فرح الشعب الإسرائيلي، ومعه المنافقون العرب، في استشهاد بطل هذه الأمة يحيى السنوار، وهو يقاتل فوق الأرض، ويقتل جنود الأعداء ويضرب بعصاه تلك الطائرة التي جاءت تنقل صورته الى مركز قيادة العدو الجاهل، الذي كان يبحث عن البطل تحت الأرض محتميا بالمختطفين، كما زعموا، بينما كان فارس العرب يرتدي سترته العسكرية، ويحمل فيها تك القنابل اليدوية، وبيده سلاح استولى عليه بقوة البطل من أحد لواءات جيش العدوان الإسرائيلي في غزة.
هذا البطل الذي أطلق عليهم طوفانا لن ينسوه على مر التاريخ في السابع من أكتوبر الماضي، جاءت لحظته وهو يعلم انه لن يبقى بعدها ثانية، فاراد أن يسلبهم صورة النصر التي يفرحون بها، ويرعبون بها أولئك المرتعدين العرب.. هو هزم نتنياهو وأذله وأبقاه يجتمع مع حكومته في مخبأ سري محصن تحت وزارة الدفاع بتل أبيب، لم يجرؤ على الخروج منه للاجتماع مع وزرائه إلا مرة واحدة في مخبأ سري آخر في بطن الجبال بالقدس المحتلة.
ولأن الكذب يهودي صهيوني، فكانت الصورة التي صدرها نتنياهو وأتباعه للإعلام العربي أن السنوار يختبئ تحت الأرض خوفا منهم، وأنه يحتمي حتى الآن بأجساد المختطفين من جنود وضباط اليهود تحت الأرض حتى يلبس البطل ثوب الخوف بدلا منهم، ولأن نتنياهو احترف صناعة الرعب ضد العرب، وكان ينتظر هو وجميع أركان حكمه إخراج مشهد استهداف السنوار باعتباره عملا أسطوريا يجمع بين عبقرية جهاز الموساد للاستخبارات الخارجية، وجهاز الشاباك للاستخبارات الداخلية، ودقة وعظمة الجيش الأسطوري، ومتابعته فوق الأسطورية التي استمرت على مدار الساعة منذ وصول المعلومات على المكان وحتى الاستهداف، كانوا يخططون لصناعة صورة أسطورية للجيش والاستخبارات، والعبقري نتنياهو، الذين يصنعون المجد، ولكن البطل كان يعرفهم أكثر مما يعرفون أنفسهم، يتحدث لغتهم، ويكتب شعرا بها، ويقرأ وجدانهم المريض، وقد خطط لهزيمتهم لحظة استشهاده لتكون أروع صورة للعرب الذين في قلوبهم مرض، فالصورة التي صنعها استشهاد القائد سوف تظل تنجب أطفالا يدافعون عن الأرض والعرض والوطن، وتقضي على الطابور الخامس الذي نجح الصهاينة في زراعته، وهم الآن ينتشون اكثر من اليهود باستشهاد السنوار.
هذا البطل عرف دروس التاريخ والثورات وحركات المقاومة، وأولها أنك عندما تملك الإرادة للمقاومة يجب ألا تفكر أبدا في المقارنة بين قوتك متناهية الضعف وقوة العدو متناهية القوة، لأن التاريخ يقول: إن كل حركات المقاومة بدات أفرادا قلة بأسلحة يحصلون عليها من أيدي العدو ثم نجحوا بعد مئات السنين في تحرير أرضهم من أشرس الأعداء، فعل ذلك أبطال ثورة التحرير في الجزائر، وأبطال مصر في المقاومة الشعبية ضد الإنجليز، وفي حرب الاستنزاف قلب الأبطال نظريات التوازن العسكري والقوة الفائقة، وأذلوا جيش العدو الإسرائيلي قبل الضربة القاضية في السادس من أكتوبر 1973.
قال البطل قبل موته إنهم درسوا حرب الاستنزاف وخاصة التجربة المصرية التي انتهت بالنصر، وهي المقولة التي صارت الآن عهدا وميثاقا قطعه أبطال القسام وسرايا القدس وكتائب أبو على مصطفى وشهداء الأقصى وكل الابطال الذين وهبوا أنفسهم دفاعا عن فلسطين وأقسموا أن يستمروا على نهج البطل القائد حتى تحرير آخر شبر من أيدي عصابة الإجرام الدولية في تل أبيب.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة: الأمريكي شريك أساسي مع العدو الإسرائيلي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن
يمانيون/ خاص
أكد السيد القائد أن الأمريكي شريك أساسي مع المجرم الصهيوني الإسرائيلي اليهودي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن في فلسطين ولبنان وسوريا والأردن ومصر.
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة له، اليوم الخميس، حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية، أن بريطانيا وفرنسا شاركت الأمريكي في استقدام العصابات الصهيونية اليهودية إلى فلسطين وتجنيدها وتسليحها وتمكينها.
وأضاف السيد أن الرئيس الفرنسي الحالي ومن قبله جعلوا من أنفسهم الفداء للصهاينة اليهود، وأن ألمانيا تقدم الكثير من قذائف السلاح والدعم السياسي والإعلامي.. مؤكداً أن قوى الشر المنضوية تحت لواء الصهيونية اتجاهها الإجرامي الوحشي ضد أمتنا الإسلامية من منطلق عقائدي ورؤية وتوجه
ولفت قائد الثورة إلى أنه من المدهش أن بعض السياسيين والإعلاميين العرب ممن يتحدثون عن المجاهدين في فلسطين ولبنان يتحدثون عنهم وكأنهم هم من استفز العدو الإسرائيلي والأمريكي.
وأوضح السيد أن الأمريكي والبريطاني والأوروبي اتجهوا لدعم الصهيونية كمشروع يؤمنون به لتدمير أمتنا الإسلامية.. لافتاً إلى أن الحديث الصهيوني المتكرر عن فلسطين وبقية الشام ومصر وأجزاء من السعودية والعراق بهدف السيطرة والاحتلال المباشر.
وأشار السيد القائد إلى أن ما يعبّر عنه الأمريكي والإسرائيلي بتغيير وجه الشرق الأوسط يعني التحكم بالجميع بما يخدم المصلحة الأمريكية والإسرائيلية.. مضيفاً أن عدوانية أمريكا و”إسرائيل” ليست ردة فعل من استفزاز بل هم من ابتدأ العدوان على امتنا باحتلال الأوطان واستهداف الشعوب.
ونوه السيد إلى أن العدو لديه توجه إجرامي مفسد، يستهدف الناس لإفساد حياتهم على المستوى الأخلاقي، ولإفساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن توجه العدو ظلامي بكل ما تعنيه الكلمة في رؤيته وتوجهه وفكره.