لجريدة عمان:
2024-12-22@12:26:41 GMT

ما لم يفهمه الغرب... ولن يفهمه

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

تُعرف المقاومة لغة بأنها الممانعة وعدم الرضوخ لتغيّرات وقوى مفروضة من الخارج، وهي رد فعل طبيعي على الظلم والاستبداد والاحتلال، وتمثل الإرادة الجماعية للشعوب -بمختلف دياناتها وأعراقها- نحو الحرية والكرامة والعدالة. وعلى مر العصور منذ الإنسان البدائي، إلى عصرنا هذا، ظهرت المقاومة بأشكال مختلفة، متكيّفة مع الظروف المحيطة بها كرمز للتحدي والصمود.

وسواء كانت مقاومة مسلحة أو نضالًا سلميًّا فإنها تعبّر عن رفض الاستسلام والخنوع وتجسّد التطلع نحو الحرية والكرامة والعدالة. ففي العصور القديمة، بدأت المقاومة كرد فعل على الغزوات والاحتلالات، حيث قاومت الجماعات والشعوب الغزاة والديكتاتوريين بأساليب وطرق متنوعة. ومع مرور الزمن تطورت أشكال المقاومة لتشمل حركات التحرر الوطني في مواجهة الاستعمار والاحتلال، وكذلك حركات الحقوق المدنية التي ناضلت ضد التمييز العنصري والظلم الاجتماعي. وبعودة عابرة للتاريخ، وعلى سبيل المثال لا الحصر، خلال الاستعمار الإسباني للأمريكتين، الذي بدأ في ٢٤ سبتمبر ١٤٩٣م وانتهى في ١٣ يوليو ١٨٩٨م، نرى كيف أسهمت حركات المقاومة، وتحديدًا بقيادة الفنزويلي سيمون بوليفار الذي توفي في عام ١٨٣٠م، في استقلال بوليفيا وكولومبيا وإكوادور وبيرو وبنما وفنزويلا وإنهاء الاستعمار الإسباني لها، حتى استحق بحق لقب «الليبرتادور» أي «المحرر». وفي القارة الأوروبية أمثلة كثيرة على ذلك، منذ العصور الوسطى، حتى العصر الحديث والذي حاربت واحتلت القوات العسكرية لألمانيا النازية فيه، خلال الفترة من ١٩٣٩م إلى ١٩٤٤م كلا من بولندا والدنمارك والنرويج وبلجيكا ونيذرلاند ولوكسمبورج وفرنسا ويوغسلافيا واليونان وجزءا شاسعا من الاتحاد السوفييتي، والتي بدورها بالتعاون بالطبع مع بريطانيا وغيرها من الدول، قاومت هذا الاحتلال حتى استسلمت ألمانيا النازية في مايو من عام ١٩٤٥م. ولا يمكن الحديث عن مقاومة المحتل، دون الإشارة إلى ثورة التحرير الجزائرية التي انطلقت في الأول من نوفمبر ١٩٥٤م بعد ١٢٤ سنة من استعمار فرنسا للجزائر سنة ١٨٣٠م، وانتهت بإعلان الاستقلال في الخامس من يوليو ١٩٦٢م، متوّجة ٧ سنوات من الكفاح المسلح، استشهد خلالها أكثر من مليون ونصف مليون جزائري. ولا يمكن في هذا المقام، أن نغفل المقاومة الليبية للغزو الإيطالي لأراضيها في عام ١٩١١م، والذي أعلنت فيه روما في عام ١٩١٢م ليبيا مستعمرة إيطالية، والدور التاريخي لمقاومة هذا الاحتلال، الذي قاده المجاهد الكبير الشهيد عمر المختار لما يقارب ٢٠ عامًا، أوقع خلالها خسائر فادحة في صفوف الإيطاليين، حتى أعدِم بتاريخ ١٥ سبتمبر ١٩٣١م، والذي قال مقولاته الخالدة «نحن لن نستسلم.. ننتصر أو نموت» و«صاحب الحق يعلو وإن أسقطته منصة الإعدام». ولا يمكن أن نتجاوز المقاومة الفيتنامية للولايات المتحدة الأمريكية منذ عام ١٩٥٥م حتى تم سحب جميع القوات الأمريكية في ١٥ أغسطس ١٩٧٣م. وهذه الأمثلة تعد غيضًا من فيض فيما سجله التاريخ لحركة مقاومة المحتل، وبالتالي، تعد حركة المقاومة الفلسطينية إحدى أقوى حركات المقاومة في العالم؛ نظرًا لاستمرارها على مدى عقود في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. فشعوب ودول العالم تعلم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب، أنه قبل ١٤ مايو ١٩٤٨م لا يوجد ما يسمى بإسرائيل. وأن هذا الكيان الهجين كان نتيجة للمؤتمر الأول للمنظمة الصهيونية، الذي عُقد برئاسة تيودور هرتزل في مدينة بازل بسويسرا بتاريخ ٢٩ أغسطس ١٨٩٧م، بعد أن شعر هرتزل بالإحباط بسبب عدم حماس أغنياء اليهود بالمساعدة في تمويل مشروعه بالعمل على إقامة وطن قومي لليهود، يكون، إما في فلسطين أو الأرجنتين أو أوغندا. وقد نجح هرتزل خلال هذا المؤتمر في الترويج لفكرة استعمار فلسطين وإقامة وطن لليهود هناك. والذي أكده بعد ذلك وزير خارجية بريطانيا أرثر جيمس بلفور في ما يسمى وعد بلفور أو تصريح بلفور ”Balfour Declaration“، وهي الرسالة التي أرسلها بلفور بتاريخ ٢ نوفمبر ١٩١٧م إلى أحد أغنياء اليهود في بريطانيا، اللورد ليونيل والتر دي روتشيلد، يشير فيها إلى تأييد حكومة بريطانيا إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وبعدها تم تهجير عشرات الآلاف من اليهود من أوروبا الشرقية وغيرها من الدول وتجميعهم على مدى عقود في فلسطين؛ بهدف تغيير الطبيعة الديموغرافية لفلسطين العربية، وإقامة الكيان المزعوم في عام ١٩٤٨م. لذا، لم يكن هناك قبل هذا العام ما يسمى بدولة إسرائيل، لدرجة أن جولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيوني خلال الفترة من ١٩٦٩م إلى ١٩٧٤م كانت تحمل الجنسية الفلسطينية، وأعلنتها مرارًا -خلال تلك الفترة- أنها فلسطينية الجنسية. فكيف تأتي اليوم الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب وتسوغ أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها في مواجهة المنظمات الفلسطينية الإرهابية -حسب قولها- ومنذ متى كان مقاومة الاحتلال إرهابا، خاصةً، وأن الكيان الصهيوني وعلى مدى أكثر من ٧٦ عامًا مارس كل أنواع الإجرام والقتل والتنكيل والإذلال تجاه أصحاب الأرض الأصليين وهم الفلسطينيون، وآخرها ما يحدث على مرأى العالم من مجازر وإبادة جماعية بحق المدنيين العزل في غزة، وبدعم عسكري واستخباراتي واقتصادي كامل ومعلن من قبل هذه الدول للكيان الصهيوني. لذا، فإن المقاومة فكرة وعقيدة لدى كل شعوب الأرض، تجاه المحتل، واستشهاد البطل الكبير المجاهد يحيى السنوار -والتهليل الغربي لذلك- وقبله القائد إسماعيل هنية وفي لبنان حسن نصر الله لن يوقف المقاومة بأي حال من الأحوال -وهذا ما أكدته الأحداث على الأرض بعد استشهادهم- وعلى الولايات المتحدة والدول الغربية أن تعي أن الفكرة لا تموت، وأن المقاومة عبر التاريخ لا يمكن في النهاية إلا أن تنتصر على من خالف طبيعة الكون وسنة الحياة في عيش الشعوب بحرية وكرامة وسيادة على أوطانها، وأن تتوقف عن الدعم الفاضح لهذا الكيان المجرم الغاصب والحفاظ على ما تبقى من ماء وجهها أمام شعوب هذه المنطقة وشعوب العالم بمن فيها شعوبها... ولا أعتقد أنها ستعي ذلك.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لا یمکن فی عام

إقرأ أيضاً:

1000 قتيل وجريح من جنود وضباط العدو وتدمير 42 دبابة خلال معارك جنوب لبنان


وأكدت غرفة عمليات المقاومة مواصلة التصدي للعدوان على لبنان، وتكبيد قوات العدو خسائر فادحةً، في عديده وعتاده، على امتداد محاور المواجهة عند الحافة الأمامية، وصولاً إلى أماكن وجوده في عمق فلسطين المحتلة.

ووفقاً لما رصده مجاهدو المقاومة وأوردته الغرفة في ملخصها الميداني، فقد بلغت الحصيلة التراكمية لخسائر العدو، منذ بدء ما سمّاه "المناورة البرية في جنوبي لبنان"، أكثر من 95 قتيلاً و900 جريح من الضباط والجنود.

بالإضافة إلى تدمير 42 دبابة "ميركافا"، 4 جرافات عسكرية، آليتي "هامر"، آلية مدرّعة وناقلة جند، كما أسقطت الدفاعات الجوية للقماقومة 3 مسيّرات من نوع "هرمز 450"، ومسيّرتين من نوع "هرمز 900".

ولا تتضمّن هذه الحصيلة خسائر العدو في القواعد والمواقع والثكنات العسكرية والمستوطنات والمدن المحتلة.

إضافةً إلى ذلك، أكدت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان ما يلي:

- تتجنّب قوات العدو التنقل والتموضع ضمن حقول رؤية مجاهدي المقاومة خشية استهدافها. وهي تستحدث معابر ومسارات غير مرئية، وتعتمد التسلل ليلاً إلى داخل القرى الحدودية والانسحاب منها، بعد تدمير منازل المدنيين وتخريب البنى التحتية.

- إنّ خطوط الإمداد نحو الجبهة ومحاور الاشتباك لم تنقطع منذ بدء العدوان على لبنان، وما زالت الجبهات تُرفد بالسلاح والعديد اللازم وفق الخطط المعدّة مسبقاً.

- على الرغم من الإطباق الاستعلامي الذي يمارسه العدو في سماء الجنوب، لا يزال المقاومون يتمكّنون من تربيض وتذخير وإطلاق المئات من الرشقات الصاروخية، في اتجاه نقاط تموضع جنود العدو، حتى عمق الكيان، بصورة يومية ومتواصلة وعلى مدار الساعة. وهذا ما تؤكده المشاهد التي ينشرها الإعلام الحربي. ولم يتمكن العدو من إحباط أي عملية إطلاق من الأراضي اللبنانية.

المواجهات البرية

غرفة عمليات المقاومة أشارت إلى أنّ قرى الحافة الأمامية جنوبي لبنان شهدت في الأيام الماضية محاولات تقدّم لـ"جيش" العدو، وقد تصدى المجاهدون لها، عند أكثر من محور، وفقاً للتالي:

1- المحور الأول: منطقة عمليات الفرقة 146 في "جيش" العدو، يمتدّ من الناقورة غرباً، وصولاً إلى مروحين شرقاً.

تحت غطاء جوي ومدفعي كثيف، حاولت قوة مشاة إسرائيلية التسلل في اتجاه الأحياء الجنوبية لقريتي شيحين والجبين، كما حاولت قوة استطلاع أخرى التسلل في اتجاه منطقة وادي حامول، شمالي شرقي بلدة الناقورة، فتصدى لها المجاهدون بالأسلحة المناسبة، وأجبروها على الانسحاب إلى منطقة اللبونة.

كذلك، استهدف مجاهدو المقاومة، بالأسلحة الصاروخية، تحشدات ومسارات تقدّم العدو داخل بلدة الضهيرة، ومواقع العدو في "رأس الناقورة" و"جل العلام".

2- المحور الثاني: منطقة عمليات الفرقة 36 في "جيش" العدو، يمتدّ من راميا غرباً، وصولاً إلى رميش شرقاً، (عيتا الشعب ضمناً)، ومن رميش، وصولاً إلى عيترون شرقاً.

تواصل المقاومة الإسلامية استهداف تحشدات "جيش" العدو الإسرائيلي وتجمّعاته في هذا المحور، وسط محاولاته المستمرة للتوغل داخل بلدتي عيتا الشعب وعيترون.

3- المحور الثالث: منطقة عمليات الفرقة 91 في "جيش" العدو، يمتدّ من بليدا جنوباً، وصولاً إلى حولا شمالاً.

تحافظ قوات العدو على السيطرة بالنار على الأطراف الشرقية لقرى بليدا وميس الجبل وحولا، وسط غياب أي محاولة تقدّم جديدة على هذا المحور، بعد المواجهات البطولية التي سطّرها مجاهدو المقاومة خلال الأسبوع الماضي في بلدة حولا، والخسائر الكبيرة التي تكبّدتها القوات المتقدّمة.

4- المحور الرابع: منطقة عمليات الفرقة 98 في "جيش" العدو، يمتدّ من مركبا جنوباً، وصولاً إلى قرية الغجر اللبنانية المحتلة في الشمال الشرقي.

تقدّمت قوة مشاة معادية في اتجاه أطراف بلدة كفركلا الشرقية، وصولاً إلى منطقة تل نحاس، عند الأطراف الشمالية الشرقية للبلدة، فتصدى لها المجاهدون بالأسلحة المناسبة، بالتزامن مع استهداف مكثّف لتحشدات العدو في المناطق الخلفية.

أسفر ذلك عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات العدو، الذي أُجبر على إدخال المروحيّات العسكريّة لإجلاء الإصابات، وسط غطاء كثيف من الرمايات المدفعية وغطاء دخاني كثيف، خوفاً من استهدافات المقاومة.

5- المحور الخامس: منطقة عمليات الفرقة 210 في "جيش" العدو، يمتدّ من قرية الغجر، وحتى مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.

استهدف مجاهدو المقاومة بالأسلحة الصاروخية، وبصورة مكثّفة، العديد من محاولات التقدّم في خراج بلدتي كفرشوبا وشبعا، بهدف السيطرة على المرتفعات. وقد تعمّد العدو حرق الأحراج في المنطقة، خوفاً من أي عملية هجومية للمقاومة.

ويتعامل مجاهدو المقاومة مع محاولات تقدّم قوات العدو المتكررة في اتجاه الأحياء الجنوبية والجنوبيّة الشرقية لمدينة الخيام، بمختلف أنواع الأسلحة الصاروخية والمدفعية، محققين إصابات مؤكدة.

القوة الصاروخية

تواصل القوة الصاروخية في المقاومة الإسلامية في لبنان استهداف تحشدات العدو، في المواقع والثكنات العسكرية على طول الحدود اللبنانية - الفلسطينية، وصولاً إلى القواعد العسكرية والاستراتيجية والأمنية في عمق فلسطين المحتلة، بمختلف أنواع الصواريخ، منها الدقيقة التي تستخدم للمرة الأولى.

بلغ مجموع عملياتها، منذ الـ17 من أيلول/سبتمبر 2024، وحتى إصدار هذا الملخص، 655 عملية إطلاق متنوعة، 63 منها خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط، وبعمق وصل إلى 105 كلم، حتى الضواحي الشمالية لـ"تل أبيب".

القوة الجوية

القوة الجوية في المقاومة الإسلامية تواصل استهداف قواعد العدو العسكرية أيضاً، من الحدود اللبنانية - الفلسطينية، وصولاً إلى عمق فلسطين المحتلة.

وقد بلغ مجموع عملياتها، منذ الـ17 من أيلول/سبتمبر 2024، وحتى إصدار هذا الملخص، الـ76، شملت إطلاق أكثر من 170 مسيّرة، من مختلف الأنواع والأحجام، منها 11 عمليةً خلال الأيام الثلاثة الماضية، وبعمق وصل إلى 145 كلم، حتى الضواحي الجنوبية لـ"تل أبيب".

وحدة الدفاع الجوي

في وحدة الدفاع الجوي، نفّذ مجاهدو المقاومة الإسلامية، منذ الـ17 من أيلول/سبتمبر 2024، وحتى إصدار هذا الملخص، 20 عملية إطلاق لصواريخ "أرض – جو" ضدّ الطائرات الإسرائيلية في أجواء الجنوب اللبناني، منها 4 عمليات خلال الأيام الثلاثة الماضية.

مقالات مشابهة

  • رئيس تحرير وكالة أنباء زيمبابوية: بوتين غرس في الشعب الروسي شعور الافتخار بالوطن خلال مؤتمره الصحافي
  • صمود غزة يفتك بـ “اقتصاد الكيان الصهيوني”
  • خبير عسكري: تحفظ كبير من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية تجاه الجولاني
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تبارك القصف الصاروخي اليمني في عمق الكيان الصهيوني
  • باحث في الشؤون الروسية: الغرب لا يزال متشبث بتقديم الدعم الكبير لأوكرانيا
  • أبرز عمليات المقاومة في شمال قطاع غزة خلال 77 يوماً من العدوان الصهيوني وحرب الإبادة (إنفوجرافيك)
  • كاتب صحفي: الدول الغربية تتحرك لحماية مصالحها أكثر من حقوق الإنسان
  • خلال أسبوع ..121 عملا مقاوما ضد العدو الصهيوني في الضفة والقدس
  • قطار يدهس يوتيوبر خلال توثيق مغامرته
  • 1000 قتيل وجريح من جنود وضباط العدو وتدمير 42 دبابة خلال معارك جنوب لبنان