كيف تستطيع أمريكا استرجاع تفوقها بين القوى العظمى؟
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
ترجمة: نهى مصطفى
منذ بداية ولايته السابقة كرئيس للولايات المتحدة، أطلق دونالد ترامب تحذيرًا بشأن عودة المنافسة بين القوى العظمى. وأكدت استراتيجية الأمن القومي لإدارته أن خصوم الولايات المتحدة يسعون إلى تقويض مكانتها الدولية. هذه النظرة كانت جديدة نسبيًّا في ذلك الوقت، ولكن اليوم يتقاسم جزء كبير من مجتمع السياسة الخارجية الأمريكية تقييم ترامب الأساسي.
إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، فسوف يواجه ساحة جيوسياسية أكثر خطورة من تلك التي تركها قبل أربع سنوات. واستئناف السياسة الخارجية التي انتهجها في ولايته الأولى لن يكون كافيًا للتعامل مع البيئة المعقدة التي تسلح فيها خصوم الولايات المتحدة بسرعة، وفي حالة روسيا وإيران، بخوض حروب إقليمية. لقد انتقلت المنافسة إلى مرحلة الصراع، الذي قد يكون مقدمة لحرب أوسع.
ستحتاج إدارة ترامب الثانية إلى تعديل في العقلية لضمان قدرة الولايات المتحدة على حماية نفسها واستعادة الردع في عالم متزايد الخطورة. الولايات المتحدة بحاجة إلى تبنّي استراتيجية «التفوّق»، وهو مفهوم عسكري يشير إلى الجمع بين القدرات الكافية لضمان انتصار واضح. ولتحقيق التفوق، يجب أن تكون القوات الأمريكية قادرة على اتخاذ المبادرة، الحفاظ على حرية الحركة، والحد من ردود الأفعال السلبية من الخصوم. وبتطبيق هذا النهج على نطاق أوسع، يتعين على الولايات المتحدة أن تسعى لامتلاك مزايا عسكرية، سياسية، واقتصادية كبيرة، أو تطوير هذه المزايا على منافسيها.
في الواقع، تكافح الولايات المتحدة لتحقيق هذه القدرات في كل مسارح المنافسة الجيوسياسية. ويشكل التصلب البيروقراطي عائقًا أمام أي استراتيجية شاملة. ولكن ترامب، بغرائزه التنافسية وميله إلى تحدي الوضع الراهن، قد يكون القائد القادر على دفع الولايات المتحدة نحو هذه القدرات. كرئيس، سيحتاج إلى تعزيز القدرات العسكرية للبلاد، دعم القاعدة الصناعية المحلية، تقليل الاعتماد الاقتصادي الخارجي، وتعزيز التحالفات الرئيسية -وكل ذلك في سبيل تعزيز موقف الولايات المتحدة في مواجهة المخاطر الجيوسياسية المتزايدة.
البعد الدفاعي: تتجاوز المنافسة بين القوى العظمى المجال العسكري. فهي تنتشر في مناطق جغرافية مختلفة، كما يتضح من تزايد تدخل الصين في أمريكا اللاتينية لتعزيز مصالحها بالقرب من الولايات المتحدة. وتشمل هذه المنافسة الحرب بالوكالة. كما أن المنافسة تشتد في الفضاء، حيث تتعاون روسيا وكوريا الشمالية في تطوير ونشر أقمار صناعية متقدمة لشن حرب فضائية.
كانت استجابة الولايات المتحدة بطيئة جدًا إزاء هذه التطورات. ولا تزال أطر السياسات القديمة، مثل أنظمة مراقبة الصادرات التي تعود إلى الحرب الباردة، تعوق التعاون العسكري مع الحلفاء وتبطئ مبيعات الأسلحة. وعلى الرغم من إدراك الإدارات الأمريكية لاعتماد البلاد على الإمدادات الخارجية من المعادن الحيوية على مدى العقود الأربعة الماضية، فإن ذلك لم يُترجم إلى إجراءات جدية لمعالجة هذا الضعف.
تعزيز الموقف العسكري للولايات المتحدة هو المفتاح لاستراتيجية التفوق؛ لأن القوة العسكرية هي التي تدعم وتؤمّن المزايا الاقتصادية والسياسية للبلاد. واليوم، تراجعت القوة العسكرية الأمريكية مقارنة بالقوى الأخرى. ويشير تقرير حديث، مؤيد من الحزبين، إلى أن جيش التحرير الشعبي الصيني في طريقه ليصبح «منافسًا عسكريًّا ندًا للولايات المتحدة، إن لم يكن متفوقًا عليها». لعكس هذا الاتجاه، تحتاج واشنطن إلى تطوير قدرات كافية لردع أي أعمال عدوانية تهدد مصالحها. وهذا يعني امتلاك القدرة -وإثبات الاستعداد- لشن حملات عسكرية مستدامة في مسارح متعددة.
هذه القدرة ضرورية لإعادة إرساء الردع، وللتغلب على الخصوم في حال فشل الردع. ولتحقيق هذا المستوى من القدرة العسكرية، يتطلب الأمر تغييرًا جذريًّا في التخطيط الدفاعي بواشنطن، الذي يعتمد حاليًّا على خوض صراع رئيسي واحد. على إدارة ترامب أن تشرح للشعب الأمريكي أهمية زيادة الإنفاق الدفاعي، والعمل مع الكونجرس لتأمين الدعم الحزبي لهذا الجهد، مثلما فعلت إدارة ريجان في العقد الأخير من الحرب الباردة.
النقطة الرئيسية هنا ليست مواكبة كل خصم، بل تطوير قدرات حربية تمنح الولايات المتحدة مزايا غير متماثلة. ففي أوكرانيا، عطلت الطائرات دون طيار الدبابات والسفن الحربية الروسية. وفي صراع محتمل حول تايوان، يمكن للصواريخ المضادة للسفن والصواريخ الباليستية متوسطة المدى تقويض مزايا الصين الجغرافية.
الأجندة الاقتصادية: التفوّق العسكري يتطلب أيضًا أن تتمكن الولايات المتحدة من تجديد قوتها البشرية والمواد والذخائر بمعدلات عالية. ولتحقيق ذلك، يجب تعزيز القدرات الاقتصادية. تحتاج واشنطن إلى السعي نحو سيادة اقتصادية أكبر، وتقليص الاعتماد على المواد الحيوية المستوردة من دول غير موثوقة.
الخطوة الكبرى تكمن في تحفيز الاستثمارات في الصناعة المحلية، وخاصة في القطاعات التي تعزز قاعدة التصنيع العسكري. ويتلخص جزء من الحل في فرض التعريفات الجمركية لحماية القطاعات الرئيسية، مثل البطاريات المتطورة. ومن الممكن أن تساعد التعريفات الجمركية في مواجهة الدعم وممارسات الإغراق التي تنتهجها الصين وتشجيع الشركات الخاصة على نقل استثماراتها من الصين وإعادتها إلى الولايات المتحدة أو إلى الدول الشريكة للولايات المتحدة. يجب أيضًا خفض تكلفة ممارسة الأعمال في الولايات المتحدة وتبسيط عمليات المراجعات البيئية، إلى جانب تقديم حوافز ضريبية وبرامج لدعم الإنتاج المحلي.
إعادة التصنيع ستساعد في مواجهة جهود الصين لإضعاف الولايات المتحدة. فالشركات الصينية تغمر الأسواق الأمريكية بمنتجات مدعومة في قطاعات استراتيجية مثل الصلب، أشباه الموصلات، والمركبات الكهربائية. وهذا يزاحم الإنتاج المحلي ويجعل الجيش الأمريكي يعتمد على السلع المصنوعة في الصين.
بالإضافة إلى تقليص الاعتماد على الصين، يجب على الولايات المتحدة أن تواصل السعي نحو ما وصفته إدارة ترامب الأولى بـ«هيمنة الطاقة»، وذلك عبر زيادة إنتاج النفط الصخري والغاز الطبيعي من خلال تخفيف القيود التنظيمية وتشجيع الابتكار التكنولوجي. فقد تجاوزت روسيا بالفعل لتصبح أكبر منتج للغاز الطبيعي في عام 2011، وأصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم في عام 2018، متجاوزة روسيا والمملكة العربية السعودية. ورغم أن إدارة بايدن حولت التركيز نحو سياسات التغير المناخي، فإنه من المتوقع أن يعمل ترامب في ولايته الثانية على الاستفادة من الثروات النفطية والغازية الوفيرة في الولايات المتحدة، التي يمكن أن توفر الدعم للحلفاء الأوروبيين وغيرهم من الدول.
إلى جانب الاستفادة من النفط والغاز، من المرجح أن تتضمن استراتيجية الطاقة الجديدة لإدارة ترامب دعم مشروعات الطاقة المتقدمة مثل الانشطار والاندماج النووي، إضافة إلى تحديث البنية التحتية للطاقة. والعودة إلى سياسة الهيمنة على الطاقة، التي تعترف بالدور المركزي للوقود الأحفوري حتى تصبح مصادر الطاقة البديلة قادرة على تلبية احتياجات الولايات المتحدة بشكل فعال وبسعر تنافسي، ستسمح لواشنطن بالخروج من الحلقة الاقتصادية المفرغة مع الصين. فبينما تتجه الولايات المتحدة وأوروبا نحو الطاقة البديلة، تعتمد بشكل متزايد على الصين كمصدر رئيسي لمكونات الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، والبطاريات. هذا الاعتماد يعزز هيمنة الصين في هذا القطاع. وبالتالي، فإن استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري يمنح الولايات المتحدة مجالًا أوسع للتحرك اقتصاديًّا، مع إعطاء الوقت لبناء قاعدة صناعية للطاقة المتجددة في الدول الغربية.
مطلوب أصدقاء: بالإضافة إلى الجهود الاقتصادية والعسكرية، ستحتاج إدارة ترامب إلى تعزيز علاقاتها السياسية مع الدول الصديقة لتحقيق التفوّق. ففي عالم معقد وتنافسي، تكون الدول التي تمتلك حلفاء وشركاء أكثر هي الأقدر على مواجهة التحديات. لكن التحالفات القوية لا تكفي بمفردها، لتحقيق التفوق العسكري، فيجب على الحلفاء الالتزام بتطوير قدراتهم العسكرية وتكامل جيوشهم مع القوات الأمريكية. على الولايات المتحدة أن توضح لشركائها أن دورهم هو تحمّل عبء الاستجابة الأولية للصراعات الإقليمية، بينما يأتي دور الولايات المتحدة في تقديم التعزيزات والقدرات المتخصصة.
وينبغي على واشنطن التفكير في إقامة علاقات جديدة مع بلدان خارج تحالفاتها التقليدية. ويمكن أن يكون التركيز على الشراكات الثنائية والتحالفات المصغرة أكثر فعالية من الاعتماد على الهيئات المتعددة الأطراف. كذلك، يجب أن تسعى الولايات المتحدة إلى إقامة علاقات اقتصادية مع الدول النامية، التي تواجه تحديات اقتصادية وتغيّرًا مناخيًّا. وقد تعتمد إدارة ترامب على موقف أكثر واقعية تجاه قضايا المناخ، من خلال إدراك أن إزالة الكربون السريعة قد تكون مكلفة اقتصاديًّا للدول النامية.
إعادة ضبط السياسات: هدف استراتيجية التفوّق ليس السعي إلى الصدارة كما كان الحال في الماضي. فقد تغيّرت موازين القوى العالمية، مما أدى إلى تراجع القوة النسبية للولايات المتحدة مع نمو القدرات العسكرية للدول الأخرى. وإذا أرادت واشنطن الحفاظ على حرية الحركة وحماية الحريات التي يتمتع بها الأمريكيون منذ فترة طويلة، فإنها بحاجة إلى استراتيجية التفوّق لتلبية التحديات الملحّة.
في النهاية، التفوّق لا يتعلق بالسعي نحو الصدارة بأي ثمن، بل هو حول ضمان أن الولايات المتحدة ستظل قادرة على حماية مصالحها في عالم يزداد خطورة.
ناديا شادلو نائبة مستشار الأمن القومي السابق للولايات المتحدة
المقال نشر في Foreign Affairs
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: للولایات المتحدة الولایات المتحدة الاعتماد على إدارة ترامب
إقرأ أيضاً:
مع وجود رؤساء جدد وشرق أوسط متغير، ما هي فرص إعادة ضبط العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران؟
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
نشر أولاً في “صحيفة ذا ناشيونال“
يرث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب فرصة ذهبية ورثها من الرئيس جو بايدن لإثبات أنه “صانع الصفقات” الدولي العظيم لطموحاته. سيتولى السيد ترامب منصبه في مواجهة إيران الضعيفة للغاية والتي كانت تطالب بالفعل بإجراء محادثات مع واشنطن قبل عام وهي الآن في وضع مثالي لقبول صفقة مفيدة للغاية للأميركيين. إن النجوم متوافقة تمامًا لدرجة أن الأمر يتطلب قدرًا كبيرًا من الإهمال من قبل أي شخص ليفشل.
إن السيد ترامب يقيس نجاحاته دائما بنجاحات سلفه باراك أوباما. لقد كانت حياته السياسية بأكملها مبنية على الإصرار على أن السيد أوباما ولد في كينيا وبالتالي فهو غير مؤهل لتولي منصب الرئيس. لقد كانت كذبة كبيرة، لكنها دفعته إلى الشهرة الوطنية.
وباعتباره رئيسا، شرع ترامب في تدمير أكبر قدر ممكن من إرث أوباما. وكاد أن يفشل في القضاء على قانون “أوباما كير” ــ رغم أنه يزعم الآن أنه “أنقذه” ــ بعد أن عرقله في اللحظة الأخيرة السيناتور الجمهوري الراحل جون ماكين من ولاية أريزونا. ولكن لا شيء كان ليمنعه من تمزيق إنجاز أوباما الأبرز في السياسة الخارجية، الاتفاق النووي مع إيران.
ثم فرض ترامب حملة استمرت عامين من العقوبات “الضغوط القصوى” على إيران، لكن إدارته لم تتوصل قط إلى إجماع داخلي حول ما إذا كان الغرض من هذه الضغوط هو إضعاف طهران من أجل التوصل إلى صفقة جديدة وأفضل من صفقة أوباما، أو تحقيق حلم تغيير الحكومة في إيران (الذي من غير المرجح أن يكون ناجما عن قوى خارجية). وبالتالي، انحرفت السياسة بلا هدف.
ولكن الآن، سيجد السيد ترامب أن إيران قد ضعفت بشدة وربما أصبحت يائسة لإبرام صفقة. ومن غير المرجح أن يعطي أي قدر من الفضل للسيد بايدن، ولكن خلال الأشهر الأربعة عشر الماضية انهارت استراتيجية الأمن القومي لطهران في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل (الأراضي المحتلة). وكان هذا جزئيًا بسبب تصرفات إسرائيل في غزة ولبنان، وسوء التقدير الشديد من جانب حزب الله وإيران نفسها، والأسوأ من ذلك كله، العواقب غير المباشرة لسقوط حكومة الأسد في سوريا.
إن “محور المقاومة” الإيراني لم يعد موجودا تقريبا. فالحوثيون في اليمن وحدهم -دون إيران- لا يشكلون أي نوع من التهديد العسكري الخطير لأي أحد على الإطلاق. وقد ركزت استراتيجية الأمن القومي الإيراني في العقود الأخيرة على الدفاع المتقدم ضد إسرائيل والولايات المتحدة من خلال الميليشيات العميلة، بقيادة حزب الله، والتي شملت في نهاية المطاف مجموعات مثل الميليشيات العراقية والأفغانية الموالية لإيران والمرتزقة الباكستانيين في سوريا، فضلا عن الحوثيين في اليمن بالطبع.
ولم تكن حماس عضواً أساسياً في هذا التحالف، بل كانت منظمة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في تحالف غير مستقر مع طهران و”محورها”. ولم تتأثر إيران وشبكتها نسبياً بأي شيء حدث في غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ولكن بمجرد أن أنهت إسرائيل الجزء الرئيسي من حربها ضد حماس، حولت انتباهها إلى حزب الله.
ولم تر هذه المنظمة، التي تشكل المفتاح إلى شبكة إيران الإقليمية، أي سبب يدعوها إلى خوض حرب مع إسرائيل بسبب حماس، ولكنها رغم ذلك شعرت بالحاجة إلى الحفاظ على سمعتها “الثورية” و”المقاومة”، لذا حاولت أن تتغلب على هذه المشكلة من خلال الدخول في مواجهة محدودة، ولكن ليس في حرب شاملة، مع الإسرائيليين. ولعدة أشهر، رفضت حماس التوقف عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل طالما استمرت حرب غزة.
لقد رأت الجماعات المتمردة في شمال غرب سوريا الفرصة، وبدعم من تركيا هاجمت حلب. وعندما سقطت تلك المدينة بعد يوم واحد فقط، أصبح من الواضح أن حكومة الأسد أصبحت مجوفة تمامًا ولن ينقذها تحالف روسيا وإيران وحزب الله الذي جاء لإنقاذها في عام 2015. لقد انتصر المتمردون.
وفجأة، أصبحت إيران بلا ميليشياتها الرئيسية وحليفتها الرئيسية الوحيدة. وبات الدفاع المتقدم و”المحور” عديم الفائدة.
إن أحد الحلول المحتملة هو الانطلاق نحو امتلاك القنبلة النووية. ولكن الإيرانيين يدركون أن الولايات المتحدة لديها خطة جاهزة- ربما تستغرق أقل من أسبوع- تتضمن قصفاً متواصلاً بالقنابل الخارقة للتحصينات التي تلقيها طائرات بي-2، والتي من شأنها أن تدمر البنية الأساسية النووية بالكامل بمجرد أن تكتشف الولايات المتحدة أن إيران تتحرك في هذا الاتجاه.
لا تزال إيران تمتلك ورقة رئيسية واحدة لتلعبها: التحسينات الهائلة التي حققتها في مجال التخصيب والبحث والتطوير منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي. هذا الأسبوع، هبط الريال مرة أخرى إلى مستوى منخفض جديد لذلك وتحتاج إيران بشدة إلى تخفيف العقوبات.
ولكن من الواضح أن إيران قد تتوصل إلى اتفاق مماثل مع ترامب، كما فعلت مع أوباما، حيث تجمد أي تقدم نووي إضافي وتضع أجزاء حيوية من مخزونها من اليورانيوم المخصب في نوع من الضمانات، ربما تحتفظ بها الهند (بدلاً من روسيا)، في حين تتخلص من العديد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة للغاية. ولكن المعرفة الهندسية سوف تظل باقية.
لا شك أن الولايات المتحدة ستحاول مرة أخرى وضع عملاء إيران من الميليشيات وترسانتها الصاروخية على الطاولة، رغم أن إيران رفضت ذلك في عامي 2015 و2016. وهذه المرة، ونظرا لفشل الدفاع المتقدم، فلماذا لا توافق على الحد من الدعم لمجموعات مثل حزب الله وحتى الحوثيين؟ لن تتخلى إيران عن حزب الله تماما. إنه مشروع عمره 40 عاما. لكنها قد توافق على استغلال بعض هذا الدعم في تخفيف العقوبات بشكل أكبر، مما يسمح لترامب بالإعلان عن أنه حصل على صفقة أفضل بكثير من إيران (دون أن ينسب الفضل إلى بايدن).
لا شك أن طهران ستبقي مسألة الصواريخ بعيدة عن الطاولة، لأن نزع السلاح من جانب واحد أمر غير معتاد للغاية، وستشعر البلاد بأنه خط دفاعها الأخير. لكن التوصل إلى اتفاق معقول بشأن برنامجها النووي والتوصل إلى اتفاق للانسحاب بشكل جدي من إمدادات الأسلحة والدعم غير المشروع المماثل للجماعات المسلحة في المنطقة من شأنه أن يمنح ترامب انقلابًا دبلوماسيًا مذهلاً، وإن لم يكن صعبًا.
لا تملك إيران في واقع الأمر الكثير من البدائل. وإذا سارعت إلى امتلاك قنبلة نووية، فسوف تدمر الولايات المتحدة منشآتها النووية في غضون أيام قليلة. وطهران تدرك تمام الإدراك أن واشنطن لديها الخطة والمعدات اللازمة، وأن الأمر لا يتطلب سوى إصدار الأمر. لذا، فليس هناك الكثير من الفائدة في مثل هذا الاندفاع نحو الكارثة. ومن الأفضل كثيراً أن تكسب الوقت والأمان النسبي ومساحة التنفس من خلال إبرام صفقة مع السيد ترامب في أقرب وقت ممكن.
ومن دون أن يحرك ساكنا، فإن “الصفقة الأفضل” التي طال انتظارها مع إيران تنتظره على طبق من فضة، بجوار مشروباته الغازية المحبوبة “دايت كولا”.
يمن مونيتور20 ديسمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام الإعلان عن مبادرة يمنية سعودية لتأسيس مدن غذائية في المناطق الحدودية مقالات ذات صلة الإعلان عن مبادرة يمنية سعودية لتأسيس مدن غذائية في المناطق الحدودية 19 ديسمبر، 2024 بينهم محافظ مركزي صنعاء.. عقوبات أمريكية جديدة على قيادات وكيانات حوثية 19 ديسمبر، 2024 لا شيء سيعرقل سعي السعودية نحو تنفيذ رؤية 2030 19 ديسمبر، 2024 وسط نقص خدمات الإغاثة.. نازحو مأرب يواجهون شتاءً قاسياً 19 ديسمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق ترجمة خاصة صحيفة عبرية.. إسرائيل تركز على 8 قادة في جماعة الحوثي 18 ديسمبر، 2024 الأخبار الرئيسية مع وجود رؤساء جدد وشرق أوسط متغير، ما هي فرص إعادة ضبط العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران؟ 20 ديسمبر، 2024 الإعلان عن مبادرة يمنية سعودية لتأسيس مدن غذائية في المناطق الحدودية 19 ديسمبر، 2024 بينهم محافظ مركزي صنعاء.. عقوبات أمريكية جديدة على قيادات وكيانات حوثية 19 ديسمبر، 2024 لا شيء سيعرقل سعي السعودية نحو تنفيذ رؤية 2030 19 ديسمبر، 2024 وسط نقص خدمات الإغاثة.. نازحو مأرب يواجهون شتاءً قاسياً 19 ديسمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك صحيفة عبرية.. إسرائيل تركز على 8 قادة في جماعة الحوثي 18 ديسمبر، 2024 إذاعة عبرية: الجيش الإسرائيلي طلب مصفوفة أهداف للحوثيين في اليمن 18 ديسمبر، 2024 واشنطن تدرس إعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية 17 ديسمبر، 2024 قائد الأسطول الأمريكي يقول إن وقف تدفق الأسلحة للحوثيين مفتاح لوقف الهجمات التجارية 17 ديسمبر، 2024 صحيفة إيرانية.. الحوثيون الهدف التالي بعد بشار الأسد 16 ديسمبر، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 12 ℃ 21º - 11º 32% 0.26 كيلومتر/ساعة 21℃ الجمعة 22℃ السبت 21℃ الأحد 22℃ الأثنين 22℃ الثلاثاء تصفح إيضاً مع وجود رؤساء جدد وشرق أوسط متغير، ما هي فرص إعادة ضبط العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران؟ 20 ديسمبر، 2024 الإعلان عن مبادرة يمنية سعودية لتأسيس مدن غذائية في المناطق الحدودية 19 ديسمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬755 غير مصنف 24٬198 الأخبار الرئيسية 15٬276 عربي ودولي 7٬154 غزة 6 اخترنا لكم 7٬132 رياضة 2٬398 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬278 كتابات خاصة 2٬105 منوعات 2٬036 مجتمع 1٬857 تراجم وتحليلات 1٬836 ترجمة خاصة 106 تحليل 14 تقارير 1٬633 آراء ومواقف 1٬561 صحافة 1٬486 ميديا 1٬446 حقوق وحريات 1٬343 فكر وثقافة 918 تفاعل 821 فنون 487 الأرصاد 360 بورتريه 66 صورة وخبر 37 كاريكاتير 32 حصري 24 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية أخر التعليقات محمد شاكر العكبريأريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...
عبدالله محمد علي محمد الحاجانا في محافظة المهرة...
سمية مقبلنحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...
عبدالله محمد عبداللهشجرة الغريب هي شجرة كبيرة يناهز عمرها الألفي عام، تقع على بع...
خالد غالب الشجاعالله لا يلحقه خير من كان السبب في تدهور اليمن...