بوابة الوفد:
2024-11-20@04:38:13 GMT

الهوية والمنفى عند كنفانى وجيمس جويس

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

تحظى قضايا الهوية والمنفى باهتمام ملحوظ فى الأدبين العربى والأيرلندي، حيث يجسد المنفى تجربة مزدوجة، فردية وجماعية، تلقى بظلالها الثقيلة على شعور الإنسان بالانتماء وهويته الثقافية. ففى الأدب العربي، يتجلى المنفى عادةً فى سياقات الاحتلال والحروب والهجرة القسرية، ما يخلق شعورًا بالفقدان والاغتراب، أما فى الأدب الأيرلندي، فيُناقَش المنفى من خلال التهجير الناتج عن الاحتلال البريطانى والمجاعات، مسلطًا الضوء على الصراع الداخلى بين التمسك بالجذور والرغبة فى الوصول إلى الحرية الشخصية.

فى أعمال الفلسطينى غسان كنفاني، تتجسد معاناة الفلسطينيين نتيجة التهجير وضياع الوطن، بينما يعالج الايرلندى جيمس جويس فى رواياته مفهوم الهوية الفردية فى ظل الاستعمار البريطانى لأيرلندا.

فى رواية «رجال فى الشمس»، يصوّر كنفانى مصير الفلسطينيين الذين يبحثون عن وطن جديد وهوية ضائعة بين أطلال وطنهم، حيث تموت الشخصيات مختنقة فى خزان ماء مهجور، رمزًا لضغوط التهجير النفسية والمادية التى يعانيها الفلسطينيون. وفى «عائد إلى حيفا»، يصوِّر كنفانى الزوجين الفلسطينيين اللذين يواجهان حقيقة فقدان منزلهما وابنهما، ما يعمّق شعورهما بالمهانة والضياع وهما يعيشان على حدود الوطن.

وفى رواية صورة الفنان فى شبابه لجيمس جويس، يستكشف الكاتب موضوع النفى كوسيلة للتعبير عن الحرية الشخصية، خصوصًا من خلال صراع ستيفن ديدالوس مع الهوية الوطنية والضغوط الخانقة للتقاليد الدينية والاجتماعية والثقافية. رحلة ستيفن هى رحلة نفى ذاتي، جسديًا وروحيًا، حيث يرفض التقاليد المتعلقة بالقومية الأيرلندية والكاثوليكية من أجل تشكيل هويته الفردية كفنان، ويأتى إعلانه الشهير بأنه سيطير «بعيدًا عن تلك الشِباك» من القومية واللغة والدين ليجسد سعيه نحو الحرية، ليس فقط من القيود الخارجية، بل أيضًا من التوقعات المجتمعية المتأصلة فى ذاته. فى النهاية، يصوّر جويس النفى كخطوة ضرورية للتطوّر الفنى والشخصي، حيث تُكتشف الحرية الحقيقية فى رفض الأدوار المفروضة واحتضان هوية مستقلة يتم اختيارها بحرية.

يُبدع كنفانى فى نسج لوحة رمزية، تفيض بألوان المعاناة، حيث تتحدث الأشياء من دون كلمات، وكل رمز يحمل بين طياته قصة جماعية لشعب يرزح تحت وطأة النسيان. شخوصه ليسوا مجرد أفراد، بل نوافذ تُطل على جراح الوطن، وأحداثه عناقيد من آمال تقاوم الاندثار. وفى حين يختار كنفانى أن يعبر عن نضال أمة بأكملها، يمضى جويس فى رحلة الغوص داخل أصداف النفس البشرية، مستخرجًا لآلئ الصراع الداخلى بأدق تفاصيلها. شخوصه تهمس بحرياتها المأسورة بين قضبان الدين والمجتمع، باحثة عن مخارج من متاهات القيود.

وعلى الرغم من أن كنفانى وجويس يقفان على ضفاف متباعدة، تفصلهما بحار الجغرافيا وأقاليم الثقافة، إلا أنهما يتوحدان فى فضاء الهوية والمنفى، حيث تتصارع الأرواح بين أسوار الغربة وصدى الأسئلة الملحة عن الوطن المحتل الذى يسكن القلوب، والحرية التى تتوق لها الأرواح.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ى قضايا الهوية

إقرأ أيضاً:

إطلاق الهوية الجديدة لـ«الإمارات للطاقة النووية»


أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن هويتها الجديدة التي أصبحت بموجبها شركة الإمارات للطاقة النووية، في خطوة تؤكد تطورها كجهة محلية تساهم على نحو استراتيجي في ضمان أمن الطاقة، بينما تسعى لأن تصبح شركة عالمية رائدة في قطاع الطاقة النووية.
وتسلط هذه االخطوة المهمة، الذي تم الكشف عنها في فعالية خصصت لإطلاق الهوية الجديدة، الضوء على التزام شركة الإمارات للطاقة النووية بالمضي قدماً في خطط الاستفادة الكاملة من الطاقة النووية، والقيام بدور قيادي لقيادة الجهود الهادفة لضمان أمن الطاقة النظيفة.
ويأتي إعلان الهوية الجديدة في مرحلة مهمة بعد الإنجازات الاستثنائية التي حققتها شركة الإمارات للطاقة النووية والتي كان لها الأثر الكبير في تطوير قطاع الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوفير مصدر جديد لكهرباء االحمل الأساسي النظيفة، التي عززت بشكل كبير أمن الطاقة في الدولة.
وتمضي الشركة قدماً نحو القيام بدورها الجديد كمستثمر ومطور ومنتج للكهرباء النظيفة على الصعيد العالمي، مع التركيز على الاستثمار في تقنيات الطاقة النووية الجديدة، والشراكات مع شركات التكنولوجيا المتقدمة المحلية والعالمية. وبالإضافة إلى ذلك، تركز شركة الإمارات للطاقة النووية على الاستفادة القصوى من ميزات الطاقة النووية في دولة الإمارات، من خلال الإنتاج المشترك للحرارة والبخار والأمونيا والهيدروجين، إلى جانب الشراكات الاستراتيجية في قطاع الطاقة النظيفة، مما يعزز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للابتكار في قطاع الطاقة النووية.
وتتضمن الهوية الجديدة علامة تجارية متماسكة ومبسطة لشركة الإمارات للطاقة النووية، بما يتماشى مع مهمتها لدفع جهود خفض البصمة الكربونية حول العالم، وتعزيز مسارها كشركة عالمية رائدة في قطاع الطاقة النووية، حيث توحد هذه الخطوة هوية الشركة مع الشركات التابعة لها، لتصبح شركة نواة للطاقة الآن شركة الإمارات للطاقة النووية- العمليات التشغيلية، ولتصبح شركة براكة الأولى الآن شركة الإمارات للطاقة النووية- الشؤون التجارية.
وبهذه المناسبة، قال محمد الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للطاقة النووية:«تنتج محطات براكة للطاقة النووية 40 تيراواط في الساعة سنوياً وهو ما يعادل 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء، ومساهمة متميزة في محفظة الطاقة في الدولة، حيث أصبحت المحطات أكبر مساهم في خفض البصمة الكربونية في تاريخ الدولة من خلال الحد من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً. ومع ذلك فإنها البداية فقط لشركة الإمارات للطاقة النووية والتي تركز الآن، بالإضافة للتميز التشغيلي الآمن، على الآفاق الجديدة في تطوير الطاقة النووية والاعتماد عليها، وذلك بعد التشغيل الكامل لكافة محطات براكة الأربع، وهو ما يسلط الضوء على إمكاناتنا الكبيرة فيما يتعلق بإنجاز مشاريع الطاقة النووية الضخمة وفق جدول زمني مناسب».
وأضاف الحمادي:«الهوية الجديدة تمثل انطلاقة متجددة لشركة الإمارات للطاقة النووية تتضمن طموحاتها المستقبلية، وستركز جهودنا على تسريع تطوير الطاقة النووية والتقنيات المرتبطة بها، ليس فقط داخل دولة الإمارات ولكن أيضاً على نطاق عالمي. ومن خلال مشاركة خبراتنا ومعارفنا، فإننا نهدف إلى تقديم نموذج يحتذى به من قبل الدول التي تسعى إلى الاعتماد على الطاقة النووية، كمصدر نظيف وآمن وموثوق لكهرباء الحمل الأساسي، ولا سيما أن تجربتنا في هذا القطاع تعد مثالاً ملموساً لكيفية قيام الطاقة النووية بدور محوري، في تحقيق الأهداف العالمية الخاصة بخفض البصمة الكربونية،والوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.»
وأضاف الحمادي: «مع الاستمرار في زيادة مساهمة الطاقة النووية في مزيج الطاقة العالمي، فإننا نقود أيضاً الابتكار في تقنيات المفاعلات المتقدمة، بهدف تعزيز الكفاءة والاستدامة. كما إن التزامنا بالتميز التشغيلي والتحسين المستمر وتطوير أنظمة الطاقة الآمنة والموثوقة، يسهم في تعزيز الدور الريادي لدولة الإمارات في المسيرة العالمية للانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة».
وتأتي الهوية الجديدة لشركة الإمارات للطاقة النووية في وقت يشهد العالم تركيزاً كبيراً على الطاقة النووية، مع إدراك العديد من الدول والبنوك والجهات ذات الصلة بالصناعات الثقيلة وتلك التي تتطلب كميات ضخمة من الطاقة، للدور المهم الذي يمكن أن تقوم به الطاقة النووية في إنتاج كميات وفيرة من الكهرباء الآمنة على مدار الساعة. ومع مضاعفة الطلب العالمي على الطاقة بحلول عام 2050، وتساوي الطلب على الطاقة لمراكز البيانات وحدها الطلب السنوي على الطاقة في اليابان بحلول عام 2026، أعلنت 25 دولة و14 بنكاً عن دعمها لمضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية ثلاث مرات بحلول عام 2050 على مستوى العالم. والتزمت كل من «أمازون» و«غوغل» و«مايكروسوفت» وشركات تقنية عالمية أخرى بتوفير مليارات الدولارات في عقود واتفاقيات مع شركات الطاقة النووية، بينما العديد من الصفقات الأخرى في طور الإعداد.
وتستعد شركة الإمارات للطاقة النووية لدعم هذه الموجة من النمو العالمي، من خلال مواصلة الاستفادة من قدراتها وإمكانياتها من أجل تأسيس مركز إقليمي وسلسلة إمداد للطاقة النووية في دولة الإمارات.

أخبار ذات صلة تفاهم بين «الإمارات للطاقة النووية» ومركز الشباب العربي «الإمارات للطاقة النووية» تسلط الضوء على أهمية الأمن السيبراني

مقالات مشابهة

  • إيما لازاروس الشاعرة الأمريكية.. خلدت كلماتها على تمثال الحرية |ما قصتها؟
  • الحرية المصرى: كلمة الرئيس أمام قمة العشرين قدمت رؤية شاملة لمواجهة التحديات العالمية
  • الحرية أن تعرف حدودك
  • إطلاق الهوية الجديدة لـ«الإمارات للطاقة النووية»
  • الحرية المصري: مشاركة الرئيس السيسي في قمة العشرين يعكس مكانة مصر ودورها المحوري
  • موقف مصر اليقظ تجاه مخطط التهجير في غزة
  • "الحرية المصري": مشاركة الرئيس في قمة العشرين يعكس مكانة ودور مصر
  • الحرية المصرى: مشاركة السيسي في قمة العشرين يعكس دور مصر الإقليمي
  • الحرية والإبداع.. بين الالتزام والمسؤولية وضد التفلت
  • علي جمعة: الحرية والمسؤولية وجهان لعملة واحدة والفرق بينهما وبين التفلت الالتزام