حركات طائشة وانحراف بالأتوبيس واندفاع غير مبرر في شوارع الأحياء السكنية وسرعة عالية على الطريق الدائري.. كلها مشاهدات تمر أمام أعيننا على امتداد الطرق بطولها وعرضها لسائقي أتوبيسات المدارس، ولا يمكنك فعل شيء سوى أن تدعو الله أن يحفظ الصغار الذين استأمن آباؤهم هؤلاء السائقين على توصيلهم بأمان إلى فصولهم الدراسية.
حادث أتوبيس جامعة الجلالة الذى راح ضحيته ما يقرب من أربعين طالبا ما بين قتيل ومصاب، لم يكن الأول ولن يكون الأخير، تعددت الأسباب التي أدت لوقوع الحادث ما بين تهالك فرامل الأتوبيس وتعاطي السائق لمخدر المورفين، والنتيجة حزن وفقد وألم عاشته أسر هؤلاء الطلاب، فلن يعوضهم حبس السائق أو حتى إعدامه عن فلذات أكبادهم الذين عانوا حتى وصلوا بهم إلى أن يكونوا طلابا في كلية الطب.
كل التقارير الصحفية التي تحدث فيها أولياء أمور طلاب جامعة الجلالة، أشارت إلى أن الطلاب استقلوا الباص للتوجه إلى مقر سكنهم في منطقة بورتو على طريق العين السخنة، نظرًا لارتفاع سعر السكن الجامعي الذى يشكل مع مصروفات الجامعة عبئا ثقيلا عليهم، وهو ما اضطرهم إلى تأجير سكن بسعر أرخص في منطقة بعيدة عن الجامعة.
اللجنة الفنية المشكلة لفحص الحادث أكدت أن السرعة الزائدة وراء انقلاب اتوبيس الضحايا، والتحليل الطبي للسائق أثبت تعاطيه مخدر المورفين، وهي نفس الأسباب التي تثبتها التحقيقات في كل حادث مروري تزهق فيه أرواح أبرياء، وهكذا يتكرر الحادث على فترات متقاربة، ويتفرق دم ضحايا الحادث بين أسباب ومبررات، وقد ينتهي الأمر تجاه السائق بعقوبة لا تتناسب مع حجم الجرم الذى ارتكبه.
في محيط الأقارب والجيران نسمع عن حوادث لباص المدرسة الذى يقل أبناءهم بين الحين والآخر، قد تكون حوادث خفيفة أحيانا ولكنها مفزعة للأطفال ولذويهم، والسبب معروف دائما ألا وهو تهور السائق.
وزير الرياضة الأسبق الدكتور خالد عبد العزير قال في تدوينه له: "في معظم الأحيان في المدن الأوروبية من يقود الأتوبيسات الكبيرة التي تنقل طلبة المدارس والجامعات والرحلات، سائقون لا تقل أعمارهم عن 50 عامًا، أو سائقات سيدات لا تقل أعمارهن عن 40 عامًا،
و ذلك يرجع إلى الهدوء والاتزان والحذر الذي تفرضه المرحلة العمرية".
كلام الوزير يقودنا إلى سؤال مهم وهو لماذا لا يخضع سائقو أتوبيسات المدارس لاختبارات دقيقة قبل أن يتم توظيفهم؟ ذلك لأن رخصة القيادة ليست وحدها الشرط المؤهل لهذا العمل الذى لابد وأن يتسم بالهدوء والمهنية العالية.
طبقا لنشرة الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، جاءت إصابات حوادث الطرق حسب مستخدم الطريق (الركاب) في المرتبة الأولى بعدد 22454 يليها (مشاة) بعدد 17553 مصابا عام 2023، وبلغ معـدل الإصابة 67.5 مصاب لكل 100 ألف نسمة عام 2023 مقابل 54 مصابا عام 2022.
هذه الارقام المفزعة تعبر عن واقع نعيشه نفقد فيه مئات بل آلاف الأرواح سنويا وتسيل دماؤهم على الأسفلت، دون أن تكون هناك إجراءات رادعة وقواعد صارمة لاختيار سائقي أتوبيسات المدارس والسائقين بشكل عام وخاصة سائقي الميكروباص والنقل الذين يتسببون في حوادث لا حصر لها.. رحم الله طلاب طب الجلالة وألهم ذويهم الصر والسلوان.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
رمضان يعني.. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ارتبط شهر رمضان بالعديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية والأعمال الدرامية، التى لا يمكن أن ننساها، ومحفورة فى وجداننا، وكان من الصعب قضاء اليوم بدونها، فرمضان يعني النقشبندى، ورمضان يعني الأذان بصوت محمد رفعت، ورمضان يعنى خواطر الشعراوى.
وتعد الروحانيات والطقوس الدينية من أهم سمات رمضان وقد حفرت البرامج الدينية ومقدموها من الشيوخ الأفاضل مواعيد ثابتة فى أذهان وقلوب المشاهدين، وتحول مع الوقت مشاهدتهم والاستماع لأصواتهم إلى صفة رمضانية انتقلت من جيل إلى جيل.
ومن أبرز البرامج التى من الممكن أن «تظبط ساعتك عليها» برنامج «خواطر الشعراوى» الذى يعرض على شاشة القناة الأولى وإذاعة القرآن الكريم، لإمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى.
فعندما تشير عقارب الساعة إلى أنه يتبقى ٢٠ دقيقة فقط على أذان المغرب فى رمضان، نجد جميع الصائمين فى البيوت والمحلات والمقاهى والشوارع والشركات يلتفون حول «خواطر الشعراوى» يستمتعون بتفسير آيات القرآن الكريم، وليهون عليهم يوما كاملا من عناء ومشقة الصيام، ويروى الشعراوى بأسلوبه الجميل عطش الصائمين وبطريقته الساحرة البسيطة الجاذبة لكل الأعمار، ينصت إليه الجميع منتظرين أن يمضى الوقت لينطلق مدفع الإفطار.
وعاما بعد عام أصبح البرنامج من الوجبات الروحانية التى تلتف حوله الأسرة قبل الإفطار بثلث ساعة، ورغم رحيل الشيخ الشعراوى عام ١٩٩٨ إلا أنه الحاضر الغائب على مائدة الإفطار فى رمضان، ومعه تهل روائح الشهر الكريم ويشعر الصائمون برمضان من خلال نبراته وصوته الفريد وأدائه المميز الذى يستحيل أن تتوه عنه أو يصعب عليك معرفته ولو للحظة واحدة.
ويمكننا بلا مبالغة أو جدال ومن خلال الواقع الذى نعيشه، أن نؤكد على أن «خواطر وأدعية الشعراوى» ارتبطت بالصائمين فى رمضان وظلت وستظل من البرامج التى نطلق عليها عبارة "اظبط ساعتك عليها".
أما «الكروان» والصوت الخاشع وشيخ المداحين «النقشبندى» الذى ارتبط صوته بابتهالات ما قبل أذان المغرب، يعد من أهم معالم رمضان وتوقيت ابتهالاته مميز ومعروف تقدر تظبط ساعتك عليه.