيني يفكر ألف مرة قبل أن يقوم بمواجهته عسكريا، وهو كالقابض على الجمر، لعلَّ العالم ينظر إلى القضية الفلسطينية بمنظور العدالة والإنسانية.
وكان الفكر الصهيوني المتوحش هو من يسيطر على اللحظات المتراكمة، مخططات وأفكار وتجارب استراتيجية عالمية للهيمنة، ومجازر وإبادة جماعية ترتكب في حق الأطفال والنساء والشيوخ، بلا منتصر للفلسطينيين.. لكن هذا الاستنزاف المستمر للطاقة البشرية والبنية التحتية قد ازداد بمعدل فاق التصور، ولم يحصل الفلسطينيون على الحقوق والحرية.. وصل جناح المقاومة إلى قناعة بأن لا يوجد شيء صحيح في عالم تسوده الفوضى الصهيونية، وازدواجية المعايير.. لكن يوجد ما هو ليس بخطأ في صحوة الضمير الإنساني خارج دائرة النظام العالمي المادي المتوحش، فالضمير في هذا العالم هي معانٍ حذفت من المعجم الفكري المتسع المداخل، المحاصر وسط بحر فقدت فيه إبرة البوصلة، وأصبحت تتجه نحو الصدع الزلزالي.
نعم.. شعر جناح المقاومة الفلسطينية بضيق الحياة وروتينها، ذلك أغلق نافذة الأمل تدريجيا لدى الفلسطيني ليفقد حنان الإنسانية في عالم مسطح، لا يعنيه إلا سلاسل التوريد والمصلحة المادية من ثروات الشعوب المستضعفة.. غادر جناح المقاومة الفلسطينية عالم الاستكانة لأنه أثقل بحياة الوعود والأكاذيب السياسية التي أدمت أمل الشعب الفلسطيني.. خرج يوم 7 أكتوبر 2023م، إلى مسار لا يعرف مداه عز المعرفة، ليجرب الكفاح وإيلام الكيان اللقيط الذي تقف خلفه وتدعمه قوى عظمى، ليخرج عن مألوف ردود الكفاح التي دامت أكثر من 76 عامًا إلى عالم متصارع.. أعلن جناح المقاومة استقلاله في مآل القضية عن ما يدبره هذا العالم المتصارع في إقليم الشرق الأوسط، من جانب واحد.. صحيح أن المقاومة خرجت كأسرة كل ما سبق "طوفان الأقصى" سائره على جسر لا تعرف مداه، لكنها لم تجد ثباتا للقضية الفلسطينية في هذ العالم المهيمن الجاحد للحقوق الفلسطينية.. دخلت بكل ساحاتها، في صراع وجود بين العودة والاستمرار في الصعود بمظلومية الشعب الفلسطيني نحو المجابهة المسلحة مع العدو الغاصب، لتقيس طريق لا مبالاة عالم ظالم لا يأبه بشعب سلب وطنه وانتهكت حقوقه الإنسانية.. في طريق ليست سهلة، كانت وسيلة مواصلاتها هي ترك أمتعة الحياة الخالية من الكرامة والحرية، مع زيادة بسيطة في طول خط الأرواح وسيلان الدماء الزكية، لتخرج ما في الأرض من سموم مكبوتة تنتظر من يطهرها منذ زمن طويل، لتفرز الأفضل من الأسوأ.
وهنا يقف المتأمل والمتابع حيران، ويتساءل العقلاء والأحرار فيما بينهم، ما هي الأسباب والعوامل التي بلغت بساحات المقاومة إلى هذه الغاية القصوى، والحد الإعجازي من الثبات؟ كيف صبروا على مجازر الكيان اللقيط في حق المدنيين، إلى الدرجة التي تقشعر لها الإنسانية، وترجف لها الأفئدة؟، ونظرا إلى هذا الذي يتخالج القلوب.. الفئة الواثقة بالله تستمد صبرها كله من اليقين الإيماني، وتستمد قوتها كلها من الثقة في نصر الله، وأنه مع الصابرين.. لم تزلزلها كثرة العدو وقوته، مع ضعفها وقلتها، فهي من تقرر مصير معركة التحرر والحرية.
إننا نلاحظ أن المقاومين استعلوا على متاع حياة عالمنا المادي، يتصدون ويتحملون التضحيات.. يؤلمون العدو في طريق حصري للوصول إلى نتيجة لصمودهم، العدة والعتاد، في مقابل إفلاس العدو وقتله المدنيين، وتدمير دور العبادة الإسلامية والمسيحية، والتمادي في الغطرسة إلى درجة إصدار قرار على الأمم المتحدة بأن تسحب قوات اليونيفيل من جنوب لبنان.. تتوعد المقاومة بأن تمسك رسن الكيان اللقيط وتعيده إلى الحظيرة، فقد بدأت في التعامل معه بمعادلة الميدان على الحافة الأمامية لإيلامه.. لم تعد الساحة اللبنانية في مرحلة المساندة وإنما المواجهة، ومهمة المقاومة في لبنان الآن إيلام العدو، وهذا مشروع للمقاومة الفلسطينية مستمر بمساندة الساحات من لبنان واليمن وإيران والعراق، وبات من حق المقاومة توسيع ردها بتوسيع الكيان اللقيط لعدوانه.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حزب الله اللبناني ينشر ملخصا لعملياته ضد الكيان الصهيوني
نشر "حزب الله" اللبناني ملخصا لعملياته التي نفذها ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأحد، "دعما للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعا عن لبنان وشعبه".
حزب الله ينعي مسئول العلاقات الاعلامية "محمد عفيف" حزب الله يؤكد مقتل مسئول الاعلام"محمد عفيف" جراء غارة إسرائيليةوبحسب روسيا اليوم، قال الإعلام الحربي في "حزب الله: "أصدرت المقاومة الإسلامية بتاريخ الأحد 17-11-2024، 17 بيانا عسكريا حول عمليات التصدي لمحاولات تقدّم العدو الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية والتصدي لمسيرات وطائرات العدو الحربية، وكذلك عمليات استهداف مواقع وقواعد وانتشار جيش العدو الإسرائيلي ومستوطناته في شمال وعمق فلسطين المحتلة"، وفقا للآتي:
الساعة 23:15 من يوم السبت 16-11-2024، كمن مجاهدو المقاومة الإسلامية لقوات جيش العدو الإسرائيلي المتقدمة عند الأطراف الشرقيّة لبلدة شمع، وعند وصولهم لنقطة المكمن، اشتبك المجاهدون معهم بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخيّة من مسافة صفر، ما أدى إلى وقوع إصابات مؤكدة في صفوف قوّات العدو.
الساعة 06:00 استهداف ثكنة معاليه غولاني (مقر قيادة لواء حرمون 810) بصليةٍ صاروخية.
الساعة 06:30 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية لبلدة الخيام، بصلية صاروخيّة.
الساعة 10:15 استهداف منطقة الكريوت شمالي مدينة حيفا المُحتلّة بصليةٍ صاروخيّة.
الساعة 11:15 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة شمع، بقذائف المدفعية.
الساعة 14:00 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لبلدة الخيام، بصليةٍ صاروخية.
الساعة 14:30 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي في ثكنة راميم (هونين)، بصليةٍ صاروخية.
الساعة 16:30 استهداف مستوطنة معالوت ترشيحا، بصليةٍ صاروخية.
الساعة 17:30 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي جنوبي بلدة الخيام، للمرّة الثانية، بصليةٍ صاروخية.
الساعة 17:50 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي جنوبي بلدة الخيام، للمرّة الثالثة، بصليةٍ صاروخية.
الساعة 17:55 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي جنوبي بلدة الخيام، للمرّة الرابعة، بصليةٍ صاروخية.
الساعة 18:45 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي جنوبي بلدة الخيام، للمرّة الخامسة، بصليةٍ صاروخية.
الساعة 20:30 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي جنوبي بلدة الخيام، للمرّة السادسة، بصليةٍ صاروخية.
الساعة 21:40 استهداف دبابة ميركافا عند مثلث طير حرفا - الجبين، بصاروخٍ موجّه ما أدى إلى تدميرها، وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح.
الساعة 21:45 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي جنوبي بلدة الخيام، للمرّة السابعة، بصليةٍ صاروخية.
الساعة 22:00 شن هجوم جوّي بسرب من المسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوات جيش العدو الإسرائيلي شرقيّ بلدة الخيام، للمرّة الثانية، وأصابت أهدافها بدقة.
الساعة 22:05 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي جنوبي بلدة الخيام، للمرّة الثامنة بصليةٍ صاروخية.
هذا وشن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على العاصمة اللبنانية بيروت ومحيطها خلفت قتلى وجرحى، وكذلك استهدف الطيران مواقع في الضاحية الجنوبية ومنطقة رأس النبع ومار الياس، التي قصفت دون سابق إنذار ما أسفر عن مصرع مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزب الله" محمد عفيف، في الهجوم الذي استهدف مقرا لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان.
وزعمت إسرائيل أن الغارات على بيروت شملت نحو 50 هدفا خلال الأسبوع الماضي، بينها منزل ادعت أنه للأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله، قالت إنه "يستخدم كبنية إرهابية".
وأشارت، في بيان صدر عن الجيش، أنها استهدفته في حرب عام 2006 في محاولة فشلت حينها لاغتيال نصر الله.