جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-20@20:47:19 GMT

المقاومة تفتح دفتر الرد لإيلام العدو

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

المقاومة تفتح دفتر الرد لإيلام العدو

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

 

من السهل على الكيان اللقيط، مُخالفة فطرة الحياة البشرية، في غياب الرادع، لكن ضرر مخالفته لن يستمر ما دام صمود المقاومة وحاضناتها الشعبية، وساحات المساندة في المعركة..

بدايةً كان رد المقاومة الفلسطينية، والساحات في لبنان، اليمن، العراق وإيران لصد العدوان الغاشم، نصرة لأهل غزة، نتيجة المعاناة من جرائم المحتل الغاصب المتوحش.

. آمنت وحدة الساحات بأنَّ النصر لن يتحقق إلا إذا تحقق الصبر والإرادة.. مقاومون ثابتين في المعركة، مستشرفين ما آل وما سيؤول إليه ماضي وواقع منطقة دنسها الكيان اللقيط بكل الموبقات والفتن.. يعيش الفلسطيني حياته فاقدا لهوية مستقبله القريب ولما يخبأ خلفه من متاعب جديدة.. آلمت قضيته أصحاب النخوة والكرامة وأحرار العالم في زمن ما انفك يتغير بمدى كبير، تاركا قوانين الأمم المتحدة كي تذروها رياح الغطرسة الصهيونية العالمية.

كانت أماني الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة يبطنها الواقع العالمي المهيمن بالفحش والظلم والتوحش، تصرف العالم الذي يدعي تطبيق قواعد القانون الدولي على مدى عقود من الزمن، دون رؤية للحقوق العادلة والكرامة الإنسانية للشعب الفلسطيني، وبدون أن يترك أثراً يدل على استرجاع الوطن المسلوب منه أو شيئاً من خلاله يردع الآخر المغتصب.. كانت راية الشعب الفلسطيني دائماً العيش بسلام، لكنه فشل في التعامل مع ما يطرح من استراتيجيات وخطط، لا تردع الكيان اللقيط.. اتسع بون توحشه وغطرسته، كان الجناح المقاوم في الشعب الفلسطيني يفكر ألف مرة قبل أن يقوم بمواجهته عسكريا، وهو كالقابض على الجمر، لعلَّ العالم ينظر إلى القضية الفلسطينية بمنظور العدالة والإنسانية.

وكان الفكر الصهيوني المتوحش هو من يسيطر على اللحظات المتراكمة، مخططات وأفكار وتجارب استراتيجية عالمية للهيمنة، ومجازر وإبادة جماعية ترتكب في حق الأطفال والنساء والشيوخ، بلا منتصر للفلسطينيين.. لكن هذا الاستنزاف المستمر للطاقة البشرية والبنية التحتية قد ازداد بمعدل فاق التصور، ولم يحصل الفلسطينيون على الحقوق والحرية.. وصل جناح المقاومة إلى قناعة بأن لا يوجد شيء صحيح في عالم تسوده الفوضى الصهيونية، وازدواجية المعايير.. لكن يوجد ما هو ليس بخطأ في صحوة الضمير الإنساني خارج دائرة النظام العالمي المادي المتوحش، فالضمير في هذا العالم هي معانٍ حذفت من المعجم الفكري المتسع المداخل، المحاصر وسط بحر فقدت فيه إبرة البوصلة، وأصبحت تتجه نحو الصدع الزلزالي.

نعم.. شعر جناح المقاومة الفلسطينية بضيق الحياة وروتينها، ذلك أغلق نافذة الأمل تدريجيا لدى الفلسطيني ليفقد حنان الإنسانية في عالم مسطح، لا يعنيه إلا سلاسل التوريد والمصلحة المادية من ثروات الشعوب المستضعفة.. غادر جناح المقاومة الفلسطينية عالم الاستكانة لأنه أثقل بحياة الوعود والأكاذيب السياسية التي أدمت أمل الشعب الفلسطيني.. خرج يوم 7 أكتوبر 2023م، إلى مسار لا يعرف مداه عز المعرفة، ليجرب الكفاح وإيلام الكيان اللقيط الذي تقف خلفه وتدعمه قوى عظمى، ليخرج عن مألوف ردود الكفاح التي دامت أكثر من 76 عامًا إلى عالم متصارع.. أعلن جناح المقاومة استقلاله في مآل القضية عن ما يدبره هذا العالم المتصارع في إقليم الشرق الأوسط، من جانب واحد.. صحيح أن المقاومة خرجت كأسرة كل ما سبق "طوفان الأقصى" سائره على جسر لا تعرف مداه، لكنها لم تجد ثباتا للقضية الفلسطينية في هذ العالم المهيمن الجاحد للحقوق الفلسطينية.. دخلت بكل ساحاتها، في صراع وجود بين العودة والاستمرار في الصعود بمظلومية الشعب الفلسطيني نحو المجابهة المسلحة مع العدو الغاصب، لتقيس طريق لا مبالاة عالم ظالم لا يأبه بشعب سلب وطنه وانتهكت حقوقه الإنسانية.. في طريق ليست سهلة، كانت وسيلة مواصلاتها هي ترك أمتعة الحياة الخالية من الكرامة والحرية، مع زيادة بسيطة في طول خط الأرواح وسيلان الدماء الزكية، لتخرج ما في الأرض من سموم مكبوتة تنتظر من يطهرها منذ زمن طويل، لتفرز الأفضل من الأسوأ.

وهنا يقف المتأمل والمتابع حيران، ويتساءل العقلاء والأحرار فيما بينهم، ما هي الأسباب والعوامل التي بلغت بساحات المقاومة إلى هذه الغاية القصوى، والحد الإعجازي من الثبات؟ كيف صبروا على مجازر الكيان اللقيط في حق المدنيين، إلى الدرجة التي تقشعر لها الإنسانية، وترجف لها الأفئدة؟، ونظرا إلى هذا الذي يتخالج القلوب.. الفئة الواثقة بالله تستمد صبرها كله من اليقين الإيماني، وتستمد قوتها كلها من الثقة في نصر الله، وأنه مع الصابرين.. لم تزلزلها كثرة العدو وقوته، مع ضعفها وقلتها، فهي من تقرر مصير معركة التحرر والحرية.

إننا نلاحظ أن المقاومين استعلوا على متاع حياة عالمنا المادي، يتصدون ويتحملون التضحيات.. يؤلمون العدو في طريق حصري للوصول إلى نتيجة لصمودهم، العدة والعتاد، في مقابل إفلاس العدو وقتله المدنيين، وتدمير دور العبادة الإسلامية والمسيحية، والتمادي في الغطرسة إلى درجة إصدار قرار على الأمم المتحدة بأن تسحب قوات اليونيفيل من جنوب لبنان.. تتوعد المقاومة بأن تمسك رسن الكيان اللقيط وتعيده إلى الحظيرة، فقد بدأت في التعامل معه بمعادلة الميدان على الحافة الأمامية لإيلامه.. لم تعد الساحة اللبنانية في مرحلة المساندة وإنما المواجهة، ومهمة المقاومة في لبنان الآن إيلام العدو، وهذا مشروع للمقاومة الفلسطينية مستمر بمساندة الساحات من لبنان واليمن وإيران والعراق، وبات من حق المقاومة توسيع ردها بتوسيع الكيان اللقيط لعدوانه.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وقفة مسلحة بمديرية الصافية في أمانة العاصمة دعماً للشعبين الفلسطيني واللبناني

الوحدة نيوز/ نظمت التعبئة العامة بمديرية الصافية في أمانة العاصمة اليوم، وقفة مسلحة حاشدة لأبناء حي أوسان، اسناداً ودعماً للشعبين الفلسطيني واللبناني تحت شعار “لستم وحدكم”.

وفي الوقفة التي حضرها مستشار وزير الداخلية اللواء عبدالكريم المروني ومدير المديرية صالح الميسري ومسؤول التعبئة بالمديرية عبدالله المعافا، بارك المشاركون العمليات النوعية لمحور المقاومة ضد كيان العدو الصهيوني المجرم في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، اسناداً للمجاهدين و نصرة للأشقاء في فلسطين ولبنان.

وندد المشاركون، باستمرار جرائم العدو الإسرائيلي للعام الثاني وما يرتكبه من مجازر وحرب إبادة بحق أطفال ونساء غزة وفلسطين والتهجير والتدمير الممنهج والشامل لكل مظاهر الحياة، وعدوانه على لبنان بمشاركة أمريكا ودعم غربي، وتواطؤ دولي مخزي، وتخاذل وخنوع عربي.

وأكدوا الوفاء لشهداء قادة المقاومة واستمرار دعم ومناصرة الشعبين الفلسطيني واللبناني، والجهوزية والاستعداد الكامل لإسناد مجاهدي المقاومة في غزة ولبنان حتى دحر العدو الصهيوني والأمريكي.

وعبر بيان صادر عن الوقفة، عن خالص التعازي لأسرة القائد الجهادي الكبير الشهيد يحيى السنوار، ولأبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية ومجاهديها كافة، باستشهاد هذا القائد البطل وهو في مقدمة الصفوف يقاتل العدو الصهيوني مقبلاً غير مدبر.

وأكد استمرار الجهاد ومواجهة العدو الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني، ومساندة الشعبين الفلسطيني واللبناني في كل المجالات الرسمية والشعبية والعسكرية والسياسية والإعلامية، والتعبئة العامة والمقاطعة الاقتصادية حتى ردع الأعداء وتحقيق النصر.

وحيا البيان، الصمود التاريخي للمجاهدين في غزة وكل فلسطين المحتلة وما يسطرونه من بطولات في مواجهة العدو الصهيوني الغاصب والمجرم، رغم كل الدمار والجرائم والمجازر الصهيونية.

ودعا كافة شعوب الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم، للخروج من حالة الصمت على مجازر وجرائم الإبادة الجماعية والحصار والتجويع لأبناء الشعب الفلسطيني وكذا العدوان على الشعب اللبناني.

 

مقالات مشابهة

  • وقفة مسلحة بمديرية الصافية في أمانة العاصمة دعماً للشعبين الفلسطيني واللبناني
  • المقاومة الفلسطينية تقنص جنديين صهيونيين في مخيم جباليا
  • عملياته حزب الله في تصاعد وإعلام العدو يكشف عن خيبة كبيرة داخل الكيان
  • حزب الله يواصل ضرباته الصاروخية في عمق الكيان الصهيوني الغاصب
  • الأزهر ينعي شهداء المقاومة الفلسطينية ويؤكد: الدفاع عن الأرض شرفٌ لا إرهاب
  • “شرف لا يضاهيه شرف” .. الأزهر ينعى شهداء المقاومة الفلسطينية
  • المقاومة الفلسطينية تشتبك مع قوات العدو خلال اقتحام طوباس
  • الأزهر ينعى «شهداء المقاومة الفلسطينية» الأبطال: أرعبوا عدوهم
  • وصفهم بـ«الأبطال».. الأزهر ينعى شهداء المقاومة الفلسطينية