في ذكرى رحيل موسوعة الفكر ( 1 / 3 )
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
فى الحادى والثلاثين من أكتوبر الحالى تحل الذكرى الرابعة عشرة لرحيل العالم والمفكر والفيلسوف والأديب الدكتور"مصطفى محمود" حيث وافته المنية فى 31 أكتوبر 2009 بعد صراع طويل مع المرض، وبعد حياة زاخرة بالعلم والإيمان. لقاءات عديدة جمعتني بهذا الإنسان العصيّ على النسيان. أهداني الكثير من مؤلفاته التي تربو على 88 كتابا.
وأستدعى هنا اللقاء الذي أجريته معه عام 87، وفيه سلطت الأضواء على قضايا ذاتية قد تمسه وحده وقد تمس آخرين. عرجت على موضوع الاغتراب ومدى معاناته منه، وحجم الاغتراب لديه. و بصوته الهادئ الذى كان دوما أقرب إلى الهمس مضى قائلا:
"الاغتراب صفة الفنانين بوجه عام. وهنا أتذكر بيت شعر لأبي العتاهية يقول فيه:
طلبت المستقر بكل أرض فلم أر لي بأرضٍ مستقرا
فليس هناك بيت مثله يعبر عن الاغتراب وحقيقة الاغتراب، فهو الإحساس بالفجوة بين النفس و الآخرين. كما أن سبب الاغتراب الأعمق نجده عند الصوفي، فهو إحساس الإنسان فى الدنيا بأن الدنيا ليست وطنه باعتبار أن جميعنا جئنا من الله، وهو وطننا. منه المبتدأ وإليه المنتهى وبين يديه المقر. وفيما عدا ذلك لا مفر ولا مستقر. ذلك لأننا أشبه ما نكون بمخلوقات فى المنفى منذ نزولنا إلى الأرض".
وهنا قلت له: إذن هو إحساس داخلى بالبعد؟
فقال: "هو كذلك. يشعر المرء معه ــ يستوى فى ذلك المؤمن والكافر ــ بأن هذا الكون الذى يحتويه ليس وطنه الأصلى، وليس مملكته وبلده. والسبب أن لديه ذكرى ما قد تكون باهتة أو واضحة ترتكز على أن وطنه هو لدى الله سبحانه وتعالى. من حيث جاء وإلى حيث ينتهى.. " وأن إلى ربك المنتهى".
وفي معرض التعليق قلت: "وما الفرق بين المؤمن والكافر أمام هذا الإحساس؟"
فأجابني قائلا: "المؤمن يشعر شعورا واضحا بهذه المسألة ويسميها باسمها. والكافر يشعر بها شعورا باهتا ولا يسميها باسمها. وإنما يسميها غربة. اسم أفرنجى لحالة أدركها الصوفى بوجدانه وعبر عنها وسماها باسمها. ولا أدل على هذا من أن أول كلمة قالها المسيح وهو فى المهد: " إني عبد الله آتاني الكتاب"، فهذا هو الانتماء الوحيد الحقيقى حيث العبودية لله سبحانه وتعالى، والخلق لله وحده. وهذا هو الانتماء الحقيقي. لكننا فى الغربة نسمع انتماءات مختلفة.. جزائرى.. تونسى.. لبنانى.. زملكاوى أهلاوي كلثومي فيروزى. انتماءات متعددة. لكن الإنسان يشعر بأنها انتماءات لا تغنى، وإذا كان من أهل الكفر سماها "غربة" وعلى ذلك يقول: " ألقى بنا فى عالم غريب". وإذا كان مؤمنا فإنه يدرك أن انتماءه الحقيقي من الله وإلى الله، فهذا هو سبب الغربة العميق".
وللحديث بقية..
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
حسن الرداد يستعيد ذكرى أليمة عن أسرته
متابعة بتجــرد: نشر الفنان حسن الرداد عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، صورة لابنة خاله الطفلة دنيا، استعاد بها ذكرى أليمة تخص خاله وأسرته، والذين توفوا في حادث مأساوي.
علق الرداد على الصورة قائلاً: “دنيا الرداد بنت خالي أجمل طفلة شوفتها في حياتي، كانت جميلة الشكل وجميلة القلب والأخلاق، يوم 15 نوفمبر ذكرى ميلادها، لقد توفيت هي وخالي ووالدتها سويًا في حادث مأساوي إثر سقوط العمارة وهم في داخلها وماتت وهي في ثانوية عامة وكانت من المتفوقات في الدراسة ومن الأوائل دائمًا، الله يرحمك يا حبيبتي، ويرحم خالي عبده ويرحم سارة ويجمعنا معكم في الجنه إن شاء الله”.
وتلقى الرداد مئات التعليقات على منشوره ما بين متذكر للحادث وآخرين ذكروا أنهم كانوا من الممكن أن يكونوا معهم لولا تصاريف القدر، وغيرها من التعليقات التي ترحمت على الذين رحلوا في الحادث الأليم.
يُذكر أن حسن الرداد يستعد لتصوير مسلسله الرمضاني والذي تشاركه فيه زوجته الفنانة إيمي سير غانم في أول عمل درامي لها منذ ست سنوات، حيث كان آخر أعمالها مسلسل “سوبر ميرو” والذي عرض في رمضان 2019.
main 2024-11-18Bitajarod