الأسبوع:
2024-12-21@03:04:41 GMT

في ذكرى رحيل موسوعة الفكر ( 1 / 3 )

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

في ذكرى رحيل موسوعة الفكر ( 1 / 3 )

فى الحادى والثلاثين من أكتوبر الحالى تحل الذكرى الرابعة عشرة لرحيل العالم والمفكر والفيلسوف والأديب الدكتور"مصطفى محمود" حيث وافته المنية فى 31 أكتوبر 2009 بعد صراع طويل مع المرض، وبعد حياة زاخرة بالعلم والإيمان. لقاءات عديدة جمعتني بهذا الإنسان العصيّ على النسيان. أهداني الكثير من مؤلفاته التي تربو على 88 كتابا.

آخر لقاء جمعني به كان فى السادس من أكتوبر 2009 عندما كان طريح الفراش. عدته يومها للاطمئنان عليه، ولم يكن قادرا على التحدث معى وقتئذٍ. إنه النموذج المبهر فكرا وعلما وبحثا. مفكر غير تقليدى، مجدد فى انتقائه للكلمة وصوغه للجملة وارتياده للفكرة، وفى سوقه البراهين والأدلة على أى موقف من مواقف الحياة، ولهذا كان لكل أفكاره وخواطره وكتاباته عنصر جذب أخاذ، فكثر محبوه وقراؤه. وانعكس تأثيرها فى محيط تعددت اتجاهاته، واختلفت نوازعه لا سيما مع عباراته المجلوة بإيقاع شاعرى. كانت أولى سماته أنه مفكر تحركه ذاتيته أولا وقبل كل شىء، وهى التى تضفي على أفكاره وكتاباته ذلك البريق الذي يخطف الأبصار ويشدها إليه.

وأستدعى هنا اللقاء الذي أجريته معه عام 87، وفيه سلطت الأضواء على قضايا ذاتية قد تمسه وحده وقد تمس آخرين. عرجت على موضوع الاغتراب ومدى معاناته منه، وحجم الاغتراب لديه. و بصوته الهادئ الذى كان دوما أقرب إلى الهمس مضى قائلا:

"الاغتراب صفة الفنانين بوجه عام. وهنا أتذكر بيت شعر لأبي العتاهية يقول فيه:

طلبت المستقر بكل أرض فلم أر لي بأرضٍ مستقرا

فليس هناك بيت مثله يعبر عن الاغتراب وحقيقة الاغتراب، فهو الإحساس بالفجوة بين النفس و الآخرين. كما أن سبب الاغتراب الأعمق نجده عند الصوفي، فهو إحساس الإنسان فى الدنيا بأن الدنيا ليست وطنه باعتبار أن جميعنا جئنا من الله، وهو وطننا. منه المبتدأ وإليه المنتهى وبين يديه المقر. وفيما عدا ذلك لا مفر ولا مستقر. ذلك لأننا أشبه ما نكون بمخلوقات فى المنفى منذ نزولنا إلى الأرض".

وهنا قلت له: إذن هو إحساس داخلى بالبعد؟

فقال: "هو كذلك. يشعر المرء معه ــ يستوى فى ذلك المؤمن والكافر ــ بأن هذا الكون الذى يحتويه ليس وطنه الأصلى، وليس مملكته وبلده. والسبب أن لديه ذكرى ما قد تكون باهتة أو واضحة ترتكز على أن وطنه هو لدى الله سبحانه وتعالى. من حيث جاء وإلى حيث ينتهى.. " وأن إلى ربك المنتهى".

وفي معرض التعليق قلت: "وما الفرق بين المؤمن والكافر أمام هذا الإحساس؟"

فأجابني قائلا: "المؤمن يشعر شعورا واضحا بهذه المسألة ويسميها باسمها. والكافر يشعر بها شعورا باهتا ولا يسميها باسمها. وإنما يسميها غربة. اسم أفرنجى لحالة أدركها الصوفى بوجدانه وعبر عنها وسماها باسمها. ولا أدل على هذا من أن أول كلمة قالها المسيح وهو فى المهد: " إني عبد الله آتاني الكتاب"، فهذا هو الانتماء الوحيد الحقيقى حيث العبودية لله سبحانه وتعالى، والخلق لله وحده. وهذا هو الانتماء الحقيقي. لكننا فى الغربة نسمع انتماءات مختلفة.. جزائرى.. تونسى.. لبنانى.. زملكاوى أهلاوي كلثومي فيروزى. انتماءات متعددة. لكن الإنسان يشعر بأنها انتماءات لا تغنى، وإذا كان من أهل الكفر سماها "غربة" وعلى ذلك يقول: " ألقى بنا فى عالم غريب". وإذا كان مؤمنا فإنه يدرك أن انتماءه الحقيقي من الله وإلى الله، فهذا هو سبب الغربة العميق".

وللحديث بقية..

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف: اللغة العربية منبع الفكر ومصدر الحضارة ومفتاح التقدم

أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن اللغة العربية تمثل ركيزة أساسية لبناء الهوية الثقافية والحضارية للأمة الإسلامية، جاء ذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، إذ أوضح الوزير أن العناية بهذه اللغة المباركة ليس مجرد واجب ثقافي أو أكاديمي، بل هو صون للهوية، وحماية للتراث، وضمانة لاستمرار العطاء الفكري والإبداعي.

ودعا الوزير إلى إحياء مكانة اللغة العربية في الحياة اليومية، مشددًا على أنها ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي وعاء للعلم والحضارة، ومصدر للإلهام والجمال، واستشهد بقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، موضحًا أن اختيار الله لهذه اللغة لتكون لسان القرآن الكريم يؤكد مكانتها وقدرتها على التعبير عن أعظم القيم والمعاني.

وأوضح وزير الأوقاف أن اللغة العربية هي المفتاح لفهم القرآن الكريم، فهي التي تكشف أسرار البيان الإلهي، وتفتح أبواب التدبر والتفكر، وهي اللغة التي حملت أعظم المعارف والعلوم عبر تاريخها الطويل، وحفظت علوم الأمم السابقة عن طريق الترجمة، واستشهد بأعلام العلماء الذين أثروا الحضارة الإنسانية بفضل تمكنهم من ناصية اللغة، كعبد القاهر الجرجاني، وابن عاشور، وغيرهما.

وأشار الوزير إلى أن الاهتمام باللغة العربية يجب أن يكون ضمن الأولويات الوطنية، فهي ليست مجرد لغة تراثية، بل هي عامل رئيس في تعزيز الأمن الثقافي والقومي، ومصدر للتقدم العلمي والفكري، وصونها واجب دستوري؛ داعيًا إلى ضرورة إدماج اللغة العربية في كل مجالات الحياة، من التعليم والإعلام إلى الفنون والإبداع، مؤكدًا أن تعزيز مكانتها يبدأ من الأسرة والمدرسة، إذ يتعلم الطفل منذ صغره حب اللغة وإتقانها.

وأشاد الوزير بالدور الريادي الذي تنهض به المؤسسات العلمية والدينية في نشر اللغة العربية، وخص بالذكر الأزهر الشريف وجهوده الممتدة عبر القرون في تعليم اللغة وحفظها، داعيًا إلى تعزيز هذه الجهود وتطويرها بما يواكب العصر.

اختتم الوزير بيانه بأن اليوم العالمي للغة العربية هو فرصة لتجديد العهد مع هذه اللغة العظيمة، والعمل على إحيائها في النفوس والعقول، مشددًا على أن حماية اللغة العربية هي حماية للهوية والمستقبل، وأن العمل الجماعي مهم لإعادة بريق هذه اللغة في المحافل الدولية، داعيًا إلى تنظيم الفعاليات الثقافية والعلمية التي تعزز مكانة اللغة العربية، وتنقل للعالم جمالها وسحرها.

مقالات مشابهة

  • اقرأ غدًا في «البوابة».. يا مال الشام!.. سوريا الحضارة.. الفكر.. الإبداع.. «وعليك عينى يا دمشق»
  • لجنة التراث تقيم احتفالية لإحياء ذكرى معركة وادي ماجد بمكتبة مصر العامة بمطروح
  • محافظ الأحساء يستقبل المهندس عباس البراهيم العضو المشارك في موسوعة غينيس للأرقام القياسية
  • كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟
  • وزير الأوقاف: اللغة العربية منبع الفكر ومصدر الحضارة ومفتاح التقدم
  • حاكم الشارقة يتسلم شهادة موسوعة غينيس للمعجم التاريخي للغة العربية
  • الأوبرا تحيى ذكرى رحيل فريد الأطرش بدمنهور.. هذا الموعد
  • بالفيديو | حاكم الشارقة يتسلم شهادة موسوعة غينيس للمعجم التاريخي للغة العربية
  • الجمعة.. الأوبرا تحيى ذكرى رحيل فريد الأطرش بدمنهور
  • بعد غد.. الأوبرا تنظم أمسية فنية بدمنهور بمناسبة ذكرى رحيل فريد الأطرش