دوافع الانتقام والعسكرية العلمانية في الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
يرى المحلل الإسرائيلي يغيل ليفي، في مقال نشره بصحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن الدوافع الأساسية للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة ولبنان ليست دينية كما قد يظن البعض، بل تعود إلى جذور علمانية عسكرية تتغلغل في الثقافة السياسية الإسرائيلية منذ عقود.
وقال ليفي في مقاله إن الحديث المتزايد عن سيطرة مجموعات يمينية متطرفة وذات ميول دينية على الحكومة الإسرائيلية، هو "تحليل سطحي" للحرب.
وأحد أبرز النقاط التي طرحها ليفي لتبرير تقليله من أهمية التيارات الدينية، التي تؤثر بشكل كبير على سياسات الحكومة الإسرائيلية، هو قوله إن "القيادات العسكرية التي تشرف على العمليات الجوية والاستخباراتية، بما في ذلك المشاريع التكنولوجية المتطورة، هي قيادات علمانية وليست مشحونة بالدوافع الدينية أو الولاءات لحكومة نتنياهو".
وأضاف "هذه القيادات تنتمي في معظمها إلى الوسط واليسار العلماني في إسرائيل، ولكنها مع ذلك كانت مسؤولة عن القصف المكثف في غزة خلال الأسابيع الأولى من الحرب، والذي تسبب في سقوط آلاف الضحايا من المدنيين الفلسطينيين".
حماس الانتقاموانتقد المحلل الإسرائيلي بشدة ما وصفه بـ"حماس الانتقام" لدى بعض أعضاء هذه الفرق، قائلا: "تلك الرغبة في الانتقام ليست مقتصرة على الفئات الدينية أو اليمينية المتطرفة، بل إنها تمتد لتشمل أيضا قطاعات من العلمانيين"، وهذا يعكس، وفقا له "مزيجا من القومية والميل العسكري الذي يخترق كل أطياف المجتمع الإسرائيلي، بما في ذلك المثقفون والقيادات السياسية في الوسط واليسار".
ولفت ليفي النظر إلى أن شعار "القضاء على حماس" الذي تتبناه الكثير من الأوساط السياسية، بما فيها المثقفون من اليسار، هو ما دفع الحكومة إلى تبني أهداف غير واقعية من الناحية السياسية. وأضاف أن "الجميع يصمت" أمام هذه الأهداف، حتى من كانوا يعارضون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في السابق، عندما يصر الجيش على تنفيذ خططه العسكرية.
مسؤولية الإعلامولا تقتصر انتقادات ليفي على المؤسسات العسكرية أو السياسية، بل تمتد لتشمل وسائل الإعلام الإسرائيلية التي وصفها بأنها "اتبعت بشكل أعمى أجندة الحرب وتجاهلت إلى حد كبير الأضرار والدمار الذي لحق بالمدنيين في غزة".
وهذه التغطية الإعلامية، وفقا له، "ليست نتيجة لهيمنة دينية أو توجهات يمينية متطرفة، بل هي جزء من ثقافة عسكرية تضع الأولوية للقدرة العسكرية والتكنولوجية على حساب الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية".
وفيما يتعلق بالجبهة الشمالية، قال ليفي إن "التصعيد مع لبنان لم يكن مدفوعا بضغوط من وزراء اليمين المتطرف في الحكومة، بل جاء نتيجة للمنطق العسكري التقليدي الذي يفصل بين الأهداف العسكرية والسياسية"، مشيرا إلى أن "الجيش الإسرائيلي، متحمس بتفوقه التكنولوجي والعسكري، مضى قدما في تنفيذ هذه العمليات دون أن يتوقف ليفكر في العواقب السياسية على المدى الطويل".
وأكد ليفي أن حرب الإبادة على غزة ليست مجرد أداة في يد نتنياهو لخدمة أهدافه السياسية، بل إنها تنبع من "ثقافة سياسية إسرائيلية علمانية تعمقت وتجذرت على مر السنوات".
وأفاد الكاتب أن الطبقة العلمانية، وخصوصا "الشريحة البيضاء"، تحاول الآن "التبرؤ من المسؤولية عن النتائج الكارثية للحرب على المستويين الأخلاقي والإستراتيجي، لكنها في الواقع تتحمل جزءا كبيرا من هذه المسؤولية".
واختتم ليفي مقاله بتحذير واضح: "يجب على هذه الفئة أن تواجه نفسها وتتحمل مسؤولية الدماء التي سفكت والتي ستُسفك"، مشيرا إلى أن "تبرئة الذات لن تخفف من تبعات الحرب على إسرائيل ولا على المنطقة كلها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء باكستان: ندعم كل المحاولات السياسية للتوصل لوقف إطلاق النار بغزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، إنه بالنيابة عن شعب باكستان يريد أن يعبر عن مدى اعتزازه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل عقد هذا المؤتمر وهذه الجلسة، من أجل مناقشة الأحداث الجارية، والقتل العمد للأبرياء في غزة ولبنان على هامش قمة مجموعة الثماني النامية.
وأضاف «شريف»، في كلمته خلال القمة الجلسة الخاصة بالأوضاع في فلسطين ولبنان بالقمة 11 لمنظمة الدول الثماني النامية، عبر فضائية «إكسترا نيوز»، أن الجلسة تناقش وقتًا عصيبًا للغاية؛ لأننا رأينا تصعيدات كبيرة في الهجمات الإسرائيلية، ولا سيما على قطاع غزة والآن قد توسعوا في هجماتهم، ووصلوا إلى الضفة الغربية ولبنان وحتى سوريا، وهذا القصف الإسرائيلي أثر على المنطقة بأكملها، وقد وصل ليمتد إلى العراق واليمن، وما بعاد ذلك وهذا يؤثر على المنطقة بأكملها.
وتابع: « ما حدث في الفترة الماضية واحدة من أسود الفصول على الإنسانية والتصعيدات التي تحدث غير مسبوقة وإسرائيل استهدفت المدنيين الأبرياء في غزة وفي لبنان وهذا قد نتج عنه الالاف الضحايا الأبرياء ومئات الالاف الجرحة والاحتلال الإسرائيلي انتهك كافة القرارات الدولية الإنسانية والآن هذه الحرب تتغذى على دماء الأبرياء»، مشيرًا إلى أن باكستان تدعم كل المحاولات السياسية للتوصل لوقف إطلاق نار بشكل فوري
وواصل: « الدول الغربية التي اختارت ان تكون صامته هي أيضًا ترتكب جريمة وبكستان كانت دائمًا تدين ما يحدث من هجمات من إسرائيل على غزة وعلى الضفة الغربية وعلى لبنان وسوريا»
ولفت إلى أن باكستان قد أدانت محاولة وقف عمل الأونروا وإسرائيل كانت تحاول بقدر الإمكان ان تعرقل قدر الإمكان دور الأونروا وهو بالغ الأهمية اليت كانت منظمة تعمل على قدم وساق من اجل إنقاذ المدنيين الأبرياء في غزة وفي الضفة الغربية.