أَعيدوا العاطلين المصريين مِن الخارج
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
لا نلوم مَن ألجأتهُ الظروف الاقتصادية التي تمُرُّ بها البلاد على سَعيهِ للحصول على فرصةِ عملٍ شريف بالخارج لو كان ( عاطلاً ) أو أنَّ دَخلَه مِن عملهِ لا يكْفُل لهُ سدَّ احتياجاتهِ المعيشية الضَرورية ولقمةِ عيشٍ بطعم ماء النيل ورائحة طين مصر مع الغلاء المستمر.
وعلى المسافر أن يحدد لنفسه وجهته طبقا لرؤيته عن الدولة التي ينوي السفر إليها ومعرفة أوضاعِها السياسية والاقتصادية والاجتماعية كالعادات والتقاليد، فالساعي للرزق يسافر مُتَسلِّحاً بإيمانهِ بالَّله الرزَّاق العَليم ثم بشهاداتهِ العِلميَّة أو خبرتهِ العَمَلية المطلوبة من غير حملةِ المؤهلات.
والأجدرُ بمَنْ يغادرُ بلدهُ تاركاً أحضان أهلهِ أن يُفَكِّر فيما يُعَوِّضَهُ بعض الشيء عن ذلك الشعور القاسي على أمل العودة بأموال ادخرها أو حَوَّلَها يُصلِحُ بها أوضاعه المعيشية واستقراراً في بلدهِ بعد مرارةِ الاغتراب.
هذه مقدمة لطَرحِ موضوعٍ في غايةِ الأهمية يتعلَّق بأمن مصرِ القومي ( وجهة نظر شخصية ) مصر الحضارة والتاريخ. بلدُ العِزَّةِ والكرامة والشعبِ الأَبي مُعلِّمُ القِيَم والنَخْوة.
ففي دول الخليج وخاصة السعودية تتزايد ( الآن ) حالات تَسَوُّل المصريين الذين لا عَمَل لهم مِنْ خلال صفحات ومجموعات التواصل الاجتماعي الإلكترونية بالأسماء الحقيقية وباسم ( مجهول الهوية ) أحياناً.
وما ينْدَىٰ لهُ الجَبين ويحني الرأس خَجَلاً أن أكثر حالات التسول من النِّساء. و يعلن بشكل قبيح ومُهِين حاجتَهنَّ إلى مالٍ لشراء الطعام ومِنْهُنَّ من تُصرِّح بأنها تعيش بمفردها ولم تتمكن من سَداد إيجار المسكن. فإذا كانوا هكذا يكتبون فماذا هم فاعلون في شوارع تلك البلاد؟
أبعد ذلك إذلال للشخص وإساءة لبلده؟
أتمنى أن تأخذ الدول موقفاً تجاه هذه الحالات ( خاصة السيدات ) بتتبعها عن طريق مندوبي القنصليات المصرية بالسعودية وغيرها وترحيل العاطلين وإعادتهم إلى مصر فوراً، أو ( الحل البديل ) إيجاد عمل ثابت براتب مناسب وإلزام الكفيل بتوفير السَكن الملائم والتأمين الصِحِّي. وهذه أبسط حقوق العامل.
أعيدوا العاطلين أو ألحقوهم بأعمال شريفة حفظا لكرامة المصريين بالخارج ومكانة مصر وعِزتِها أمام العالم.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
رواد عُمان.. طيور مهاجرة
راشد بن حميد الراشدي
بذلوا الغالي والنفيس ليتفوقوا على أنفسهم وليصلوا بأحلامهم قمم السحاب ويحققوا آمالهم في خدمة الوطن، كانت نسبهم في الشهادة العامة في التسعينيات؛ فهم صفوة طلاب الشهادة العامة، طموحهم ولله الحمد أوصلهم لرغباتهم، فابتُعثوا إلى أعرق الجامعات في الخارج، وهناك تفوقوا في تحصيلهم الجامعي؛ فكانت معدلاتهم من أوائل مخرجات تلك الجامعات، وكانوا خير سفراء للوطن، وكانت فرحتهم بعد تخرجهم كبيرة لرد الجميل للوطن الغالي، بعد أن بذلت الحكومة الغالي والنفيس في تعليمهم، فملايين الريالات سنويًا تُصرف للابتعاث الخارجي.
وفور تخرجهم كانت الأحلام التي تراودهم في شق طريق الآمال المرسومة من طريق العودة للوطن وبنائه ورد الجميل له هدفهم المنشود بما اكتسبوه من علوم ومعارف وتميز وتفوق، ليصدموا بواقعهم الذي تفاجأوا به بعد غربة وتضحيات للوصول إلى ما وصلوا إليه من شهادات علمية ومن جامعات عالمية مرموقة؛ ليتحولوا إلى باحثين عن عمل.
مئات الشركات تعرض لهم فرص العمل في الخارج وخاصة في الدول التي درسوا فيها، بينما في وطنهم لا توظيف ولا عمل ولا احتواء لفلذات أكبادنا الذين شرفونا بالتفوق في الشهادة العامة ثم في التفوق في الشهادات الجامعية التي حصلوا عليها؛ فهاجرت تلك العقول وتلك الهمم الوقَّادة للعمل خارج الوطن.
قصص كثيرة لهؤلاء الرواد سمعت عنها، ولكنني عايشت قصة ابني المغترب في الخارج منذ 8 سنوات.
فصول وحكايات كثيرة لأبنائنا الخريجين في الخارج والتي يجب اليوم أن تتبناها كل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لاستقطابهم في أوطانهم، وأن تكون لهم أولوية التوظيف بعد أن بذل الوطن عليهم مبالغ طائلة، وكانوا على العهد روادًا خارج أوطانهم، فلا أدري اي منطق يكافئ به الابن البار لوطنه والكفاءات المتسلحة بالعلم والمعرفة في تركهم بلا فرص عمل يبنون فيها أوطانهم، وقد دُفعت على دراستهم كل تلك الأموال وتركهم يعانون الأمرين غربة كئيبة وعاطل بلا عمل.
إنني اليوم أناشد الجهات المعنية ذات العلاقة من جهاز الاستثمار العُماني وشركاته ومن وزارات وهيئات حكومية وخاصة، ومن شركات تعمل على أرض الوطن، لتبني رواد عُمان الدارسين في الخارج واحتوائهم بوظائف وبرامج متقدمة تُعيد لهم البشر والفرح في خدمة وطنهم وبنائه، وأنا أشهد بأن هؤلاء الخريجين سيكونون قادة وروادًا في جميع المجالات التي يحتاجها الوطن، فلا تكبتوا تلك الطاقات وتتركوها على قارعة الطريق.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليهم الخير كله، وأعاد الله أبناءنا إلى أرض الوطن.
رابط مختصر